زاد المربي

بل إن الإسلام غيّر قواعد البعد الاجتماعي، حيث جعلها بمدى معرفة الإنسان لربه والقرب منه، ولفت إلى عامل آخر ساعد على دعم استقرار المجتمع الإسلامي، ألا وهو الأخوة في الله والحب لله، الذي لا يقوم على مصالح شخصية.

بين التعلق بالأشخاص والحب شَعْرة صغيرة قد تُخرج الإنسان من الحب المشروع إلى التعلق المذموم الذي يُؤثر على العملية التربوية سلبًا، ويتسبب في اختلال معايير التربية، ونشأة التعصب للبعض على حساب الانتماء للحركة والفكرة والمنهج ذاته.

وتعد البطالة إحدى أكبر المشكلات التي تؤدي لخلل في التربية الأخلاقية للشباب، فضلا عن أنها مؤشر ونتيجة حتمية لقضايا أكبر وأعمق نتجت عن تخطيط قاصر لم يراع المتغيرات الزمنية على خريطة القوى العاملة.

إن التنمية الذاتية بالنسبة للشباب اليوم تعني عملية ذكية في كسب الأجر وتنمية الجذوة الإيجابية في النفس من خلال عمل عام فيه نفع للناس كما قال عبد الله بن عباس، رضي الله عنه. 

يتلخّص مفهوم اعتياد النعم وإِلفها، في أنّ المرء يعتقد أنّ كل ما يتمتع به عبارة عن حقوق مكتسبة لا تستلزم الشكر، وتمر النعمة تلو النعمة فلا يُؤدي شكرها قولا أو عملا.

بدأت سورة مريم بسرد قصصي رائع لتوضيح العلاقة الأسرية بين الأب وابنه، وهي العلاقة التي يسعى إليها كل أب، علاقة الحب والرحمة وفي المقابل يجني الأب إحسانا وبرا من ولده.

"... لكن العبد الذي يتعهد قلبه وعقله وجسده بالرعاية، والأخذ بسُبُل الوصول إلى الله - سبحانه وتعالى - ربما تصيبه بعض الغفلة فيقع في حبائل الشيطان، لكنه سرعان ما يعود إلى الطريق المستقيم، بعد أن تلومه نفسه المتبّصرة لحقائق إبليس وأعوانه".

"... إن فهم الظروف السابقة يؤدي إلى حسن مواجهة الضغوط النفسية وفهم ما يحدث للجسم والعقل عندما يتعرّض لمواقف مُهددة أو ضغوط متزايدة، كما أنّ الفرد يُصبح واعيًا بالطبيعة التفاعلية بين الذات والبيئة ...".

إنّ بعض مَن غلبت عليه البطالة استثقل المجاهدة والرياضة وكسب فضيلة تهذيب الأخلاق وتحسينها، وزعم أن الأخلاق والطباع لا تتغير، ولو كانت كذلك لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: (حسنوا أخلاقكم).

إن الإنسان في حاجة دائمة إلى نوعين من الغذاء؛ مادي لتلبية مطالبه الجسدية، وروحي لتلبية مطالبه الروحية، وبما أن الجسد من الأرض فغذاؤُه من طعام وشراب، أما الروح التي من نور الله، فغذاؤُها من نور الله وروحه، هكذا تكون تربية النفس في الإسلام.