ميّز الله- تبارك وتعالى- الإنسان بالعقل على سائر المخلوقات، ليصل إلى حقيقة وحدانية خالق الكون- سبحانه- ويمتثل لأوامره وينتهي عما نهى، ويعمر الأرض، ويستمتع بنعمه وما سخر له؛ فيعيش عيشة السّعداء، الذين آمنهم الله من الخوف والجزع والحزن في الدنيا، وأعد لهم الجنة في الآخرة.
ولذة الطاعة تجلب لصاحبها راحة النفس وسعادة القلب وانشراح الصدر، وسعة البال أثناء أداء العبادة وعقب الانتهاء منها، وهذه اللذة تتفاوت من شخص إلى آخر حسب قوة الإيمان وضعفه.
مفهوم لذة العبادة
لقد لخص القرآن الكريم مفهوم لذة العبادة في قول الله- عز وجل-: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل:97 ]، وهو المعنى الذي شعر به النبي- صلى الله عليه وسلم- من وقوفه بين يدي ربه في الصلاة فهتف مناديًا بلال: “يا بلالُ! أَقِمِ الصلاةَ، أَرِحْنا بها” (أبو داود)(1).
ولا تكون هذه اللذة والراحة والطمأنينة والسّعادة إلا بعبادة الله وحدَه، وتعلُّق القلب به، ودوام ذكره، يقول ابن القيم: “والإقبال على الله- تعالى- والإنابة إليه والرضا به وعنه، وامتلاء القلب من محبته واللَّهَج بذكره، والفرح والسرور بمعرفته، ثواب عاجل وجنة وعيش لا نسبة لعيش الملوك إليه البتة”(2).
وأما من أعرض عن هُدى الله، وما جاء به رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فسيعيش عيشة القلق والضنك: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكا} [طه: 124]. فهو “لا لذة ولا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيِّق حرج لضلاله وإن تنعَّم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء؛ فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشكٍّ؛ فلا يزال في رَيبه يتردَّد؛ فهذا من ضنك المعيشة”.
لذة العبادة في حياة النبي والصحابة
وحرص النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يحيي قلبه بالإيمان، ويعيش لذة العبادة لله- سبحانه وتعالى-، فكان يُكثر من الطاعات حتى انتفخت قدماه- مع كونه رسول الله وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر- لكنها لذّة الطاعة التي أجاب عنها بقوله: “أَفلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا” (مسلم).
وهذا عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- يُخبرنا عن هذا الحال فيقول: “قالَ لي النَّبيُّ- صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: اقْرَأْ عَلَيَّ، قُلتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قالَ: فإنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِن غَيرِي، فَقَرَأْتُ عليه سُورَةَ النِّسَاءِ، حتَّى بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]، قالَ: أمْسِكْ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ” (البخاري).
وهو الحال الذي سعى إليه الصحابة والتابعون والصالحون من بعد نبيهم الكريم، فكانوا يستشعرون عظمة العبودية لله- جل وعلا-، لتحقيق الراحة النفسية.
فهذا أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- التي تصفه ابنته عائشة- زوج رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فحينما اشتد مرض النبي قيلَ له في الصَّلَاةِ، فَقَالَ: “مُرُوا أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ قَالَتْ عَائِشَةُ: إنَّ أبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إذَا قَرَأَ غَلَبَهُ البُكَاءُ” (البخاري).
وبكى معاذ بن جبل- رضي الله عنه- عند موته فقيل له في ذلك، قال: “إنما أبكي على ظمأ الهواجر (الصيام في شدة الحر) وقيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر”.
وهذا إبراهيم بن أدهم يقول: “لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف”.
ويقول ابن تيمية: “إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة”، وقال: “ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري؛ إن رحت فهي معي لا تفارقني، إنَّ حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة!”.
وقال أحد السلف: “مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله تعالى ومعرفته وذكره والأنس به”.
وقال آخر: “أنه لتمرّ بالقلب أوقات يرقص فيها طربًا، حتى أقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب”(3).
صور من لذة الطاعة
الأصل أن المؤمن يجد لذة العبادة وحلاوتها في كل عمل يتقرب به إلى الله- جل وعلا-، ونشير إلى بعض من هذه الصور:
- لذة الإيمان: فللإيمان لذة لا تضاهيها لذة من لذائذ الدنيا الفانية؛ فعن أنس- رضي الله عنه- قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: “ثلاث مَن كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان…” (البخاري ومسلم).
- لذة الصلاة: فللصلاة لذة عظيمة؛ وجدها رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؛ حينما عبر عنها بقوله-: “حُبِّب إليَّ من دنياكم النساء والطيب وجُعلَت قرة عيني في الصلاة” (أخرجه أحمد والنسائي عن أنس بن مالك، وصححه الألباني).
- لذة قيام الليل: يُروى عن نافع بن عمر قال: قالت أم عمر بن المنكدر لعمر: “إني أشتهي أن أراك نائما؟ فقال: يا أماه! والله! إن الليل ليَرِد عليَّ فيهولني، فينقضي عني وما قضيت منه أربي”.
- لذة قراءة القرآن وتلاوته: قال عثمان بن عفان: “لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله”. قال ابن القيم: “وكيف يشبع المحب من كلام من هو غاية مطلوبة” إلى أن قال: “فلمُحبي القرآن من الوجد والذوق واللذة والحلاوة والسرور أضعاف ما لمحبي السماع الشيطاني”(4).
- لذة الإنفاق في سبيل الله: وقد وجد هذه اللذة أبو الدحداح- رضي الله عنه- فجعل مزرعته كلها لله؛ فعن أنس- رضي الله عنه- “أنَّ رجلًا قال يا رسولَ اللهِ إنَّ لفلانٍ نخلةً وأنا أُقيمُ نخلي بها فمُرْه أن يعطيَني إياها حتى أُقيم حائطي بها فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أَعْطِها إياه بنخلةٍ في الجنةِ فأبى وأتاه أبو الدَّحداحِ فقال بِعْني نخلَك بحائطي قال ففعل قال فأتى النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ إني قد ابتعتُ النخلةَ بحائطي فاجعلْها له فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “كم من عَذقٍ دوَّاحٍ لأبي الدَّحداحِ في الجنةِ” مِرارًا، فأتى امرأتَه فقال يا أمَّ الدَّحداحِ اخرُجي من الحائطِ فإني بعتُه بنخلةٍ في الجنةِ فقالت قد ربحتِ البيعُ أو كلمةً نحوها” (أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه).
- لذة طلب العلم: قال الشاطبي: “في العلم بالأشياء لذة لا توازيها لذة؛ إذ هو نوع من الاستيلاء على المعلوم والحوز له، ومحبة الاستيلاء قد جبلت عليها النفوس، وميلت إليها القلوب”.
أسباب موانع لذة الطاعة
إن لذة العبادة والطاعة لله- جل وعلا- لها آثار تظهر على مَن رزقه الله- تبارك وتعالى- هذه النعمة، وهو المعنى الذي وَصفه الإمام الحسن البصري- رحمه الله- بقوله: “تفقدوا الحلاوة في ثلاث: في الصلاة، وفي القرآن، وفي الذكر، فإن وجدتموها فامضوا وأبشروا، وإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق”.
ومتى شعر العبد أنه لا يجد حلاوة في قلبه للطاعة والعبادة، فليراجع نفسه، ليعرف أسباب ذلك والتي منها:
- المعاصي والذنوب التي تحجب القلوب عن النور الرباني فتُظلمه وتفقده لذة الشعور بالعبادة، قال تعالى:{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل:97]، وأهل الذنوب والمعاصي لا يجدون حلاوة العبادة ولا لذتها، ولا يتنعمون بها.
- عبادة الله على غير بصيرة وعلم، حيث يقول الله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[الزمر: 9].
- الوقوع في المُشتبهات: فيقول الإمام ابن الجوزي- رحمه الله-: “مَن رُزق قلبًا طيبًا ولذة مناجاة، فليراع حاله وليحترز من التغيّر، وإنما تدوم له حاله بدوام التقوى”.
- صحبة الفاسقين ومحبة الدنيا، وطلب رضا الناس المفضي إلى ترك الحق، قال أحمد بن حرب رحمه الله: عبدت الله خمسين سنة، فما وجدت حلاوة العبادة، حتى تركت ثلاثة أشياء: تركت رضا الناس حتى قدرت أن أتكلم بالحق، وتركت صحبة الفاسقين حتى وجدت صحبة الصالحين، وتركت حلاوة الدنيا حتى وجدت حلاوة الآخرة.
- كثرة مخالطة الناس وارتياد أماكن المنكرات وانتشار الظلم وغياب العدل والحق.
- تحول العبادات إلى عادات: حيث تؤدى الفرائض وجميع الطاعات كروتين يومي اعتاد عليه المرء.
- النفاق: وهو من الأمور التي تُورّث الحزن وسواد القلب وبغض الله للعبد(5).
كيف نتذوق لذة الطاعة؟
والمسلم يتذوق لذة العبادة والطاعة والإيمان بالله عز وجل، إذ فعل ثلاثًا، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: “ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا” (صحيح مسلم).
ومن الأسباب المؤدية إلى الشعور بنعمة لذة العبادة والطاعة لله تبارك وتعالى:
- مجاهدة النفس على العبادة والتدرج في ذلك: يقول الله تعالى: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]. ولا بُد من الصبر في البدايات على تعب العبادات وحَمل النفس عليها تارة وتشويقها إليها أخرى حتى تذوق حلاوتها؛ فالتعب إنما يكون في البداية ثم تأتي اللذة بعدُ، كما قال ابن القيم: “السالك في أول الأمر يجد تعب التكاليف ومشقة العمل لعدم أنس قلبه بمعبوده، فإذا حصل للقلب روح الأنس زالت عنه تلك التكاليف والمشاق فصارت قرة عين له وقوة ولذة”.
- الإكثار من العبادة على اختلاف صفاتها وأحوالها حتى لا تمل النفس، وحتى تقبل ولا تدبر، كما في الحديث القدسي: “وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ” (البخاري).
- صحبة المجتهدين وترك البطالين، والتأمل في سير الصالحين: فمن بركة صحبة أهل الصلاح، الاقتداء بهم، والتأسي بحالهم، والانتفاع بكلامهم، والنظر إليهم، وكان ابن المبارك يقول: “كنت إذا نظرت إلى وجه الفضيل بن عياض احتقرت نفسي”.
- قراءة القرآن وتدبر معانيه، والوقوف عند عجائبه: فإن في القرآن شفاءً للقلوب من أمراضها، وجلاءً لها من صدئها، وترقيقا لما أصابها من قسوة، وتذكيرًا لما اعتراها من غفلة.
- الخلوة بالله- سبحانه وتعالى- والأنس به: فيتخيّر العبد أوقاتًا تناسبه في ليله أو نهاره، يخلو فيها بربه، ويبتعد فيها عن ضجيج الحياة وصخبها، يناجي فيها ربه، يبث له شكواه، وينقل إليه نجواه، ويتوسل فيها إلى سيده ومولاه.
- البعد عن الذنوب والمعاصي: فكم من شهوة ساعة أورثت ذلا طويلا، وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين، وكم من نظرة حرمت صاحبها نور البصيرة.
- التقلل من المباحات وكثرة الدعاء والذلة لله فمتى فتح لك منه باب فقد أراد الله بك خيرًا كثيرًا(6).
لذة الطاعة ليست الغاية الكبرى
إن لذة العبادة والطاعة لله تعالى، ليست الغاية الكبرى التي يسعى إليها المؤمن، فهو يُؤدي الطاعة من أجل تحقيق العبودية الكاملة لله- سبحانه وتعالى-، لينال رضاه.
والله تعالى مستحق للعبادة، ولو لم يخلق جنة أو نارًا، فلا ينبغي للعابد أن تقتصر علة عبادته لربه- سبحانه- على نيل اللذة أو رغبته في الجنة، أو خوفه من النار، بحيث لو لم يوجدا ما عمل شيئًا، ولا أدى حق العبودية لله تعالى، وإنما ينبغي أن يقصد بذلك أداء ما ينبغي لله تعالى لكمال ذاته، وصفاته، وأفعاله، ويجمع إلى ذلك: رجاء ثوابه، وخوف عقابه، اللذَين هما من جملة أفعاله، فيعبد ربه محبةً، وتعظيمًا، وحياءً، كما يعبده خوفا.
وهو ما أجمله النبي- صلى الله عليه وسلم- بقوله لمعاذ: “يَا مُعَاذ؛ هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَقّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟”. قلتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ! قالَ: “فإنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ: أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ: أَنْ لا يُعَذبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا”. فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَفلا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ؟ قَالَ: “لا تُبَشِّرْهُمْ فيَتَّكِلوا” (رواه البخاري ومسلم)(7).
هكذا فإن لذة العبادة من منح الله- عز وجل- لعباده، إذ يجد المسلم راحة في النفس وسعادة في القلب، وانشراحًا في الصدر عند القيام بطاعة من الطاعات التي أمر الله بها، وهذه اللذة تتفاوت من شخص إلى آخر حسب قوة الإيمان وضعفه.
المصادر والمراجع:
- إبراهيم بن عبد الله المزروعي: حلاوة الإيمان ولذة الطاعة، 7 يناير 2019.
- ابن القيم: الوابل الصيب، ص 69.
- عبدالباري بن عواض الثبيتي: لذة العبادة، 6 يوليو 2014.
- ابن القيم: الجواب الكافي، ص 170.
- فهد بن عبدالعزيز بن عبد الله الشويرخ: أسباب حرمان حلاوة العبادة ولذتها، 5 مارس 2020.
- لذّة العبَادة: 20 أبريل 2006.
- عبدالوهاب القرش: العبادة في الإسلام.