يقول الشيخ محمد الغزالي- مؤلف الكتاب: “شغفت بسير العباد الصالحين، وحاولت أن أقبس منها شعاعًا أستضئ به، كنت بقلبي مع موسى في مـدين، وهو يحس لـذع الوحشـة والحاجة، وكنت مع عيسى وهو يواجه مساءلة دقيقة ويدفع عن نفسه دعوى الألوهية، وكنت مع إبراهيم وهو بوادي مكة المجدب يسلم ابنه للقدر المرهوب، ويسأل الله الأنيس لأهله.
غير أني انبهرت وتاهت منى نفسي، وأنا بين يدى النبي الخاتم محمد بن عبد الله، وهو يدعو ويدعو، لقد شعرت بأني أمام فن في الـدعاء ذاهـب في الطول والعرض لم يؤثر مثلـه عن المصطفين الأخيار، على امتداد الأدهار.
ولست في مقـام مفاضلة بين أحد من النبيين، إنها حقيقة علمية رأيت إثباتها في صفحات قلائل، مشفوعة بالدلائل التي تزدحم حولها.
وفى هذا الكتاب سياحـة محـدودة في جانب شريف من جـوانب السيرة، جـانب الذكر والدعاء.
ما فيه من توفيق هـو محض الفضل الأعلى، وما قـد أخطئ فيـه هـو رشح نفسي الأمارة بالسوء”.
فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء
