ورد لفظ النفس في القرآن الكريم مائتين وخمسا وتسعين مرة، وهو من الألفاظ المشتركة التي تحمل عدة معانٍ، وللنفس معان كثيرة، ولكننا نتحدث في هذا المقال عن النفس اللوامة؛ تعريفها، وفضلها، ومراحل الطريق الموصلة إليها.
شغفت بسير العباد الصالحين، وحاولت أن أقبس منها شعاعا أستضئ به.
كنت بقلبي مع موسى في مـدين، وهو يحس لـذع الوحشـة والحاجة. وكنت مع عيسى وهو يواجه مساءلة دقيقة ويدفع عن نفسه دعوى الألوهية، وكنت مع إبراهيم وهو بوادي مكة المجدب يسلم ابنه للقدر المرهوب، ويسأل الله الأنيس لأهله.
غير أني انبهرت وتاهت منى نفسي، وأنا بين يدى النبي الخاتم محمد بن عبد الله، وهو يدعو ويدعو.
لقد شعرت بأني أمام فن في الـدعاء ذاهـب في الطول والعرض لم يؤثر مثلـه عن المصطفين الأخيار، على امتداد الأدهار . .
ولست في مقـام مفاضلة بين أحد من النبيين، إنها حقيقة علمية رأيت إثباتها في صفحات قلائل، مشفوعة بالدلائل التي تزدحم حولها . .
وفى هذا الكتاب سياحـة محـدودة في جانب شريف من جـوانب السيرة، جـانب الذكر والدعاء.
ما فيه من توفيق هـو محض الفضل الأعلى، وما قـد أخطئ فيـه هـو رشح نفسي الأمارة بالسوء . .