هذا كتاب يتعرض لحاضر المسلمين ومستقبلهم، ويشارك في إنعاشهم من الغيبوبة الطويلة التي ألمت بهم! إنها إغماءة مقلقة حقا، ظنها أعداء الإسلام بوادر موت، ولكن كاتب هذا الكتاب الشيخ العالم محمد الغزالي من الخبراء بأمتنا وتاريخها وكبواتها ونهضاتها، ومن أجل ذلك قرر اعتراض العلل المؤذية ومتابعة جراثيمها هنا وهناك حتى تعود العافية ونستأنف نشاطنا العتيد.
ملهم هذا الكتاب وصاحب موضوعه هو الأستاذ الإمام الشهيد حسن البنا، الذي يصفه المؤلف كما يصفه الكثيرون بأنه مجدد القرن الرابع عشر للهجرة، فقد وضع جملة مبادئ تجمع الشمل المتفرق، وتوضح الهدف الغائم، وتعود بالمسلمين إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم، وتتناول ما عراهم خلال الماضي من أسباب العوج والاسترخاء بيد آسية، وعين لماحة، فلا تدع سببا لضعف أو خمول. لذلك جاء هذا الكتاب لتأصيل هذه المبادئ وشرحها -، على ضوء تجارب الشيخ الغزالي المستفادة خلال أربعين عاما في ميدان الدعوة، قضى بعضها مع الإمام الشهيد، وبعضها مع الرجال الذين رباهم، وبعضا آخر مع مؤمنين أحبوا دينهم، وجاهدوا في سبيله، وقاوموا ببأس شديد جميع القوى التي أغارت عليه وحاولت إطفاء نوره، وتنكيس رايته.