الطريقة الإلقائية هي طريقة يتولى فيها المعلم عرض موضوع معين، وتقديم المعلومات بأسلوب شفهي يلائم مستويات المتعلمين من أجل تحقيق أهداف الدرس، وتعتبر الطريقة الإلقائية إحدى أبسط الطرق التدريسية وأكثرها شيوعًا واستخدامًا بين المعلمين، وتعتمد على جهد المعلم وعلى ذاكرته وغزارة معلوماته وما يمتلكه من مفردات وألفاظ وعبارات، وهي طريقة غير صعبة تتطلب إرسال معلومات للمتعلمين الذين عليهم استقبالها وتقبّلها بكل سهولة ويسر، وتعتبر الطريقة الإلقائية من أقدم الطرق التعليمية ومحورها هو المعلم.
الشروط الهامة التي يجب توفرها في الطريقة الإلقائية:
1- الإلمام بالمادة.
2- طلاقة اللسان، والصوت الواضح الجذاب، ومهارة الخطابة بما تشترطه من حركات الجسد وأدوات التأثير على المتلقي.
3- تمثيل المعاني، واعتدال الإلقاء بحيث لا يكون سريعًا تتعذر متابعته، ولا بطيئا يدعو إلى الملل.
4- اختيار الأسلوب المناسب للمادة.
5- تركيز المعلم على الأفكار الهامة وتكرارها بأساليب مختلفة لترسيخها في أذهان المستمعين.
6- ألا تكون الفترة المخصصة للإلقاء طويلة مملة، ليتمكن المتعلمون من المتابعة.
أنواع الطريقة الإلقائية والمزايا والعيوب
أولاً: المحاضرة
هي: عرض شفهي للمعلومات من المعلم إلى المتعلمين، وقد يتخللها عرض الأسئلة أو المناقشة، وبهذا فإن الحواس المشاركة في استلام المعلومات من قبل المتعلم هما حاستا السمع والبصر بصورة رئيسة.
المزايا:
- توفير الوقت والجهد.
- تناسب بعض المواد الدراسية كالتاريخ والأدب .
- مناسبة في المواقف التي يكثر فيها عدد المتعلمين.
- مناسبة للمناهج الطويلة.
- تنمي في المتعلمين حب الاستماع وحب القراءة.
العيوب:
- مملة للمتعلمين.
- قلة أو عدم مشاركة المتعلمين فيها.
- غالبًا ما يكون التركيز فيها على المعلومات دون المتعلمين.
- لا تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.
- يصبح المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة ويقدمها للمتعلمين جاهزة، فيستمرون في الكسل.
ثانيًا: الوصف
الوصف هو وسيلة من وسائل الإيضاح اللفظي التي تستعمل حين يتعذر وجود الوسائل الأخرى مثل وسائل الاتصال التربوي، وهو ذكر صفات الموصوف بأساليب جذابة مرتبة مرتبطة ببعضها البعض في تسلسل محبب للنفوس وترتيب منطقي لا يدعو إلى النسيان.
ومن أهم ميزاتها:
– المساعدة في توضيح النقاط الغامضة وتثبيت الأفكار في الذهن.
– مناسبتها للتطبيق في مختلف ميادين المعرفة.
ثالثًا: الشرح
هو: طريقة يتناول فيها المعلم المادة الدراسية بالتفسير والتوضيح ويشرح كل جزء من أجزائها بشكل تدريجي، وذلك بهدف جعل المادة الدراسية واضحة ومفهومة مع استخدام الأسئلة التعليمية للتأكد من فهم الطلاب.
المزايا:
- تصلح لتعليم المادة الدراسية التي تتسلسل فيها المعلومات من الجزء إلى الكل.
- فعالة مع المتعلمين ذوي القدرات المتوسطة والضعيفة بشكل خاص.
- فعالة مع المادة التعليمية صغيرة الحجم نسبياً.
- فعالة مع محتوى المبادئ والإجراءات أكثر من المفاهيم والحقائق.
- تتيح فرص الممارسة والتدريب والتغذية الراجعة.
- تنمي التذكر، الفهم، الاستيعاب، التطبيق، التحليل، التركيب، وغيرها من العمليات العليا.
العيوب:
- قد تحتاج إلى وقت طويل لتحقيق أهداف تعليمية محدودة.
- تعتمد على المعلم بالدرجة الأولى وإن كانت تسمح للمتعلم بفرص تتيح له إبداء الرأي.
- تحتاج إلى مقدرة المعلم على توضيح الفكرة بلغة مفهومة، وقد لا تتوفر مثل هذه المقدرة عند بعض المعلمين.
رابعًا القصة
هي طريقة تدريسية قائمة على تقديم المعلومات والحقائق بشكل قصصي، وهي من الطرائق المثلى لتعليم الصغار؛ كونها تساعد على جذب انتباههم، وتكسبهم الكثير من المعلومات والحقائق التاريخية، والخلقية، بصورة شيقة وجذابة، ويجب ربط القصة بالهدف المراد تحقيقه.
والقصة هي حكاية نثرية مستوحاة من الواقع أو الخيال تُبنى على قواعد معينة من الفن الأدبي، وتُعنى بحادثة واحدة أو حوادث عدة، تُستمد من الواقع أو الخيال تتعلق بشخصيات آدمية أو غير آدمية تتباين في أساليب حياتها، كما هو التباين في حياة الناس، ويكون نصيبها في القصة متفاوتًا من حيث التأثير أو التأثر.
وتعتبر من الطرق القديمة والتقليدية التي استخدمها الإنسان حيث تعتمد على تقديم المعلومات والمعارف والحقائق بشكل قصصي وتحويل الدرس إلى قصة ممتعة ومشوقة، وتُعتبر من الأساليب المثلى للتعليم، وتساعد على جذب انتباه المتعلمين وإكسابهم المعلومات والحقائق، ويمكن أن تُستخدم في دروس التاريخ والجغرافيا وبعض فروع اللغة وبعض المواد الأخرى.
وطريقة القصة من أحب الطرق إلى قلوب الأطفال، بل والكبار أيضاً، وأعطاها الحق تبارك وتعالى مساحة واسعة في كتابه العزيز؛ لما لها من قدرة على إثارة مشاعر القارئ ووجدانه، بحيث يتصور نفسه أحد رجالها، فتارة يدخل فيها كلاعب أساس، وأخرى متفرج يريد أن يعرف النتيجة، وبكلتا الحالتين يصبح السلوك متأثراً بشكل أو بآخر بمجرد تفاعله مع القصة، فالقصة لها محاكاة مع الوجدان والمشاعر والانفعالات، تؤثر في الإنسان بقدر تفاعله معها، وقد استخدم القرآن الكريم القصص بعناصرها المختلفة: الشخصيات، الأحداث، الزمان والمكان، وطبيعة الحوار.
استخدامات القصة:
يمكن للمعلم أن يستخدم الأسلوب القصصي في المواقف التالية:
- عند إثارة المتعلمين إلى الدرس، بحيث تمهد له، وترسم الإطار النفسي الذي يربط المتعلم بما يتضمنه الدرس من معلومات وقيم واتجاهات.
- في غرس محتوى المنهج في نسق ونظام مؤثر وميسر.
- قد تأتي في نهاية الدرس بهدف التطبيق، لتكشف مدى ما حققه من أهداف.
مما سبق يمكن القول: إن طريقة القصة في التدريس هي من الطرق المثلى لتعليم المتعلمين، كونها تساعد على جذب انتباههم وتكسبهم الكثير من المعلومات والحقائق الجغرافية والتاريخية، بصورة شائقة وجذابة.
ويبدو مما تقدم أن الطريقة الإلقائية، هي من الطرائق الغنية بتفريعاتها والمجالات التي تتناولها، وما ينبغي الالتفات إليه أن هذه الطريقة وعلى الرغم من قدمها إلا أنها تبقى الطريقة الأكثر انتشاراً والأكثر قدرة على تلبية الاحتياجات، سواء منها المادية أو النفسية أو المعنوية، وتعتبر النقطة الأهم في نسج حركة التواصل الإنساني.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المراجع:
- طرق التدريس العامة: محمد عبد القادر أحمد.
- طرائق التدريس والتدريب المهني: طارق علي.
- التدريس طرائق واستراتيجيات: مركز نون.