بداية: زوجي إنسان متوسط الدخل، قبل الزواج اتفقنا على التعاون من أجل بناء مستقبلنا مع بعض؛ كوني إنسانة طموحة جدًا ولم أكن أرى أي مشكلة في ذلك، رغم أنني وضعت بعض الشروط في البداية، لكن بعد الزواج أصبحت أرى أن سبب فقر زَوجي ليس صعوبة الحياة وإنما عقليته، فهو من النوع الذي إذا أمن معيشة اليوم لا يفكر في الغد وإذا كان عنده وقت فراغ فلا يستغله بما ينفع.
أما على المستوى الثقافي، فزوجي أوقف دراسته في المرحلة الثانوية، بالمقابل أنا عندي ماجستير وحاولت معه كثيرًا ليستأنف الدراسة ويحسن من مستواه لكن دون جدوى، هو حاليا بعمر 39 سنة وأنا 31 سنة، هل يمكنني إكمال حياتي بهذا الوضع المتعب ذهنيا ونفسيا؟!
لو أن كل زوجين تعثرا في حياتهما ذهبا إلى حل الطلاق سريعًا؛ ما دامت مؤسسة الزواج في أي بيت.
أرى أن عقلية زوجي سبب فقرنا.. هل أطلب الطلاق؟!
أنا امرأة متزوجة منذ 7 سنوات برجل يتيم الأم، تعرفت عليه قبل ذلك وكان يحبني كثيرًا، وعندي بنتان واحدة 10 أشهر والأخرى 4 سنوات، أنا أعاني كثيرًا من عقلية زوجي التي دمرتني نفسيًا وحولتني من امرأة هادئة جدًا لامرأة عصبية لدرجة أني أصبحت أصاب بنوبات قلبية من شدة الغضب، ومؤخرًا أصبحت أفكر بأنه لا يمكنني الاستمرار هكذا لأني تعبت كثيرًا، لا أعرف كيف أشرح كل ما بداخلي؛ لكن سأحاول الاختصار قدر المستطاع.
بداية: زوجي إنسان متوسط الدخل، قبل الزواج اتفقنا على التعاون من أجل بناء مستقبلنا مع بعض؛ كوني إنسانة طموحة جدًا ولم أكن أرى أي مشكلة في ذلك، رغم أنني وضعت بعض الشروط في البداية، لكن بعد الزواج أصبحت أرى أن سبب فقر زَوجي ليس صعوبة الحياة وإنما عقليته، فهو من النوع الذي إذا أمن معيشة اليوم لا يفكر في الغد وإذا كان عنده وقت فراغ فلا يستغله بما ينفع.
أما على المستوى الثقافي، فزوجي أوقف دراسته في المرحلة الثانوية، بالمقابل أنا عندي ماجستير وحاولت معه كثيرًا ليستأنف الدراسة ويحسن من مستواه لكن دون جدوى، هو حاليا بعمر 39 سنة وأنا 31 سنة، هل يمكنني إكمال حياتي بهذا الوضع المتعب ذهنيا ونفسيا؟!
لو أن كل زوجين تعثرا في حياتهما ذهبا إلى حل الطلاق سريعًا؛ ما دامت مؤسسة الزواج في أي بيت.
الزواج كشركة تعب مؤسسوها في إقامتها ودفعوا مقابل تأسيسها من وقتهم وجهدهم وأموالهم الكثير، فهل إذا بدأت الشركة في الخسارة، فُضت الشراكة هكذا! أم يسعى المؤسسون لإصلاحها، يتقدمون خطوة ثم يتعثرون ثم يتقدمون وهكذا، حتى إذا ما أخذوا بكل الأسباب ولم يجدوا غير الخسارة، أنهوا الشراكة غير نادمين؟!
السائلة الكريمة:
وأنت تقيمين مؤسسة زواجك، اخترت بكامل إرادتك زوجًا غير كفء لك في الجانب الثقافي مما اعتبرتيه لاحقًا هو السبب الرئيسي لفشل مؤسسة زواجك.
الحقيقة تقول أن التكافؤ في شتى الجوانب، أمر مهم، ولكن ليس عليه عامل نجاح الزواج فقط، فكم من متكافئي الظروف هدمت مؤسسة زواجهم، وكم من أزواج بينهم فروق مادية أو ثقافية عبروا محطات زواجهم بسلام، فعلامَ تقوم مؤسسة الزواج؟
- المسئولية،
- الرحمة،
- المشاركة.
هذه الثلاث نستطيع أن نختبرها وقت الخطوبة، فإذا ما اتسم الزوج بها قبل الزواج ورأيت منه غيرها بعد ذلك، فربما بسبب صوت بداخلك يضخم الفارق الثقافي بينكم، فينطبع ذلك في طريقة حوارك معه، فيشعر الزوج حينها بالدونية، ويتراجع في كونه مسئولًا، لأنه يرى من يقود السفينة بدلًا عنه، فلو أسكتنا هذا الصوت قليلًا، وتركنا الساحة للزوج ومنحناه القيادة الواجبة عليه؛ فلربما اختلف الأمر حينها كثيرًا.
إذًا، مما قد يفسد الزواج، التصورات الخاطئة عن أن عدم التكافؤ يعطل العلاقة أو يؤخرها أو يحول دون تطويرها للأفضل.
قام أحدهم بتجربة ليثبت فكرة التصورات المسبقة وأثرها، فقدم لمجموعة من المختبرين كعكتين بنفس المواصفات والمقادير، أحد الكعكتين على شكل مثلث والثانية على شكل مربع، وكتب على الكعكتين سعرين مختلفين؛ فأجمع المختَبرون على أن الكعكة ذات الثمن الأغلى، هي الأحلى طعمًا؛ لأن في تصوراتنا جميعًا أن الأغلى يجب أن يكون أحلى ومختلفًا، والحقيقة أن الاثنين نفس الشيء بالتمام والكمال.
- إذًا صرف هذه الفكرة (عدم التكافؤ) قد يكون حلًا أولًا لبداية الإصلاح.
- ثم إعطاء الزوج فرصة حقيقية لأن يمسك بعجلة القيادة ونمنحه الثقة ولا نتوقع نتائج مبهرة في البداية، فرفع سقف توقعاتنا أحيانًا يكون سببًا في خيبة الأمل.
- وإذا كان عرض المشاريع عليه من طرفك، فليكن عرض الضعيف، أنك بحاجة إليه ولا يستقيم المشروع إلا بوجوده، فطريقة عرضك للأمر ينبني عليها- بلا شك- قبولًا منه مختلفًا.
- ليكن هذا الماجستير الذي أفاء الله به عليك سببًا في نجاح حياتك وليس هدمها، بمعنى ألا يستخدم في المقارنة بين وضعكم الثقافي بقدر ما نستخدمه في منهجية التفكير في حل المشكلات بينكم؛ فالمفترض بالإنسان أنه كلما ازداد علمًا ازداد حكمة في تصرفاته واستيعابًا لمن حوله.
- نعم صاحب الوعي الذي يدرك أن الحياة تتعثر هو من يبحث عن الحل، نقول هذا حتى لا يقودك البحث عن حلول مشكلتك إلى السخط من سلبية الطرف الآخر، فغالب الأزواج الذين يشعرون بنظرات الدونية من زوجاتهم لأنهم أمهر منهم أو أسبق منهم، يخافون من مواجهة الفشل، ويرون انهيار العلاقة ولا يتحركون!
- من المهم أن نضع نصب أعيننا مصلحة الأبناء وميزة الزوج في ارتباطه وتعلقه بهم، ونحدد كم سنخسر في الاستمرار على هذا الوضع، في مقابل خسارتنا إذا ما أنهينا الزواج، ففي الوضعين خسائر، بيد أن الخسائر حينما تكون مدروسة، يعمل هذا على التقليل من حدوث صدمات ما بعد الانفصال.
- إذا أخذنا بكل الأسباب بما فيها استشارة المتخصصين والحكماء ووصلنا إلى طريق مسدود، ينصح بمرحلة الانفصال قبل الطلاق للتأكد من حقيقة استحالة العيش.
ويكون الانفصال على الصورة الآتية:
- الانفصال في بيت الزوجية أو بيتين لمدة أقصاها أربعة أشهر، واستقى الشيوخ هذه المدة من قول الله تعالى: {للذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (البقرة: 226 – 227)، ويطلب من الأهل عدم التدخل في هذه المرحلة، كما لا نستمع إلى الأصوات المطالبة بإنهاء الزواج.
- أن يكون الاحترام بينكما هو السمة الحاكمة في إدارة هذه المرحلة، ونتذكر أن الهدف من هذه المرحلة:
- اختبار حقيقة مشاعركما نحو بعضكما البعض.
- واختبار قدراتكما النفسية على فكرة الانفصال، واختبار ردة فعل الأطفال كذلك.
- من المهم أن نذكر لكم أن الانتقام والإغاظة وما يؤدي إليهما غير مفيد بالمرة.
- إذا كان الانفصال تحت سقف واحد؛ فلا يعني ذلك وقف جميع الامتيازات الزوجية، فالزوج يستمر في واجباته نحو أبنائه ويستمر في الإنفاق وكذلك الزوجة تستمر في إعداد الطعام وتجهيز الملابس ونحوهما، إلا العلاقة الخاصة.
- بعد انتهاء هذه المدة تكونين على بينة من قرارك، هل تريدين إعطاء مشروع زواجك فرصة أخرى أم أنك صاحبة حق في الوصول إلى قرار الطلاق؟
وعليه إن أردت الاستمرار فلتطلبي الحوار مع الزوج بهدوء، ولتوضحي احتياجاتك ويوضح أيضًا الزوج احتياجاته وتتفقون على إدارة المرحلة المقبلة في حياتكما.
شرط الحوار:
- الصدق مع النفس،
- نية الإصلاح،
- التعامل مع مشروع الزواج برؤية الحقوق والواجبات وليست الحقوق فقط، فكثير ممن يشكون من الطرف الآخر يتناسون أنه أيضًا له طلبات وله مآخذ أيضًا، لكن الطرف الذي يعلو صوته- وهو صاحب حق في ذلك- قد ينسى أن للطرف الآخر حقوقًا أيضًا.
- أن يكون الحوار هادئًا، وننهيه فورًا إذا ما علا الصوت ونكمل مرة أخرى حتى يكون الحوار مجديًا.
- من الذكاء أن نحدد النقاط المهمة ونتغافل عن الصغائر، وأن نمدح ما نراه إيجابيًا في شريك حياتنا حتى تتقبل النفس النقد والنقص فيفهم الزوج أن ثمة اعتبارات جيدة في شخصه تجعله يسعى من تلقاء نفسه لتحسين الوضع.
- من أخطر ما لا تعيه المرأة، أن الزوج مهما بدا ضعيفًا، فبداخله يرفض أن يوضع في موضع التحسين، خصوصًا إذا كان في أمر واضح كدراسته، فإن أراد أن يكمل من تلقاء نفسه فعل، ولا يقبل أن يكون ضمن خطة تحيكها له الزوجة.
السائلة الكريمة:
بما أن الأمر قد وصل لأخذ المهدئات، فننصحك بالرجوع أيضًا لمستشارة تعينك على تخطي هذه المرحلة، فقد تكون المشكلة كبيرة الحجم بالفعل، وقد نكون كبرناها بإدارتنا الخاطئة للحل، حينها نلجأ لمن يساعدنا في التخطي، ويوضح لنا الخطوات؛ فالاستغراق في التفكير في ردود أفعال الزوج وما يغضبك منه، قد ينسيك مميزات في شخصه، ويجعل التفكير الزائد غشاوة على العين، فلا ترى العين غير النقص، وهذا دور الشيطان لا يفتأ العمل عليه (التحريش بين الزوجين).
ونحن إذ نبحث عن مرضاة الله، نفوت على شياطين الإنس والجن فرص الهدم، ونكون بعون الله ما استطعنا معاول بناء لا هدم، ونرى فيك النضج والأهلية للإصلاح بحول الله وقوته، وإذا ما صَعُب عليك الطريق وشق الإصلاح ورأيت الانفصال هو السبيل، فأخلاق المسلمين تحتم علينا فراقًا بمعروف ليس فيه إهانات أو تحقير.
ولنتذكر أن ما فينا من خير وقوة وهمة في الكسب هو من الله وحده، فالحمد لله الذي رزقك الحيلة، وغيرك لم يُرزقها، أصلح الله لك زوجك، وأراك منه ما تحبين، وأقر عينك بما يسرك.
نوصيك بالدعاء الوارد في القرآن، والذي يردده عباد الرحمن: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.