التربية الأسرية

أولى الإسلام عناية كبيرة بالتربية الأسرية، حيث تعد الأسرة النواة الأولى لكل المجتمعات، والمؤسسة التي يتعامل معها الأبناء؛ وفيها تُبني بيئتهم الثقافية الابتدائية التي يكتسبون منها لغتهم ومعارفهم.

إن تلبية حق الطفل في التربية الإيمانية والتعبدية يسهم في غرس الوازع الديني واكتسابه مقومات السلوك الفاضل، كما يكسب الطفل الاتجاهات السلوكية السليمة التي تساعده على تعامل اجتماعي قوي ومتزن.

لم يكن الانعزال حلا في تربية الأبناء خارج الوطن، لأنّ التربية في الغالب عملية اجتماعية يتشاركها أطراف عدة، ورغم أنّ دور البيت محوري وأساسي فيها، فإنه غير كافٍ، خصوصًا في المراحل الأولى من حياة الطفل الذي يحتاج إلى الروضة والمدرسة والرفاق والمسجد والأقارب والأصدقاء.

لقد ساهمت التكنولوجيا في إبعادنا عن أسرنا حتى الموجودين معنا في المنزل، وقد تأثرنا جميعا بالإنترنت بداية من الأسرة وصولا إلى أرحامنا ثم المجتمع، ويجب أن نعيد النظر في دورها واستخدامها.

إن من يمارسون التغرير يسافرون عبر قلوب النساء بالكلام المعسول الذي لا تستطيع المرأة أن تقاوم إغرءه؛ والسبب الذي يوقع المرأة دائما هي حاجتها الفطرية إلى وجود الرجل، حتى وإن كان من أكثر الرجال نفاقاً على وجه الأرض لأنها لا تستطيع تمييز الرجل الأكثر صدقا!

إنّ من أهم ثمار التربية الإسلامية للفتاة هو تحدي اختلاف واقع الحياة الزوجية عن المعهود الذهني الذي رسمه الإعلام عنها من حب وجنس ورومانسية، فمن أخطر ما أوجده الإعلام من خرافاتٍ ما يُعرف بالخرافات الثلاث: خرافة الشريك المثالي، وخرافة العيش الهادئ، وخرافة الزوج مصباح علاء الدين.

أدب الأطفال من أهم الوسائل التي تُسهم في تربية الطفل وإعداده لمواجهة تحديات عصره ومستقبله، فعن طريقه نستَطيع أن نغرس القيم الإيمانية والاجتماعية، والأخلاقية، والوطنية، والقومية، والجسمانية، والترويحية، وتكامل الشخصية.

من أسباب تمزق حياة الطفل الداخلية ذلك التفكك الأسري والنزاع الظاهر بين الأبوين اللذين يعيشان معا، وحتى الخلافات الأبوية التي يظن الأبوان أنها خافية على الأطفال تسبب لهم اضطرابا عنيفا.

ومن مميزات لعب الأطفال، أنه يُشعر الطفل بالحرية النفسية والاستقلال، ويرغبه في أن يكون هو الفاعل للعب والمسبب له دون إملاء من الغير، فهو النشاط المطلق غير المقيد بقواعد أو شروط ...

لقد اهتم الإسلام بالتربية باللعب في حياة الصغار والكبار، فقد ذكر الله تعالى على لسان أخوة يوسف عليه السلام: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [يوسف: 11-12].