من بين أهم المباحث التي اهتمت بها المحاضن التربوية والفكرية في الحركة الإسلامية، قضية ربط المسلم بالقرآن الكريم، وإعادة الاعتبار إلى كتاب الله تعالى كأهم مكون من مكونات العقيدة، والدليل الأساسي للمسلم في هذه الحياة، ويعتبر هذا الكتاب “إنُّهُ القرآن.. سِرُّ نَهضتِنا”، خطوة جيدة في هذا الاتجاه، ولكن الكتاب في حقيقة الأمر لم يقف عند هذه القضية فحسب؛ بل إنه، وفي فصوله السبعة، تناول عددًا من القضايا الإسلامية ذات الطابع العام، مثل واقع الأمة الإسلامية، وأهمية التمسك بالقرآن الكريم من أجل وحدة الأمة، وإعادة النهوض بها.
تناول الفصل الأول “الأسباب والنتائج”، قضية مهمة وهي سعي الإنسان ونتائجه، وفيه، قدم رؤية تتمحور حول ضرورة الأخذ بالأسباب، وترك النتائج على الله عز وجل، والفصل الثاني، “لسنا كبقية الأمم”، تناول مظاهر تميز الأمة المسلمة على باقي الأمم، وطبيعتها، وطبيعة دورها في الدنيا، والفصل الثالث، “المعجزة التي نحتاجها”، وفيه ناقش أهمية الجوانب الروحية والمعنوية في إعادة النهوض بالأمة، والفصل الرابع، “لماذا القرآن هو سر نهضتنا”، يُعتبر صلب الكتاب، وفيه تناول في تسع نقاط، الأسباب التي تجعل القرآن الكريم هو أهم أسباب تقدم الأمة، وفي الفصل الخامس، “كيف يمكن للقرآن أن ينهض بالأمة؟”، تناول المؤلف مشكلة هجر القرآن، وكيفية استعادة وجوده وحضوره لدى أبناء الأمة، وشروط ذلك، أما الفصلان، السادس، “تصور مقترح للمراكز القرآنية النموذجية”، والسابع، “تساؤلات وردود”، كانا ذا طابع تطبيقي؛ حيث كان الأول عبارة عن استراتيجية عمل متكاملة في مجال تلاوة وتحفيظ القرآن الكريم، والثاني كان عبارة عن ردود على بعض الأمور التي تثار لدى بعض المسلمين أو عمومهم، عن القرآن الكريم.