ردّ الإمام حسن البنا عن تساؤلات كثيرٍ من الناس بشأن دعوة الإخوان المسلمين، وكان ذلك في رسائل واضحة، منها رسالة تجيب عن سؤال “هل نحن قوم عمليون؟”، التي صدرت في المرحلة الأولى من مسيرة دعوة الإخوان وتحديدًا في أغسطس من عام 1934م، لترد على تساؤلات واستفسارات كثير من أفراد الشعب المصري حول هذه الجماعة، وهل هي جماعة دعوية مثل غيرها من الجماعات الموجودة على الساحة، أم هي دعوة صوفية، أم أي لون هذه الدعوة الجديدة التي لم تكن قد ثبتت أقدامها بعد.
لمن رسالة “هل نحن قوم عمليون؟”
بيّن الإمام البنا أصناف الناس التي سألت “هل نحن قوم عمليون؟” يقصدون بذلك جماعة الإخوان المسلمين، وذلك كلما دعاهم داعٍ إلى تشجيع هذه الجماعة، التي تدأب على العمل ليل نهار لا تبتغي من أحد جزاءً ولا شكورًا، ولا تعمل إلا لله وحده، ولا تعتمد في خطواتها إلا على تأييده ونصره: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ﴾ [آل عمران: 126].
يقول الإمام البنا: والسائلون، منهم شخص متهكم مستهتر لا يعنيه إلا أمر نفسه، ولا يقصد من إلقاء هذا السؤال إلا أن يهزأ بالجماعات والدعوات والمبادئ والمصلحين؛ لأنه لا يدين بغير مصلحته الشخصية، ولا يهمه من أمر الناس إلا الناحية التي يستغلهم منها لفائدته فقط. أو هو شخص غافل عن نفسه وعن الناس جميعًا، فلا غاية ولا وسيلة ولا فكرة ولا عقيدة.
وإما شخص مغرم بتشقيق الكلام، وتنميق الجمل والعبارات، وإرسال الألفاظ فخمة ضخمة ليقول السامعون: إنه عالم وليس به، وليظن الناس أنه على شيء وليس على شيء، وليلقى في روعك أنه يود العمل ولا يقعده عن مزاولته إلا أنه لا يجد الطريق العملي إليه، وهو يعلم كذب نفسه في هذه الدعوى، وإنما يتخذها ستارًا يغطى به قصوره وخوره وأنانيته وأثرته.
وإما شخص يحاول تعجيز من يدعوه ليتخذ من عجزه عن الإجابة عذرًا للقعود وتعلة للخمول والمَكسلة، وسببًا للانصراف عن العمل للمجموع.
وآية ذلك عند هؤلاء جميعًا أنك إذا فاجأتهم بالطريق العملي، وأوضحت لهم مناهج العمل المثمر، وأخذت بأبصارهم وأسماعهم وعقولهم وأيديهم إلى الطريق المستقيم لوّوا رءوسهم، وحاروا في أمرهم، وسقط في يدهم، وظهر الاضطراب والتردد في ألفاظهم وحركاتهم وسكناتهم، وأخذوا ينتحلون المعاذير ويرجئونك إلى وقت الفراغ، ويتخلصون منك بمختلف الوسائل، ذلك بعد أن يكونوا أمضوك اعتراضًا، وأجهدوك نقاشًا ومحاورة، ورأيتهم بعد ذلك يصدون وهم مستكبرون.
وإنما مثلهم في ذلك كالذي حدثوا أنّ رجلاً أعد سيفا قاطعا ورمحا نافذا وعدة وسلاحا، وأخذ كل ليلة ينظر إليها ويتحرق أسفا لأنه لا يرى خصما أمامه يُظهر في نزاله براعته ويؤيد بحربه شجاعته، فأرادت امرأة أن تختبر صدق قوله، فأيقظته ذات ليلة مع السحر ونادته بلهجة المستغيث: قم أبا فلان فقد طرقتنا الخيل، فاستيقظ فزعا تعلوه صفرة الجبن وتهز أوصاله رعدة الخوف، وأخذ يردد في ذهول واضطراب: الخيل.. الخيل.. لا يزيد على ذلك ولا يحاول أن يدفع عن نفسه، وأصبح الصبح وقد ذهب عقله خوفا وإشفاقا، وطار لبه وجلا ورعبا، وما نازل خصما ولا رأى عدوا.
وليس لنا مع هذه الألوان من الناس قول وليس لهم عندنا جواب إلا أن نقول لهم: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِى الجَاهِلِينَ}، وما لهؤلاء كتبنا ولا إياهم خطبنا. فلقد أملنا فيهم الخير طويلا، انخدعنا بمعسول دعاويهم وعذب ألفاظهم حينا.. ثم تكشف أمرهم عن وقت أضيع، ومجهود عقيم، وتعويق عن الطريق، ورأينا منهم ضروبا وألوانا وأصنافا وأشكالا جعلت النفس لا تركن إليهم ولا تعتمد في شأن من الشؤون مهما كان صغيرا عليهم.
وهناك صنف آخر من الناس قليل بعدده كثير بجهده، نادر ولكنه مبارك ميمون، يسألك هذا السؤال إذا دعوته المشاركة والتشجيع بغيرة وإخلاص، إنه غيور تملأ الغيرة قلبه، عامل يود لو علم طريق العمل المثمر ليندفع فيها مجاهدا، ولكنه لا يرى الميدان الذي تظهر فيه بطولته، خبر الناس ودرس الهيئات وتقلب في الجماعات فلم ير ما يملأ نفسه ويشبع نهمته ويسكن فؤاده ويقر ثأر شعوره ويرضي يقظة ضميره، ولو رآه لكان أول الصف ولعد في الميدان بألف، ولكان في حلبة العاملين سابقا مجليا سائل الغرة ممسوح الجبين.
هذا الصنف هو الحلقة المفقودة والضالة المنشودة، وهو لن يكون إلا أحد الرجلين: إما عامل مع المجدين، وإما عاطف من المحبين، ولن يكون غير ذلك أبدا. فهو إن لم يكن للفكرة فلن يكون عليها.
الإمام البنا يجيب عن سؤال “هل نحن قوم عمليون؟”
وأجاب الإمام البنا عن سؤال هل نحن قوم عمليون؟ في رسالة موجهة بشكل أساسي للصنف الذي وصفه بأنه “الحلقة المفقودة والضالة المنشودة”، وهو الصنف المجد والمحب، حيث أكد الإمام لهذا الصنف بأن دعوة الإخوان تدعو إلى العمل والانضمام إليها والسعي بجوارها إلى الغاية التي هي أمل كل مسلم ورجاء كل مؤمن.
ومن حق كل شخص ضمن إطار هذا الصنف أن يسأل عن مدى الوسائل العملية للجماعة، ومن واجبه أن يتحرى ويتفقه فيما يُدعى إليه، سيما أنّ أعمال الجماعة جلية على المكشوف كما يقولون لا خفاء بها ولا سر فيها.
ويشير الإمام البنا إلى أن الناس يخدعون أنفسهم في قضية الجماعات والأفراد، فهم يظنون أن الجماعات شيء والأفراد شيء وما الجماعات في الحقيقة إلا أفراد، وما الأفراد إلا حقائق الجماعات ولبنات بنائها، فإذا تنافرت هذه اللبنات وأخذ كل فرد يسأل عن الجماعة… فأين الجماعة إذن؟ ومن السائل ومن المسئول؟ وإنما أوقعنا في هذه الورطة ما عودناه من خلق التواكل الذي جعلنا نترك العبء كله لفرد واحد أو يدفعه كل منا على أخيه فلا يزال مهملا لا يستقر على حال ولا ينهض به أحد، وها أنا ذا أصارح كل الغيورين من أبناء الإسلام بأن كل جماعة إسلامية في هذا العصر محتاجة أشد الحاجة إلى الفرد العامل المفكر، وإلى العنصر الجريء المنتج.
ويدعو الإمام البنا الذين يرغبون في العمل للإسلام، أن يجربوا ولا يتواكلوا، ويندمجوا فإن وجدوا صالحا شجعوه؛ وإن وجدوا معوجا أقاموه، ولا تكن تجربتهم حائلا بينهم وبين التقدم، وأن يروا من الإخوان ما تقر به أعينهم إن شاء الله تعالى.
وأوضح الإمام البنا، أن كثيرًا من الناس يعتقدون أن الجماعة العملية هي التي تقوم بعمل المشروعات العامة النافعة وتترك في مقرها أثرا خالدا من المؤسسات المفيدة، مشيرا إلى أن فكرة الإخوان المسلمين انتشرت فيما يزيد على خمسين بلدا من بلدان القطر المصري وقامت في كل بلد من هذه البلدان تقريبا بمشروع نافع أو مؤسسة مفيدة، فهم في الإسماعيلية قد أسسوا مسجد الإخوان المسلمين، ونادي الإخوان المسلمين، ومعهد حراء الإسلامي لتعليم البنين، ومدرسة أم المؤمنين.
وفي شبراخيت أسسوا مسجد الإخوان ونادي الإخوان ومعهد حراء، وأقامت بجوار هذه العمارة الفخمة دارا للصناعة يتعلم فيها طلبة المعهد الذين لا يستطيعون إتمام التعليم وتريد الجمعية أن تهيئ لهم سبيل الحياة العملية بتخريجهم صناعاً مثقفين وعمالاً مهذبين.
وفي محمودية البحيرة قامت بمثل ذلك، فأنشأت منسجا للنسيج والسجاد إلى جوار معهد تحفيظ القرآن بدار نادي الإخوان المسلمين الرحيب.. وفي المنزلة دقهلية معهد لتحفيظ القرآن ظهرت ثمرته رغم قصر المدة، وها هو يقدم لنا حفاظا متقنين في هذه الفترة الوجيزة التي أنشئ فيها.. وقل مثل ذلك أو بعضه- ولا لزوم للتكرار- في كل شعبة من شعب الإخوان المنتشرة في أنحاء القطر المصري.
وفي كثير من جمعيات الإخوان المسلمين تجد لجانا تطوعت للمصالحات بين الأفراد والأسر المتخاصمة، يجري الله على يديها خيرا كثيرا ويحل بها من المشكلات ما شغل القضاء مدة طويلة. وفي كثير منها لجان للصدقات تتفقد البائسين والمعوزين في المواسم والأعياد وغيرها، وتحاول بذلك القيام بواجب رعاية هؤلاء من جهة ورد غائلة ذئاب المبشّرين عنهم من ناحية أخرى.
ومن آثار جماعة الإخوان المسلمين العمليّة، لجان للوعظ والتذكير في المجتمعات التي لا يظن أن تكون مجامع وعظ كالمقاهي والأندية العامة وحفلات الأفراح والتعزية ونحوها، وفي كثير منها ولا سيما في النواحي القروية لجان تطوعت للإشراف على المرافق العامة في القرية من ترميم المساجد وتنظيف الشوارع وإضاءة الطرقات والسعي في إيجاد المشافي المتنقلة.
وفي كثير منها لجان لمحاربة العادات الفاسدة والجهالات المنتشرة في البيئات البعيدة عن مناهل العلم، وإلى جانبها لجان لإحياء السنن والفرائض التي نسيها الناس بالعمل لا بالقول: كجمع زكاة الحبوب في مخزن خاص وتوزيعها بمعرفة الجماعة على المستحقين دون محاباة ولا تحيز، كما فعلت ذلك دائرة الإخوان ببرمبال القديمة مثلا.
وفي القاهرة أنشئت “جريدة الإخوان المسلمين” الأسبوعية، ولم تمض فترة وجيزة قليلة حتى وجدت إلى جانبها “مطبعة الإخوان المسلمين” وكل ذلك في وقت لم يتجاوز عاما. وكان للجماعة دور مهم في دفع خطر التبشير عن المستضعفين والفقراء وأبناء الأمة، فبيوت الإخوان لإيوائهم، ودور صناعاتهم مستعدة لتعليمهم، ومدارسهم ترحب قبولهم ولجانهم تحذر الناس من شرور هؤلاء المضللين الذين يخادعون الناس عن عقائدهم ويستغلون الفقر والمرض في إضلالهم وإذلالهم.
وعلى الرغم من كل هذه الأعمال لم تأخذ جماعة الإخوان المسلمين إعانة حكومية مرة من المرات، ولم تستعن بمال هيئة من الهيئات اللهم إلا خمسمائة جنيه تبرعت بها شركة قناة السويس للجماعة بمناسبة عمارة المسجد والمدرسة بالإسماعيلية.
وفي الوقت نفسه فإن الاشتراك المالي في جماعة الإخوان المسلمين اختياري لا إجباري، والعضو الذي يتخلف عن دفع الاشتراك لا ينقض ذلك من حقوق أخوّته شيئا، ومع أنّ هذا نص صريح في القانون الأساسي للجماعة فإن الإخوان- جزاهم الله خيرا- يبادرون إلى التضحية في سبيل الله إذا دعاهم إليها داعي الواجب ويأتون في ذلك بالعجب العجاب.
وفي ميدان إعداد الرجال وتربيتهم كان للجماعة منهج قويم لبناء النفوس وتشييد الأخلاق وطبع أبنائها على خلق الرجولة الصحيحة، حتى يصمدوا لما يقف في طريقهم من عقبات ويتغلبوا على ما يعترضهم من مصاعب.
والإخوان المسلمين يقصدون أول ما يقصدون إلى تربية النفوس وتجديد الأرواح وتقوية الأخلاق وتنمية الرجولة الصحيحة في نفوس الأمة، وقد يعتقدون أن ذلك هو الأساس الأول الذي تبنى عليه نهضات الأمم والشعوب .
وقد استعرضوا وسائل ذلك وطرائق الوصول إليه فلم يجدوا فيها أقرب ولا أجدى من (الدين) الذي يحيي الضمير ويوقظ الشعور وينبه القلوب، ويترك مع كل نفس رقيبا لا يغفل وحارسا لا يسهو وشاهدا لا يجامل ولا يحابي ولا يضل ولا ينسى، يصاحبها في الغدوة والروحة والمجتمع والخلوة، ويراقبها في كل زمان ويلاحظها في كل مكان، ويدفعها إلى الخيرات دفاعا ويدعها عن المآثم دعا، ويجنبها طريق الذلل ويبصرها سبيل الخير والشر: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (الزخرف:80).
فالصلاة من الإسلام بمنزلة الرأس من الجسد، فهي عماده ودعامته وركنه وشعيرته ومظهره الخالد وآيته الباقية، وهى مع ذلك قرة العين وراحة الضمير وأنس النفس وبهجة القلب والصلة بين العبد والرب: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الذاريات: 16-18).
ولئن كانت الصلاة مطهرة النفس وتصفية الروح، فإن الزكاة مطهرة المال وتصفية الكسب: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) (التوبة: 103).
وأما الجهاد فهو عز الأمة، فقد ورد في الصحيح ما معناه أن معاذا- رضي الله عنه- كان يسير مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال له: “إن شئت يا معاذ حدثتك برأس هذا الأمر وذروة السنام منه. إن رأس هذا الأمر لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وإن قوام هذا الأمر إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وإن ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله”.
ولقد أنزل الله القرآن الكريم كتابا محكما ونظاما شاملا وقواما لأمر الدين والدنيا: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42)، والإخوان يحاولون في جد أن يعودوا هم أولاً إلى كتاب الله، يتعبدون بتلاوته ويستنيرون في تفهم أقوال الأئمة الأعلام بآياته ويطالبون الناس بإنفاذ أحكامه ويدعون الناس معهم إلى تحقيق هذه الغاية التي هي أنبل غايات المسلم في الحياة.
أقوال حول رسالة الإمام البنا
ورسالة الإمام البنا التي أجاب فيها عن سؤال “هل نحن قوم عمليون؟”، استفاد منها كثير من العلماء والباحثين واستشهدوا بها في كثير من كتاباتهم، إذ تعني الشمولية بالنسبة للدكتور محمد عبد الرحمن الذي قال عنها: “وقد مارس الإخوان هذا الشمول عمليا، حيث يقوم الإخوان بعمل الخير في كل مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية ونحوه. فهم يبنون دار العبادة والمعهد التعليمي، ودار الصناعة ولجان المصالحة والصدقات والوعظ، والعمل التطوعي والوسيلة الإعلامية والمستشفيات والجامعات والمدارس ونحوها”.
واستشهد بها الدكتور إبراهيم منير حينما تحدث عن علاقة الإخوان بالقرآن، فقال: “القرآن الكريم محور التربية الإخوانية، ولهذا يُكثر الإخوان من تلاوته، والتعبد بقراءته، والتقرب إلى الله تعالى به”.
وذكر الدكتور مجدي الهلالي، قول الإمام البنا الذي تحدث فيه عن الإيمان، خلال هذه الرسالة، حيث قال: “يترك مع كل نفس رقيبًا لا يغفل، وحارسًا لا يسهو، وشاهدًا لا يُجامل ولا يحابي، ولا يضل ولا ينسى.. يصاحبها في الغدوة والروحة، والمجتمع والخلوة، ويرقُبها في كل زمان، ويلحظها في كل مكان، ويدفعها إلى الخيرات دفعًا، ويدعها عن المآثم دعًّا، ويجنبها طريق الزلل، ويبصرها سبيل الخير والشر”.
واقتبس الدكتور محي الدين حامد، في مقال له، جزء من رسالة الإمام، يقول: “إن للإخوان المسلمين منهاجًا محدودًا، يتابعون السير عليه، ويزنون أنفسهم بميزانه، ويعرفون بين الفينة والفينة أين هم منه، فإذا سألتهم عن أصول هذا المناهج النظرية ما هي؟ فإني أجيبك في صراحةٍ تامةٍ: هي الأصول والقواعد التي جاء بها القرآن الكريم، فإذا قلت: وما هي وسائلهم وخطواتهم العملية؟ أقول لك في صراحة كذلك: هي الوسائل والخطوات التي أُثرت عن الرسول العظيم- صلى الله عليه وسلم- ولا يصلح آخر الأمة إلا بما صلح أولها”.
وفي معرض حديثه عن الطبيب المجاهد، الدكتور عبد القادر حجازي، قال الباحث جمال سعد حسن ماضي: “إنه من عام 52 وحتى محنة 54 استوعب الشاب (عبد القادر) رسائل الإمام البنا جيداً، ومع شدة ميله إلى الناحية العملية التي عرفت عنه منذ الصغر، حيث كان شعاره: (نحن قوم عمليون) ، فقد اعتبر أن كل ذلك كان (أولى روضة)، وأن الالتحاق العملي والحقيقي بجماعة الإخوان قد بدأ مع السجن الحربي، من لحظة اعتقاله وهو ضابط احتياطي في محنة 64”.
هكذا كانت رسالة الإمام البنا واضحة للسائلين عن “عملية دعوة الإخوان المسلمين”، حيث رد على الأصناف المتحاملة بشكل حاسم، وبين للمحبين طبيعة عمل الإخوان وما قاموا به منذ انطلاق الدعوة، والميادين المختلفة التي يصولون ويجولون فيها.
المصادر والمراجع:
- موقع إخوان ويكي: شرح رسالة هل نحن قوم عمليون؟
- موقع الإخوان المسلمون: الرجل القرآني حسن البنا في ذكراه.. قواعد صناعة الدعاة وتجديد الدعوات.
- الدكتور محمد عبد الرحمن: الإمام البنا ومنهجه في التعامل مع الغير (2-2).
- الدكتور مجدي الهلالي: الإيمان يصنع الضمير الحي.
- الدكتور محي الدين حامد: الإصلاح.. جهاد وتضحية.