تأليف: د. ماجد عرسان الكيلاني. أستاذ أصول التربية
مقدمة
يصنَّف هذا الكتاب ضمن مسار المنهجية التربوية؛ في أعمال الدكتور ماجد عرسان الكيلاني- رحمه الله – وهو يركز على إبراز مناهج التربية الإسلامية ومؤهلات المربين العاملين فيها.
ففي العقود الحديثة زادت أهمية البحث في “مناهج” التربية وتحديد مواصفاتها ومحتوياتها، في ظل التفجر المعرفي. وهناك طريقتان في التعامل: الطريقة التلقائية (التربية العشوائية)، والطريقة المنظمة (التربية الهادفة). لكن المشكلة في التربية الهادفة هو اختلاف أسسها الفلسفية والاجتماعية والنفسية، الأمر الذي ينعكس على تنظيم المنهاج وتطبيقه طبقًا لهذه الأسس المختلفة المتباينة.
ففي التربية الغربية يقوم بناء “المنهاج التربوي” على أسس فلسفية ونفسية مشتقة مما عرفه الإنسان الغربي عن هذا الكون وأسبغ عليه قيمه؛ دون تحقق جاد من رحلتي النشأة والمصير. وهي أسس ظنية، لكنها أصبحت مسلمات لديهم.
وحصيلة التطلعات والخبرات محكومة لدى الإنسان الغربي الحديث بما يعتقده عن عالمه والأسئلة المتعلقة به. ومنه يشتقون أهداف المنهاج وميادينه ومحتوياته وأنشطته وتقويمه. وهذا أدى إلى تنافر واختلاف ميادين المعرفة ومناهج التربية لديهم.
أما التربية الإسلامية، فإنَّ المختصين يبدأون من أسس يقينية ثم يقيمون بناء المناهج التربوية التي تستند إلى” الشِّرعة” الإلهية، ثم يتكون من مجموع تطبيقات “الشرعة” و”المنهاج”، الشريعة التي توجه إلى ميادين الحياة المختلفة، وإلى هذه العملية التربوية يشير قوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (المائدة: 48).
لكن مناهج التربية الإسلامية لا تعمل فيها” شرعة” الوحي و”منهاجه” وحدهما، وإنما لا بد من تكاملهما مع “ألباب” الراسخين في العلم القادرين على التفكر والعقل لآيات الله في الكتاب، ومع حواسهم المبصرة السامعة لآيات الآفاق والأنفس؛ لتكون حصيلة هذا التكامل هي إفراز “مناهج التربية الإسلامية” المتصفة بالأصالة والمعاصرة.
ومن أهداف هذا الكتاب أيضًا؛ “النظر في مؤهلات العاملين”، وتبيان صفاتهم وشمائلهم. و”المربي المسلم” الذي يجري البحث في مؤهلاته وصفاته، هو نوع جديد من “العلماء”؛ فهو إنسان يقوم بوظيفتين اثنتين؛ الأولى: إنتاج المعرفة الموسومة بالأصالة والمعاصرة في ميادين الحياة كلها. والثانية: إعداد إنسان التربية الإسلامية الذي يتقن- تقنيًا وأخلاقيًا- توظيف هذه المعرفة في حياة الأفراد والجماعات والأمم في ضوء علاقاته بالخالق والكون والإنسان والحياة الآخرة.
وصف عام للكتاب
يتكون الكتاب من اثني عشر فصلا موزعة على أربعة أبواب:
الباب الأول: أهمية البحث في مناهج التربية الإسلامية
يعد البحث في مناهج التربية الإسلامية ضروريًا ومهمًا؛ للأسباب الآتية: السبب الأول: حاجة النظم التربوية في الأقطار الإسلامية إلى مناهج مؤصلة قادرة على التغيير. والسبب الثاني: أزمة المناهج في التربية المعاصرة على المستوى العالمي، والسبب الثالث هو التطلع إلى مناهج تربوية شاملة ومتكاملة للخروج من الأزمة القائمة.
يعالج الفصل الأول: حاجة النظم التربوية في الأقطار الإسلامية إلى تأصيل مناهج التربية؛ يتناول هذا الفصل قضيتين، هما: 1- آبائية المناهج في المؤسسات التربوية الإسلامية التقليدية، حيث طغيان الماضي على محتويات هذه المناهج، وطغيان فقه الشعائر والأحوال الشخصية على فقه شؤون الأمم وشبكة العلاقات الاجتماعية، وانعدام فقه الكون الطبيعي الذي يوجه إليه القرآن، وسطحية شهود التيارات العالمية الجارية في ميادين العلم والتربية، وانعدام البحث العلمي والتربوي والاكتفاء بترديد علوم الماضي وتطبيقاته.
2- اغتراب مناهج المؤسسات التربوية الحديثة التي أنشئت على النمط الغربي؛ بعدما فرض الاستعمار سيطرته على دول العالم الثالث، وعمل على تهيئة الأجواء في دول العالم العربي والإسلامي، لاستهلاك نماذج الثقافة الغربية ومنتجاتها الصناعية، بواسطة وكلائه من نخب العالم الثالث الذين تخرجوا في الجامعات الغربية.
الفصل الثاني: أزمة التربية المعاصرة في ميدان المناهج التربوية؛ هذا هو السبب الثاني الذي يجعل البحث في مناهج التربية الإسلامية أمرًا عظيم الأهمية. وتتجسد هذه الأزمة في: أزمة أهداف المنهاج النابعة من اختلاف النظريات التربوية نفسها. وأزمة محتوى المناهج، وتتمثل في أمرين؛ الأول: اختلاف المختصين حول الخبرات التي يجب أن يتضمنها المنهاج. والثاني: الفصام بين “الإنسانيات” و”العلوم الطبيعية”. والثالث: أزمة النشاطات التعليمية في المناهج التربوية المعاصرة، والرابع: أزمة التقويم في المناهج التربوية المعاصرة.
الفصل الثالث: التطلع إلى مناهج تربوية شاملة ومتكاملة للخروج من الأزمة القائمة. وأمام هذه الأزمة- التربية المجزوءة- فإن المطلوب هو تغيير دور المعلم، ليصبح على منهج الأنبياء، فلا يعمل على تدريب الطلاب على مهارات واتجاهات تمليها مراكز الصناعة، وقوى السياسة، وإنما يعد الطالب لتنمو شخصيته ومعارفه كإنسان يسهم في الكفاح ضد الظلم والاستغلال، ويقوم برسالة الإصلاح.
الفصل الرابع: مناهج الدراسة وتعريف المصطلحات، والدراسات السابقة. ولا تقتصر دراسة الدكتور الكيلاني على المناهج المعروفة، التاريخية والوصفية والاستقرائية، وإنما أضاف إلى ذلك: منهج التشخيص والمعالجة- في مقابل- منهج القضاء والإدانة، والمنهج التزكوي- في مقابل- المنهج الإطرائي، والمنهج التجديدي- في مقابل- المنهج الآبائي، ومنهج الرسوخ والإحاطة- في مقابل- منهج التعضية (التجزئة) {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}.
أما عن المصطلحات، فيعرفها الدكتور الكيلاني في دراسته تعريفًا مصطلحيًا إجرائيًا، كالآتي:
- الشِّرعة: هي الأصول التي يشرع منها إنسان التربية الإسلامية في الفكر والتطبيق. وهي أصول ومنطلقات يقينية صادقة جاء بها الرسول- صلى الله عليه وسلم- من عند الخالق سبحانه وتعالى.
- المنهاج: مجموع المسارات التي تتألف منها ميادين الحياة المختلفة في كل طور وعصر من أطوار الرسالات النبوية، وما على هذه المسارات من منارات أقامها الوحي.
- الشريعة: هي الشِّرعة مضاف إليها المنهاج. والحكمة من تخصيص شرعة ومنهاج لكل رسول هو حاجة كل طور من الأطوار التي يأتي فيها الأنبياء إلى أصول ومناهج جديدة، تختلف عن أصول ومناهج الطور الذي سبقه.
- التربية: وتمثل المعرفة + التطبيق؛ أي إعداد الإنسان المسلم لإنتاج المعارف المتسمة بالأصالة والمعاصرة في ميادين الحياة المختلفة، ثم إعداده ليحسن- أي يتقن إداريًا وفكريًا وممارسة- توظيف هذه المعارف في حياة الأفراد والجماعات، في ضوء علاقاته بالخالق والكون والإنسان والحياة والآخرة.
الباب الثاني: مناهج التربية الإسلامية
الإطار العام الذي يحدد مناهج التربية الإسلامية، يتمثل في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [سورة الجمعة: 2]. فمناهج التربية الإسلامية بناء على هذه الآيات هي: منهاج تلاوة الآيات، ومنهاج التزكية، ومنهاج تعليم الكتاب والحكمة.
ومناهج التربية الإسلامية الثلاثة مصممة من لدن عليم خبير، لتنسيق حياة الإنسان مع الكون كله، ومع السنن والقوانين التي تنظمه، وأنه حين يخرج الإنسان على التعاليم والقيم والممارسات التي توجه إليها هذه المناهج؛ فإنه يصطدم مع هذه السنن، ويصطدم بعناصر الكون كله. وأن كل ما في الكون سوف ينقلب ضده، ويدخل في صراع معه.
ولكنه حين ينسجم مع تعاليم هذه المناهج، فإنه ينسجم مع السنن والقوانين الكونية كلها، ويصبح كل ما في الكون مسخرًا له، وسوف ينعم بثمار هذا التسخير، وسوف يرى فيها مظاهر قدرة الله والبراهين المؤدية إلى شكره وعبادته.
إن الإعراض عن هذه المناهج التربوية التي يوجه إليها الوحي الإلهي، وأن يُستبدل بها مناهج بشرية أخرى هو ضرر خطير على الجنس الإنساني كله؛ لأنه نتيجة هذا الإعراض هو انتقاص إنسانية الإنسان وتجريده من صفاته المؤدية إلى إكرامه بين المخلوقات. وهذا يشير إليه قوله تعالى: ﴿وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (سورة البقرة: 130)
الفصل الخامس: منهاج تلاوة الآيات؛ ويشمل أولًا: معنى الآيات وأهمية المنهاج الذي توجه إليه؛ وثانيًا: الأهداف العامة والخاصة لــ “منهاج تلاوة الآيات”؛ وثالثًا: محتويات منهاج تلاوة الآيات وتكاملها، ورابعًا الأساليب والأنشطة في منهاج تلاوة الآيات؛ خامسًا: التقويم في منهاج تلاوة الآيات، إذ إن التقويم الذي يدور حول مفهوم التقويم في هذا الميدان هو التحقق من حصول “الفلاح” {قَدْ اَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}؛ وسادسًا: الانشقاق بين “آيات الكتاب” و”آيات الآفاق والأنفس” في مؤسسات التربية الإسلامية التقليدية وفي مؤسسات التربية الحديثة في الأقطار الإسلامية؛ وأخيرًا: افتقار التربية الحديثة إلى مناهج تربوية تجمع بين النظر في “آيات الكتاب” وفي “آيات الآفاق والأنفس”.
الفصل السادس: منهاج التزكية؛ ويشمل: أولًا: معنى التزكية؛ ثانيًا: أهداف منهاج التزكية؛ ثالثًا: محتوى منهاج التزكية: أ- تزكية النفس (تزكية القدرات العقلية – تزكية القدرات الإدارية – تزكية القدرات السمعية والبصرية – تزكية الجسم). ب- تزكية البيئة العامة (تزكية البيئة الدينية – تزكية البيئة المعرفية – تزكية البيئة السياسية- تزكية البيئة الاجتماعية – تزكية البيئة الاقتصادية- تزكية البيئة الأدبية والفنية – تزكية البيئة الطبيعية)؛ رابعًا: أساليب التزكية وأنشطتها (الذكر-الصلاة- الزكاة- الصوم – الحج)؛ خامسًا: التقويم في منهاج التزكية؛ حيث إن المحور الذي يدور حوله التقويم في منهاج التزكية هو التعرف على درجة حصول “الإخلاص” الذي يعني كمال الوعي بالمسؤولية أمام الله، والتعرف على درجة تحقيق “الصواب” الذي يعني كمال التوافق مع سنن الله- أي أقداره- في الحياة.
الفصل السابع: منهاج تعليم الكتاب والحكمة؛ ويشمل: أولًا: معنى الكتاب والحكمة؛ ثانيًا: الأهداف العامة لمنهاج تعليم الكتاب والحكمة؛ ثالثًا: محتوى منهاج تعليم الكتاب والحكمة (أ- محتوى علوم الكتاب، ب- محتوى علوم الحكمة، ج- كيفية تكامل علوم الكتاب وعلوم الحكمة)؛ رابعًا: الأساليب في منهاج تعليم الكتاب والحكمة: (أ- أسلوب التفسير ب- أسلوب التأويل ج- أسلوب المنهج العلمي- التجريبي)؛ خامسًا: الأنشطة المرافقة في منهاج تعليم الكتاب والحكمة؛ سادسًا: التقويم في منهاج تعليم الكتاب والحكمة؛ سابعًا: أزمة الانشقاق بين” تعليم الكتاب” و”تعليم الحكمة” في الأقطار الإسلامية؛ أخيرًا: افتقار التربية الحديثة إلى مناهج تجمع بين “علوم الكتاب” و “علوم الحكمة”.
الباب الثالث: العلماء والمربون العاملون في مناهج التربية الإسلامية
يتطابق تصنيف العلماء والمربين العاملين في مناهج التربية الإسلامية مع تصنيف هذه المناهج. وانطلاقًا من هذا التطابق ينقسم هؤلاء العلماء إلى ثلاثة أقسام رئيسية، هي: (الآياتيون) الذين يعملون على منهاج تلاوة الآيات، و(مربو التزكية) الذين يعملون في منهاج التزكية، و(مربو الحكمة) الذين يعملون في منهاج تعليم الكتاب والحكمة.
ولكل قسم من القسمين الأخيرين طبقات: أعلاها هم العلماء المنظرون أو المجتهدون الذين يقومون بدور(مولِّد) الأفكار. والطبقة الثانية هم (المحولون) الذين يقومون بتحويل الأفكار إلى تخصصات. وطبقة ثالثة هم (المنفذون) الذين يحولون التخصصات العلمية إلى تطبيقات عملية. وطبقة رابعة هم (العاملون) الذين يحولون التطبيقات العملية إلى ممارسات حسية في ميادين الحياة المختلفة.
الفصل الثامن: الآياتيون: أولًا: من هم الآياتيون، ثانيًا: منهجية الآياتي، ثالثًا: وظيفة الآياتي، رابعًا: مقارنة بين الآياتي والفيلسوف.
الفصل التاسع: علماء التزكية: أولًا: من هم علماء التزكية، ثانيًا: وظيفة علماء التزكية، ثالثًا: منهجية علماء التزكية.
الفصل العاشر: علماء الكتاب والحكمة: أولًا: من هم علماء الكتاب والحكمة، ثانيًا: وظيفة علماء الكتاب والحكمة، ثالثًا: منهجية علماء الكتاب والحكمة.
الباب الرابع: ملاحظات وتوصيات
الفصل الحادي عشر: الملاحظات؛ ويشمل: أولًا: ملاحظات حول مناهج التربية الإسلامية، ثانيًا: ملاحظات حول المربين العاملين في مناهج التربية الإسلامية، ثالثًا: ملاحظات حول “الثقافة” التي تعمل مناهج التربية الإسلامية على تزكيتها.
الفصل الثاني عشر: التوصيات
التوصية الأولى: إقامة مؤسسات مختصة تنظر في كيفية تحويل المناهج التربوية النظرية التي تم استعراضها في هذا البحث إلى مناهج دراسية تطبيقية ذات مستويات تتوازى مع مستويات المراحل التعليمية.
التوصية الثانية: أن يكون القرار الذي ينظم عمل المؤسسات المقترحة قرارًا تربويًا مستقلًا يقوم به خبراء التربية والمختصون بها بالتعاون مع نظرائهم المختصين بالأصول الاجتماعية والعلمية والفلسفية، وألا يكون قرارًا سياسيًا، لأن هذا يصطدم مع الأسس التربوية العملية، ويضع “الأفكار” في خدمة “الأشخاص والأشياء”.
التوصية الثالثة: هي أن يجري العمل في المؤسسات المقترحة على أساس الفهم الجماعي لــــ” الكتاب والحكمة”، لأن عصر الفرد أو الحكم الفرد أو العالم الفرد قد انتهى وحل محله عصر جماعة العلماء- الخبراء في أي ميدان من ميادين التربية والعلم.
التوصية الرابعة: العمل على تحقيق التكامل بين “علوم الغايات” التي توجه إليها “آيات الكتاب” و”علوم الوسائل” التي تندرج تحت ما يسميه القرآن “الحكمة”.
التوصية الخامسة: أن التنظيم المقترح للمناهج التربوية لن يكون فعالًا ما لم تصاحبه تزكية “التراث” من التناقضات التي خلطت، خلال مسيرة التاريخ الإسلامي، بين أصول التربية الإسلامية وتطبيقات ثقافات العصبية القبلية والطائفية والعرقية.
التوصية السادسة: إنشاء الموانئ التربوية التي تنظم التفاعل مع الفكر العالمي.
من ثمرات الكتاب وفوائده
- يؤسس المؤلف لقاعدة منظومة تربوية شاملة ومتكاملة تسيّر الحياة كلّها.
- لا يركّز المؤلّف في هذه المنظومة على إخراج جيل قادر على الحصول على لقمة العيش فقط، وهو ما تفعله مختلف المؤسّسات التّعليمية. كما لا يركّز أيضًا على إخراج جيل حافظ للقرآن وعالم بالفقه والحديث ومنزو على نفسه لا يخرج تأثيره عن دائرة حلقات العلم في المساجد، وهو حال مختلف المؤسّسات الإسلامية.
- ما يجب فعله هو الجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الأخرى، لكن ليس جمعا تقليديًا كالّذي حصل في مؤسّسات كثيرة كالأزهر مثلا، ويكون ذلك بدراسة العلوم الشّرعية والعلوم الأخرى، دون أيّ ربط بينهما. بل الجمع الّذي يبحث عنه الدّكتور الكيلاني هو إسقاط حقيقي لدين الإسلام على الحياة ككلّ، لتكون العلوم الشّرعية القاعدة الّتي تنطلق منها العلوم العلمية والاجتماعية، فيتحقّق التعلّم واليقين بحقيقة الدّين، والسّعادة بمعرفة الخالق والسّير على نور وحيه(1).
- تبيان مؤهلات المربين العاملين على مناهج التربية الإسلامية. والمربي المسلم الذي يجري البحث في مؤهلاته وصفاته، هو إنسان يقوم بوظيفتين اثنتين: الأولى؛ إنتاج المعرفة، الموسومة بالأصالة والمعاصرة في ميادين الحياة كلها. والثانية؛ إعداد إنسان التربية الإسلامية الذي يتقن توظيف هذه المعرفة في حياة الأفراد والجماعات والأمم في ضوء علاقاته بالخالق والكون والإنسان والحياة والآخرة.
- بناء المناهج التربوية التي تستند إلى “الشِّرعة” الإلهية، ثم يتكون من مجموع تطبيقات “الشرعة” و”المنهاج” ، الشريعة التي توجه إلى ميادين الحياة المختلفة.
- لا بد من تكامل مناهج التربية الإسلامية التي تعمل فيها” شرعة” الوحي و”منهاجه” مع “ألباب” الراسخين في العلم القادرين على التفكر والعقل لآيات الله في الكتاب، والأنفس.
- الإطار العام الذي يحدد مناهج التربية الإسلامية، يتمثل في قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾[ سورة الجمعة: 2]. فمناهج التربية الإسلامية بناء على هذه الآيات هي: منهاج تلاوة الآيات، ومنهاج التزكية، ومنهاج تعليم الكتاب والحكمة.
- تصنيف العلماء والمربين العاملين في مناهج التربية الإسلامية إلى ثلاثة أقسام تتفق مع تصنيف المناهج: أولًا- (الآياتيون) الذين يعملون على منهاج تلاوة الآيات، ثانيًا- (مربو التزكية) الذين يعملون في منهاج التزكية، ثالثًا- (مربو الحكمة) الذين يعملون في منهاج تعليم الكتاب والحكمة.
- تغيير دور المعلم ليصبح على منهج الأنبياء.
المصادر والمراجع
- الدكتور ماجد الكيلاني، مناهج التربية الإسلامية والمربون العاملون فيها، الناشر: عالم الكتب، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى، 1416هـ/ 1995م.
- قراءة في كتاب: مناهج التربية الإسلامية والمربون العاملون فيها، للدكتور ماجد الكيلاني.25 أبريل 2020.