يرتبط مفهوم الشقاء بالإنسان العاصي البعيد عن طريق الحقّ والموالي لأهل الباطل، الذي يخاف الناس ظلمه، وهي المعاني التي ذكرها القرآن الكريم في وصف هذه الكلمة.
والمسلم في رحلة بحثه عن الحق للوصول إلى الجنة، عليه أيضا، أن يبحث في معانٍ وصفات حذّر منها القرآن الكريم، وذكر أن عاقبتها وخيمة في الدنيا والآخرة. بل إن حثّ أصحابه على التعوّذ من جهد البلاء ودرك الشقاء لما ارتبط هذا اللفظ بالخسران.
ومن عظيم كرم الله على عباده أن العناء والتعب لا يرتبط ببعض الصالحات، فلا يقترن ولا يجتمع في ست حالات أفرَد لها القرآن آياته معرفا ومعلما للمسلمين كيف التغلب عليه بالعمل الصالح. وهناك معنى آخر للشقاء ارتبط في ذهن الناس بكونه الضنك والجوع والفقر. لكن المعنى في القرآن ارتبط بالأعمال السيئة والعاقبة الوخيمة على كل شقي.
مفهوم الشقاء
الشقاء اسم فاعل من شقّ، وهو الضلال أو التعب والعسر والشدة والمحنة. والأشقياء في القرآن هم الذين كفروا بالله، وكذبوا رسله، وعصوا أمره.
فالله، سبحانه وتعالى، لا يُحاسب الإنسان على الشكل واللون والأبوين ومكان ميلاده، فهو من اختارها له. لكن الحساب على الهداية والضلال، لأنه ترك مُطلق الاختيار للإنسان فيها، فقال تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف:29].
ومن الضلال أن يتعس الإنسان نفسه، فيحيد بها عن شريعة السماء بالكفر أو الظلم أو البغي والمعصية واتباعه سبل الشيطان وغوايات النفس. والشقي الحقيقي ليس الفقير أو المسكين لكنه من حُرم رحمات الله عز وجل (1).
تناول القرآن الكريم والسنة المطهرة مفهوم الشقاء وأفردا له آيات وأحاديث كثيرة، تأكيدا على مفهومه العام وتنبيه المسلمين لحقيقته والتحذير من السقوط في مستنقعه الأليم وغياب مفهوم السعادة الحقيقية للإنسان في الدنيا والآخرة.
فقال تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 105]. فقد أطلعنا الله سبحانه على أنّ العباد يوم القيامة صنفين (شقي وسعيد)، وأضاف، سبحانه، عاقبة التّعاسة فقال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود: 106].
وأكد الله، عز وجل، المعنى بقوله: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ} [طه: 123].
وقال تعالى متوعدا: {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى* الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ} [الأعلى: 11- 13].
وقال تعالى، أيضًا: {فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ* لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى* الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} [الليل: 14- 16].
غير أن لفظ الأشقى وَرَدَ بمعانٍ مختلفة في القرآن، فقال تعالى على لسان عيسى، عليه السلام: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 32].
وعلى لسان إبراهيم عليه السلام: {وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا} [مريم: 48].
وورد بمعنى أظلمهم وأكثرهم تجبرًا واستكبارًا على الله، فقال تعالى: {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} [الشمس: 12].
كما جاء على لسان النبي، صلى الله عليه وسلم، كثير من الأحاديث التي أوضحت مفهوم الشقاء ومعانيه المختلفة وعاقبة كل شقي وكافر وظالم. فعن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا تُنْزَعُ الرحمَةُ إلَّا مِنْ شَقِيٍّ] (أبو داود).
وقال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: [كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جَنَازَةٍ، فأخَذَ شيئًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ به الأرْضَ، فَقالَ: ما مِنكُم مِن أحَدٍ إلَّا وقدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ، ومَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أفلا نَتَّكِلُ علَى كِتَابِنَا، ونَدَعُ العَمَلَ؟ قالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ له، أمَّا مَن كانَ مِن أهْلِ السَّعَادَةِ فيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أهْلِ السَّعَادَةِ، وأَمَّا مَن كانَ مِن أهْلِ الشَّقَاءِ فيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أهْلِ الشَّقَاوَةِ، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَن أعْطَى واتَّقَى وصَدَّقَ بالحُسْنَى} الآيَةَ] (البخاري).
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: [كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذُ من جَهْدِ البلاءِ ودركِ الشقاءِ وسوءِ القضاءِ وشماتةِ الأعداءِ] (مسلم)، وفي رواية البخاري [تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِن جَهْدِ البَلاءِ، ودَرَكِ الشَّقاءِ، وسُوءِ القَضاءِ، وشَماتَةِ الأعْداءِ].
الشقاء في الحياة
الحياة ليست دار مستقر، لكنها دار اختبار وعمل وممر، والسعيد مَن عَرف حقيقتها وقيمتها، فأحسن التجارة مع الله سبحانه في الدنيا حتى يرى الربح الوفير في الدنيا والآخرة.
والشقاء مصحوب بالغفلة والبعد عن منهج الله والإعراض عن سبيل الحق، وهو المعنى الذي وصفه الله بقوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِيَ أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 124- 126].
يقول محمد بن التجاني المدنيني: “إنّ مَن خالف أمرَ الله، وما أنزله على رسوله، وأعرض عنه، وتناساه وأخذ من غيرهِ هُدَاه، فلا طمأنينة له مدّةَ حياته، ولا انشراحَ لصدره، بل يكون صدره ضيقًا حرجًا لضلاله، وإن تنعم ظاهرُه، ولبس ما شاء وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى، فهو في قلق وحيرة وشك، فلا يزال في ريبة يتردد. ولن نجد كلمة جامعة، واصفة لحالة بعض الجماعات البشرية، وكثير من الناس اليوم كالآية التي يقول فيها عز وجل: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر:19])(2).
وهذا المفهوم الذي نتحدث عنه، أنواعه عديدة في الدنيا، فمنها المحروم الفقير المعدوم الذي لا يجد قوت يومه، وهذا النوع مادي ربما صاحبه يعيش في سعادة بطاعته لربه وأعماله الصالحة.
نوع آخر آتاه الله من النعيم الوفير، ومع ذلك ابتعد عن الحق، وسلك طريق الظلم والبغي، ولا يستشعر إلا حياته الدنيا، ولا يعمل إلا لها فحسب، بل ربّما يُنفق أمواله في الصد عن سبيل الله واستدعاء الأعداء على الإسلام والمسلمين، وربما يكون هذا الشقي مسلما، فهذا وإن تنعم في الدنيا ظاهرا، إلا أنه يظل تعيسا ولا يشعر بمعنى السعادة القلبية أو الراحة النفسية، ويظل صدره ضيقا حرجا كما قال الله تعالى: {وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام:125].
والكفر الصريح والبعد عن طريق الإسلام، تعب وعسر وضلال، حتى وإن أتى صاحبه ببعض معاني العدل والحريات على نفسه والآخرين، فهو شقي بكفره وعدم اتّباعه الدّين الحق، لذا وصفه الله، سبحانه وتعالى، بقوله: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31].
فالفقير الذي لا يجد قوت يومه أو ربما بات وهو جوعان ليس هو الشقي، وإنما من حاد عن دين الله وصار في طريق المعاصي والضلال، وظلم وبغى، أو كفر، حتى ولو امتلك كنوز الدنيا التي ينظر إليها البعض على أنها من أسباب السعادة. وهو المعنى الذي لخّصه النبي، صلى الله عليه وسلم، فيما رواه عمرو بن العاص عن المال بقوله: [يا عَمرُو، إنِّي أُريدُ أن أَبعثَك على جَيشٍ فيُغنِمَك اللهُ، وأَرغَبَ لك رغبةً منَ المالِ صالحةً، قُلتُ: إنِّي لم أُسلِمْ رغبةً في المالِ، إنَّما أَسلَمْتُ رغبةً في الإسلامِ، فَأكونَ معَ رَسولِ اللهِ، فَقال: يا عمرُو، نِعْمَ المالُ الصَّالحُ للمَرءِ الصَّالحِ] (البخاري والحاكم والبيهقي).
أسباب التعاسة والعسر في الدنيا
وضع الله، سبحانه وتعالى، في الإنسان منذ أن خلقه، ما يجعله يُفرّق بين الحق والباطل، وبين الإيمان والكفر وترك له حرية الاختيار، دون أن يؤثر ذلك على الرزق، فالمولى، جل وعلا، لم يربط رزق العباد بإيمانهم أو كفرهم، ولذا فأسباب الشقاء يُمكن أن نلخصها في الآتي:
- الكفر والإشراك بالله: فعن أنس بن مالك قال: ذَكَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الكَبَائِرَ -أوْ سُئِلَ عَنِ الكَبَائِرِ- فَقالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ] (البخاري).
- ارتكاب الكبائر، مثل: قتل النفس بغير حق، والزنا وشهادة الزور وعقوق الوالدين، وغيرها، قال تعالى: {وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانا} [الفرقان:69- 70].
- الجور والظلم: الإنسان ربما يصبر على الجوع، لكن لا يستطيع العيش في ظلم وجور، قال صلى الله عليه وسلم: [اتَّقوا الظُّلمَ، فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ] (صحيح مسلم).
- أكل مال اليتامى ظلما، وأكل الحرام: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء:10].
- الغيبة والنميمة وسوء الظن: فعن حذيفة بن اليمان عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: [لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ] (صحيح مسلم).
- أكل الربا والتعامل بها: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: [ما أحدٌ أكثرَ من الرِّبا، إلَا كان عاقِبَةُ أمْرِهِ إلى قِلَّةٍ] (صحيح ابن ماجة) (3).
علامات ومظاهر التعاسة
لا يترك الله عباده دون أن يبعث لهم إشارات وومضات تحذرهم من الحياد عن طريق الله في الدنيا لعلها تكون ذكرى، قال تعالى: {لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37]. ومن علامات ومظاهر الشقاء:
- طول الأمل والحرص على الدنيا: فتجد الإنسان الغافل الشقي لديه طول أمل وأنه مخلد في الدنيا، وتجده أحرص ما يكون على دنياه، فعن الحسن البصري قال: “ما أطال عبدٌ الأمل إلَّا أَسَاء العمل”، (البيهقي في شعب الإيمان).
- القسوة في القلب والران عليه: وتحدث من كثرة الذنوب وتراكمها وعدم التوبة منها والغفلة عنها، فعن النبي، صلى الله عليه وسلم: [إنَّ المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر، صقل قلبه، وإن زاد زادت، حتَّى يعلو قلبه ذاك الرَّان الذي ذكر الله عزَّ وجلَّ في القرآن: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (الترمذي وابن ماجه).
- التفريط في الفرائض وانتهاك المحرمات: وهي من الأمور التي تُبعد الإنسان عن رحمات الله.
- الانشغال بالدنيا والانهماك في طلبها والمنافسة عليها: قال ابن القيم: “متى رأيت القلب قد ترحل عنه حب الله والاستعداد للقائه، وحلَّ فيه حب المخلوق، والرضا بالحياة الدنيا، والطمأنينة بها، فاعلم أنه قد خسف به”(4).
- عدم الرحمة بالخلق والإحسان إليهم، وجمود العين، وقلة الحياء.
- ظلم العباد، والكسل والفتور عن العبادات، والابتداع في الدين، وكبر النفس واحتقار الآخرين.
- المجاهرة بالذّنوب والمعاصي: [كلُّ أُمَّتي مُعافًى إلا المجاهرين] (البخاري) (5).
موانع التعاسة والعسر
ذكر القرآن الكريم بعض موانع الشقاء التي لا تقترن أبدا ببعض الأعمال الصالحة، وهو ما يدفع المسلم للاهتمام بها، ومنها:
- لا يجتمع العسر مع التقوى: فالتقوى منجاة من غضب الله، قال الله تعالى: {فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى* لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى} [الليل 14- 17].
- لا يجتمع التعب والعسر مع بر الوالدين، قال الله تعالى: {وبَرًّا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا} [مريم: 32]، جاء في تفسير الإمام ابن كثير: لا تجد أحدا عاقاً لوالديه إلا وجدته جبارا شقيا.
- لا يجتمع شقاء مع دعاء، فقال تعالى: {وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا} [مريم:48].
- لا يجتمع شقاء مع كثرة تلاوة القرآن، فقال تعالى: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه: 2].
- لا يجتمع عسر مع خشية الله: قال تعالى: {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى* سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى} [الأعلى:9- 10].
- لا يجتمع ضلال مع اتباع الهدي: قال تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه:123](6).
فالقرآن الكريم عمل على إيقاظ الهمم في الناس، حتى لا يسقط أحد في مستنقع الكفر والمعاصي، وهو التصّور الذي بيّنه النبي، صلى الله عليه وسلم، حينما قال: [إنَّما مَثَلِي ومَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نارًا، فَلَمَّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ جَعَلَ الفَراشُ وهذِه الدَّوابُّ الَّتي تَقَعُ في النَّارِ يَقَعْنَ فيها، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ ويَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فيها، فأنا آخُذُ بحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وهُمْ يَقْتَحِمُونَ فيها] (البخاري).
المصادر
- الشيخ فوزي محمد أبو زيد: ما مفهوم الشقاء،
- محمد بن التجاني المدنيني: معادلة الشقاء والسعادة في الدنيا والآخرة، 23 مايو 2014،
- عبد الله حماد الرسي: أسباب السعادة وأسباب الشقاء،
- ابن قيم الجوزية: بدائع الفوائد 3/ 743.
- عبد الله حماد الرسي: أسباب السعادة وأسباب الشقاء،
- محمد عبدالرحمن صادق: موانع الشقاء كما ذكرها القرآن الكريم، 16 أبريل 2020،