يعد الشيخ المجاهد المربي محمد البشير الإبراهيمي أحد الرواد والزعماء الذين أشعلوا الجذوة في نفوس أبناء أمتهم، وساهموا في رفع راية الجهاد ضد الاستعمار في أوطانهم، في وقتٍ كانت فيه الأمة الإسلامية تعاني من موجات هجوم وعدوان مستمر استهدف تفكيك أوصالها واستنزاف ثرواتها.
لقد كان الشيخ البشير من أئمة الإصلاح والتجديد في العصر الحديث، وخطيبًا ومحاضرًا، ورجل مواقف إصلاحية، وأحد أعلام الفكر والأدب والتربية في العالم العربي، لذا فإنّ حياته ورحلته العلمية والدعوية والجهادية تحتاج إلى دراسة وقراءة لاستخراج أهم دروسها التربوية.
نشأة محمد البشير الإبراهيمي ورحلته العلمية
وُلِد الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في قرية رأس الوادي بناحية مدينة سطيف القريبة من قسنطينة في 14 يونيو عام 1889م، في بيت أُسّس على التّقوى، وقد أتم حفظ القرآن الكريم في سن تسع سنوات على يد عمّه الشيخ المكي الإبراهيمي، الذي كان له الفضل الأكبر في تربيته وتكوينه، حتى جعل منه ساعده الأيمن في تعليم الطلبة.
ودرس “البشير” علوم العربية على يد عمه، الذي كان عالم الجزائر في وقته، حيث انتهت إليه علوم النحو والصرف والفقه في الجزائر، وصار مرجع الناس وطلاب العلم، وقد عني بابن أخيه عنايةً فائقةً، وفتح له أبوابًا كثيرةً في العلم، حتى إنه ليحفظ قدرًا كبيرًا من متون اللغة، وعددًا من دواوين فحول الشعراء، ويقف على علوم البلاغة والفقه والأصول.
وقد رزقه الله قوّة الحافظة فاستوعب حفظًا وفهمًا عددًا من المتون العلمية المشهورة للتّدريس إذ ذاك؛ كالتلخيص، وجمع الجوامع، وألفية ابن مالك، وألفيتي العراقي في السِّير، وعلوم الأثر، ورقم الحلل في نظم الدول لابن الخطيب، والشّاطبيّتين في القراءات والرسم، وتحفة ابن عاصم الأندلسي، وحفظ بعد التّاسعة موطأ الإمام مالك ومقدمة صحيح مسلم، والمعلقات، والمفضليات.
وكانت لعمه في تربيته طريقة توافق استعداده، وهو أنّه كان معه في دراسة مستمرّة لا تقطعها عنه إلا ساعات النّوم، فكان يُلَقِّنُه، ويُملي عليه ويشرح له، ماشيًا، وقاعدًا، وفي جميع الأحوال إلى أن يأخذه النّوم، كل ذلك مجاراة لحفظه، وذكائه، واستعداده الفطري، فقد رأى عمه ببصيرته النافذة منه استعدادًا خارقًا وحافظة ملتهمة وذاكرة لا تفلت شيئًا، وهو ما يؤكد أهمية المربين وأهل العلم في حياة الأطفال.
لقد أجازه عمُّه بتدريس العلوم التّي علم أنّه أتقنها عليه، فانتصب للتّدريس وهو ابن خمسة عشر عامًا، واستفاد منه النّاس الّذين حضروا دروسه وكانوا أكبر منه سنًّا، ولما مات عمه تصدَّر هو لتدريس ما تلقاه عليه لزملائه في الدراسة.
ولما بلغ عُمره 22 عاما توجه نحو المشرق سنة 1911م، ليلحق بأبيه الذي سبقه بالهجرة إليها منذ أربع سنوات فرارًا من الاحتلال الفرنسي، واختار الاستقرار في المدينة، وكتب إلى ولده يحثه على اللحاق به، ونزل في طريقه إلى القاهرة، ومكث بها ثلاثة أشهر، حضر فيها دروس بعض علماء الأزهر الكبار، من أمثال “سليم البشرى”، و”محمد نجيب المطيعي”، و”يوسف الدجوي”.
واستكمل “البشير” العلم في حلقات الحرم النبوي، بعدما وصل إلى المدينة، وهناك التقى الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي كان قد قدم لأداء فريضة الحج، وربطت بينهما المودة ووحدة الهدف برباط وثيق، وأخذا يتطلعان لوضع خطة تبعث الحياة في الأمة الإسلامية بالجزائر، وانضم إليهما “الطيب العقبي”؛ وهو عالم جزائري سبقهما في الهجرة إلى المدينة، والتقى الثلاثة في أيام متصلة ومناقشات جادة حول وضع الجزائر وسبل النهوض بها، فوضعوا الأسس الأولى لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وبعد أن جاوز الشيخ البشير الثلاثين من عمره، عاد إلى الجزائر في عام 1920م، بعد أن طاف وجال في أهم أقاليم العالم الإسلامي، في رحلة زادت على عشر سنوات تعرف خلالها إلى أوضاع العالم الإسلامي، ووقف عن قرب على مشكلاته وآفاته التاريخية والحضارية والإيمانية، ووضع يده على مكمن الداء ومواطن الخلل في الأمة، ثم قرر العمل والجهاد على المسار الصحيح لتحريرها.
بدأ الشيخ البشير مشروعه التربوي والإصلاحي في الجزائر بإلقاء الدروس العلمية للطلبة، والدروس الدينية للجماعات القليلة، وتحرك بين القرى والمدن خطيبًا ومحاضرًا، فأيقظ العقول وبعث الحياة في النفوس التي أماتها الجهل والتخلف.
ورأى الشيخ أن دروسه قد أثمرت، وأن الناس تتطلع إلى المزيد، فشجعه ذلك على إنشاء مدرسة يتدرب فيها الشباب على الخطابة والكتابة في الصحف، وقيادة الجماهير في الوقت الذي كان يتظاهر فيه المصلح اليقظ بالاشتغال بالتجارة؛ هربًا من ملاحقة الشرطة له ولزوّاره، وكان المحتل الفرنسي قد انتبه إلى خطورة ما يقوم به “البشير” ضد وجوده الغاصب، فعمل على تعويق حركته، وملاحقة أتباعه.
والشيخ الإبراهيمي هو رفيق النضال للشيخ عبد الحميد بن باديس وخليفته في رئاسة “جمعية العلماء المسلمين” التي تأسست في الجزائر عام 1931 لتبدأ حركة إحياء ديني وثقافي وسياسي في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وإلى جانب العلم الشرعي هو أيضًا من علماء اللغة، ومن أعلام الفكر والأدب العربي وعضو في مجمع اللغة العربية بدمشق.
لقد كان الشيخ الإبراهيمي والشيخ عبد الحميد بن باديس، يمثلان الزعيمين الروحيين للجزائر المعاصرة فهما زميلان وشريكان، وكان الأول نائب الثاني ثم خليفته في رئاسة جمعية العلماء المسلمين، وهما صاحبا الأفكار الحقيقية التي كافحت لتخليص الشعب الجزائري من الاستعمار الفرنسي ومن الاستعمار الثقافي الذي فرضته فرنسا.
وقد نظّم الزعيمان الحرب على الخرافات في الدين، وعلى التغريب في التعليم ونشرا المدارس والمساجد وروح الولاء والثورة والنهضة، وطالبا باستقلال القضاء الإسلامي في الأحوال الشخصية، وبعدم تدخل الحكومة في تعيين الموظفين، وقد أصبح الشعب الجزائري، بفضل جمعية العلماء مؤهلًا سياسيًا وفكريًا للاستقلال والحرية.
ونجح الشيخ البشير في أن ينتقل بهمة ونشاط بين ربوع الجزائر الشاسعة مثل زميله عبد الحميد بن باديس، ونجحوا في أن يبنوا 400 مدرسة إسلامية و200 مسجد للصلوات والمحاضرات، وفيما بعد، فإن البشير نفسه كان هو من أنشأ المعهد الثانوي الكبير في قسنطينة وأسماه معهد ابن باديس وكان تلاميذ الفرقة الأولى أكثر من ألف.
ولم يستسلم الشيخ الإبراهيمي لأي معوقات قابلته في طريقه إلى تربية النشء وإصلاح الأمة، إلى أن اضطر أن يلزم بيته بعد أن أثقلته السنون، وأوهَنه المرض، حتى لاقى ربه يوم الخميس الموافق 18 من المحرم 1385هـ = 19 من مايو 1965م بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال.
من الأدوار التربوية للعلامة محمد البشير الإبراهيمي
وقد كان للشيخ محمد البشير الإبراهيمي دور تربوي مهم في مسيرته الإصلاحية، ترجمه في هذه النقاط:
- برنامج تعليم طلاب الابتدائي: تُقسم مواد التعليم لهذه المرحلة، على ست سنوات متوالية، هي المراحل الأولى في عمر التلميذ الناشئ، ويحصل حين يتجاوزها بنجاح على شهادة تسمّى “شهادة التعليم العربي الابتدائي”، صحيح التأدية للقراءة والكتابة، محصلًا لمبادئ الدين الإسلامي علمًا وعملًا، ولمبادئ التاريخ الإسلامي، ويجتاز التلميذ هذه المراحل الست حينما يجتاز العقد الأول من عمره بقليل، فيكون غذاؤه العقلي مسايرًا لغذائه الجسمي.
- دور المعلم في تنفيذ البرنامج: يقول الشيخ الإبراهيمي للمعلمين في سياق العمل على تنفيذ هذا البرنامج التعليمي: أعيذكم بالله يا أبنائي المعلّمين أن تجعلوا كل اعتمادكم في تربية الصغار للرجولة على البرامج والكتب. والعمدة الحقيقية في الوصول إلى الغاية من التربية فهي ما يفيض من نفوسكم على نفوس تلاميذكم الناشئين من أخلاق طاهرة قويمة يحتذونكم فيها ويقتبسونها منكم.. إنكم تجلسون من كراسي التعليم على عروش ممالك، رعاياها أطفال الأمّة، فسوسوهم بالرفق والإحسان، وتدرجوا بهم من مرحلة كاملة في التربية إلى مرحلة أكمل.. وإن من الطباع اللازمة للأطفال أنهم يحبّون من يتحبب لهم، ويميلون إلى من يحسن إليهم، ويأنسون بمن يعاملهم بالرفق، ويقابلهم بالبشاشة والبشر.
- دراسة ميول الأطفال: فليدرس المعلم ميول الأطفال بالاختلاط بهم، وليكن بينهم كأخ كبير لهم يفيض عليهم عطفه، ويوزّع بشاشته ويزرع بينهم نصائحه، ويردّ النائي منهم عن المحجة برفق. إن درس الميول يمكّن المعلم من إصلاح الفاسد منها، ومن غرس أضدادها من الفضائل في نفوسهم. وإن المعلم لا يستطيع أن يربّي تلاميذه على الفضائل إلا إذا كان هو فاضلًا.
- المعلم القدوة: يقول الإبراهيمي للمعلمين “كونوا لتلاميذكم قدوة صالحة في الأعمال والأحوال والأقوال. لا يرون منكم إلا الصالح من الأعمال والأحوال، ولا يسمعون منكم إلا الصادق من الأقوال. وإن الكذب في الأحوال أضرّ على صاحبه وعلى الأمّة به من الكذب في الأقوال”.
- تكوين المعلمين: وقد كان الإبراهيم يهتم بتكوين المعلم من خلال الاجتماعات التي كان يعقدها مع المسؤولين عن التعليم العربي بالمدارس الحرة، والمفتشين الذي عينتهم (لجنة التعليم العليا)، ومن ناحية أخرى من خلال الكلمات والمقالات الواعظة التي يكتبها والموجّهة أساساً إلى المعلمين، حيث كانت بمثابة برنامج تكويني يستهدف رفع مستوى المعلمين، وتنمية خبراتهم وإكسابهم المعرفة الصحيحة بحقيقة الأطفال وبطبيعة العملية التعليمية وما تستلزمه.
- التربية في نظر المربين: ويرى الإبراهيمي أن التربية في نظر المربين عبارة عن جهد إنساني هادف، يوجّه لرعاية الفرد والمجتمع، ويسعى لبناء الفكر وتثقيف العقل وتقويم السلوك، وتقوية البدن، وتنمية المواهب، لتحقيق الغاية التي يتطلع إليها الإنسان في حياته، وهي بلوغ الكمال الإنساني، أي بناء الشخصية السوية، فهو ينظر إلى الجهود التي يبذلها العلماء والمعلمون والمسؤولون عن رعاية أفراد المجتمع من وراء هذه الجهود، وهو إعداد الأفراد للحياة الحاضرة والحياة المستقبلية.
- الأخلاق والآداب والأفكار والاتجاهات: وهذه هي الجوانب التي تشكّل التراث الفكري والقيمي، أو كما يسميها الإبراهيمي الأمتعة التي يرثها جيل عن جيل، ومنها يتكون مزاجه وتتحدد شخصيته وأفكاره، وأن السبيل الذي يؤدي إلى توريث هذه القيم والاتجاهات التي يرغب المجتمع في نقلها إلى أجياله هي المدرسة العربية أي المدرسة التي تؤسسها جمعية العلماء، تلك المدرسة التي تعبّر عن ذاتية الأمة وتجسد مقوماتها، وترتكز في برامجها على الأصول الحضارية والثقافية التي نشأت الأمة في كنفها.
- المنهج التربوي: وهو الخطة الفكرية التي رسمها الإبراهيمي لنشاطه الإصلاحي في المجال التربوي والتعليمي، وجعلها سبيله في تناول قضايا التربية وتحديد مفهوم كل قضية ورسم النموذج التعليمي المنشود الذي يراه ملائمًا لانتظارات المجتمع، ومحققًا لتطلعات الأجيال، والتعليم عنده وسيلة والتربية غاية، والغاية تسبق الوسيلة عند بناء الخطة، ولكن لا بدّ منهما معًا (الوسيلة والغاية).
- المدرسة المنشودة للتربية: ينطلق الإبراهيمي في رسم صورة المدرسة التي تتطلع إليها الأمة من تحليل واقع التعليم الفرنسي الذي كان سائدًا في البيئة الجزائرية، فيقول: “الأمة تريد تعليمًا عربيًا يساير العصر وقوته ونظامه، لا تعليما يجعل جراثيم الفناء وتحمله نذر الموت”، فيكون هذا التعليم أن يكون تعليمًا عربيًا في لغته وأهدافه ومضامينه، بحيث ينسجم مع مقومات الأمة وموروثها الحضاري، وأن يكون وطنيًا وليس مستوردًا، ولا تسهم في صنعه أفكار أجنبية، فلا بدّ أن يكون نابعًا من عبقرية الأمة، وعليه طابعها وخصوصياتها، بحيث تصنعه بنفسها ووفق إرادتها.
- الغاية من التربية: ويرى الإبراهيمي أن غاية الغايات من التربية هي توحيد النشء الصاعد في أفكاره ومشاربه، وضبط نوازعه، وتصحيح نظراته إلى الحياة ليكون ذلك سبيلًا لتخريج أجيال متلائمة الأذواق متحّدة المشارب، تنظر إلى الحياة في واقعها المتغير، وتسعى في طلب الوسائل الملائمة بإرادة قوية تدفعها إلى العمل في خدمة الدين والوطن.
- العلم ضرورة مثل الطعام: حيث يقول “احتياج الحي إلى العلم في هذا الزمن أصبح قرين احتياجه إلى الطعام”.
- الأخلاق أساس التربية: اعتبر الإبراهيمي أن التربية الأخلاقية أساس التربية، وأنها الضمانة لتكوين شخصية الإنسان المسلم، ويقول عنها “ولنا أساسٌ نبني عليه، ولا يعسر جد العسر إحياؤه هو الأخلاق الإسلامية المتوارثة، التي نجد معظمها في القرآن في أوضح عبارة وأوضح بيان، ثم الأخلاق العربية المأخوذة من آدابهم التي هي أنفس ما خلفوه لنا من التراث”.
- التربية أساس التغيير: يرى البشير أن أسلوب التربية أساس عملية التغيير، سواء في النفس أو في المجتمع، وهو الأسلوب الملائم لمواجهة الاستعمار قديمه وحديثه، لأن الاستعمار يهدم والتربية تبني، والاستعمار يجتث وهي تزرع.
- فلسفة التربية: ويعتقد أن التربية ذات نفس طويل لكنه أكيد المفعول، وبهذا يتفق في المنهج والأسلوب مع الإمام حسن البنا.
- التعليم فقه وعمل: والتعليم عند الشيخ الإِبراهيمي ليس مجرد حشو لأدمغة التلاميذ بمعلومات كثيرة ينسونها بالسرعة التي تعلموها بها ولكنه فقه وعمل.
- الاهتمام بالتربية العقلية والعملية: وشدد الإبراهيمي على أهمية التربية العقلية، وضرورة تنشئة الأجيال على التفكير العلمي والنقدي، كما رأى أن التربية العملية لا تقل أهمية عن التربية العقلية والأخلاقية، وأنها الضمانة لإعداد الفرد القادر على العمل والإبداع.
- ربط التربية بالواقع: أكد الشيخ البشير ضرورة ربط التربية بالواقع، وأن تكون مُوجّهة إلى تنمية القدرات والمهارات التي يحتاجها الفرد في حياته العملية.
- أهمية الأسرة في التربية: واعتبر الإبراهيمي أن الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع، وأنها مسؤولة عن تربية أبنائها تربية سليمة.
- تعاون المدرسة والأسرة في التربية: أكد الإبراهيمي أهمية تعاون المدرسة والأسرة في التربية، وأنهما يشكلان منظومة متكاملة لإعداد جيل صالح.
آثار الشيخ الإبراهيمي
ومن المؤلفات التي تركها الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وأثرت المكتبة الإسلامية، ما يلي:
- أسرار الضمائر في العربية.
- شعب الإيمان: جمع فيه الأخلاق والفضائل الإسلامية.
- حكمة مشروعية الزكاة في الإسلام.
- فتاوى متناثرة.
- ما أخلّت به كتب الأمثال من الأمثال السائرة.
- مخارج الحروف.
- نظام العربية في موازين كلماتها.
- الاطراد والشذوذ في العربية: وهي رسالة في الفرق بين لفظ المطرد والكثير عند ابن مالك.
- الصفات التي جاءت على وزن فعَل.
- الملحمية الرجزية في التاريخ.
- بقايا فصيح العربية في اللهجة العامية بالجزائر.
- رسالة في ترجيح أن الأصل في بناء الكلمات العربية ثلاثة أحرف لا اثنان.
- رسالة في مخارج الحروف وصفاتها بين العربية الفصيحة والعامية.
- عيون البصائر: وهي مجموعة من مقالاته التي كتبها في السلسلة الثانية من مجلة البصائر.
لقد كان الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رائد الإصلاح في الجزائر، وعلّامة لغة، وفارس كلمة، ورجل معارف وجهاد، ورجل مواقف صال وجال وفضح مخططات الاستعمار ودافع عن لم الشمل العربي والإسلامي، فاستحق بجدارة أن يكون أحد عظماء الجزائر علمًا وعملًا، حيث قدم أعمالًا جليلة للأمة، لخصها بقوله معتذرًا عن عدم تفرغه للتأليف والكتابة: “ولكنني أتسلى بأنني ألفت للشعب رجالًا، وعملت لتحرير عقولهم تمهيدًا لتحرير أجساده، وصححت له دينه ولغته، فأصبح مسلمًا عربيًا، وصححت له موازين إدراكه فأصبح إنسانًا أبيًّا، وحسبي هذا مقربًا من رضا الرب ورضا الشعب، ومع ذلك فقد ساهمت بالكتابة في موضوعات مفيدة، ولكن لم يساعدني الفراغ ولا وجود المطابع لطبعها”.
المصادر والمراجع:
- أحمد طالب الإبراهيمي: آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي 1/14.
- أسامة شحادة: العلاّمة محمد البشير الإبراهيمي.
- محمد شعبان أيوب: محمد البشير الإبراهيمي.. الشيخ الذي كشف التناقض العلماني للفرنسيين بالجزائر.
- ديوان العلامة محمد البشير الإبراهيمي: المورد العذب النمير من أشعار العلامة محمد البشير، ص 6.
- طريق الإسلام: الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى.
- الدكتور سليمان صالح: الصحافة ومعركة الهوية.. تجربة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي.
- الدكتور محمد الجوادي: العلامة محمد البشير الإبراهيمي الرمز الحي لكفاح الجزائر.
- عمر تراكة: مرشد المعلمين للعلامة محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله.