حضّ الإسلام على كل ما يحفظ المروءة وحذّر من كل ما ينقصها، لأنها رعيٌ لمساعي البر ورفع لدواعي الضر، وهي طهارة من جميع الأدناس والأرجاس، لذا فإن كل آية من كتاب الله تأمر بفضيلة من الفضائل أو تنهى عن رذيلة من الرذائل فهي تدل على سبيل هذه القيمة التربوية وترشد إلى طريقها.
ولأنّ هذا الخُلُق يشتمل على مكارم الأخلاق وعموم أفعال البر، فإنه يجدر بالآباء والمربّين أن يغرسوا معناه في نفوس الأبناء والصغار، وأن يكون قدوتهم في ذلك النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- الذي قال ربه عن أخلاقه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4].
مفهوم المروءة
وبيّن علماء اللغة معنى المروءة ومفهومها الذي يشمل على العديد من مكارم الأخلاق، فجاء في في لسان العرب أنها “كمال الرجولية، والإِنسانية، وقيل للأحنف: ما المُرُوءة؟ فقال: العفة والحرفة، وسئل آخر عنها، فقال: ألَّا تفعل في السر أمرًا وأنت تستحيي أن تفعله جهرًا”.
وقال القرطبي: الناس مختلفون في معناها، والعادة متباينة فيه، وأحوال العرب فيه خلاف أحوال العجم، ومذهب أهل البدو غير مذهب الحضر، خصوصًا إذا كانت الحالة حالة ضرورة”. وقال الجرجاني: “هي قوة للنفس، مبدأ لصدور الأفعال الجميلة عنها، المستتبعة للمدح شرعًا وعقلًا وعرفًا”.
وقال ابن القيم، هي “اتصاف النفس بصفات الإنسان التي فارق بها الحيوان البهيم، والشيطان الرجيم، فإن في النفس ثلاثة دواع متجاذبة: داع يدعوها إلى الاتصاف بأخلاق الشيطان، من الكبر والحسد والعلو والبغي والشر والأذى والفساد والغش. وداع يدعوها إلى أخلاق الحيوان، وهو داعي الشهوة.
وداع يدعوها إلى أخلاق الملك، من الإحسان، والنصح، والبر، والطاعة، والعلم. والمُرُوءة بُغْضُ الداعيين الأولين وإجابة الداعي الثالث، ولهذا قيل في حد المُرُوءة: إنها غلبة العقل للشهوة، ونقل عن الفقهاء قولهم: حد المروءة: استعمال ما يجمل العبد ويزينه، وترك ما يدنسه ويشينه”.
ومن أحسن ما قيل في تفسيرها أنها: تَخَلُّق المرء بخلق أمثاله من أبناء عصره، ممّن يراعي مناهج الشرع وآدابه في زمانه ومكانه؛ لأن الأمور العرفية قلما تنضبط؛ بل تختلف باختلاف الأشخاص والأزمنة والبلدان، وهذا بخلاف العدالة، فإنها لا تختلف باختلاف الأشخاص، فإن الفسق يستوي فيه الشريف والوضيع، بخلاف المروءة فإنها تختلف.
المروءة في الإسلام
ورغم أن لفظ المروءة لم يرد في القرآن الكريم، فإن معناه قد جاء في العديد من الآيات التي تحث على حب الخير للآخرين والالتزام بالعدل والصدق والإنسانية والرحمة وغير ذلك من أخلاق إسلامية كريمة، فمن الآيات القرآنية المعبرة عن الرحمة، قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا). [الأحزاب، آية: 43]. وقال سبحانه: (أَلَم يَعلَموا أَنَّ اللَّـهَ هُوَ يَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبادِهِ وَيَأخُذُ الصَّدَقاتِ وَأَنَّ اللَّـهَ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ). [التوبة، آية: 104].
وهي تعبر عن الصبر، يقول- سبحانه وتعالى-: (وَالَّذينَ صَبَرُوا ابتِغاءَ وَجهِ رَبِّهِم وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدرَءونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولـئِكَ لَهُم عُقبَى الدّارِ* جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلونَها وَمَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَأَزواجِهِم وَذُرِّيّاتِهِم وَالمَلائِكَةُ يَدخُلونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بابٍ* سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ). [الرعد: 22-24].
وهِيَ الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَالتَّفَضُّلُ للهِ تَعَالَى، قَالَ اللهُ- جَلَّ وَعَلَا-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
وَمِنَ الْمُرُوءَةِ الْعَفْوُ وَالْحِلْمُ، قَالَ اللهُ- عز وجل-: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].
وقيل لسفيان بن عيينة- رحمه الله-: “قد استنبطت من القرآن كل شيء، فهل وجدت المروءة فيه؟ فقال: نعم، في قوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف: ٩٩]، يقول: ففيه المُرُوءة وحُسن الأدب ومكارم الأخلاق، فجمع في قوله: خُذِ الْعَفْوَ صلة القاطعين والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين، وذلك في قوله: خُذِ الْعَفْوَ، ودخل في قوله: وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار.
ودخل في قوله: وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ الحض على التخلق بالحلم والإعراض عن أهل الظلم والتنزه عن منازعة السفهاء ومساواة الجهلة والأغبياء وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة).
وقال الله- تبارك وتعالى- في صفات عباده الذين اتّصفوا بأعلى صفات المُرُوُءة ووصلوا إلى غاياتها: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا * وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان: 63- 76].
والأحاديث النبوية المطهرة التي تحثّ على حُسن الخُلُق وجمال المعاشرة والبعد عمّا يُدنّس العرض ويقبّح بالنفس ما هي إلا أدلة واضحة على التحلي بالمروءة والتخلّق بها، فقد روى البخاري ومسلم، أنه “سُئِلَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قالَ: أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ. قالوا: ليسَ عن هذا نَسْأَلُكَ، قالَ: فأكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ، ابنُ نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ. قالوا: ليسَ عن هذا نَسْأَلُكَ، قالَ: فَعَنْ معادِنِ العَرَبِ تَسْأَلُونِي؟ النَّاسُ مَعادِنُ، خِيَارُهُمْ في الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ في الإسْلَامِ إذَا فَقُهُوا”.
قال الإمام النووي: “ومعناه إن أصحاب المروءات ومكارم الأخلاق في الجاهلية إذا أسلموا وفقهوا فهم خيار الناس”.
وعن سهل بن سعد- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: “إنّ الله- عزّ وجلّ- كريم يحب الكرماء ويُحب معالي الأمور، ويكره سفسافها” (الحاكم والطبراني وصححه السيوطي).
ومن ذلك حديث عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ في بدء الوحي الذي فيه قول خديجة لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ … الحديث” (البخاري).
وعن أبي ذرّ- رضي الله عنه- قال: سألت النّبيّ- صلّى الله عليه وسلّم-: أيّ العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله. قلت: فأيّ الرّقاب أفضل؟ قال: أعلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تعين صانعا، أو تصنع لأخرق. قال: فإن لم أفعل؟ قال: تدع النّاس من الشّرّ، فإنّها صدقة تصدّق بها على نفسك” (البخاري).
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- قال: “السّاعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم لا يفتر، وكالصّائم لا يفطر” (البخاري ومسلم).
وروى سهل- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- قال: “أنا وكافل اليتيم في الجنّة هكذا وأشار بالسّبّابة والوسطى وفرّج بينهما شيئا” (البخاري).
والرَّجُلُ التَّامُّ الْمُرُوءَةِ، مَنْ أَكْرَمَ إِخْوَانَهُ: فَالنَّبِيُّ- صلى لله عليه وسلم- أَمَرَنَا بِالتَّوَادِّ؛ قَالَ- صلى الله عليه وسلم: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى” (البخاري ومسلم).
وَمِنْ تَمَامِ الْمُرُوءَةِ، حُسْنُ الْخُلُقِ، فَقَدْ حَصَرَ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم- الْغَايَةَ مِنَ الْبَعْثَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ فِي تَمَامِ صَالِحِ الْأَخْلَاقِ، فَقَالَ- صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّمَا بُعِثْتُ؛ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ” (الْبُخَارِيُّ).
وعرف صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والتابعون من بعدهم، معنى المروءة وكانوا أهلا لها، فها هو مُعَاوِيَةُ- رضي الله عنه- يقول: “الْمُرُوءَةُ تَرْكُ الشَّهَوَاتِ وَعِصْيَانُ الْهَوَى”.
وحكي أنّ معاوية سأل عمرا- رضي الله عنهما- عن المروءة؟ فقال: “تقوى الله تعالى وصلة الرّحم. وسأل المغيرة؟ فقال: هي العفّة عمّا حرّم الله تعالى، والحرفة فيما أحلّ الله تعالى. وسأل يزيد؟ فقال: هي الصّبر على البلوى، والشّكر على النّعمى، والعفو عند المقدرة فقال معاوية: أنت منّي حقّا”.
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ ابْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: “مِنْ مُرُوءَةِ الرَّجُلِ نَقَاءُ ثَوْبِهِ”. وسأل الحسين أخاه الحسن عن المروءة فقال: “الدين وحسن اليقين”. وَسُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ الْمُرُوءَةِ فَقَالَ: “أَنْ لَا تَعْمَلَ فِي السِّرِّ عَمَلًا تَسْتَحِي مِنْهُ فِي الْعَلَانِيَةِ”.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: “مِنْ تَمَامِ الْمُرُوءَةِ خِدْمَةُ الرَّجُلِ ضَيْفَهُ كَمَا خَدَمَهُمْ أَبُونَا إبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِهِ”. وقال عمر بن عبد العزيز: “ليس من المروءة أن تستخدم الضيف”.
وقال الأحنف بن قيس: “الكذوب لا حيلة له؛ والحسود لا راحة له؛ والبخيل لا مروءة له؛ والملول لا وفاء له؛ ولا يسود سيء الأخلاق؛ ومن المروءة إذا كان الرجل بخيلاً أن يكتم ويتجمل”. وسئل- أيضا- عن المروءة فقال: “صدق اللّسان، ومواساة الإخوان، وذكر الله تعالى في كلّ مكان”. وقال مرّة: “العفّة والحرفة”.
وقال الماوردي: “اعلم أنّ من شواهد الفضل ودلائل الكرم المروءة الّتي هي حلية النّفوس، وزينة الهمم” وقيل للبوشنجي شيخ خراسان: ما المروءة؟ قال: “إظهار الزي؛ قيل: فما الفتوة؟ قال: طهارة السر”.
وسائل تربوية
وبعد بيان أهمية خلق المروءة الذي يجمع الكثير من خصال الخير وكرم الأخلاق، فإنّه حريّ بالآباء والمربين غرس معناه في نفوس الأبناء والصغار، ويكون ذلك من خلال وسائل ومعانٍ ومفاهيم تربوية، منها:
- تدريب الأبناء على علو الهمة والتطلع إلى السمو بالنفس، والترقي بها إلى المعالي.
- تربية الأبناء على منافسة أصحاب المروءات ومسابقة أصحاب الأخلاق العالية، قال تعالى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين: 26].
- تدريب الأولاد على العفة والنزاهة، فذلك مما يعين على تحصيل المروءات.
- تعليم الأولاد أهمية المال الصالح، فهو خير معين على بلوغ المروءات، قال أبو حاتم- رحمه الله-: “ومن أحسن ما يستعين به المرء على إقامة مروءته المال الصالح”.
- اختيار أصدقاء الأولاء بعناية، لأنّ مما يعين على المروءة مجالسة أهل المروءات ومجانبة السفهاء وأهل السوء، فقد أسند ابن حبان عن بعضهم قال: “كان يقال مجالسة أهل الديانة تجلو عن القلب صدأ الذنوب ومجالسة ذوي المروءات تدل على مكارم الأخلاق ومجالسة العلماء تذكي القلوب”. وكذلك إن عاشر المرء إخوان السوء وقليلي المروءة أخذ عنهم أخلاقهم وكان ذلك سبباً في القدح بمروءته: قال معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه-: “آفة المُرُوُءة إخوان السوء”.
- تربية الأبناء على الإيفاء بحقوق الغير والسعي في قضاء حاجاتهم وبشاشة الوجه لهم ولطافة اللسان معهم وسعة الصدر وسلامة القلب تجاههم وقبول النصيحة منهم، والصفح عن عثراتهم وستر عيوبهم واحتمال أخطائهم.
- التربية على حُسن المنازعة والكرم في الخصومات، فهي من صفات صاحب خلق الحلم والمروءة التامة والإيمان الكامل.
- الاهتمام بنظافة البدن وطيب الرائحة والعناية بالمظهر بلا إسراف ولا مخيلة مع الاهتمام بالباطن وإصلاحه.
- التربية على تجنب الفضول ومراعاة العادات والأعراف ما لم تخالف الشرع الحكيم.
- التأكيد على القيام بحقوق الجار من إكرام وإحسان وحماية ونصرة وكف للأذى.
- توعية الأبناء باجتناب الأماكن التي تشوبها الريبة والفساد والابتعاد عنها، لأنها مدعاة إلى تهم الناس وهذا من أعظم ما يدل على مُروءة الإنسان.
- قراء القصص التي تكشف عن أفعال المُرُوءة من البر والصلة للوالدين وذات الرحم مع قبول الإساءة بالإحسان والعفو والغفران.
إنّ المروءة صفة مهمة من الصفات المكملة لشخصية المسلم الحق، وهي وإن اختلفت من زمن إلى آخر، ومن مكان إلى آخر؛ فإن لها سمة عامة؛ وهي المحافظة على رجولية المسلم ودينه وهيبته، لذا فإن تعليم معانيها للصغار أمر مهم لتنشئة جيل صالح.
مصادر ومراجع:
- ابن منظور:لسان العرب 1/154.
- القرطبي: تفسير القرطبي 13/269.
- الجرجاني: التعريفات، ص 210.
- ابن القيم: مدارج السالكين 2/366.
- النووي: شرح النووي على مسلم 15/135.
- السفاريني: غذاء الألباب 2/457.
- المرزبان: المروءة، ص 127.
- الماوردي: أدب الدنيا والدين، ص 321.
- أبو حيان التوحيدي: البصائر والذخائر 1/231.
- أبو حيان التوحيدي: الإمتاع والمؤانسة 1/342.
- أبو عالي القالي: أمالي القالي 1/110.
- الأزهري: تهذيب اللغة 15/205.