أثبتت سيرة العالم الرباني الشيخ عبد المتعال الجبري الذي تتلمذ على يد الإمام الشهيد حسن البنا، أنّ عُمر الإنسان يطول بذكره بعد وفاته وليس بكثرة بقائه على الأرض، فقد رَسَمَ هذا الرجل بأعماله صحائف من ضياء تظل تُنير للناس درب الصالحين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ورغم وفاة هذا المُربّي الفاضل مُنذ أكثر من ربع قرن، فقد خلّف وراءه تاريخًا يُدرّس عن التفاني في خدمة دين الله والدفاع عن الحقّ، فكان ضياء لمن جاء بعده، وصَدَق عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- حينما قال: “مَن كانَ مُسْتَنًّا، فَلْيَسْتَنَّ بمن قد ماتَ، فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَنُ عليه الفِتْنَةُ”.
نشأة عبد المتعال الجبري
وُلد عبد المتعال الجبري في مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية عام 1926م، وحرص والده على تحفيظه القرآن الكريم ما أهّله للالتحاق بالتعليم الأزهري الذي عشقه وتفوق فيه، ولما حصل على الشهادة الثانوية بالزقازيق في بداية الأربعينيات، التحق بكلية دار العلوم بالقاهرة ليحصل منها على ليسانس اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية مثل الإمام حسن البنا والأستاذ سيد قطب.
وأكمل “الجبري” تعليمه وحصل على دبلوم التربية وعلم النفس من كلية التربية جامعة عين شمس، كما حصل على دبلوم الدراسات العليا في النحو، ثمّ حصل على الماجستير والدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص التاريخ والحضارة الإسلامية من كلية دار العلوم.
وكان قد عمل فترة في التدريس بعد التخرج مع الاستزادة من العلم قبل أن يتفرغ إلى الدعوة الإسلامية ويهاجر إلى أمريكا الشمالية ويستقر به المقام في ولاية نيوجيرسي، حيث فرّغ وقته للدعوة والدفاع عن الإسلام لمدة 12 عامًا.
معرفة عبد المتعال الجبري بالإخوان
اتصف عبد المتعال الجبري بصفات القيادة منذ صغره، حيث أصبح زعيمًا وطنيًّا للطلاب في فترة المرحلة الثانوية، وكان ضمن الحركة الطلابية بمعهد الزقازيق الأزهري، وهي حركة للمطالبة بالشريعة الإسلامية، تأييدًا لما قاله الإمام محمد مصطفى المراغي – شيخ الأزهر عام 1941م- حول تطبيق الشريعة الإسلامية.
يقول الجبري: نزلنا إلى القرى نُبَصّر الناس بعظمة ومزايا الحكم الشرعي، وأخذنا توقيعات الجماهير بتوكيل شيخ الأزهر، وتأييده فيما يطالب به، لكن جُبن بعض العُمَد في القرى دفعهم إلى أن حرّضوا الضعفاء ضدّنا فطالبوا بشطب توقيعاتهم، غير أننا لاحظنا أنّ شباب الإخوان ثابت معنا، فلما دعوا الشيخ حسن البنا لمحاضرة في دارهم بالزقازيق ناسب أن نجاملهم فاستقبلنا – نحن الشباب الأزهري- زعيمهم من محطة القطار إلى مقر الجمعية بشارع عباس الأول في هتاف قوي “الإسلام أساس الحكم” و”القرآن دستورنا” و”الجهاد سبيلنا” حتى بلغنا الدار.
كان لهذا الموقف المشرف لشباب الإخوان تأثير قوي في نفس وقلب “الجبري”، فعرف الإخوان مبكرًا، وتعرَّف إلى الإمام البنا شخصيًّا في الأربعينيات، وشارك منذ أن كان طالبًا في أحداث عديدة، وعن أول لقاء مع الإمام البنا عام 1940م يقول: “كان أول ما سمعته من الإمام البنا في حفل جامع اشترك فيه كلٌّ من أعلام جمعيات الشبان المسلمين والإخوان المسلمين، والمحافظة على القرآن الكريم، وشيخ معهد الزقازيق الديني سليمان نوار، وكان نموذجًا في الفصاحة والبلاغة، ولا ريب أني أعجبت بشيخ المعهد، لما في أسلوبه من ديباجة، وألفاظه من جرس قوي”.
لقد أعجب الشيخ عبد المتعال بالإمام البنا أيّما إعجاب، وسجّل إعجابه ذلك في العديد من كتبه، من ذلك قوله: “كان الرجل مصنوعًا لقيادة الحركة الإسلامية بسمته البسيط، ولحيته الخفيفة، ومظهره الذي لا تجد فيه تكلُّف بعض العلماء ولا العنجهية ولا السذاجة، فكان وقورًا مهيبًا، وكان قديرًا على فهم الأشخاص، فيحتال على الدخول إلى قلوبهم بفكرته ورأيه حتى يخرج فكرته تعبيرًا على ألسنتهم، ويتحولون إلى مرتبطين بالفكرة مجندين لحماية ما قالوا.. لا يضيق بفكرة ولا معارضة”.
سنوات المحنة
كان انضمام الشيخ عبد المتعال الجبري إلى جماعة الإخوان المسلمين سببًا في اعتقاله عام 1948م، بعد حل الجماعة، كما قُبض عليه في عام 1954م وظل في المعتقل حتى أُفرج عنه أواخر عام 1956م، وما إن خرج حتى اعتقل عام 1965م وحُوكم في القضية الخامسة مع فضيلة الأستاذ حسن الهضيبي، والأستاذ المأمون الهضيبي في أحداث 1965م، وحكم عليه بسنتين، وظل في السجن حتى أفرج عنه بعد وفاة عبد الناصر عام 1971م.
واعتُقل الدكتور الجبري في أحداث سبتمبر 1981م، وعُذِّب عذابًا شديدًا بعد اغتيال السادات من مباحث أمن الدولة ظنًّا منهم أنه المرشد الخفي لجماعة الإخوان المسلمين، وكان قد نال نصيبه من الاعتقال كغيره من الإخوان في سجن طرة وغيره من السجون والمعتقلات في السبعينيات والثمانينيات، وتحمّل من صنوف الأذى ما تحمّل، راجيًا أن يكون ذلك في ميزان حسناته.
ولقد روى المهندس خالد حفظي رفيق الدكتور الجبري، بعض الوقائع التي كان يتعرّض لها الإخوان داخل السجون، كما سجلها العديد من الكتاب والمؤرخون المنصفون في كتاباتهم، حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الكفاح الوطني والإسلامي في العصر الحديث.
ثبات وانطلاق
بعد أن خرج الدكتور عبد المتعال الجبري من السجن في السبعينيات، شارك إخوانه في لمّ شمل الصف مرة أخرى، فقد جاب المراكز والقرى والمدن من شمال البلاد إلى جنوبها يدعو إلى فكر الإخوان المسلمين، وكان أحد أعضاء مكتب الإرشاد الذين جرى اختيارهم ليُديروا هرم الجماعة مع الأستاذ عمر التلمساني عام 1975م.
ويكشف السيد عبدالستار عن جانب من نشاط الدكتور الجبري فيقول: “ومن ناحية أخرى فقد واكبت هذه الفترة الإعلان عن ميلاد أول اتحاد للجمعيات الخيرية الإسلامية مع جماعة الإخوان المسلمين وسُمّي هذا الاتحاد باسم “مؤتمر الدعوة الإسلامية الدائم”.
وضم هذا الاتحاد جمعيات الخلفاء الراشدين ويمثلها الشيخ سليمان ربيع، وأبي بكر الصديق ويمثلها اللواء راشد، وشباب محمد، والهداية الإسلامية ويمثلها الشيخ حافظ سلامة، ونخبة من علماء الأزهر الشريف ويمثلها الشيخ محمد المطراوي إلى جانب ممثلين عن جماعة الإخوان المسلمين وهم الأستاذ عمر التلمساني، والدكتور أحمد الملط، والأستاذ جابر رزق، والأستاذ محمد عبد المنعم والأستاذ محمد المسماري، إضافة إلى الدكتور عبد المتعال.
وزيادة في إيضاح وجهة هذا الاجتماع فقد اختير الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام للإخوان المسلمين، مسئولا عاما عن هذا المؤتمر.
من مواقف الدكتور الجبري
حفلت حياة الدكتور عبد المتعال الجبري بالعديد من المواقف الدعوية والجهادية، لكنه مثل غيره من فضلاء الإخوان الذين لا يكثرون الضجيج حول أعمالهم وجهادهم وتضحياتهم، وإنما يؤثرون الصمت ويحتسِبون ذلك عند الله تعالى، ورغم ذلك لا تعدم أن تجد إشارة من قريب أو بعيد إلى بعض أعماله ومواقفه في بعض الكتابات.
ففي ربيع العام الدراسي 1941م، جلس الشيخ المراغي يُلقي درسًا بالجامع الأزهر، وتناول السياسة وواجب المصريين نحو الحرب العالمية الثانية، وقال: “هذه حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، كما تناول الحدود الإسلامية، وأنها الكفيلة بإقرار الأمن في البلاد”.
انتهز الإخوان الفرصة وأشعل قسم الطلاب الأزهريين بالمركز العام للإخوان حركة المطالبة بالشريعة الإسلامية، تأييدًا لما قاله الشيخ المراغي، وكان عبد المتعال ضمن الحركة الطلابية في معهد الزقازيق، فجاب القرى يُبصّر الناس بعظمة ومزايا الحكم الشرعي.
وبعد مذبحة طرة عام 1957م، جرت دعوة قيادات الإخوان خارج دائرة الاعتقال لحضور هذا الاجتماع، الذي كان في منزل المرحوم نصر عبد الفتاح محمد نصر – من إخوان الشرقية-، وقد ترك لهم المنزل في حرية كاملة، ولم يحضر الاجتماع معهم؛ لأنه لم يكن من قيادات التنظيم، وحضر من القاهرة: علي عشماوي، أحمد عبد المجيد، أمين شاهين، وآخرون، لكنهم استضافوا العالم الجليل الشيخ الجبري، وتناقشوا كثيرًا، ماذا نفعل تجاه دماء هؤلاء الشهداء الأبرياء – واحد وعشرون شهيد بخلاف الجرحى الذي تجاوز عددهم المئة-؟، وهل هناك مجازر أخرى؟ وأين مشاعر الأخوة التي بايعنا عليها مع الإمام البنا؟!
بعد انتهاء كلمات الحضور، وانفعالاتهم وبكائهم، بدأ الشيخ عبد المتعال يناقش الجميع ليلة كاملة، حتى اقتنع الجميع بعدم جدوى أي عمل طائش، ولا بُد من جمع كلمة الإخوان وتربيتهم حتى يأذن الله بالفرج، الذي يراه الناس بعيدًا، ويراه هو قريبًا – إن شاء الله – وطال الاجتماع حتى الصباح، وصلى الجميع الفجر بعد أن اقتنعوا برأي الشيخ الجبري”.
موقفه من العنف
ويروي الأستاذ محمد سليم، أحد الشخصيات التي شاركت في قضية الفنية العسكرية 1974م، وحكم عليه بالشغل المؤبد، وأفرج عنه بعد عشرين سنة، عندما بدأت بوادر اقتناعهم بالتغيير عبر العنف والانقلابات الدموية: “… أوفد الأستاذ الهضيبي، الأستاذ عبد المتعال الجبري وأظنه كان بمنزلة نائب المرشد في ذلك الحين، ليجتمع بثلاثة منا، وهم: طلال الأنصاري، وكامل عبد القادر، ومحمد أبو العينين في منزل الأخير بالإسكندرية، فأكد الأستاذ الجابري أن منهج الجماعة هو منهج سلمي يقوم على الإصلاح التدريجي عبر العمل الدعوي والتربوي، وصولاً إلى: الفرد المسلم، فالأسرة المسلمة، فالمجتمع المسلم، وأن هذا المنهج يرفض أية أفكار تدعو إلى التطرف أو الصدام، وبناء عليه.. فإن الإخوان قد أحلونا من أي ارتباط بهم”.
وطاف الشيخ الجابري بكثير من أقطار مصر داعية إلى الله، وزار العديد من شعب الإخوان، وحل ضيفًا على المعسكرات والندوات والحفلات الإخوانية في طول البلاد وعرضها، كما أسهم في نشر الدعوة الإسلامية في كثير من الأقطار العربية والأوروبية، وشارك في ترشيد الصحوة الإسلامية في فترتي السبعينيات والثمانينيات، بعد مقتل السادات وظهور الفكر المتطرف والجماعات الدينية المتشددة مع رموز الجماعة في ذلك الوقت، من أمثال الأستاذ عمر التلمساني والأستاذ مصطفى مشهور والأستاذ جابر رزق، حيث أدخلوا معظم أبناء الجيل الجديد في الإطار التنظيمي للجماعة.
أعماله ومؤلفاته
أثرى الدكتور عبد المتعال الجابري – رحمه الله- المكتبة الإسلامية بالعديد من روائع الكتب والمصنفات، فكَتَبَ في كلّ فن بأسلوب سهل يناسب القارئ المسلم أيًّا كانت ثقافته، ومن أهم هذه المؤلفات:
- الاستشراف: وجه للاستعمار الفكري: دراسة في تاريخ الاستشراف وأهدافه وأساليبه الخفية في الغزو الفكري للإسلام، 1995م.
- الحضارة والتمدن الإسلامي بأقلام فلاسفة النصارى، 1993م.
- السيرة النبوية وأوهام المستشرقين، 1988م.
- الضالون كما صورهم القرآن الكريم، في التفسير الموضوعي للإمام محمد عبده، 1984م.
- المرأة في التصور الإسلامي، 1981م.
- المشتهر من الحديث الموضوع، والضعيف والبديل الصحيح، 1987م.
- جريمة الزواج بغير المسلمات فقهًا وسياسة، 1983م.
- حجية السنة ومصطلحات المحدثين وأعلامهم، 1986م.
- حوار مع الشيعة حول الخلفاء الراشدين وبني أمية، 1985م.
- غريب كلمات صحيح البخاري، 1996م.
- لا نسخ في السنة في أحاديث العقائد وأحكام العبادات والمعاملات والجهاد والقضاء، 1995م.
- لا نسخ في القرآن.. لماذا؟
- مصر الثائرة عبر العصور، 1986م.
- المصطلحات الأربعة بين الإمامين المودودي ومحمد عبده، الدين، العبادة، الرب، الألوهية، 1976م.
- الناصرية في قفص الاتهام، 1979م.
- الصلاة على النبي (ص): أحكامها، وآثارها التربوية والاجتماعية، 1985م.
- الأضحية: أحكامها وفلسفتها التربوية، 1985م.
- النسخ في الشريعة الإسلامية، كما أفهمه، 1961م.
- عمير بن سعد (مسرحية)، 1962م.
- التاريخ والمنسوخ بين الإثبات والنفي، 1987م.
- عالمية رسالة الإسلام، 1990م.
- فقه الأخت المسلمة في الصيام والاعتكاف والتراويح، 1991م.
- أصالة الدوارين والنقود العربية، 1989م.
- العقلية والثقافة العربية في الجاهلية، 2003م.
- السيرة النبوية وكيف حرَّفها المستشرقون، ترجمة: محمد عبد العظيم علي، نقد وتحقيق وتصويب الشيخ عبد المتعال الجبري.
وبلغت شهرة الدكتور الجبري في الأوساط الإسلامية مبلغًا عظيمًا؛ فعرفته أجيال الصحوة الإسلامية بمصر والعالم الإسلامي وفي أوروبا، ونُشرت مؤلفاته في مختلف دور التوزيع والنشر الإسلامية المحلية والعالمية مثل: مكتبة وهبة، ودار الاعتصام، ودار الصحوة، ودار التوزيع والنشر الإسلامية، ودار الأنصار، وفي جيرسي سيتي بأمريكا، والمركز الإسلامي لجيرسي سيتي، ودار الكتاب الإسلامي العربي الأمريكي.
وأهم ما يميز كتابات الجبري:
- كثرة الاستشهادات بأقوال المفكرين الغربيين؛ ما يدل على سعة اطلاعه وتعدد قراءاته.
- التأريخ للحركة الإسلامية في العصر الحديث بحيدة وموضوعية؛ حيث كان شاهد عيان على كثير من الأحداث والوقائع المهمة.
- الاعتزاز بالدعوة التي تربى على مبادئها والاعتراف بفضلها والاحتفاء بأعلامها وكشف ما يخطط لها ويثار حولها.
- إيثار التفكير العملي الذي يلمس المشكلة ويشخص الداء ويقدم الدواء على التفكير النظري المجرد الذي يعيش بمعزل عن الأحداث والوقائع.
- شمول النظرة التربوية العميقة التي نفتقدها في كثير من كتابات الإسلاميين.
قالوا عنه
يقول الدكتور إبراهيم الزعفراني عن الشيخ عبد المتعال الجبري بعد لقاء معه بسجن أبوزعبل في أحداث سبتمبر 1981م: “… رأيت الرجل وهو الحافظ للقرآن الكريم بأكمله يقوم الليل إلا قليلاً يتلو القرآن يرتع ويسجد ويبتهل ويدعو خاشعًا متبتلاً، وجدتني أمام رجل رباني واسع الأفق كثير القراءة في الكتب والاطلاع، كان يقضي أكثر من ست ساعات يوميًّا في القراءة والكتابة – كان دقيق العبارة شديد الإصغاء لمحدثه، وبعد الإصغاء ينطلق بسيل من الأسئلة، بعضها معرفة مصدر الكلمات ومدى دقتها، مدلولاتها أن صمت حتى جعلني لا أنقل له خبرًا إلا وأنا على استعداد لأذكر مصدره، وأن أكون مستوعبًا لمعظم ألفاظه وحاولت فهم مدلولاته ودوافعه والعواقب المتوقعة لهذا الخبر، فتعلمت منه الدقة في القراءة والفهم والنقل”.
ويروي الأستاذ محمد حسنين عيسى عن ذكرياته في سجن أبو زعبل عام 1981م، وتعلمه من الشيخ الجبري: “… وجدتني ذات يوم أسأل فضيلة الشيخ الجبري – رحمه الله – قائلاً: يا سيدي: علام نأخذ الثواب؟ فقال: كيف؟ قلت: أنا شخصيًّا – ومثلي في هذا كثير- لو خيرت بين الخروج من المعتقل أو البقاء فيه لفضلت البقاء، ففيم الثواب إذن؟ فرد الرجل بحكمة المربي قائلاً: يا بني.. إن السجن بلاء ولا شك، والصبر عليه له جزاء عند الله عظيم، وأما قد أنعم الله عليكم بالرضى بقضاء الله وقدره فتلك نعمة يجب أن تحمدوا الله عليها…”.
ويقول الشيخ معوض معوض إبراهيم عن الشيخ الجبري: “… فقد كان أخًا ثقة ومبعث إعزاز، وكان المدرس الأول للغة العربية لمدرسة ابن خلدون الثانوية التي كنت أمر عليها كل صباح في الطريق إلى عملي، مشرفًا على الدعوة في التوجيه المعنوي، فألقي حديث الصباح بمحضر مدير المدرسة والأساتذة…”.
وفاته
استقر المطاف بالشيخ عبد المتعال الجبري داعيًا إلى الله في الولايات المتحدة الأمريكية، وبقي في ولاية نيوجرسي اثنى عشر عامًا يُدير المركز الإسلامي، وتُوفّي بعد أربعة سنوات من المرض في 1 فبراير 1995 الموافق 2 رمضان 1415هـ.
المصدر
- السيد شعيب: عبد المتعال الجبري.. الداعية المهاجر،
- عبدالمتعال الجبري: لماذا اغتيل الإمام الشهيد حسن البنا، دار الإعتصام، 1978م.
- الزريكلي: تتمة الأعلام، الجزء 2، صـ32.
- السيد عبدالستار: تجربتي مع الإخوان، الزهراء للإعلام العربي، 2009م.
- مجلة المجتمع: الشيخ عبدالمتعال الجبري في رحاب الله، العدد 1137، 7 فبراير 1995م الموافق 8 رمضان 1415هـ.