لا تكتمل التربية الفكرية والعملية إلا بالقدوة الحسنة من المُعلم المُربي، وهو ما أثبته الشيخ عبد الله ناصح علوان صاحب اللمسة التربوية الحانية والمُعلم القدوة في وقت عاشت فيه الأمة بين الانحدار والانكسار، ووسط بيئة كانت تعجُ بمفاهيم ومظاهر غريبة عن أخلاق المجتمع وبعيدة عن آداب الدين.
لقد مارس الشيخ “علوان” التربية دعوة وتأليفًا، وشغلت التربية مساحة كبيرة من اهتمامه، تمثلت في العديد من الكتب والمؤلفات التي تُعدّ من فرائد المكتبة الإسلامية، بل سارت تلك المؤلفات مسير الشمس في العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه، وتُرجم بعضُها إلى العديد من اللغات، خصوصًا كتابه الشهير (تربية الأولاد في الإسلام).
نشأة عبد الله ناصح علوان وحياته العملية
في بلدة قاضي عسكر بمدينة حلب بسوريا، وُلِدَ الشيخ عبد الله ناصح بن سعيد بن فارس علوان أبو سعد سنة 1346هـ الموافق سنة 1928م، لأسرة متدينة، حيث حرص والده على الدفع به للتزود من العلوم الشرعية، فنال شهادة الثانوية الشرعية (الخسروية) سنة 1949م على يد أساتذة أكْفاء وعلماء بارزين أمثال: الشيخ حمد الشماع، والعالم النحوي الصناع عبد الرحمن زين العابدين، وغيرهما من العلماء والفقهاء كالشيخ راغب الطباخ الذي تأثر به الشيخ علوان كثيرا، كما تأثر بالدكتور مصطفى السباعي وكان يراه نموذجا وقدوة يُحتذى به.
ولم يتوقف عبد الله ناصح علوان عند هذا الحد من العلوم، بل نتيجة لدفع والده له ولشغفه بعلوم الدين اتجه إلى القاهرة حيث الأزهر الشريف، فأكمل تعليمه العالي وحصل على شهادة كلية أصول الدين سنة (1952م).
وحصل على شهادة تخصص التدريس وهي تعادل الماجستير سنة 1954م بعد عنت واضطهاد من نظام جمال عبد الناصر الذي اعتبره واحدا من أنصار جماعة الإخوان المسلمين فاعتقله، حتى إنه كان يؤتى به إلى الاختبار مُقيّد اليدين، وحين انتهت الاختبارات اقتيد إلى الطائرة لتنقله إلى وطنه، ولم تسمح له حكومة مصر- حينذاك- أن يكمل دراسته العليا، ويحصل على شهادة الدكتوراه، فاتجه إلى جامعات باكستان وحصل على الدكتوراه من جامعة السند، وكان موضوع الرسالة: (فقه الدعوة والداعية) (1).
ولما رُحّل من مصر عاد بلدته في سوريا وعمل فيها مدرسا لمادة التربية الإسلامية بمدارس الدولة، لكنه تفرغ للعمل الدعوي في المساجد ووجد ذاته في ذلك، كما وجدها أفضل للوصول لكثير من الناس عامة والشباب خاصة، فكان شيخا وخطيبا ومعلما وقدوة للشباب، وقد كان همّه الأول- رحمه الله- هدايتهم وإرشادهم إلى دينهم، في ظل انحطاط الأمة وضياعها وتفرق كلمتها.
وقد كان للشيخ جهد كبير في التصدي للأفكار الإلحادية التي بدأت في الظهور في تلك الحقبة، وبخاصة في عهد الوحدة بين سوريا ومصر، وكان على صلة طيّبة مع علماء سوريا، وكان يتنقل من مدينة إلى أخرى داعيًا إلى توحيد كلمة العلماء لإنقاذ الشعب من موجات الانحلال والإلحاد والشيوعية التي اجتاحته.
واهتم الشيخ بتعزيز العلاقات الاجتماعية مع الجميع، فكان يزور القريب والبعيد ويشاركهم في أفراحهم وأحزانهم ما جعل له مكانة عندهم، وأقام الدروس في مسجد عمر بن عبد العزيز، حيث التف حوله الشباب، وتخرج على يديه الكثير من العلماء والخطباء الذين أثروا الحياة العملية بحسن خلقهم وتصرفاتهم(2).
وتنقّل “علوان” من بلد إلى آخر داعيًا ومربيًا ومعلمًا حتى وافته المنية بعد صراع مع المرض يوم السبت 5 محرم عام 1408هـ، الموافق أغسطس 1987م، في جدة بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز، وصُلّي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة العصر ودُفن بها، وقد شيعه عدد كبير من العلماء والدعاة والإخوة والشباب والطلاب.
عبد الله ناصح علوان بين الدعوة والمحنة
تعرف الشيخ عبد الله ناصح علوان إلى كثير من العلماء والدعاة وعلى رأسهم الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا وأعجب بفكره الواسع والعملي في مجال الدعوة، ومنه تعرف إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وحينما كان في مصر لاستكمال مسيرته التعليمية تعرف إلى الجماعة في الجامعة وتأثر بها، وتفاعل مع أعضائها ما عرضه إلى الاعتقال على يد نظام جمال عبد الناصر أثناء محنة 1954م، وبعدما أكمل دراسة الماجستير داخل المعتقل، طرده النظام المصري خارج البلاد، حيث عاد لوطنه.
ولمّا عاد إلى وطنه، وبعد مسيرة قصيرة، سيطر حزب البعث السوري بقيادة حافظ الأسد على مقاليد الحكم فكان لا بُد من الصدام مع الشيخ، وبخاصة لمواقفه المناهضة للنظام واعتراضه على سياسته المخالفة للشريعة الإسلامية.
وقد جرى التفاوض مع الشيخ ناصح علوان عدة مرات من خلال محافظ حلب تارة، وتارة من خلال علماء السلطة ممن لهم اتصالات وثيقة مع حافظ الأسد، من أجل التخلي عن صدعه بالحق ومداهنة السلطة مقابل تسليمه أرفع المناصب ومنها أن يكون مديرا للأوقاف أو إنشاء جامعة إسلامية في حلب ليتولى الشيخ إدارتها، فرفض بشدة، بل رفض لقاء حافظ الأسد شخصيا، فما كان من النظام إلا أن أرسل برسائل التهديد والوعيد له فجاءت كلماته: “والله لبيع البقلة والبقدونس على أرصفة حلب أحب إليّ من أن أداهن السلطة في دعوتي إلى الله تعالى”.
وتعرض الشيخ للاضطهاد والمطاردة أواخر السبعينيات، حينما اشتد اضطهاد الإخوان فيها من قبل النظام، ما دفع بعض العلماء للتوسط بين الشيخ والنظام للتفاوض فوافق الشيخ لكن التفاوض تعثر ما جعل الأسد يقلب ظهر المجن على الشيخ ويترصده، فأمر باعتقاله حيًّا أو ميتًا ولكن استطاع الشيخ بمعاونة محبيه الخروج من سوريا إلى الأردن عام 1979م، إلا أن نظام الأسد قتل ولده سعد وابن أخيه على الفور انتقاما منه، بل والعشرات من ذويه في المذبحة التي ارتكبها، واعتقل ابنه شريف الذي ظل في المعتقل ما يزيد على 15 عامًا.
وأقام عدة أشهر في الأردن، ثم توجّه إلى السعودية، وتابع عمله الدعوي بمشاركته في العديد من المحاضرات والمخيمات الطلابية، وكذلك مقالاته العديدة في المجلات الإسلامية، ودروسه التربوية في إذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية، مع عمله أستاذا في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة حتى رحل(3).
صفات مربٍّ
اتصف الشيخ عبد الله ناصح علوان بصفات العلماء والمصلحين، وبالفهم الشامل للإسلام، كما لم يقتصر على الدعوة من خلال المنابر أو الخطب بل دخل معترك التربية العملية سواء من خلال الكتابة أو الممارسة على أرض الواقع فكان نموذجا جذب كثيرا من شباب الأمة إلى مؤلفاته ودراسة شخصيته، حيث اتصف بالتواضع، وحُب الدعابة، وحسن المعاملة مع الناس، وحب الخير والنصح للمسلمين والسعى إلى توثيق روابط الصداقة مع إخوانه ومحبيه، حتى إنه كان يقوم على خدمتهم أثناء زيارتهم له.
وكان كريمًا وجريئًا في الحق لا يخشى في الله لومة لائم، وخير دليل مواقفه أمام جبروت الأسد وطغيانه، حتى إنه فقد ولده وأقاربه جراء صدعه بالحق فصبر واحتسب، وزاد من صبره ما أصابه من مرض عضال لم يستطع الأطباء معرفته حتى تضاعفت عليه الأمراض ومات بها.
وقد قال الدكتور محمد علي الهاشمي مخاطبا الشيخ: “كنت صابرا محتسبا راضيا لم تند من شفتيك كلمة سخط على ما أصابك أو تبرم مما أنت فيه أو ضيق من ضعف ما تعانيه، بل كانت ابتسامة الرضا والطمأنينة والقناعة لا تفارق شفتيك معبرة عن نفسك المترعة بشعور المؤمن الراضي بقضاء الله وقدره(4).
مؤلفاته
تنوعت مؤلفات الشيخ عبد الله ناصح علوان بين التربية والدعوة، وزخرت المكتبات بالعديد منها بل وتُرجمت بعضها إلى لغات أخرى، ومن هذه المؤلفات:
- روحانية الداعية
- دور الشباب في حمل رسالة الإسلام
- حين يجد المؤمن حلاوة الإيمان
- حكم الإسلام في وسائل الإعلام
- حكم الإسلام في التأمين
- حرية الاعتقاد في الشريعة الإسلامية
- ثقافة الداعية
- تعدد الزوجات في الإسلام وحكمة تعدد زوجات النبي.
- الدعوة الإسلامية والإنقاذ العالمي
- التكافل الاجتماعي في الإسلام
- الإسلام والقضية الفلسطينية
- الإسلام والحب
- الإسلام والجنس
- الإسلام شريعة الزمان والمكان
- الأخوة الإسلامية
- إلى ورثة الأنبياء والدعاة إلى الله
- إلى كل أب غيور يؤمن بالله
- حتى يعلم الشباب
- آداب الخطبة والزفاف وحقوق الزوجين
- أحكام الزكاة على ضوء المذاهب الأربعة
- أخلاقية الداعية
- أفعال الإنسان بين الجبر والاختيار
- الدعوة الإسلامية والإنقاذ العالمي
- القومية في ميزان الإسلام
- بين العمل الفردي والعمل الجماعي
- تربية الأولاد في الإسلام – جزئين
- الشباب المسلم في مواجهة التحديات
- شبهات وردود حول العقيدة الربانية وأصل الإنسان
- صفات الداعية النفسية
- صلاح الدين الأيوبي بطل حطين ومحرر القدس.
- عقبات الزواج وطرق معالجتها على ضوء الإسلام
- عقبات في طريق الدعاة
- فضائل رمضان وأحكامه
- فضل الدعوة والداعية
- قصة الهداية – جزئين(5).
من كتابات الشيخ علوان
تميزت كثير من كتابات الشيخ عبد الله علوان وكان لها أثرها حتى عدها البعض أفضل ما كتب في مجال التربية خاصة كتابه تربية الأولاد في الإسلام الذي يقع في مجلدين ويحتوي (797) صفحة، وطبع 32 طبعة، وهو من أشهر كتبه، ويعد موسوعة تربوية شاملة شهد لها أهل العلم والاختصاص بأنها عمل تربوي فريد عالج جميع مشكلات الأولاد منذ الولادة حتى مرحلة النضج والزواج.
وعالج هذا الكتاب المشكلات الإيمانية والنفسية والجسمية والاجتماعية والصحية للأولاد وفق منهج متميز مستمد من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، في أسلوب سهل يتناسب مع جميع المستويات العلمية، ووفق نظريات تربوية إسلامية تتناسب مع مجتمعنا الإسلامي، وقد اعتمدته بعض الجامعات مرجعا أساسيا في علم التربية.
ومن الكتب المميزة أيضا كتاب سلسلة مدرسة الدعاة، ويبرز الكتاب أن الدعوة إلى الله- عز وجل- هي مهمة جليلة، فهي مهمة الرسل والأنبياء الذين هم خيرة الله من عباده، وسفراؤه إلى خلقه، وهي- أيضا- مهمة خلفاء الرسل، يوضح أن هذه الدعوة من العلماء العاملين، والدعاة المخلصين الصادقين، والعظيمة تحتاج إلى دعاة أقوياء وهداة أشداء ومبلغين صابرين يتناسبون مع عظمتها، قادرين على أن يمدوا أشعة ضيائها في أنفس الناس وعقولهم وضمائرهم(6).
وأثنى الشيخ الأديب عبد الله الطنطاوي على منهج الشيخ علوان التربوي والدعوي فقال: “لقد وعى الشيخ الشاب مهمته في هذه الحياة، فانطلق يسعى من أجل تحقيقها، داعيًا إلى الله على بصيرة، بالسيف والقلم واللسان إنه- ولا أزكيه على الله، ولا أريد أن أقصم له ظهره أو عنقه- مثال المجاهد المكافح في النصف الثاني من هذا القرن العشرين الذي شهد ويشهد أعتى الحملات على الإسلام ورجاله الذين صدقوا بالحق، ولم يبالوا بظالم”.
ودفع بالشيخ عبد الله عزام أن يكتب عنه وعن أسلوبه في التربية والدعوة، فقال: “عرفتك من خلال كتبك أبًا حانيًا ومربيًا مرموقًا، وعالمًا فذًّا وداعية يُشار إليه بالبنان، وقائد جيل متعطش لفهم القرآن، ورأيتك في الأردن فارًّا بدينك شامخًا بعزتك مستعليًا بإيمانك متوقدًا بحماسك وضرام غيرتك مع إخوانك”(7).
التربية في فكر الشيخ علوان
كان الشيخ عبد الله ناصح علوان شديد الحرص على تربية الدعاة والشباب سواءً فيما يتعلق بالتربية الإيمانية أو التربية النفسية، حيث يقول: “وقضية التربية الإيمانية والروحية والنفسية، من القضايا المهمة التي يجب على قيادات الجماعات الإسلامية أن يعيروها جل اهتمامهم وأن يركزوا عليها قصارى جهودهم”.
ويؤكد هذا الجانب التربوي المهم في حياة الدعاة حتى لا تتفكك الدعوة، فيقول: “ويبرز بشكل واضح وجلي ودائم في حياة القائمين على العمل الإسلامي من الدعاة المتخصصين في الأمور الإدارية، والشؤون السياسية والاجتماعية، ما يجعلهم مقطوعي الصلة بالتربية الروحية، والتهذيب النفسي نظريًّا وعمليًّا” (8).
ويرى الشيخ علوان أن أهم مجالات التربية على الجندية، هي:
- تربية شباب الإسلام على الانضباط والطاعة.
- تربية شباب الإسلام على الأدب والاحترام.
- تربية شباب الإسلام على المناصرة والتأييد.
- تربية شباب الإسلام على النقد الذاتي البناء.
- تربية شباب الإسلام على بناء الشخصية المتكاملة.
- تربيتهم على إحلال روح الدعوة في بؤرة الشعور(9).
وبيّن الشيخ علوان أن هناك بعض الأخطاء التربوية التي يجب تجنبها وهي:
- التركيز في تربية الشباب على التربية الروحية، وإهمال الجوانب الأخرى في بناء الشخصية الإسلامية.
- التركيز في تربية الأفراد على التربية السياسية، والقضايا الحركية دون الاهتمام بالتربية الروحية.
- التركيز في التربية على تلقين عقيدة السلف، والاجتهاد من الكتاب والسنة والإعراض عن فقه الأئمة، والنقد الذاتي للجماعات الإسلامية، والتجهيل والتضليل لجميع المسلمين.
- عدم عناية الدعاة بكلمة الحق وتحمل الأذى في سبيلها، أو كلمة حق عند سلطان جائر، أو العناية والاهتمام بقضايا المسلمين.
وذكر الشيخ سبل تجنب هذه الأخطاء التربوية، ومنها:
- أن يبذل قيادات الحركات الإسلامية الجهد في إيجاد مناهج تربوية لأعضائها على أن تكون مناهج متوازنة ومتكاملة.
- على من يضع هذه المناهج أن يأخذ في الحسبان فوارق السن والثقافة بين الذكر والأنثى حتى تؤتي المناهج ثمارها.
- على القيادات الإسلامية للحركات الدعوية في بلاد الإسلام أن تلزم نفسها وقواعدها على التزام الوصايا العشر التي وضع أسسها الإمام حسن البنا، هذه الوصايا هي اللب للأخلاق الفاضلة، وهي الأصول للسلوك الإسلامي في تعامل المسلم مع ربه، ومع نفسه، ومع مجتمعه(10).
هذه كانت أبرز المحطات التربوية في حياة الداعية والمفكر التربوي الشيخ عبد الله علوان التي ملأت الدنيا شرقًا وغربًا خلال القرن العشرين، وما زال العالم الإسلامي يستفيد منها في إعداد النشء الجديد وتربيته تربية إسلامية صحيحة في المراحل العمرية المختلفة.
المصادر والمراجع:
1. د. عبدالله ناصح علوان.. نموذج العلم والعمل: 9 سبتمبر 2021.
2. محمود حسن جناحي: الشيخ الداعية عبد الله ناصح علوان، 23 يناير 2008.
3. عبد الله ناصح علوان.. الداعية والمربي: 19 فبراير 2013.
4. مجلة المجتمع الكويتية: العدد 354، السنة 18، الثلاثاء 14 جمادى الأولى 1408ه، صـ 33.
5. عبد الله بن ناصح علوان: تراجم عبر التاريخ.
6. عبري بنت دخيل اهلل بن داخل الحساني: جهود الشيخ عبد اهلل ناصح علوان في الدعوة إلى الله دراسة تحليلية، رسالة ماجستير، كلية الدعوة وأصول الدين، جامعة أم القرى، السعودية، 1432هـ ،صـ 60- 63.
7. عبد الله ناصح علوان: مقدمة كتاب إلى ورثة الأنبياء والدعاة إلى الله، دار السلام، مصر، طـ 12، 2009.
8. عبد الله ناصح علوان: سلسلة مدرسة الدعاة، جـ2، دار السلام للنشر والتوزيع، مصر، طـ 6، 1429هـ، صـ 708.
9. المرجع السابق، صـ 713.
10. المرجع السابق، صـ 741.