أنا مُطلِّق ولدي طفلان أحدهما 3 سنوات والآخر 5 سنوات، للأسف طليقتي تزرع فيهما كراهيتي والنفور مني، لدرجة أنهم بصقوا عليّ في إحدى زياراتي لرؤيتهم!
توقفت عن زيارتهم أو حتى محاولة رؤيتهم؛ لأني لا أتحمل الإهانة من أطفالي، وأنا الذي كنت أبذل قصارى جهدي لإسعادهم وإرضائهم حينما كانوا معي، ماذا أفعل؟!
السائل الكريم: هون على نفسك ما حدث بتذكر ما تعرض له الرسول- صلى الله عليه وسلم- من إيذاء في سبيل إبلاغ الدعوة، كما حدث له بالطائف، خرج عليه الصبية وألقوه بالحجارة حتى دمت قدماه الشريفتان، فأرسل الله له ملكًا يسأله أن يطبق عليهم الأخشبين- أي الجبلين- فرد صلى الله عليه وسلم قائلًا: “بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا”.
خير البشر أوذي وصبر حتى أتم رسالته، وتذكر ذلك يُهوّن عليك وعلينا كل إيذاء نتعرض له في طريق سعينا على أبنائنا ومسئولياتنا في الحياة عمومًا.
لا نقول أبدًا إن هذا الإيذاء سهل على النفس البشرية، ولكن بالتصبر نصبر، ولا نقف أبدًا عاجزين أمام سوء أدب الصغار، ولا ينسينا سوء أدبهم هذا أن دورنا معهم التوجيه والتربية، فلا سبيل للتخلي عن دورك مهما أساءت لك أمهم أو غيرها.
أَدِّ ما عليك تجاههم ابتغاء رضا الله، واسأل الله ما لك، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، مسئولياتنا تجاه أبنائنا ليست من باب الترفيه نتركها إذا استثقلناها، ندعو الله أن يعينك على أن تمضي قُدمًا رغم كل إيذاء حدث أو سيحدث!
أخي الكريم: مهما كانت الأسباب والإساءات التي كانت بينك وبين زوجتك في الماضي، فإنها صفحة وطويت ، لكن الأطفال ومسئولياتهم هي الصفحات التي لن تطوى أبدًا من حياتك؛ فدورك أصيل في حياتهم، طال وقت رؤيتك لهم أم قصر.
لعله لم يتسنّ لكثير من الآباء- رغم وجودهم الدائم مع أبنائهم- فرصة المكث معهم بدون شواغل، والذي يسميه علماء التربية “الوقت الخاص أو الجيد”، فقد منحك الله وقتًا خاصًا في محنتك هذه، إذا ما استثمرته جيدًا؛ يعود على علاقتكم بالنفع الكثير بإذن الله، ونحن في سبيل الحل نلفت انتباهك إلى إرشادات تخص تعاملك مع أمهم:
- نسألك وأجب ما بينك وبين نفسك، ماذا رأت والدتهم منك حتى تكون هذه رسالتها المشينة من خلال أطفال أبرياء؟! يبدو للعيان أن تراكمات الماضي ساهمت في تلك الأحداث المؤسفة! الماضي، فيه ما كان فيه، يغفر الله لك ولها، فلا يجب أبدًا أن يحاسب الأطفال على تبعات تلك الفترة! ومهما كان الذي كان بينكما، لا يمكن لعاقل أن ينفس عن غضبه من خلال طفل بريء!
- تحدث مع كبير عاقل من طرفها، حتى لا تكرر هذه الوصايا إن كانت هي من أوعزت إليهم بفعل ذلك، فلا نعلم من أين تيقنت أنها من أمرت بذلك؟! أمرنا أن نجتنب كثيرًا من الظن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} (الحجرات: 12).
- كما أوصانا الحبيب المصطفى بالنساء خيرًا إذا أحبها أكرمها وإذا كرهها لم يظلمها، فنوصيك بأم أبنائك خيرًا فهذا نهج النبي القدوة، كما نوصيك بأن تراعي الله في أبنائك، فتنفق عليهم بقدر وسعك.
- أن تتكلم عن أمهم أمامهم بكل خير، أو على الأقل لا تذكرها بسوء.
- أن تحرص على وقت الزيارة أكثر من ذي قبل ولا تجعل هدفك منها الرؤية فقط، اجعلها مساحة للحنان وتلقي التربية والتوجيه ومد جسور الثقة وبناء ذكريات طيبة بينك وبين أبنائك.
- اجعل لكل لقاء بينكم هدف تحضر له كالمدرس الذي يعد للدرس أدوات ووسائل قبل الشرح.
الطفلان ما زالا صغيرين، خمس وثلاث سنوات، أي في مراحل التأسيس، ولم يشبوا عن الطوق بعد، فتستطيع بعون الله وتوفيقه أن تشكلهم على مبادئك وأخلاقك، وقد نقل عن سيدنا عمر رضي الله عنه مقولة: (لاعب ابنك سبعاً، وأدبه سبعاً، وآخه سبعاً، ثم ألق حبله على غاربه)، فأبنائك ما زالوا في مرحلة اللعب، دعهم يرون منك مرحًا وبهجة وغرسًا طيبًا ودودًا، ستصدق عينهم ما يرونه منك، وستكذب أذنهم ما سمعت من أمهم أو غيرها.
أعانك الله على أداء رسالتك مع أبنائك على الوجه الذي يرضاه الله عنك، وأقر عينك ببرهم لك وصلاح حالهم.
1 comments
أولا ابغض الحلال عند الله الطلاق عليك مراجعة اخطائك و تصيحها وعليك بوسطاء فالضحاي هم الاطفال و الرجل بلا امرأة ككيس بلا إيدي و العكس صحيح