السلام عليكم، أتمنى الرد منكم..
زوجتي كذابة بصفة مستمرة، وبيننا ثلاثة أطفال، حاولت أن أغير صفة الكذب فيها أكثر من مرة، لكن دون جدوى.
هي لا تطيع أوامري في الملابس وما شابه، وتمد يدها إلى أموال محفوظة كأمانة معها بدون علمي، وكذلك باعت ذهبها دون علمي، واقترضت أموالًا من الناس دون علمي، ولا أعلم أن صرفت تلك الأموال؟!
وحين أسألها تجيب بأنها أنفقت هذه الأموال في البيت، وأنا أشك في ذلك، لأني أقدر المبلغ بأنه كبير إلى حد ما، وليس لديها مبررات قوية تجعلني أصدقها، بدأت أشك في تصرفاتها، وحين انكشفت أمامي بأنها فعلا أنفقت من أموال الأمانات التي معها؛ أخذت الأولاد وذهبت إلى أهلي دون علمي، وسافرت إلى أهلها بملابس البيت! وأنا نبهت عليها كثيرا ألا تخرج بملابس البيت أبدا في الشارع، وكذلك ألا تسافر وحدها، وألا تركب المواصلات وحدها.
مع العلم أني مغترب من أجل الرزق، فما حكم الشرع في هذه الزوجة؟ وهل أكون ظالما إذا طلقتها؟
الزوج الكريم:
نشكر لك تواصلك بالسؤال عن مشكلتك، فهذا دليل حالة صحية، فما خاب من استشار، والحمد لله على أنك لست ممن يتسرع بإلقاء الطلاق على زوجته، أعانك الله في غربتك، وجمع شعث نفسك، وطمْأنَك على بيتك.
لا نبرر أبدًا كذب الزوجة، لكن عدم حضورها كطرف هنا نسمعها وتسمعنا، يجعلنا نوجه كلامنا وأسئلتنا لك، ضعاف الإيمان يلجأون للكذب نتيجة حصرهم في خانة معينة، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} (النحل: 105)، كما أن التضييق عليهم بالسؤال وتتبع أمر ما يجعلهم يلجأون للكذب، وعدم منحهم حرية التصرف، أيضًا تجعلهم يكذبون، فهل مارست مع زوجتك شكلًا من أشكال هذه الضغوط، سواء بوعي منك أو بغير وعي؟!
أحيانًا، إدارتنا للأمور بشكل معين، تخرج أسوأ ما في الشخص الذي نعامله، وطريقة إدارتنا هذه قد تكون بسبب تصورات خاطئة عن أن هذا ما يصلح الزوجة، أو أن يكون الوالد مارس نفس الطريقة مع الوالدة، فحدث تشرب عفوي أن هذا ما يجوز مع الزوجة في التعامل، فعلها آباؤنا ومضت حياتهم معًا، لكننا لا ندرك كيف مضت؟!
ننصحك أخانا الكريم، أن تجرب طريقة مختلفة في التعامل مع زوجتك، تمنحها فيها حرية أكثر، وتقلل فيها التنبيهات، مثل: “قلت لك لا تخرجين بملابس كذا، فيما صرفت المال؟” حتى ذهبها لم تملك حرية التصرف فيه! تقول: باعته بغير علمك! والحقيقة أنه أصبح ملكها تفعل به ما تشاء، نعم من الأفضل قطعًا أن تستشيرك وترجع إليك، ولكن النساء قد لا يفعلن ذلك بسبب التضييق عليهن في الاختيارات، وإلزامهن أحيانًا بتصرفات ليست الأكثر راحة لهن، فيلجأن إلى تصريف أمورهن بعيدًا عن الزوج!
ربما لو منحت زوجتك مزيدًا من حرية التصرف؛ حصلت على نتائج مغايرة، الإنسان حينما يشعر أن لديه اختيارات؛ فإنه يخرج أحسن ما فيه: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت: 34)، الدفع بالتي هي أحسن يأسر القلوب، في علاقة تلعب فيها القلوب أيما لعب، علاقة جعل الله أساسها المودة والرحمة والسكينة.
الله- عز وجل- حينما خاطب نبيه في شكل دعوته للناس قال: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22)} (الأعلى)، أي مهمتك التذكرة، وليس الإجبار، نتعلم من ذلك ونحن ندعو ذوي أرحامنا أن نلعب دور المذكرين، نذكر بأطيب الكلمات، ولا نجبر على شكل من أشكال التصرفات، خصوصًا إذا كانت في مساحة المباحات.
الأمر الآخر اللافت للانتباه في رسالتك، هو شكل الوضع المادي بينكم! فالمغترب يعيش ظروفًا قاسية، من وحدة وبعد عن الأهل وكبر الأبناء بعيدًا عنه، مما يجعله يتعامل مع كل مال منفق بأنه جزء من جسده وروحه- التي أرهقت في سبيل الحصول عليه- فينكر أحيانًا احتياجات ذويه، بسبب معاناته الشديدة في الحصول على المال كما أسلفنا، كما يحدث لكثيرين صدمة غلاء الأسعار، نتيجة بعدهم عن ظروف البلد، فتظن أنك ترسل مالًا كافيًا، وفي الحقيقة أنه لا يكفي!
ملاحظة أخرى قد تسبب مشكلات مالية، وبالتالي تصرفات غير مريحة وأحيانًا خاطئة، حاول أن تعطي زوجتك مصروفًا تنفقه بحرية، تشتري ما تريد، تكرم أهلها، توسع على نفسها …إلخ، لا يرى كثير من الأزواج ضرورة تحديد مبلغ للزوجة، يتحججون بأن المال كله تحت تصرفها، ولو جربوا منحها مالًا خاصًا ولو قليلًا، كل على قدر ظروفه، لارتاح جميع الأطراف.
السائل الكريم:
نراك تسأل عن الطلاق وهل ستكون ظالمًا إذا طلقتها؟!
نرجو أن تنظر لها بعين الرحمة، وهذا ما نرجوه من أهل الفضل دائمًا، أن يزنوا الأمور، ولا يسبقهم لسانهم بقول كلمة تكلفتها باهظة، فبينكم ثلاثة أبناء، وما تشكو منه يُمكن تغييره بإذن الله، إذا أحسنا التوجيه، وجددت الثقة في أم أبنائك، ومنحتها مزيدًا من الحرية في التصرف، يقينًا ستتبدل الأمور للأحسن، طمئنها بأن عفا الله عما سلف، افتح معها صفحة جديدة، تغافل تكرمًا منك، واجتهد في فهم أسباب تلك التصرفات في حوار ودود بينكم، لعل إذا ما أنصت لها جيدًا؛ وجدت لديها مبررات مقنعة، وربما أشفقت عليها، وربما أعنتها على حسن التصرف المالي لاحقًا إذا تعاملت معها كونها شريك، وجنبت سوء الظن، ومدحت تغيرها للأفضل حين حصوله، وركزت على الإيجابي في تصرفاتها، بدلا من التركيز على السلبي منها، يقول الشاعر:
أسأتَ إليّ فاستوحشتَ مني …….. ولو أحسنتَ آنسكَ الجميلُ
أي: غيّر نظرتك لزوجتك وركز على الحسن في تصرفاتها، تحلو في عينك.
أصلح الله ما بينكم، ورزقك الحكمة في التوجيه، واللطف في المعاملة، وجعل بيتكم بيت مودة ورحمة وسكينة.
4 comments
بارك الله فيك. وانا بصفتي امرأة معك في كل ماقلت ربي يعينكم ويكون معكم
أين الرد على تصرفها بالخروج بملابس البيت ؟ ركزتم في اجابتكم فقط على الأمور المادية ، ونسيتم تصرفها في الملبس نرجوا إكمال الرد بتوجيه السائل الى الخطوة الصائبة في التعامل مع من تخرج بملابس غير مرضية.
نشكر مرورك وتعليقك وتنبيهك.
ماذا قال سيدنا ابراهيم لابنه اسماعيل حين ذهب لبيته ولم يجد ابنه فسال زوجة ابنه علي حالهم وقالت مالا يقال من اسرار البيت وغيره
فاخبرها قولي لاسماعيل ان يغير عتبة بابه
وهذا انصحه لك الا لو كنت بتسافر لمده طويله وتغيب عن البيت اكثر من ثلاث شهور فهذا خطأك ووارد انها تفعل ذلك لتقول انت غايب علشان الفلوس فلأ انا هصرفها وخليك غايب مثلا او لا تنفق عليها ولا تسد حاجتها المعتاده لكل بيت او اسره وليس بشراهه في الشراء اقصد المتوسط فهذا خطأك لانك تحرمها
اما اللبس فده يتدخل فيه الاهل لانك كلمتها كذا مره ومفيش فايده والكذب اتركه لربنا وان كان غير ذلك فحلك الاول او تزوج عليها زوجه صالحه تحافظ علي اموالك وبيتك وعرضك وشكلك ادام الناس وترعاك وترعي اولادك ان كانت زوجتك تركت اولادك لاهلك وذهبت لاهلها بملابسها المنزليه البجامه مثلا او العبايه البيتي واتركها في بيت اهلها مع النفقه عليها او تتركها في بيتها وتاخد شقه اخري لزوجتك الاخري ورايي انك تاخد راي اهلك واقاربك الاحباء لانهم اعلم بحالكم انتم الاثنان ولو ليها صاحبه او صديقه مقربه اسالها باستاذان زوجها فيما بينكم ان كانت زوجتك بتعمل كده لاسباب معينه تقدر انك تصلحها او لها حل