تتضمن سورة ق العديد من الدروس والفوائد التربوية، أبرزها الحَثُّ على النَّظَرِ في خَلقِ السَّمَواتِ وما فيها، وخَلقِ الأرضِ وما عليها، ونَشأةِ النَّباتِ والثِّمارِ، وأنَّ ذلك مَثَلٌ للإحياءِ بعدَ الموتِ، وهي تُذكّر بسُوءِ عاقِبةِ المكذّبين السّابِقين، وما استحَقُّوا من وَعيد وعَذاب، وتُذكّر بعِلمِ اللهِ تعالَى الشَّامِلِ لكُلِّ شَيءٍ، وذِكرُ سكراتِ الموتِ ومشاهدَ مِن يومِ القيامةِ وأهوالِها، وما يَجري فيها لتربية النفس وتهذيبها والاستعداد ليوم القيامة.
وَمن فوائد هذه السورة أنها تَعِد المؤمنين بالجنة في الآخرة، مع ذِكرِ أهَمِّ صِفاتِهم، وأنها جاءت تَسلية للرَّسولِ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عمَّا أصابه مِن قومِه، وإرشادُه إلى ما يُعينُه على مُداومة الصبرِ؛ مِنَ التسبيحِ آناء اللَّيل، وأطرافَ النَّهارِ، وأدبارَ السُّجود، ومن أهم مَقاصِدِها تقريرُ أُصولِ الإيمانِ، وهي البَعث، والنُّشور، والنُبوَّة.
فضل قراءة سورة ق وسبب نزولها
وتُعد سورة ق وفقًا لعددٍ من المُفسّرين أوَّل المُفصَّل في القرآن الكريم، ويُقصَد بالمُفصَّل سُوَر القرآن القصيرة التي كَثُر الفصل بَينها بالبسملة، فهي حدُّ بداية المُفصَّل وأوَّله على الصّحيح من أقوال المُفسّرين.
وهي السورة رقم 50 بترتيب المصحف، وقبلها سورة الحجرات وبعدها سورة الذاريات. وهي السورة رقم 34 في ترتيب نزول السُّور عند جابر بن زيد، ونزلت بعد سورة المرسلات (33) وقبل سورة البلد (35).
وقد ذكر ابن كثير أنَّ النّبي- صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ هذه السورة في المجامع الكبيرة كالعيد وصلاة الجمعة؛ لاشتمالها على الخَلْق والبعث والنّشور والحساب، وحديثها عن الثّواب والعقاب، وتناول آياتها للتّرغيب والتّرهيب على السّواء.
وورد أنَّه- صلى الله عليه وسلم- كان يُكثر من قراءتها في صلاة الفجر، حتى حفظها عنه بعض الصّحابة من ترديده لها، ورُوي عن أمِّ هشام بنت حارثة بن النعمان- رضي الله عنها- أنَّها قالت: “مَا حَفِظْتُ (ق) إِلاَّ مِنْ فِيّ رَسُولِ اللَّهِ- عليه الصّلاة والسّلام- يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، قَالَتْ وَكَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللَّهِ- عليه الصّلاة والسّلام- وَاحِدًا” (مسلم).
وكان النّبي- صلى الله عليه وسلم- يُردّدها في صلاة عيدَي الفطر والأضحى، حيث روى عبيد الله بن عبد الله- رضي الله عنهما-: “أنَّ عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- سأل أبا واقدٍ الليثي- رضي الله عنه- عمَّا كَانَ يَقْرَأُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- فِي الأَضْحَى وَالْفِطْرِ فَقَالَ: كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا بِـ (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) وَ(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (مسلم).
وعن سبب نزولها، وَرَدَ أنَّ اليهود كانت تقول: إنَّ الله خلق الخَلق في ستَّة أيامٍ، ثمَّ استراح في اليوم السَّابع وهو يوم السّبت يوم الرَّاحة عندهم، فأنزل الله تعالى قوله: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ)؛ فكذب الله قولهم أنه احتاج للراحة.
وروى عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما-: “أَنَّ الْيَهُودَ أَتَتِ النَّبِيَّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَتْ عن خلق السموات وَالْأَرْضِ فَقَالَ: “خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ يَوْمَ الْأَحَدِ وَالِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَمَا فِيهِنَّ مِنَ الْمَنَافِعِ، وَخَلَقَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ الشَّجَرَ وَالْمَاءَ وَخَلَقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ السَّمَاءَ، وَخَلَقَ يَوْمَ الْجُمُعَةَ النُّجُومَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ”.
قَالَتِ الْيَهُودُ: ثُمَّ مَاذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: “ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ”، قَالُوا: قَدْ أَصَبْتَ لَوْ تَمَّمْتَ ثُمَّ اسْتَرَاحَ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَضَبًا شَدِيدًا، فَنَزَلَتْ: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ).
دروس تربوية من سورة ق
ولقد جمعت سورة ق العديد من الدروس التربوية التي من شأنها أن تحمي الإنسان من شرور النفس والهوى ومصير المشركين يوم القيامة، من ذلك:
- إدراك أهمية القرآن الكريم في هداية الناس: حيث أقسم الله تعالى في أول السورة (ق * وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)، وختم حديثه عن القرآن وقوة بيانه وكشفه الحقيقة، في آخر آية (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ) وهذا يدل على أن القرآن فيه كل الحجج والأقوال التي تساند الحق وتزهق الباطل، وأننا علينا أن نواجه الباطل بالقرآن.
- إغلاق العقل عن التفكر في آيات الله عاقبته وخيمة: يقول تعالي: (بَلْ عَجِبُوا أن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَٰلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ * قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ * بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ) [ق: 2-5]، فالله- سبحانه وتعالى- اختار لفظ المنذر وهو مَن يأتي بالأخبار غير الجيدة التي ستقع، لتتناسب مع الكافرين الذين كذبوا رسول الله ولم يصدقوا قوله بالبعث والعذاب، وتمسكوا بماضيهم ومعتقداتهم وأغلقوا عقولهم، ولم يفكروا كلام الله.
- النظر في خلق الله يقوي الإيمان: حيث بدأ رب العزة في مناقشة المشركين وإقناعهم بالحجج والدلائل، فقال تعالى: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ) [ق:6-8]، فبيّن الله أن الأمر سهل لمعرفة الحقيقة ما عليهم سوى النظر فوقهم ليروا خلق الله للسماء، وكيف زينها بالنجوم والكواكب التي تدل على قدرة الله، والأرض كيف خلقها وجعل فيها من كل الكائنات زوج. وقد اختص الله عبده المنيب الذين يفكر في خلق الله، وفرق بينه وبين الكافرين الذين لا يرضون بالتفكر والبحث.
- تكذيب الرُّسل نذير هلاك: فقد ذَكَرَ اللهَ- عَزَّ وَجَلَّ- الأُمَمَ السَّابِقَةَ التِي كذبت الرُّسُل وَأَنَّهُ أَخَذَهُمْ وَانْتَقَمَ مِنْهُمْ، فَقَالَ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ) [ق: 12-14]. فقد أَغرق الله قوم نوحٍ بِالطُّوفانِ، وأَهلك أَصحاب الْبِئْرِ (الرَّسِّ) بِمَا يَسْتَحِقُّونَ، وأَرْسل عَلَى ثمود الصيحة فَقَطَعت قلوبهُم، وَأَرْسَلَ على عَاد رِيحا صَرْصَرًا أَبَادَتْهُمْ أَجْمَعِين، وَأَغْرق فرعونَ وأَهْلك مَنْ بعْدهم مِن الأُممِ وحق عليهِم وعيد الله.
- الاستعداد للقاء الله والحذر من الغفلة: قَالَ- عَزَّ وَجَلَّ-: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ * وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) [ق:16-22].
- تربية النفس على تقوى الله: فبَعْدَ أَنْ ذَكَرَ اللهُ النَّارَ وَخَوَّفَ مِنْهَا ذَكَرَ- سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- الْجَنَّةَ وَرَغَّبَ فِيهَا، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) [ق: 31-35].
- الحرص على سلامة القلب من الأمراض التي تغشاه حتى يكون من المتعظين: ﴿إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلْبٌ﴾.
- ذكر الله تعالى يُسلّي النّفس ويُصبر المسلم: قال- سبحانه وتعالى- (فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ ٱلْغُرُوبِ * وَمِنَ ٱلَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَٰرَ ٱلسُّجُودِ) [ق ٣٩] أي اصبر يا محمد- صلى الله عليه وسلم- من الذم لك، والتكذيب بما جئت به، واشتغل عنهم بطاعة ربك وتسبيحه أول النهار وآخره، وفي أوقات الليل، وأدبار الصلوات؛ فإن ذكر الله تعالى مُسَلٍّ للنفس، مؤنس لها، مُهَوِّنٌ للصبر. فهاتان الآيتان واردتان في معالجة حالة الرسول- صلى الله عليه وسلم- النفسية والقلبية أولا، وعلى تربية حملة رسالة الرسول- صلى الله عليه وسلم من العلماء والدعاة.
- دعوة الناس للحق ليست بالإجبار، قال- سبحانه وتعالى-: (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ) [ق: 45] ففي هَذَا تَسْلِيَة للنَّبِّيِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَنَّ اللهَ يَعْلَمُ بِتَكْذِيبِهِمْ لَهُ، وَبِأَنَّهُ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْسَ عَلَيْهِم ْبِجَبَّارٍ بِحَيْث يجْبِرهمْ على الْإِسلامِ؛ وَإِنما بعث إِليهِمْ مذكرًا بِالْقرآنِ الَّذي يؤثر فِي الْقُلُوبِ المُؤْمِنَةِ؛ الَّتِي لَا تَحْتَاجُ لجَبَّارٍ يجْبرهَا عَلَى الْإِسْلامِ؛ لِأَنَّ فِيهَا مِنْ قُوَّةِ الْإِيمَانِ مَا لَا يمْلِكُهُ الجبابرة وسياطهم.
مقاصد السورة
وشملت سورة ق على عدة مقاصد، ذكرها الله- سبحانه تعالى- ليبهت الكفار ويُضعف حجتهم، ومن هذه المقاصد:
- أن الكفار كذّبوا الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه من البشر.
- الاستدلال على إثبات البعث وأنه ليس بأعظم من ابتداء خلق السماوات وما فيها وخلق الأرض وما عليها، ونشأة النبات والثمار من ماء السماء وأن ذلك مثل للإحياء بعد الموت.
- تنظير المشركين في تكذيبهم بالرسالة والبعث ببعض الأمم الخالية المعلومة لديهم، ووعيد هؤلاء أن يحل بهم ما حل بأولئك.
- الوعيد بعذاب الآخرة ابتداء من وقت احتضار الواحد، وذكر هول يوم الحساب.
- وعد المؤمنين بنعيم الآخرة.
- تسلية النبي- صلى الله عليه وسلم- على تكذيبهم إياه وأمره بالإقبال على طاعة ربه وإرجاء أمر المكذبين إلى يوم القيامة وأن الله لو شاء لأخذهم من الآن ولكن حكمة الله قضت بإرجائهم وأن النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يكلف بأن يكرههم على الإسلام وإنما أمر بالتذكير بالقرآن.
- الثناء على المؤمنين بالبعث بأنهم الذين يتذكرون بالقرآن.
- إحاطة علم الله تعالى بخفيات الأشياء وخواطر النفوس.
إنّ سورة ق تتضمن العديد من الدروس التربوية المهمة، منها الحث على الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، وإثبات صفات الكمال لله وحده، وأنّ الله- سبحانه وتعالى- رقيب على الإنسان في كل أحواله، وأن الله قادر على هلاك الظالمين، وحكمته في خلق الإنسان وخلق كل شيء، وعناية الإسلام بجميع جوانب حياة الإنسان، وتسلية النبي والمؤمنين، وتحذير أعداء النّبي من سوء عاقبة الكفر.
مصادر ومراجع:
- إسلام ويب: مقاصد سورة (ق).
- فوزية بنت محمد العقيل: الوقفات التدبرية لسورة ق.
- محمد بن مبارك الشرافي: عبر من سورة ق والقرآن المجيد.
- الطبري: تاريخ الطبري 1/22.
- السعدي: تفسير السعدي ص 807.
- ابن عاشور: التحرير والتنوير 26/273.
- الميداني: معارج التفكر 3/130.