سيناريوهات الأعداء للحرب على المرأة المسلمة
لم يتركِ اللهُ (تنطق لام لفظ الجلالة مرققة) آدمَ عليهِ السلامُ في الكونِ وحدَه، فقد خلقَ من ضلعِه حواءَ ليأنسَ بها
ومنذُ اللحظةِ الأولى نالتْ حواءُ تكريمًا من اللهِ الذي خلقَها وآدمَ من نفسٍ واحدةٍ
لقد امتدَّ هذا التكريمُ إلى النساءِ كافةً في كلٍّ العصورِ، وأكّدتْهُ كافةُ الرسالاتِ السماويةِ
أمّا ذُروة تكريمِ المرأةِ فكان في ظلِّ شريعةِ الإسلامِ وظهورِ خاتَمِ الأنبياءِ والمرسلين
ولا ننسَ أن المرأةَ المسلمةَ هي صانعةُ الرجالِ والأجيالِ، بل كانتْ محوراً رئيسًا في بناءِ المجتمعِ الإسلامي
لكنَّ أعداءَ اللهِ سعَوا إلى النَّيْلِ من المكانةِ التي وَضعها الإسلامُ فيها!
فدبَّروا وخططوا واتفقوا على سيناريوهات للحربِ عليها.. فلماذا وكيف؟
لقد وجدَ أعداءُ اللهِ أنّ المرأةَ المسلمةَ نبراسٌ يُضيء الإسلامَ ويحميهِ من العُدوان
فهي تُربّي أجيالَ المستقبلِ وتُنشئهم على الاستقامةِ والأخلاقِ الحميدة
كما تُعلمهم وتغرسُ فيهم حبَّ اللهِ ورسولِه والإقبالَ على الخيرِ ونبذَ الشرِّ
بل إنها كأمٍّ أو أختٍ أو زوجةٍ لا تبخلُ بالتضحيةِ في كلِّ مراحلِ عُمُرها، مريضةً كانت أو في عافية
لذا، فطِنَ الأعداءُ إلى أن هزيمةَ الإسلامِ لن تتحققَ إلا بإغواءِ المرأةِ وفِتنتِها
فحاولوا أن يجعلوها مصدرَ فسادٍ ويُحِيلُوها إلى خليةٍ سرطانيةٍ مُدمرةٍ للأجيالِ المسلمة
كان ذلك بدعوتِها إلى الاختلاطِ مع الرجالِ، وخِداعِها بالملابسِ العاريةِ
وفي ميدانٍ آخر، أُجبرت على خلعِ الحجابِ كما حدثَ في فرنسا
بل حقّر البعضُ من شأنِ المسلماتِ وأطلقَ عليهن الأقاويلَ في الإعلام
على الجانبِ الآخر، أطلقوا العنانَ لصورِ الانحلالِ؛ في محاولةٍ لكي تألفَ النساءُ الفاحشةَ
ورفعوا دعواتِ حقوقِ المرأةِ، مع إعلاءِ شأنِ الرويبضةِ والتوافهِ من النساء
كما قدّموا صورةً مُزيّفةً عن الإسلامِ تزعمً أنَّه يُهينُ المرأةَ ويحتقرها
(( خطورة الحرب على المرأة المسلمة ))
تتعرضُ النساءُ المسلماتُ إلى محاولاتٍ للإيقاعِ بهن في مستنقعِ الفجور
وتزدادُ كل يومٍ المخاطرُ حولَ ضياعِ المرأةِ المسلمةِ وتلويثِ فطرتِها النقية
لقد أدى انخداعُ المرأةِ ووقوعُها في شباكِ الأعداءِ إلى تفككِ بعضِ الأُسَر
بل ضَعُفت منظومةُ الأخلاقِ وانتشرتْ الفواحشُ ما ظهرَ منها وما بطن
فنرى مَن تتحدثُ عن الحريةِ الجنسيةِ بلا خجلٍ، ونسمعُ من تُسوقُ المبررات للزنا
تلك الحربُ الشرسةُ تسببت في بثِّ روحِ الانهزاميةِ لدى بعضِ المسلمات
وقالتِ المستشرقةُ الألمانيةُ زيغريد هونكه: “قاومَ العربُ كل التياراتِ المعاديةِ للمرأة واستطاعوا القضاءَ على هذا العداء، وجعلوا من منهجِهم مثالًا احتذاهُ الغربُ ولا يملكُ الآن منه فِكاكًا”.
((أصناف النساء أمام الفتن))
صِنفٌ على الفطرةِ لا يُحبُّ الرذيلةَ، لكنه لا يعلمُ ما يُكاد له من مكرٍ فهنّ على خطر.
صنف استجابَ لما يُخطط لهن، فكانتْ أُلعوبةً في أيدي أعداءِ الإسلام.
صنف عَلِمَ بمكرِ الأعداء لكنه اكتفى بالصبر والدعاءِ دونَ العملِ على الرسوخِ في أمور الدين.
وصنف عرفَ وتعلمَ وعمِل على تحصينِ نفسه مما يُحاك له فهو مثلُ الجبالِ الرواسي.
((دور الدعاة والمصلحين لحماية المرأة المسلمة))
يقعُ على عاتقِ الدعاةِ والمصلحينَ في كل زمانٍ ومكانٍ مناصرةُ المرأةِ المسلمة
فلا بُد من نشر الوعي والثقافةِ الإسلامية الحقيقيةِ عن حقوق المرأة وأهميةِ دورِها
كما يجبُ توعيةُ المرأةِ المسلمةِ بما يُحاك لها من مؤامراتٍ تستهدفُ عفّتَها ودينَها
وعليهم – أيضًا- حثُّ الرجالِ على احترامِ المرأةِ والتحذيرِ من استعبادِها وهضمِ حقوقها
فعلى الأمة الإسلامية ألا تنسى واحدةً من آخرِ وصايا النبي الكريمِ صلى الله عليه وسلم: “واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا..” (البخاري).