ما أحوج المسلمين اليوم إلى إقامة حلقات القرآن العائلية التي تجمع شمل الأسرة على مائدة من الإيمان والتقوى؛ فالقرآن هو النور الذي لا يخبو، والطريق الذي من يسلكه لا يكبو، وهو الحل لكل مشكلة، والمخرج من كل معضلة، وهو طمأنينة للنفس وراحة للقلب.
ولقد كانت البشرية تعيش في دروب مُظلمة ومُتخبطة، فأضاء الله لها الطريق بالقرآن الذي أعلى به قدرًا، وأعظم به أجرًا، ووضع به وزرًا، ورفع به ذكرًا، فهو أعظم منهج تربوي عَرفه الناس، وطبقّته أمة كانت تعاني من الفرقة والضعف والجهل والتأخر؛ فأصبحت أرقى الأمم وأعلمها وأقواها.
تاريخ حلقات القرآن العائلية
تعود نشأة حلقات القرآن العائلية إلى أوّل حلقة قرآنية تشَرّف الكون بانعقادها، وهي التي انعقدت في منطقة رحبة من الأرض بين الأمينين: أمين أهل السماء جبريل- عليه السلام-، وأمين أهل الأرض محمد- صلى الله عليه وسلم-، وذلك حين بزغ أول شعاع من أنوار الإسلام.
لقد روى الشيخان عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: “أول ما بُدئ به رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلق الصبح، ثم حُبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء فيتحنث (وهو التعبد) فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة- رضي الله عنها- فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء.
فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: “ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلتُ: ما أنا بقارئ، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلتُ: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} (القلم:1-3)، فرجع بها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يرجف فؤاده”.
لتبقى بعد ذلك كلمة “اقرأ” أول كلمة افتتح بها ذلك اللقاء المبارك بين الأمينين، و”غار حراء” أول الأمكنة التي تشرف بذلك اللقاء، وما إن انفضّت تلك الحلقة بين الأمينين إلا وانعقدت بعدها مباشرة حلقات بين النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه- رضوان الله عليهم- يأخذون فيها دور الإنصات للوحي، ويأخذ- صلى الله عليه وسلم- دور التلقين لِمَا نَزَل إليه من الله سبحانه، وكانت دار الأرقم بن أبي الأرقم من أولى الأماكن التي تشرفت بهذا الفضل.
ثم تعددت أماكن اللقاء بعد ذلك خلال مدة نزول الوحي، وتنوعت أزمنته وأشكاله؛ لتنتقل هذه الحلقات القرآنيّة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فقد كان انتشار هذا النور فيها أوسع، فأهلها هم الأنصار الذين فتحوا قلوبهم للذكر والتنزيل، وأسلموا أرواحهم فداء له.
وقد تتابع الخير، وانتشر فضل حلقات قراءة القرآن الكريم ومدارسته وحفظه، لتملأ الدنيا وتدخل المساجد والبيوت في كل زمان ومكان، فعم خيرها، وتربى عليها الرجال والنساء والشباب والأطفال.
أهداف تربوية من حلقات القرآن العائلية
وتشتمل حلقات القرآن العائلية على أهداف تربوية مهمة، نذكر منها:
- تربية جيل مسلم على القرآن، تلاوةً وأخلاقًا ومنهجًا.
- استنقاذ أفراد الأسرة من وطأة الأخلاق الذميمة والعادات المشينة.
- شغل الشباب بمعالي الأمور ورفيع المنازل.
- تنمية روح الاعتزاز لدى الأبناء بإسلامهم وهويتهم وكتاب ربهم.
- فتح آفاق جديدة وواسعة أمام الأبناء على معاني القرآن الكريم الآسرة، وحقائقه الفذة التي تُفجّر الطاقات الإبداعية.
- إمداد الأمة والمجتمع بحفَظِة القرآن- ليبقى فيها الميزتان- حفظ الصدور، وحفظ السطور، أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، فلا ثقة لنا بحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المجمع عليه من أصحاب النقول إلينا جيلاً بعد جيل.
- مداواة مرض العقوق الذي يشكو منه الوالدان، وقد استشرى في الأمة، ودواؤه من صيدلية القرآن.
- تقديم القرآن بطريقة شائقة فيها أسلوب العصر وسرعته وإغراؤه، وفيها أصالة التراث الإسلامي وعظمته.
- تجهيز رجال يتولون إمامة المصلين في المساجد.
- تقويم ألسنة الأبناء والعمل على إجادة النطق السليم للغة العربية وإثرائهم بجملة وافرة من مفرداتها وأساليبها.
- التعرُّف إلى أحكام التلاوة المُتعارف عليها عند أهل التجويد، والحركات، والسكتات أثناء تلاوة القرآن في الحلقات.
- تشجيع الأبناء بالحوافز المادّية، والمعنويّة، وإيجاد جَوٍّ من المنافسة المحمودة بينهم.
- إنشاء مجلس علمٍ تحفُّه الملائكة؛ حيث إنّ كلّ مَن يُجالس أو يُشاهد حلقات التحفيظ يشعر بالجوّ الإيمانيّ العظيم، وتغشاه سكينةٌ من الله -تعالى.
- حماية الأبناء من الانحراف الفكري والعقدي والأخلاقي، وتربيتهم على الجد وعلو الهمة، وتعويدهم على تنظيم الحياة وحفظ الوقت.
- التوجيهات القرآنية التي يتلقاها الأبناء في هذه الحلقات تبني شخصيتهم على العمل والمبادرة والمثابرة.
- زيادة ترابط الأسر ونشر الخير بين أفرادها، وزيادة الحرص على طاعة الله وبر الوالدين واحترام الإخوة والتعاون، ونظافة البيت.
منزلة حلقات تحفيظ القرآن
ولا شك أن منزلة حلقات القرآن العائلية رفيعة، وفضائلها عديدة؛ منها:
- أنها محل تنُّزل السكينة، وغشيان الرحمة، واجتماع الملائكة، وسبب ذكر الله في الملأ الأعلى، فقد ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده..”.
- وهي لقاء بين خيرة عباد الله في أرضه، وهمْ ما بين مُعلّم ومُتعلّم، على مائدة أقدس كتاب على الإطلاق ألا وهو القرآن الكريم. قال- صلى الله عليه وسلم-: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” (البخاري).
- لقاء بيّن أهل الله وخاصته، فعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: “إن لله أهلين من الناس” قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: “أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته” (صحيح ابن ماجه).
- تعاون على البر والتقوى امتثالاً لأمره- تعالى-: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]، ولا أبر ولا أتقى من تعلم كتاب الله وتعليمه.
- أنها مجال عظيم من مجالات التواصي بالحق والصبر؛ للنجاة من الخسران يوم القيامة يقول الله- تعالى-: {وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1-3].
- أنها اعتصام بحبل الله، وتمسك بالجماعة، وأمان من الفرقة لقوله- تعالى-: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103].
- أنها محطات لاكتساب الأجر، وتحصيل الثواب، والتزود بالحسنات لقوله- صلى الله عليه وسلم- من حديث ابن مسعود- رضي الله عنه-: “من قرأ حرفًا من كتاب الله- تعالى- فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف”.
- أنها ميدان فسيح من ميادين تزكية النفوس، وتهذيب الأخلاق، واكتساب الفضائل عملاً بقوله- تعالى-: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} (الترمذي).
- فيها قيام بواجب تبليغ القرآن الكريم للناس، ونشر آياته وأحكامه وعلومه؛ بين الأمة امتثالاً لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: “بلغوا عني ولو آية..” (البخاري).
- وفيها نجاة من أليم المعاتبة لمن هجر القرآن الكريم يوم القيامة، وشديد الوعيد لمن كتم العلم، حيث يقول الحق- تبارك وتعالى-: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقرآن مَهْجُورًا} [الفرقان: 30].
- وفيها عظيم أداء للواجب الشرعي الكفائي، ورفع للإثم عن المسلمين عامة بالتصدر لحفظ القرآن الكريم أولًا، ثم لتعلمه وتحفيظه للناشئة وعموم المسلمين ثانيًا.
- وحافظ كتاب الله ومعلمه داخل- لا شك- ضمن قوله- تعالى-: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33].
خطوات عملية
وإذا رغبت أي أسرة في الاستفادة من حلقات القرآن العائلية واغتنام فوائدها، فإن هناك خطوات عملية يُمكن النظر إليها، وهي:
عمل اجتماع للعائلة تحت مُسمى “مجلس شورى العائلة” يُطرح من خلاله التصور المقترح للجلسة القرآنية التى تُعدّ من خطوات البناء القرآني للجميع، مع شرح هذا التصور بأسلوب يتناسب وجميع الأعمار، ومن المهم اقتناع الأبناء بهذا الاقتراح، لأنهم هم مَن يقومون به، فإذا اقتنعوا انطلقوا ويبقى دورنا في الاستمرارية والمتابعة.
الاتفاق على موعد عقد الجلسة، ويفضل أن يكون عقب صلاة الفجر، حيث الصفاء والهدوء والتركيز والبركة والبكور، وإذا لم يتناسب ذلك التوقيت فلكل أسرة أن تُحدد الوقت المناسب لها وتلتزم به، ويكون هذا الوقت وقف كوقت الصلاة لا يُقبل فيه الاعتذار أو التأجيل …إلخ.
ويُمكن الاتفاق على تلاوة يشترك فيها الجميع، كل يقرأ على قدر مستواه بحيث يتم تلاوة جزء يوميًّا لتكون هناك ختمة كل شهر، وممكن أن يكون نصف جزء- عشر صفحات- وممكن أن تكون التلاوة ربع جزء- خمس صفحات- أو صفحة أو صفحتين، المهم ألا يستثنى أي أحد من المشاركة.
- سورة الشهر: للأسرة أن تُحدد سورة كل شهر تكون للحفظ والفهم والتدبر ومن خلالها يجري البناء القرآني للأفراد، ومعالجة ما قد يطرأ من سلوكيات مع غرس المطلوب من منظومة القيم، ومن الممكن أن تبدأ الأسرة بالسور سهلة الشرح والتناول والتطبيق في البداية، مثل سور: المزمل، المدثر، الماعون، ثم بعد ذلك سور: الحجرات ويوسف ومريم…إلخ.
وما تتفق عليه الأسرة فله الأولوية فإذا كانت الأسرة يغلب عليها العنصر النسائي من الذرية فيمكن حفظ السور التي تحمل الأحكام الخاصة بالمرأة مثل: الحجرات والتحريم والطلاق والنور والأحزاب والنساء… إلخ، وإذا كان يغلب عليها الطابع الشبابي يمكن حفظ ومدارسة سور الملك والحجرات ويوسف ومريم والأنفال والتوبة وغافر..إلخ.
ويراعى أن تكون تلاوة يوم الجمعة خاصّة بسورة الكهف بديلًا عن مقدار التلاوة اليومية، ففيها من القصص ما يشد الانتباه ويحفز الهمم ويجدد النشاط.
- يُفضل وضع شعار للشهر يكون آية من القرآن الكريم بحيث يعمل الجميع على تطبيقه خلال الشهر، وممكن أن يمتد التطبيق إلى ثلاثة أشهر حتى يصبح ذلك الشعار خلقًا أصيلًا في بيتنا، فالهدف هو التطبيق والترسيخ وليس اكتساب معلومات تظل مُخزنة في الذاكرة، لأن القرآن كتاب هداية.
- علينا أن نستفيد بالأحداث والمناسبات الإسلامية الواردة في القرآن الكريم مثل: الهجرة والإسراء والمعراج وغزوات النبي- صلى الله عليه وسلم- وقصص الأنبياء بحيث نتلوا آياتها في حينها لنأخذ منها العبر والعظة فهذا هو المأمول من أصحاب العقل السليم.
ولا بُد من أن يستشعر أفراد الأسرة أنّ الجلسة القرآنية هي متنفسهم نحو فَهم رسالة الله العلي القدير، فعلينا أن نضيف من البهجة والفرح والحمد والشكر ما يجعل أولادنا في شوق واشتياق وإقبال على إنجاح الحلقة.
بعد الانتهاء من تلاوة سورة البقرة تقيم الأسرة احتفالًا عائليًا خاصًا، شكرًا لله على إتمام التلاوة، وعلينا أن نشرح لأولادنا فضل هذه السورة.
وعلى الوالدين أن يتمتعا بالحس التربوي عند تلاوة القرآن الكريم، ولا يكن هدفهما الوصول إلى نهاية الختمة بقدر الاستفادة مما يتم تلاوته وتدبره وشرحه بصورة مبسطة يفهمها الصغير والكبير.
ويفضل تكوين مكتبة قرآنية في البيت، ليرجع إليها الجميع فيما يحتاجون إلى فهمه ويكفي أن يكون في المكتبة كتاب لكل فرع من فروع علوم القرآن الكريم.
وللوالدين أن يسندا إدارة الحلقة كل شهر لابن من الأبناء إن كان في مقدوره القيام بذلك، فهذا يغرس فيه تحمل المسؤولية، ويراعى حالات الصحة والمرض بحيث يكون هناك مرونة، فالأصل هو كسب قلوب الأبناء للارتقاء بهم وليس تخزين معلومات في عقولهم دون تطبيق.
ولا مانع بين الحين والحين أن يجري الخروج عن المألوف ويكون وقت الجلسة نقاش عن خُلُق مُعيّن أو مناسبة آتية أو رفع الوعي لما يدور من أحداث ونظرة الإسلام لها.
ومن حق أفراد الأسرة تكريمهم برحلة كل شهر، تقديرًا لما بُذل، وتشجيعًا على الاستمرار حتى ولو كان النجاح بنسبة خمسين في المئة، فالبداية في حد ذاتها دليل إلى طريق النجاح، فلا تجعلوا للشيطان نصيبًا في عقد خير عقدته الأسرة ففيه كل الفلاح.
الحلقة القرآنية في رمضان
وعلى الآباء والأمهات استغلال شهر رمضان في إقامة حلقات القرآن العائلية يوميًّا للتقرب إلى الله- عز وجل- فمهمة الأسرة ليست المحافظة على النوع البشري فحسب؛ بل هي مُهمة تتعدى مهمة الإشباع إلى مهمة الإبداع في إخراج أجيال مسلمة صالحة، وهو المعنى الذي زكي به الله- سبحانه وتعالى- بيت النبوة حين قال: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}[الأحزاب:34]. ولذا يجب:
- أن يجتمع أفراد الأسرة اجتماعًا يتحدث فيه الوالدان عن أهمية القرآن ودوره في حياة الفرد وعظيم الثواب المترتب على تلاوته وحفظه والعمل به، خصوصًا في شهر القرآن.
- يُرسخ في نفوسهم تعظيم القرآن الكريم، وأثره في حياة الأسرة، وخطورة غيابه وضعف حضوره في البيت.
- استحضار المصاحف وتخصيص مكان لها في البيت واحترامه، مع ذكر الفضائل المتعلقة بتلاوته وتدبره والتدقيق في فهمه، حتى يستشعر الأبناء قيمته المادية والمعنوية واحترامه.
- تبدأ الأسرة دروسها القرآنية بمُدارسة جزء عمّ لاشتماله على كثير من آيات الرقائق، وتهذيب الأخلاق، ثم تتدرج الأسرة بعد ذلك لباقي السور.
- يجب تعظيم اليوم الآخر حتى تستشعر الأسرة بقيمة ما تقوم به، وأنه ينتظرها خير كبير في دار غير الدار التي يعيشون فيها.
- الاستعانة ببعض التفاسير البسيطة للقرآن التي يستطيع الأبناء فهمها واستيعاب ما فيها، حتى يسهل عليهم الاستجابة لحلقات القُرآن دون أن يتهرّبوا.
- من الأمور التي يجب على الوالدين الحرص عليها القصص القرآني بهدف ترسيخ معاني الإيمان في نفوس أفراد الأسرة، فقد كان النبي يحرص على لأصحابه لتربيتهم.
- التحفيز عن طريق ذِكر أحوال السّلف مع القرآن الكريم، بذكر أحوالهم وأخبارهم تلاوة وحفظًا وتدبُّرًا وبكاءً، وأخبار المتأثرين والمهتدين بالقرآن.
- من الوسائل- أيضًا- عمل لوحات تذكيريه ببعض آيات القرآن، أو الأخلاق من القرآن، أو السلوكيات في القرآن وتعلق في البيت أمام الجميع لتذكرهم.
رغم التحديات المعاصرة التي قد تشغل الأسر عن إقامة الحلقات القرآنية، فإن ثوابها العظيم في الدنيا والآخرة، يدفع إلى ضرورة الحفاظ عليها مهما كانت المغريات، فالله- تبارك وتعالى- أنزل القرآن الكريم لهداية الإنسان، وتعليمه، وتنظيم حياته؛ فهو كتاب جاء أساسًا للإنسان، ويهدف إلى إصلاحه، ولذلك اشتمل على وصف أحوال النفس الإنسانية، وأسباب انحرافها ومرضها، وطرق تربيتها وتهذيبها وعلاجها.
المصادر والمراجع:
- أحمد عمر، منهج التربية في القرآن والسنة، ص٧.
- محمد عثمان نجاتي، منهج التأصيل الإسلامي لعلم النفس، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عدد ٣، ص٣٩٣.
- منزلة الحلقات القرآنية.
- أهداف حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
- الدور التربوي للحلقات القرآنية.
- مجالس القرآن.
- حسين بن سعيد الحسنية: مقترحات قبل رمضان.
- عمر بن عبد الله المقبل: برامج عملية في تربية الأسرة بالقرآن الكريم، 20 أغسطس 2013.