في ظل انشغال الناس بالدنيا والغلو والمظاهر وارتفاع تكاليف الزواج، يتسنى لنا العودة إلى الهدي النبوي في تزويج البنات لتحقيق عفة المجتمع المسلم وإنجاب الذرية الصالحة.
ولا شكّ أن الحياة لا تستمر دون التكاثر والتناسل، وفي ديننا الإسلامي يكون هذا التناسل عن طريق إطار شرعي يندرج تحت مفهوم الزواج، الذي هو آية من آيات الله وسنة من سننه في خلقه.
تزويج البنات في الإسلام
لقد حث ديننا الإسلامي على تزويج البنات ورغَّب في هذا الأمر، لتكوين الأُسَر المُسلمة على المودة والرحمة، فقال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم:21].
وقال جل وعلا: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ) [النحل: 72].
والزواج من سُنّة النبي- صلى الله عليه وسلم- فعن أنس بن مالك قال: “جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إلى بُيُوتِ أزْوَاجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يَسْأَلُونَ عن عِبَادَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقالوا: وأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟! قدْ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ، قالَ أحَدُهُمْ: أمَّا أنَا فإنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أبَدًا، وقالَ آخَرُ: أنَا أصُومُ الدَّهْرَ ولَا أُفْطِرُ، وقالَ آخَرُ: أنَا أعْتَزِلُ النِّسَاءَ فلا أتَزَوَّجُ أبَدًا، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهِم، فَقالَ: أنْتُمُ الَّذِينَ قُلتُمْ كَذَا وكَذَا؟! أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي.” (البخاري).
ووصف القرآن الكريم الزواج بالميثاق الغليظ، فقال تعالى: (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) [النساء: 21]. ويُوضح النبي- صلى الله عليه وسلم- أهمية زواج الفتيات وتقوى الله فيهن، فقال: “اتَّقوا اللهَ في النساءِ؛ فإنَّكم أخذتُموهنَّ بأمانةِ الله، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ الله، وإنَّ لكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحًدا تكرهونَه، فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ، ولهنَّ عليكم رِزقُهنَّ وكِسوتُهنَّ بالمعروفِ”.
وامتثالًا لهذا الأمر الإلهي وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- في تزويج الفتيات، فيجب على الأَب تزويج بَنَاته ولَا يعضلهن أو يمنعهن من الزواج لأي سَبَب من الْأَسْبَاب ما دام الزوج تتمثل فيه علامات الصلاح والتقوى.
الهدي النبوي في تزويج البنات
وللنبي- صلى الله عليه وسلم- هديٌ في تزويج البنات يوجب علينا أن نتبعه، وهو يتمثل في:
- حسن الاختيار: فقد رغب الإسلام في حُسن اختيار الزوج الكفء عند تزويج الفتاة، لقول الله تعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ) [النور: 32]، وقال- صلى الله عليه وسلم-: ” إذا أتاكُم من تَرضونَ خُلقهُ ودينهُ فزوّجوهُ ، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ” (الألباني السلسلة الصحيحة). فيجب أن يكون الزوج كفئًا أي صالحًا تقيًّا، فالصلاح فقط لا يكفي بل لا بُد من أن يكون تقيًّا حتى يتقي الله في معاملته لها.
- موافقة البنت على الزوج: فقد أعطى الإسلام البنت الحق في اختيار شريك حياتها وموافقتها، فقال- صلى الله عليه وسلم-: “لَا تُنْكَحُ الْأَيِّمُ- التي قد تزوجت- حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: أَنْ تَسْكُتَ”، فتزويج البنات بالإكراه مردود، فعن خنساء بنت خزام الأنصارية أن أباها زوّجها وهي ثيب فكرهت ذلك، فأتت النبي- صلى الله عليه وسلم- فرد نكاحه.
وكَانَ النَّبِي- صلى الله عليه وسلم- يستشير بَنَاته قبل تزويجهن فعندما خطب عَليّ فَاطِمَة قَالَ لَهَا الرَّسُول- صلى الله عليه وسلم-: “إِن عليًّا يذكرك “فَسَكَتَتْ فَزَوجهَا”، ومن ثم يجب على الآباء قبل تزويج بنتاتهن أن يتأكدوا من موافقتهن أولا.
ولَا مَانع من أَخذ رَأْي وَالِدَة الْبِنْت والتشاور مَعهَا: فقد زوج النَّبِي- صلى الله عليه وسلم- جَمِيع بَنَاته من خيرة الرِّجَال: فزوج ابنته زَيْنَب من ابن خالتها، أبي الْعَاصِ بن الرّبيع الْقرشِي، وكان من رجال مَكَّة الْمَعْدُودين مَالا، وَأَمَانَة، وتجارة، وَقد زوجه النَّبِي- صلى الله عليه وسلم- من ابْنَته زَيْنَب عِنْدَمَا طلبت مِنْهُ أمهَا خَدِيجَة بنت خويلد أَن يُزَوّجهَا لَهُ فَوَافَقَ الرسول- صلى الله عليه وسلم- على طلبَهَا لِمَا يعرف من رجاحة عقلهَا وثقتها بِابْن أُخْتهَا فَكَانَت تعده بِمَنْزِلَة وَلَدهَا.
- نظر الخاطب إلى خطيبته: فعلى الآباء عند تزويج الفتيات ألا يمنعوهن من رؤية مَن يتقدم لهن بحجة العادات والتقاليد، فعن المغيرة بن شعبة قال: أتَيتُ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فذَكرتُ لَهُ امرأةً أخطبُها فقالَ اذْهب فانظر إليْها فإنَّهُ أجدرُ أن يؤدمَ بينَكُما فأتيتُ امرأةً منَ الأنصارِ فخطبتُها إلى أبويْها وأخبرتُهما بقولِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فَكأنَّهما كرِها ذلِكَ قالَ فسمعت ذلِكَ المرأةُ وَهيَ في خدرِها فقالت إن كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أمرَكَ أن تنظرَ فانظُر وإلَّا فأنشدُكَ كأنَّها أعظَمت ذلِكَ قالَ فنظرتُ إليْها فتَزوَّجتُها فذَكرَ من موافقتِها.
ولعل الهدف والحكمة من الرؤية ليس موافقة الشكل والمظهر فقط وإنما- أيضًا- للتوافق الفكري والميول والاتجاهات حتى تتآلف القلوب، ويوضح ذلك الحديث الشريف: “النَّاسُ مَعادِنُ كَمَعادِنِ الفِضَّةِ والذَّهَبِ، خِيارُهُمْ في الجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ في الإسْلامِ إذا فَقُهُوا، والأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ” (مسلم).
- يُسر الصداق: وهو حق من حقوق المرأة على الزوج، ودليل منه على مدى صدقه وجده في الارتباط بها، وتحمل المسؤولية نحوها، قال تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) [النساء: 4]، ومن يُسر الدين في تأسيس البيت المسلم أنه لم يغالِ في المهور، فقال- صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ: تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا، وَتَيْسِيرَ رَحِمِهَا (أي الولادة بأن تكون سريعة الحمل)” (أخرجه أحمد).
وَلَيْسَ هُنَاكَ حدٌ فِي أقل الصَدَاق وَأَكْثَره، وَيصِح فِيهِ أَن يكون شيئًا يَسِيرًا جدًا بِكُل مَا يتراضى عليه الزَّوْجَانِ، أَو من له ولَايَة العقد وإن لم يكن عينًا كالمال وَالذهب وَنَحْوه، فقد يكون الصَّدَاق خدمَة، كقصة مُوسَى- عليه السَّلَام- مع صَاحب مَدين.
وجاء في كتب السير ومنها ابن كثير، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- زوج بناته على اليسير من الصّداق، فعن عبد الله بن عباس: أنَّ عليًّا قالَ: تزوَّجتُ فاطمةَ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ابنِ لي، فقالَ: أعطِها شيئًا، فقلتُ: ما عندي شيءٌ، قالَ: فأينَ درعُكَ الحطَميَّةُ، قلتُ: هوَ عندي، قالَ: فأعطِها إيَّاهُ.
- إعلان النكاح: فعن عائشة- رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: “أعلنوا هذا النِّكاحَ واجعلوهُ في المساجِدِ واضربوا عليهِ بالدُّفوفِ” (الترمذي والبيهقي)، ويبين الحديث حق النفس في الترويح والفسحة، والاحتفال بزواج الفتيات، مع مراعاة الابتعاد عن آلات الموسيقى واللهو.
- اليسر في الوليمة: فعن بريدة بن الحصيب الأسلمي: قال نفرٌ من الأنصارِ لعلِيٍّ : عندَكَ فاطِمَةُ ، فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فسلَّمَ عليه ، فقال : ما حاجةُ ابنِ أبي طالبٍ ؟ فقال : يا رسولَ اللهِ ! ذكرتُ فاطِمَةَ بنتَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فقال : مرْحَبًا وأهلًا ، لم يزدْ عليهِما ، فخرَج عليُّ بنُ أبي طالبٍ على أولئكَ الرَّهطِ منَ الأنصارِ ينتظرونه ، قالوا : ما وراءَكَ ؟ قال : ما أدري غيرَ أنه قال لي : مرحبًا وأهلًا ، فقالوا : يكفيكَ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إحداهما ، أعطاك الأهْلَ والمرحَبَ ، فلما كان بعدَ ذلكَ ، بعدَما زوَّجَهُ قال ، يا علِيُّ إِنَّه لا بد للعروسِ من وليمةٍ ، فقال سعد : عندِي كبشٌ ، وجمعَ لَهُ رهطٌ من الأنصارِ أصوُعًا من ذُرَةٍ ، فلما كانتْ ليلَةُ البناءِ ، قال : لا تُحْدِثْ شيئًا حتى تلقانِي ، فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بماءٍ فتوضَّأَ فيه ، ثُمَّ أفرغَهُ على علِيٍّ ، فقال : اللهم بارِكْ فيهما ، وبارِكْ لهما في بنائِهِما.
- جهاز العروس: فعن علي أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما زوَّجه فاطمة بَعَثَ مَعَهُ بِخَمِيلَةٍ (قطيفة ذات أهداب) وَوِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ (الجلد المدبوغ) حَشْوُهَا لِيفٌ (قشر النخل الذي يجاور السعف)، وَرَحَيَيْنِ (الرحا الأداة التي يطحن بها) وَسِقَاءٍ وَجَرَّتَيْنِ (إناء من الفخار)”. وهذا خلاف ما يحدث هذه الأيام من مغالاة في جهاز العروس يعيق إتمام كثير من الزيجات.
- ليلة الزفاف: يُسن ليلة الزواج الدعاء للعروسين، ففي ليلة زفاف علي من فاطمة دعا النبي- صلى الله عليه وسلم- بماء فتوضأ منه، ثم أفرغه على عليّ فقال: “اللهم بارِكْ فيهما ، وبارِكْ لهما في بنائِهِما” (الطبراني).
رعاية النبي لبناته بعد الزواج
ولم يقف الهدي النبوي عند تزويج البنات فحسب، بل كَانَ- صلى الله عليه وسلم- يزور بَنَاته بعد الزواج وَيُدخل عَلَيْهِنَّ الْفَرح وَالسُّرُور، حيث زار فَاطِمَة بعد زواجها ودعا لَهَا ولزوجها بِأَن يعيذهما الله وذريتهما من الشَّيْطَان الرَّجِيم.
وَلم يكن يشْغلهُ- صلى الله عليه وسلم- عَن بَنَاته شاغل، بل كَانَ يُفكّر فِيهِنَّ وَهُوَ فِي أصعب الظروف وأحلكها فعندما أَرَادَ النَّبِي- صلى الله عليه وسلم- الْخُرُوج إلى بدر لملاقاة قُرَيْش وَصَنَادِيدهَا كَانَت ابنته رقية مَرِيضَة، فَأمر- صلى الله عليه وسلم- زَوجهَا عُثْمَان بن عَفَّان أَن يبْقى فِي الْمَدِينَة؛ ليمرضها وَضرب لَهُ بسهمه فِي مَغَانِم بدر وأجره عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة.
وفي رعايته لبناته- صلى الله عليه وسلم- أن فاطمة ابنته قد اشتكت من أعمال المنزل وما تجده من الرحى (أداة لطحن الحب) وطلبت من أبيها خادما فقال- صلى الله عليه وسلم- لها ولعلي: “ألا أَدُلُّكم على خيرٍ مما سألتُماه؟ إذا أخذتُما مضاجعَكما فكبِّرا اللهَ أربعًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وسبِّحا ثلاثًا وثلاثين، فإنَّ ذلك خيرٌ لكما من خادمٍ” (البخاري).
وَيجب على الْأَب أَن يحافظ على بَيت ابْنَته وسعادتها مَعَ زَوجهَا وَأَن يتدخل إِذا لزم الْأَمر ويحرص على الْإِصْلَاح بَينهَا وَبَين زَوجهَا بشكل يضمن إِعَادَة الصفاء إِلَى جو الأسرة.
تطبيقات تربوية
وكما أن للنبي- صلى الله عليه وسلم- هديٌ في تربية البنات فله- أيضًا- هديٌ في تزويجهن للأزواج الصالحين، ويُمكن استخلاص بعض التطبيقات التربوية لهذا النهج في هذه النقاط:
- مجالسة الأم لابنتها المقبلة على الزواج فتناقشها وتستمع إليها في الأمور المتعلقة بالحياة الزوجية، فالأم قدوة لابنتها، والتأكيد على أن طاعة الزوجة لزوجها في المعروف لا يعني محو شخصيتها.
- أن تأخذ الفتاة برأي والديها واستشارتهما عند الإقدام على الزواج.
- اختيار الزوج الكفء الصالح التقي، فعلى الوالد التحقق من أخلاق الزوج ودينه والسؤال عنه والجلوس معه ومعرفة طريقة تفكيره.
- أن تكون الفتاة حكيمة في اختيار الزوج فلا تختار حسب الشكل والمظهر والغنى والثراء، بل تقف عند الدين والخلق، وفي الوقت نفسه تختار الرجل الذي تملأ شخصيته عينها وقلبها وعقلها.
- السماح للخاطب برؤية الفتاة المراد خطبتها، فيرى بعضهما البعض لتكوين فكرة عن بعضهما ويتحدثا في وجود ولي أمرها.
- الابتعاد عن المغالاة في المهور وتيسير الصّداق.
- التأكد من صدق رغبة المتقدم للزواج وعدم دخوله البيت إلا بعد السُّؤال عنه.
- توازن علاقة أهل الزوجين معًا، فعليهم الاهتمام بأولادهم والسؤال عنهم ومساعدتهم وقت الشدة، ومشاركتهم أفراحهم وزيارتهم.
- أن يحل الزوجان الخلافات فيما بينهما بأنفسهما وإن لم يستطيعا فعليهما اللجوء إلى شخص حكيم من الأهل أو خبير في العلاقات الأسرية.
- أن تستعين الزوجة بذكر الله على أعباء المنزل وعدم تحميل زوجها فوق طاقته إذا لم يستطع إحضار خادم لها.
- أن يعاون الزوج زوجته في أعباء المنزل تقديرًا وحُبًا لها.
إن الهدي النبوي في تزويج البنات ضرورة مهمة لا بُد من أن يقتدي به الآباء والمربون، في زمن صار فيه الكثير يتَّبِعُ هواهُ ويتغافل هدي النبي- صلى الله عليه وسلم- في تيسير هذا الأمر.
الهدي النبوي في الزواج يؤكد أن البساطة والبعد عن المغالاة، والالتزام بحدود الله، وذلك يساعد على عفة المجتمع وإعماره بالبيت المسلم والذرية الصالحة المُصلِحة التي تكون للإسلام ذخرًا وعزًا.
المصادر والمراجع:
- ابن جرير الطبري: تفسير الطبري، 2و3 /392.
- المناوي: فيض القدير، 2/543.
- ابن حجر العسقلاني: مختصر البزار، 2/346.
- الهيثمي: مجمع الزوائد 9/209.
- ابن منظور: مختصر تاريخ دمشق، 5/176.
- ابْن سعد: الطَّبَقَات الْكُبْرَى 8/26.
- أسس وتطبيقات منهج تربية الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية البنات ما قبل الزواج وما بعدها، محمد فاخر معين، حافظ حارس سالم، الأفكار: مجلة الدراسات الإسلامية، المجلد 3، العدد2، يونيو 2020.
- من الهدي النبوي في تربية البنات المؤلف: محمد بن يوسف عفيفي الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الطبعة: السنة (34) – العدد (117) 1422 هـ – 2002م.
1 comments
جزاكم الله وبارك فيكم