بعد عشرين عاماً -تقريباً- من عمر الدعوة مضت في إعداد القيادات للأمة، جاءت المرحلة الثانية، مرحلة الاتساع الأفقي الذي انطلق تيارًا هادرًا في الأرض العربية بعد صلح الحديبية، ثم تيارًا جارفًا بعد فتح مكة، فانتقلت الدعوة من الصفوة إلى الجماهير.
ومن طبيعة الدعوات والحركات عندما تنتقل إلى مرحلة الامتداد الأفقى، أن ينقل الوافدون الجدد أمراضهم إلى الصفوة الأولى، وسرعان ما تتأثر الصفوة بهذه الأعداد الضخمة وتنتقل إليها عدوى الطمع والشهرة والمصلحة والمنفعة.
هذه الأمراض وغيرها، كيف أمكن لسيد ولد آدم أن يتحاشاها في صفه، وارتفع بالبناء شاهقًا قويًا متراصًا؟!
هذا ما سوف يتناوله هذا الكتاب بجزئيه (الكتابين 8-9) من خلال أحداث السيرة ليكون مثالًا يُحتذى به داخل الصف الإسلامي في المجتمع المسلم ولدى قيادات العمل الإسلامي.