يقدم هذا الكتاب نظرية متكاملة في تزكية النفوس تستمد الكثير من مادتها من كتاب “إحياء علوم الدين” بعد تنقيح وتهذيب وإعادة ترتيب. وفي حقيقة الأمر؛ فإن هذه القضية ليست من الرقائق كما يظن البعض؛ حيث إنها ترتبط برسالة الإسلام الأساسية، وهي إصلاح أخلاق الإنسان وتزكية نفسه، وهي معانٍ وردت في القرآن الكريم بصورة لا يمكن معها إلا التأكد من مركزيتها. وقد جعل المؤلف الكتاب في أربعة أبواب، وخاتمة، بدأ في الأول بتبيان أهم الأخلاقيات الواجب على المسلم التحلي بها “في آداب العالم والمتعلم”، والباب الثاني “أمهات في وسائل التزكية” قم بتوضيح أهم العبادات والأعمال ذات الأثر الأعظم في تزكية النفس مثل الصلاة والزكاة والإنفاق، والصوم، والحَج، الذكر وتلاوة القرآن الكريم والمراقبة والمحاسبة؛ ذكر خدمة الناس والمجتمع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكما اهتم الكتاب بالجوانب التطبيقية فقد اهتم أيضا بالجانب النظري في الباب الثالث “ماهية زكاة النفس”، وفي الباب الرابع اهتم بالآفات، مثل الكبر والغرور، وكيفية التغلب عليها، وعلى فعْل الشيطان الرجيم في هذا المجال.