المؤلف: الدكتور سعيد إسماعيل علي.
بيانات النشر: دار الفكر العربي بالقاهرة، الطبعة الأولى، 1421هـ- 2000م.
مقدمة
يحاول الكاتب في صفحات هذا الكتاب أن يكشف عن الأبعاد التربوية في القرآن الكريم، حتى يمكن أن يجد مربونا بين أيديهم مصباحا ينير لهم طريق تنشئة إنسان مسلم وفقا للتوجيهات الربانية والإرشادات القرآنية، إنسان يعمر الأرض بالنهضة والتقدم والأخلاق.
واقتضى هذا، تقديم رؤية عامة عن أساسيات العقيدة الإسلامية، وإبراز الأبعاد التربوية لكل أصل من أصول العقيدة الإسلامية.
ثم تقديم عدد من أفكار ونتائج دراسات جمهرة من علماء الدين والفقه تتصل بالجوانب الأساسية للقرآن الكريم، كنوع من التثقيف الديني لباحثي التربية الإسلامية.
ثم عرض عدد مختار من الأساسيات التربوية التي يمكن استنباطها من آيات القرآن الكريم. روعي في اختيارها أن تكون مستغرقة لأهم القضايا التي تنتهي بها إلى فلسفة التربية على وجه العموم دون إقحام أو تزيد.
وتناول الجزء الأخير من الكتاب الجانب العملي المتمثل في بعض الأساليب التربوية، وبعض القواعد والقضايا والمبادئ الخاصة بكيفية القرآن الكريم وتعلمه.
وصف عام للكتاب
يتكون هذا الكتاب من خمسة فصول:
الفصل الأول: البنية الأساسية للعقيدة
يتناول هذا الفصل البنية الأساسية للعقيدة؛ أولا: وجود الله- التوحيد- صفات الذات الإلهية، ثانيا: عالم الغيب بالنسبة لله – الغيب بالنسبة للبشر- الملائكة- اليوم الآخر، ثالثا: الكون: خلقه- تدبيره- تسخيره للإنسان، رابعا: الإنسان: لغةً – خلق الإنسان- غاية خلق الإنسان- الطبيعة الثنائية التكاملية – النفس البشرية.
الفصل الثاني: القرآن الكريم- جوانب أساسية
كانت العناية في هذا الفصل ببيان عدد من الخصائص والأحكام التي تعين على حسن فهم النص القرآني؛ لاستخراج معالم منهج تربوي لبناء الإنسان. ولذا تم عرض الموضوعات الآتية بشأن القرآن الكريم: تعريفه- خصائصه- إعجازه- نزوله- محتوياته- أساليبه.
الفصل الثالث: أساسيات تربوية
يركز هذا الفصل على استخراج المقومات التربوية الكفيلة ببناء الإنسان؛ من القرآن الكريم، الذي ينبغي أن نستمد منه تربيتنا الإسلامية، ولهذا يجب أن يتصدر هذا القرآن العظيم مصادر التربية وأصولها.
من هذه الجوانب:
- احترام عقل الإنسان: فإذا كان الإنسان هو موضوع التربية؛ فإنّ قيمة المصدر التربوي يمكن أن تقاس بمدى احترامه لعقل الإنسان. فالعقل هو ميزة الإنسان البشري، وبه صار أهلا للخلافة عن الله عزّ وجلّ.
- تكريم الإنسان: فالإنسان في عقيدة القرآن هو الخليفة المسؤول والمكلف بين جميع ما خلق الله، يدين بعقله فيما رأى وسمع، ويدين بوجدانه فيما طواه الغيب. والإنسان كائن كريم على الله تعالى، أحاطه بعنايته الخاصة.
- النظرة الواقعية للفطرة البشرية: فمن مظاهر واقعية النظر الإسلامي للفطرة البشرية أنَّ آيات القرآن الكريم تتعامل مع الإنسان بفطرته المزدوجة، لكن في كيان واحد متكامل؛ فهناك جسم وروح، ونشاط للجسم ونشاط للروح، ولكنهما في النهاية يلتقيان. وهناك دنيا وآخرة، وعمل للدنيا وعمل للآخرة، ولكنهما طريق واحد لا يفترق فيه العمل عن العبادة ولا العبادة عن العمل، ما دام كلاهما موجه إلى الله تعالى. والإسلام عدو الترف والسرف والبطر والخيلاء، والإسلام يحمينا من ضراوة الشره وعبودية الشهوات ووثنية المادة، يوسع علينا فيما أحل الله لنا من طيبات الدنيا وزينتها الحلال.
- مراعاة الحاجات الاجتماعية: إذ إن توافر النزعة الاجتماعية في عقيدة أو نظرية من النظريات معيار هام كذلك يؤكد لنا أنها تصلح لأن نستهدي بها في العمل التربوي، ذلك أن الأفراد الذين نستهدفهم بالتربية لا يكسبون هويتهم إلا بالمعيشة في المجتمع؛ ومن ثم فالصفة الاجتماعية هي الموضوع الرئيس الذي ترتكز عليه العملية التربوية، بالإضافة إلى أن محتوى هذه العملية نفسه إنما يستمد مقوماته وخصائصه وأهدافه من نفس الجماعة التي تتم فيها.
- البناء الخلقي: فلا يستطيع أفراد مجتمع من المجتمعات أن يعيشوا متفاهمين متعاونين سعداء ما لم تربط بينهم روابط متينة من الأخلاق الكريمة. والبناء الأخلاقي لابد أن يستند على فكرة “الإلزام” فهو القاعدة الأساسية، والمدار، والعنصر النووي الذي يدور حوله كل النظام الأخلاقي والذي يؤدي فقده إلى سحق جوهر الحكمة العملية ذاتها وفناء ماهيتها؛ ذلك أنه إذا لم يعد هناك إلزام، فلن تكون هناك مسؤولية، وإذا عدمت المسؤولية، فلا يمكن أن تعود العدالة، وحينئذ تتفشى الفوضى ويفسد النظام وتعم الهمجية، لا في مجال الواقع فحسب، بل في مجال القانون أيضا، وطبقا لما يسمى بالمبدأ الأخلاقي.
- نظرية المعرفة: وكيف لا يكون البحث في المعرفة مهما، والمعرفة أعلى وظيفة للإنسان في الوجود، وهل الاعتقاد أو الإيمان إلا علم ومعرفة؟ وكيف لا تكون المعرفة مهمة وهي ميزة الإنسان، وأساس ومنهج ومادة استخلافه في الأرض، ومركزه في الكون الذي سخره الله له لكي يؤدي فيه وظيفة العبادة لله وحده، ويقود مسيرة المعرفة الواعية المسبحة لله، مع سائر الموجودات. فالمعرفة ميزة ووظيفة. والمعرفة: نظرية تبحث في مبادئ المعرفة الإنسانية وطبيعتها وقيمتها وحدودها، وفي الصلة بين الذات المدرِكة والموضوع المدرَك، وبيان إلى أي مدى تكون تصوراتنا مطابقة لما يؤخذ فعلا، مستقلا عن الذهن. وتتميز عن السيكولوجيا الوصفية المحضة التي تقتصر على التفرقة بين العمليات الذهنية ووصفها دون الفحص عن صحتها أو زيفها. وتتميز أيضا عن المنطق الذي يقتصر على أن يصوغ قواعد تطبيق المبادئ دون أن يبحث في أصلها، ودون أن يناقش قيمتها، وهي جزء من السيكولوجيا الذي يعسر فيه تجنب الميتافيزيقا، ما دمنا بصدد البحث عما يفترض الفكر سابق على الفكر نفسه.
وقد أشار الراغب الأصفهاني إلى أن المعرفة أخص من العلم، ويقال: فلان يعرف الله، ولا يقال يعلم الله، متعديا إلى مفعول واحد، لما كانت معرفة البشر إنما هي إدراك الشيء بتفكر وتدبر لآثاره دون إدراك ذاته، ويقال: الله يعلم كذا، ولا يقال: يعرف كذا، لما كانت المعرفة تستعمل في العلم القاصر المتوصل به بتفكر.
ودارس القرآن الكريم يستطيع أن يلمس كيف أن مصادر المعرفة يمكن حصرها في ثلاثة مصادر، وهي: الوحي، والحواس التي هي آلات للاتصال بالمدركات الحسية، والعقل.
الفصل الرابع: طرق وأساليب التعليم
العلم في التصور القرآني مضمون وطريقة؛ فمن حيث المضمون، نجد أن العلم الذي أمر به القرآن الكريم هو جملة المعارف التي يدركها الإنسان بالنظر في ملكوت السموات والأرض، وما خلق من شيء، ويشمل الخلق هنا كل موجود في هذا الكون ذي حياة أو غير ذي حياة.
والعلم من حيث هو طريقة، يبصر الإنسان في الغاية التي يطلبها، ويهديه إلى الحق الذي هو معقد النجاة. وهذا ما يتبين لنا من قوله تعالى: {… هَلْ يَسْتَوِي الذِينَ يَعْلَمُونَ وَالذِينَ لَا يَعْلَمُونَ…) أي لا يستوي عالم وجاهل. وقوله تعالى: {… هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ…) فبيّن لنا تعالى أن الظلمة لحال من لا يعلم وأن النور مثال لحال من يعلم.
- الحث على طلب العلم والتعليم
هناك آيات قرآنية كثيرة تحث على طلب العلم والتعليم، منها تأكيده على أن ” الشهادة” ينبغي أن تقوم على علم. وحفلت آيات قرآنية عدة بتقدير المتعلمين وفقًا للإطار القرآني ومنهجه، وحسبهم تقديرًا أن الله تعالى قرنهم بالملائكة في الإقرار بوحدانية الله وعدله؛ لأنهم هم الذين يفكرون فيهديهم إلى الحق، وهم الذين يستطيعون أن يثبتوا بالأدلة ما يجب لله تعالى من صفات الكمال، وما تتنزه عنه صفات النقص، ويوقنون بأنه العزيز الذي لا يغالبه أحد، الحكيم الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه، ودبر فأحكم تدبيره. قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُو الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران: 18). والمتعلمون بهذا التصور هم أولو المعرفة والتجربة والخبرة، وهم القادرون على الفهم الرشيد والتوجيه الصحيح، وهم أهل المشورة والفتيا.
- معنى العلم ومجالاته
الدعوة إلى التعلم والتعليم في القرآن الكريم لا تقتصر على مجال دون الآخر؛ ذلك أن العلم في القرآن يشمل كل أنواع العلم، ومجالاته تتصل بكل منافع الناس في دينهم ودنياهم، في معاشهم وفي معادهم، في أجسادهم وفي أرواحهم، وهذا أمر طبيعي باعتباره نظاما كاملا للبشر كافة، ينتظم شؤون الدين والدنيا معا.
وليس المقصود من ذلك أنه اشتمل على جميع العلوم جملة وتفصيلا بالأسلوب العلمي المعروف، وإنما المقصود أنه أتى بأصول عامة لكل ما يهم الإنسان معرفته لصلاح دينه ودنياه، ولبلوغه درجة الكمال جسدا وروحا، وترك لأهل الذكر من المشتغلين بالعلوم المختلفة ليبينوا للناس جزئياتها.
ولقد اشتمل القرآن على 6236 آية، منها حوالي 750 آية كونية وعلمية، احتوت أصولا وحقائق تتصل بعلوم الفلك والطبيعة وما وراء الطبيعة والأحجار والنبات والحيوان، وطبقات الأرض والأجنة والوراثة، والصحة، والصحة الوقائية، والتعدين، والصناعة، والتجارة، والمال، والاقتصاد..إلخ. واحتوت باقي الآيات على الأصول والأحكام في المعاملات، وعلاقات الأمم والشعوب في السلم والحرب، وفي سياسة الحكم، وإقامة العدل والعدالة الاجتماعية، والتضامن الاجتماعي، وكل ما يتصل ببناء المجتمع، وفي رسم شخصية المسلم الكامل خلقا وأدبا وعلما وفيما يجب أن يحتذيه من المثل العليا، وما يتحلى به من مكارم الأخلاق. وها كله بخلاف العبادات والعقائد والتكاليف وبخلاف القصص وما احتواه من مواعظ وآمال، وغير ذلك من شتى أمور الدين والدنيا، مما كان محلا للدراسة والاستنتاج والتأصيل والتخريج، والبحث والتنقيب، وكان أساسا لعلوم الفقه والتفسير والحديث والأصول والأخلاق والاجتماع والبلاغة والآداب وغيرها، سواء أكانت عقلية أم نقلية.
- مبادئ وسبل التعلم والتعليم
أشار القرآن الكريم إلى عدد من المبادئ التي يجب مراعاتها في التعلم والتعليم، من ذلك:
دعوة الناس بلسانهم، وحسن الانتباه والإنصات، والتدبر، والمجادلة بالتي هي أحسن، وحسن القول، واستعمال المشاهدة بالحواس وخصوصا السمع والبصر. وعلى المتعلم أن يأخذ له أسوة حسنة في الأنبياء والمرسلين والصالحين. كما أن على من يقوم بواجب التعليم أن يستعمل الأسلوب الرفيع الذي دعا الله المسلمين إلى اتباعه في الدعوة إليه. كما يجب أن يتصف المعلم بالصراحة والصدق وأمانة القول، واستخدام أساليب الترغيب والترهيب.
ويعرض هذا الفصل للتوظيف التربوي للقصة؛ فالقصة كانت- وما تزال- مدخلا طبيعيا يدخل منه أصحاب الرسالات والدعوات من الرسل والقادة والمصلحين، إلى عقول الناس وقلوبهم ليلقوا فيها بما يريدونهم عليه من معتقدات وآراء واتجاهات. والقصص في القرآن أربعة أنواع: النوع الأول؛ قصص الأنبياء ، النوع الثاني: قصص قرآني يتعلق بحوادث غابرة، والنوع الثالث: قصص يتعلق بالحوادث التي وقعت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كالغزوات، والهجرة، ونحو ذلك. والنوع الرابع: القصة الغيبية؛ وهي التي تتناول أحداثا ووقائع من صميم الغيب، مستمدة من مشاهد الآخرة، وهي وإن كانت بالنسبة للإنسان غيبا مجهولا، فهي في علم الله تعالى حاضر مشهود. وقسم البعض القصص القرآني إلى نوعين: تاريخي وتمثيلي، على أساس أن الأول يتمثل فيه الصدق الواقعي، والثاني يتمثل فيه الصدق الموضوعي. والقصة القرآنية ليست عملا فنيا مستقلا في موضوعه وطريقة عرضه وإدارة حوادثه، كما هو الشأن في القصة الفنية الحرة، التي ترمي إلى أداء غرض فني مجرد، إنما هي وسيلة من وسائل القرآن الكثيرة إلى تحقيق هدفه الأصيل، والقرآن كتاب دعوة دينية قبل كل شيء، والقصة إحدى وسائله لإبلاغ هذه الدعوة وتثبيتها. ثم عرض الفصل لأغراض القصة القرآنية. وأيا ما كان نوع القصة، فالقرآن يستخدمها لجميع أنواع التربية والتوجيه التي يشملها منهجه التربوي: تربية الروح، وتربية العقل، وتربية الجسم، والتربية بالقدوة، والتربية بالموعظة.
ومن الأفكار التربوية التي يمكن استقراؤها من القصص القرآني: الأنبياء قدوة للمربين، التربية الخلقية، الإصلاح الاجتماعي، لإيقاظ العقل وتحرره، دور المرأة، تربية الوعي التاريخي.
ويركز الفصل على التوجيه العملي؛ فإذا كانت التربية تهدف بالدرجة الأولى إلى إحداث تغيرات مرغوب فيها في سلوك الفرد وسلوك الجماعة، فإن ذلك لا يمكن أن يتأتى بالغرق في المسائل الميتافيزيقية والنظريات المجردة البعيدة عن واقع الناس. والمتتبع لأسلوب القرآن في هذا المجال يمكن أن يقول، إن صفات الشخصية المطلوبة، وإن ذكرت في آيات كثيرة وفي سور متفرقة قد جمعت في مواضع معدودة بحيث يمكننا أن نعتبرها الأساس في حصر هذه الصفات.
ويشير هذا الفصل للدور التربوي لعبادات: الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، والأهمية التربوية للجدل والاستدلال والحوار وضرب المثل والتساؤلات ودلالاتها.
الفصل الخامس: تعليم القرآن وتعلمه
التوجه القرآني لبناء الإنسان: لقد كان القرآن قوة عاملة في بناء عقائد المسلمين وأخلاقهم وتوجيه سلوكهم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وصدر دولة بني أمية، وذلك لأن علم الفقه وعلم الكلام لم يكن قد تم تكوينهما في ذلك الحين؛ فلما ظهر هذان العلمان (الفقه وعلم الكلام) تغير الحال، فبدلا من أن يتجه الناس إلى معرفة الدين إلى الكتاب والسنة، كما كان آباؤهم يفعلون، أخذوا يرجعون إلى معرفة الأحكام في الفقه، ومعرفة العقائد إلى علم الكلام.
المهم في الأمر هو اختلاف الوضع بالنسبة للقرآن الكريم، فإن القرآن الكريم الذي كان العامل الأكبر في تربية المسلمين على عقائدهم وأخلاقهم حُرِّف عن هذه المهمة، وأصبح الفقه وعلم الكلام يقومان بهذا العمل؛ فأخذت الجماهير تنصرف عن ارتياد القرآن وتعرف ما يفيض من مناهل العلم والعرفان.
عزل القرآن إذن عن القيام بمهمته التربوية والقضائية، ولكن الناس لم يفارقهم التطلع إلى فهم القرآن، وإدراك معانيه لمجرد الإدراك والفهم، لا للعمل والتوجيه.
وهكذا وجب أن تكون صلة المسلم بالقرآن ضرورية، ليس لمجرد دراسته دراسة نظرية، ولا لمجرد “تنمية” ثقافية، بل لتربية شخصيته وإمدادها بما يحييها ويزكيها ويزيدها هدى. وحين تتربى شخصية المسلم على القرآن، فإن خيرات هذه التربية لا تقتصر على صاحبها، بل تنعكس على غيره هدى وحياة ونورا.
وعلى ذلك فإن حسن استخدام القرآن الكريم في العمل التربوي على سبيل التخصص والبحث، يقتضي من الباحث دراية بعلوم القرآن وتفسيره ولغته وإعرابه يؤدي إلى فهمه فهما يعين على ذلك العمل التربوي. فالقرآن مصدر التعليم وتعلم العلوم الحديثة؛ وهذا يقتضي معرفة أساليب تعليم القرآن الكريم، وآداب حملة القرآن، وآداب متعلم القرآن. والغرض من تعليم القرآن الكريم، هو إطلاع التلاميذ على المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامي، على اختلاف أنواعه من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق؛ حتى تتكون في نفوسهم العقيدة الإسلامية الصحيحة، وحتى يتأدبوا بأدب القرآن فتتهذب أخلاقهم ويسلكوا في حياتهم الاجتماعية المسلك الذي يرتضيه الشارع الحكيم.
من ثمرات الكتاب وفوائده
- فهم الأبعاد التربوية في القرآن يقتضي معرفة أساسيات العقيدة الإسلامية وأصولها.
- لاستخراج معالم منهج تربوي لبناء الإنسان من القرآن، لا بد من معرفة ما يتعلق بالقرآن من حيث تعريفه، وخصائصه، وإعجازه، وأسباب النزول، ومحتوياته، وأساليبه.
- يجب أن يتصدر القرآن العظيم مصادر التربية وأصولها.
- من المقومات التربوية الكفيلة ببناء الإنسان في القرآن: احترام عقل الإنسان، وتكريم الإنسان، والنظرة الواقعية للفطرة البشرية، ومراعاة الحاجات الاجتماعية، والبناء الخلقي، و”نظرية المعرفة” لدى الإنسان.
- أشار القرآن الكريم إلى عدد من المبادئ التي يجب مراعاتها في التعلم والتعليم.
- يعد توظيف القصة القرآنية تربويا من المباحث المهمة في الجانب التطبيقي للعملية التربوية.
- أهمية الدور التربوي للعبادات في القرآن.
- الأهمية التربوية للحوار والاستدلال في القرآن.
- الأهمية التربوية لضرب المثل في القرآن.
- الأهمية التربوية للتساؤلات في القرآن.
- حسن استخدام القرآن الكريم في العمل التربوي على سبيل التخصص والبحث يقتضي من الباحث أن يحيط بعلوم القرآن، ولغته، وتفسيره، وإعرابه.
- الغرض من إطلاع التلاميذ على المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامي على اختلاف أنواعه من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق، حتى تتكون في نفوسهم العقيدة الإسلامية الصحيحة ويتأدبوا بأدب القرآن.