لقد أفاض الخطيب في ذكر كثير من المبادئ التربوية، التي منها: إلزامية التعليم ومجانيته، وتكافؤ الفرص التعليمية، ومراعاة الفروق الفردية، والتدرج، ومبدأ التغيير والتنويع، كل ذلك بالإضافة إلى الموضـوعـيـة، والثبات على الحق، والحـيـدة، والعلمية، ومحاربة الـتـقـلـيـد، إلى غير ذلك مما تناولتـه فـصـول هذا الكتاب، وهو أمر يؤكد لنا تكامل العملية التـربـويـة والتعليمية عند الخطيب وترابط أجزائها وشمولها جوانب الحياة الإنسانية في خصوصها وعمومها. وتعتبر آراء الخطيب في كثير من هذه الجوانب من أفضل وأشمل ما كتب في التربية الإسلامية في زمانه فضلا عما لهذه التربية من جوانب واقعية مثالية تنبع من مصادر الإسلام الأصلية وترتبط بالحياة والأحياء.
وقد جاء الكتاب في فصل تمهيدي وأربعة أبواب، بحيث تضمن الباب الأول ثلاثة فصول رئـيـسـة تناول فيها العوامل والقوى المؤثرة في التـربـيـة، إضافة إلى الحركة التربوية التعليمية، بجانب سيرة الخطيب وحياته العلمية، وفي الباب الثاني تناول الاتجاه التربوي الذي ينتمي إليه الخطيب، بالإضافة إلى الإطار الفكري لمفهوم التربية وأهدافها وميادينها عند الخطيب، أما الباب الثالث فقد تطرق فـيـه لأهم الجوانب في التعلم والتعليم عند الخطيب. وأخيرا الباب الرابع الذي تضمن مجموعة من الآداب والصفات والمظاهر التعليمية والسلوكية المرعية من طالب العلم ومعلمه.