لقد ألقى المؤلف، الضوء على حياة العالم الفقيه ابن رجب الحنبلي، وعلى العصر الذي عاش فيه، من النواحي السياسية والعلمية والاجتماعية، وهو أمر يفيد أعظم الفائدة في معرفة منابع فكره التربوي، وأصوله التي استمد منها فكره في هذا المجال، لأن ابن رجب الحنبلي- كان كما يبدو من سيرته وما اشتغل به من العلوم والفنون- عالماً موسوعياً.
ويحمد للمؤلف، أنه بدأ الفكر التربوي في الفصل الثاني من الكتاب، بالحديث عن مفهوم الإنسان عند ابن رجب، إذ الإنسان، هو غاية التربية، وهو أيضاً موضوعها وأداتها، والنظر إلى الإنسان، يأتي مقدمة لازمة للحديث في الأخلاق والتربية، كما تناول التنمية الخلقية “النمو الأخلاقي” وأورد فيها أعظم ما يؤتم به في هذا الباب، وهو خلق الرسول ﷺ، وتحدث عن دور الإرادة في النمو الخلقي. كما تناول، وسائط التربية ووسائلها، أو ما يعد من مؤسساتها في المجتمع، وأولها المسجد، وهو مكان العبادة ومدرسة التربية.
وقد ختم المؤلف بحثه، بعدة نتائج وبتوصيات عديدة، تهدف في جملتها إلى تطبيق أصول التربية الإسلامية في حياتنا، والاستفادة من توجيهات الإسلام في الفكر التربوي، والكتاب، ينم عن اطلاع واسع، وإدراك كبير لأهمية التربية في حياة الإنسان وأنها رسالة جليلة، تولاها الرسل والأنبياء.