ينزعج كثيرٌ من المربين وأولياء الأمور من السلوك المشاغب عند الطلاب الذي يظهر في صورة عنادٍ أو رغبةٍ في التّخريب أو التمرّد والعدوانية والمشاغبة، أو رفض أي طلب أو تنفيذ عكس ما يطلب. ورغم أنّ التعامل مع هذه النوعية من التلاميذ صعبًا، سواء في المدرسة أو البيت، فإنه من الممكن السيطرة عليهم باتباع وسائل تربوية تُعطي نتائج فعالة.
تعريف السلوك المشاغب
ويُعرّف السلوك المشاغب بأنه السلوك غير المرغوب الذي يقوم به الطالب، بهدف جذب انتباه المُعلم والزملاء، أو تحدّى السُّلطة في المدرسة، وكثيرًا ما يشعر الطالب بتوتر الأعصاب وخيبة الأمل، نتيجة لانتقاد الجميع لسلوكه.
والطالب الذي يتصف بالسلوك المشاغب يُعيق عمل المعلمين والمربين، ولا شك أنّ هذا السلوك هو نتاج مجموعة أسباب أبرزها عدم النّضج العاطفي أو المعرفي غير الكافي، وعدم كفاية المهارات الاجتماعية، أو التعرض للعنف أو الإهمال، أو بعض الحالات الطبية أو النفسية.
صفات الطالب صاحب السلوك المشاغب
وتتعدد صفات الطالب صاحب السلوك المشاغب في المدرسة والمنزل، من ذلك:
- كثير الانفعال في جميع التصرفات في المدرسة أو المنزل أو مع الأصدقاء، حتى في أبسط المواقف.
- الاعتداء على الطاقم التّدريسي والإداري في المدرسة إما بالكلام أو الضرب.
- أخذ الأمور باستهزاء ولامبالاة، وإثارة الفوضى بشكلٍ دائم.
- الإجابة عن الأسئلة المطروحة بأسلوبٍ فظ.
- التعامل مع الأصدقاء أو الزملاء في الصف بطريقةٍ عنيفةٍ ومنفّرة.
- كثرة الغياب عن الحصص.
- إيجاد صعوبة في بناء علاقات إيجابية مع الآخرين.
- ممارسة الأفعال المزعجة وغير المرغوبة بشكل مستمر ومتكرر أثناء مرحلة الدراسة.
- كثرة الحركة، وهذه صفة بارزة ثابتة.
- إصدار أصوات مختلفة، والقيام بأفعال غير جيدة تنعكس سلبًا على المتواجدين في المكان.
- إيجاد صعوبة في التركيز على المهام المدرسية أو الأنشطة الأخرى، والميل إلى عدم الاهتمام بالتعلم أو النجاح.
كيف نتعامل تربويا مع السلوك المشاغب؟
والتعامل مع السلوك المشاغب عند الطلاب صعب، ويحتاج للصبر وضبط النَّفْس، لكنه ليس مستحيلًا، في حال تعلّم المُربّي وسائل تربوية تفيده في القيام بهذه المهمة، ومن هذه الوسائل:
- الهدوء والثبات: فعندما يتصرف الطالب بسلوك مشاغب، من المهم أن يحافظ المربي على هدوئه وثباته، لأن ذلك يساعده على الرّد بشكل بنّاء وفعّال.
- تحدد القواعد والتوقعات: من المهم أن يضع المربي قواعد وتوقعات واضحة لطلابه، وعليه أن يشرح لهم ما هو متوقع منهم في المواقف المختلفة.
- الاتساق في تطبيق القواعد: عندما يكسر الطالب القواعد، يمكن تطبيق العقوبات بشكل متسق، ما يساعد ذلك على تعليمه أن هناك عواقب لسلوكه.
- تقديم التوجيه والدعم: ويكون ذلك بتبصيره وتعليمه ما يحتاج إليه للتصرف بشكل أفضل وأكثر ملاءمة.
- توفير أنشطة مناسبة: على أن يراعى فيها مستوى النضج العاطفي والعقلي للطلاب.
- بناء علاقة إيجابية مع الطلاب: فعندما يشعرون بالحب والدعم من المربين، لا يمارسون سلوك الشغب داخل الفصل أو حلقات الدرس.
- التعاون مع الآباء: وهي وسيلة تساعد في تطوير استراتيجية شاملة للتعامل مع الطلاب.
- تجنُّب التعنيف الجسدي أو اللفظي: فإنه رغم منع هذا التصرف إداريّا، فإنه أسلوب يترك أثرًا سلبيًّا في الطلب يصعب اختفاؤه؛ ويجعله دائم التمرد ويرفض التعليمات.
- تَشجيع التفاعل الإيجابي: وهذا يسعد الطالب، ويدفعه إلى تكرار الأفعال الإيجابية لينال التشجيع والشكر.
- محاولة فهم سبب سلوك التلميذ: سواء كان بسبب الشعور بالإحباط، أو الشعور بالضياع، أو محاولة جذب الانتباه، وبعد تحديد السبب يمكن البدء في تطوير استراتيجية التعامل معه.
- المرونة في التعامل: فلا يوجد حل واحد يناسب الجميع عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع هذا السلوك السلبي.
- البحث عن المساعدة المهنية: وذلك إذا لزم الأمر، حيث يمكن اللجوء إلى أخصائي الصحة العقلية للمساعدة في فهم السلوك وتطوير استراتيجية للتعامل معه.
- توفير تعليم ممتع: فعندما يجد الطلاب التعلم ممتعًا، يكونون أقل عرضة للتصرف بسلوك غير مرغوب.
- الاهتمام بالنشاط البدني للطلاب: فهو يساعدهم على التّخلص من الطاقة الزائدة والتركيز بشكل أفضل في الدروس.
- تكرار توجيه الأسئلة: وهو أسلوب يتبعه المربي مع الطالب ليشعره أنه يدخل ضمن حساباته، وأن له مكانة، لأن الشّغَب عادة ما يَتولَّد من عدم انسجام الطالب مع أسلوب المربي، أو أن معلومات المادة المُلقَّنة، لا تصل إليه بالشكل الكافي.
- الاستفادة منه في الأمور القيادية: فيمكن أن يُدير هذا الطالب الطابور الصباحي، أو يشارك في الإذاعة المدرسية، وهي أمور إيجابيه تجعله يغير من سلوكه إلى الأفضل.
- تحفيزه على الهدوء: من خلال تقديم بعض الهدايا والمكافآت للطلاب المؤدبين الهادئين.
- عدم توجيه المدح الكاذب: فهي خدعة لن تدخل على الطالب، فالجميع يعلم أن سلوكه غير مرغوب، وبالتالي لا يستحق المدح ، فلا بُد من توجيه المدح له حال قدومه على شيء يستحق المدح.
- احترام أفكار الطالب: وهو ما يشعره بأنه محترم ويأخذ حقه في التعبير عن رأيه.
- تجنب الجدال: فالجدال مع الطالب أو طرده من الحصّة كثيرًا، لن يفيد في حل المشكلة بل يزيدها سوءًا.
- التحاور مع الطالب: والتعرف إلى المواهب والهوايات التي يمتلكها والتركيز عليها وتنميتها وتشجيعه على ممارستها، والإطراء عليها، ومحاولة البحث عن القدرات والمواهب الرياضية والبدنية لديه، لأنها ستسهم في تفريغ طاقاته.
- تقديم النصح غير المباشر: من خلال سرد قصص ومواقف لطلاب آخرين، وطلب المشورة منه في هذه الحالات دون أن يعلم أنه المقصود بها، وسيجد نفسه يقترح حلولًا مناسبة لحالته ويستمع لما يقوله المربي عن هذه الحالات ويصوِّب سلوكه بناءً عليها.
- عقد اتفاقية: ويكون ذلك مع جميع الطلاب في بداية العام الدراسي بشأن الالتزام بالمعايير الخاصة بالتعامل داخل الفصل.
- شغل وقت الطلاب: فلا يُنصح بترك فترة صمت وفراغ طويلة داخل الفصل حتى لا يستغلونها في إثارة الفوضى.
إنّ السلوك المشاغب عند الأطفال يحتاج إلى معاملة خاصة من المربين وأولياء الأمور لتعديله إلى الأفضل، ويكون ذلك بالصبر والثبات إزاء التصرفات المزعجة، وتشجيع الطفل وتحفيزه حينما يؤدي عملًا إيجابيًا، ولا نهمل جانب المكافأة، وكذلك العقاب الرمزي إذا لزم الأمر.
مصادر ومراجع:
- هنادي أحمد: كيفية التعامل مع التلميذ المشاغب.
- محمود فوزي: كيف نتعامل مع التلميذ المشاغب في المدرسة؟
- خيرية هنداوي: صفات الطفل المشاغب.
- ميرفت عبد المنعم: كيفية التعامل مع الطالب المشاغب.
- موقع النجاح: كيفية التعامل مع الطالب المشاغب؟