إنّ حاجة الدُّعاة والمربين إلى هداية الناس من حاجتهم إلى إقامة الدين في أنفسهم وأهليهم، لأنّ التزام الإسلام وأحكامه في مجتمعٍ لا يُقاد بشرع الله ودينه، ضربٌ من الأغلال والآصار، بينما تركُ الالتِزام في مجتمعٍ لا يُقاد بشرع الله ضرب أعظم وأكبر من الأغلال والآصار، لذا فإنّ التِزام شرع الله خيرٌ في كلِّ حال.
والناس يسيرون في دروب الحياة ما بين من يمشي على نور من ربه وآخر يمشي دون هدى ولا كتاب منير، لذلك فإن الحرص على هداية الغير دليل على صفاء القلب وسلامته من الأمراض النفسية، وفي دعوة الناس إلى الهدى أجر عظيم أكده القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهذا الأجر يستحق من المربين والدعاة أن يبذلوا كل جهد ووقت ومال وما يستطيعون بذله، ولا ييأسوا من أناس بينهم وبين الهداية حجاب من أنفسهم، ومن الهوى، ومن الارتباط بجماعات المصالح، إلى غير ذلك من سدودٍ تَعْمي وتصم عن قَبول الحقّ والعمل به.
هداية الناس في القرآن والسنة
والأدلَّة على وجوب هداية الناس إلى الله عز وجل، كثيرةٌ في القرآن الكريم؛ منها قوله تعالى-: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104]، فكأنه- تبارَك وتعالى- حصَر الفلاح فيهم وحدَهم.
وقل- جل شأنه-: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71] فقدَّم- سبحانه وتعالى- صفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على سائر صفات المؤمنين المذكورة مع عِظمها.
وأخبر الله تعالى، أنَّ أولئك هم أهل رحمته؛ بل جعَل الله- عزَّ وجلَّ- خيريَّة هذه الأمَّة مَنُوطة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال – تعالى -: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [آل عمران: 110].
ثم قال الله- تبارك وتعالى-: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [آل عمران: 113، 114].
ومن جاهد نفسه في الحصول على الهداية، رزقه الله إياها ووفقه لها، قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) [العنكبوت: من الآية 69].
وأثنى الله سبحانه وتعالى على العلماء والدعاة الذين يحرصون على هداية البشر والأخذ بأيديهم من الظلمات إلى النور، فقال سبحانه: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت:33].
وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: “واللهِ لَأنْ يهديَ اللهُ بكَ رجُلًا واحدًا خيرٌ لكَ مِن أنْ يكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ” (صحيح ابن حبان)، ورغب في تضاعف أجره عند الدلالة على الخير واتباع الناس للهدى، قال- صلى الله عليه وسلم-: “من دلَّ على خيرٍ فله مثلُ أجرِ فاعلِه” (صحيح أبي داود).
والمربي المؤمن يشفق على غيره من الوقوع في الحرام وحمل الآثام، ويحب التزام الناس بشرع الله وبفضائل الدين، فلا يزال آمرًا لهم بالمعروف، ناهيًا لهم عن المنكر، دالًا لهم على أوجه الخير كلها، يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير الدنيوي والأخروي، ويبغض لهم ما يبغض لنفسه من الشر، وهذا علامة كمال الإيمان، كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: “لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ” (البخاري).
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- قَالَ: “مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا”.
لا يأس مع هداية الناس
والعمل من أجل هداية الناس لا يستقيم معه اليأس، لأن المؤمن يعلم سعة رحمه الله- عز وجل-، وعظيم قدرته، فخليل الله إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- لما بشرته الملائكة بغلام عليم قال لهم: ﴿أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ [الحجر:56].
قال ابن عثيمين- رحمه الله-: “والمعنى لا يقنط من رحمة الله إلا الضالون والضال: فاقد الهداية، التائه الذي لا يدري ما يجب لله سبحانه، أما من يعلم عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى، وواسع رحمته، فلا ييأس من أي شيء يرجوه ويتمناه.
وقال السعدي- رحمه الله-: “من أنعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم، فلا سبيل إلى القنوط إليه، لأنه يعرف من كثرة الأسباب والوسائل والطرق لرحمة الله، شيئًا كثيرًا”.
ومن الأمور التي لا ينبغي أن ييأس المربي منها هي هداية الضال، فقد ذكر الإمام الذهبي- رحمه الله في كتابه “تاريخ الإسلام”: “كنتُ غلامًا حسن الصوت، جيد الضرب بالطنبور، وكنت أنا وصحب لي، وعندنا نبيذ، وأنا أغنِيهم، فمرّ ابن مسعود، فدخل فضرب الباطية فبدّدها، وكسر الطنبور، ثم قال: لو كان ما أسمع من حُسنِ صوتك هذا يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت، ثم مضى.
فقلت لأصحابي: من هذا؟ قالوا: ابن مسعود، فألقي في نفسي التوبة، فسعيت وأنا أبكي، ثم أخذت بثوبه، فقال: من أنت؟ قلت: أنا صاحب الطنبور، فأقبل عليَّ فاعتنقني وبكى، ثم قال: مرحبًا بمن أحبَّه الله، اجلس مكانك، ثم دخل فأخرج إليَّ تمرًا”.
وقد تكون هداية الضال بسماعه آية من كتاب الله، قال الإمام الذهبي رحمه الله: كان الفضيل بن عياض شاطرًا يقطع الطريق، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقى الجُدران إليها سمع رجلًا يتلو: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ [الحديد: 16] فقال: يا رب، قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: نرتحل؟ وقال قوم: حتى نُصبح، فإن فضيلًا على الطريق يقطع علينا فتاب الفضيل، وأمنهم، وجاور بالحرم حتى مات.
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: إن ثُمامة بن أثال دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، يا محمد، والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغضُ إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه كلها إليَّ، والله ما كان مِن دينٍ أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينك أحبَّ الدين إليَّ”.
قال العلامة العثيمين رحمه الله: “في هذا الحديث دليل على كمال قدرة الله- عز وجل- حيث تغير حال هذا الرجل بهذه اللحظة، وليس هذا على الله بعزيز”.
وها هو عمرو بن العاص- رضي الله عنه- أخبر عن حاله حين احتضاره أنه مرَّ بأحوال، منها أنه كان في الجاهلية والكفر يبغض رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بغضًا شديدًا، يقول في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم: “لقد رأيتني وما أحد أشدَّ بغضًا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- منَّي… ولا أحب إليَّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته… فلما جعل الله الإسلام في قلبي… ما كان أحد أحبّ إليَّ من رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ولا أجلّ في عيني منه، وما كُنتُ أطيق أن أملأ عيني منه إجلالًا له”.
وعمير بن وهب الجمحي- رضي الله عنه- كان ممن يُؤذي رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه، ثم هداه الله إلى الإسلام، وقال: “يا رسول الله إني كنت جاهدًا على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله وأنا أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله وإلى رسوله، لعل الله أن يهديهم وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أُوذي أصحابك في دينهم، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلحق بمكة يدعو إلى الإسلام”.
وعلى المربي ألا ييأس من هداية أحد ولو كان مكثرًا مسرفًا على نفسه من الذنوب والمعاصي، فقد أخبر الرسول- صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري ومسلم- رحمهما الله-، أن رجلًا قتل مائة نفس، ثم تاب وأناب.
أسباب الهداية
ولا شك أن هداية الناس هدف وغاية يسعى إليها كل مربٍّ وداعية، وقد بين الإسلام الأسباب المعينة على بلوغ هذه الغاية التي وَجَبَ على المُربّي غرسها في المتربين، ومنها:
- توحيد الله تعالى، بإفراده- عز وجل- بالعبادة، قال سبحانه: (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ)[الأنعام:125].
- سعة الصدر للإسلام، قال تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا)[الأنعام:125]، وأعظم ما يساعد على انشراح الصدر هو التوحيد الذي لا يخالطه ريب.
- الدعاء، لأنّ التضرّع إلى الله تعالى، وسؤاله التوفيق على الطاعات والهداية، والإلحاح في ذلك بصدق، من أعظم أسباب الهداية، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر:60].
- حضور حلقات العلم، فالجلوس مع أهل الخير والعلماء والمشايخ فائدة كبيرة وعلم.
- دوام ذكر الله تعالى: فعندما ينطق اللسان بالذكر يرتبط القلب بالله، ما يؤدي إلى اطمئنان القلب وانشراحه، قال تعالى: (أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)[الرعد:28] .
- قراءة القرآن الكريم بتدبّر وتمعّن، فالقرآن يعدّ من ذكر الله، وإنما جاء الإفراد به لأهميته وعظيم أثره، وهو من أسباب الهداية التي يمتد أثرها في الدنيا والآخرة.
- التفكر في خلق السماوات والأرض، حيث يعود الإنسان من رحلته في تفكّره إلى حالة من الهداية والخضوع التام لله تعالى، وكما يتفكر الإنسان في خلق الله فإنه يتفكر في نفسه، قال تعالى: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)[الذاريات:21].
- الصحبة الصالحة، فالمرء يسير على دين خليله، فقد شبه رسول الله الصاحب الصالح بحامل المسك، لِما فيه من الأثر على جليسه، وشبه صاحب السوء بنافخ الكير، لِما في من الضرر على من يجالسه.
معوقات الهداية
وكما أن المربي الناجح يسعى إلى هداية الناس إلى طريق الله، فعليه الانتباه إلى أن هناك معوقات في طريق الهداية، لا بد من توضيحها للمترّبين، منها:
- جليس السوء: وهو أخطر المعوقات، بل قاطع الطريق بين العبد وبين ربه، فهو لا يريد الهداية لمَن يرغب في طريق الله، بل هدفه وغايته أن يكون مثله فيسيران في طريق الشيطان والهوى.
- اتباع الهوى، وهو المعوق الثاني، يقول الله- عز وجل-: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ..) [الجاثية:23] أي: نفسه، وكيفه، ومزاجه،.. (وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [الجاثية:23].
- الإعراض عن دين الله، ويكون بإهمال كل ما يقرب الإنسان من ربه، فلا يستمع إلى القرآن، ولا يدخل المسجد أو يجلس في حلقة علم.
- معاندة الحق بعد الوضوح: فبعض الناس يتضح له الحق ثم يعاند فيه، فتقول له: قال الله وقال رسوله، يقول: صدقتَ، نعم. قال الله وقال رسوله. لكنه لا يمتنع، فهذا معاند، لا يمكن أن يهديه الله، لماذا؟ لأن الله يقول: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى… [النساء:115] أي: نثَبِّتُه في طريق الضلال.
- الكذب: فالكذاب لا يهديه الله، قال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ [غافر:28] فهو كذاب، كيف يهدي الله رجلاً كذاباً دجالاً متلوناً، كل يوم له صبغة، وكل يوم له لون، وكل يوم له فكرة؟
- الكبر، قال الله تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) [الأعراف:146].
إنّ هداية الناس من أعظم الأهداف والغايات التي يجب على المربي والداعية الاهتمام بها والسعي لتحقيقها، ولقد أثنى الله- سبحانه وتعالى- على المؤمنين الذين يحرصون على هداية غيرهم والأخذ بأيديهم من الظلمات إلى النور، فقال سبحانه: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فهم أحسن الناس قولاً لأنهم ورثة الأنبياء، وهم الذين يحملون لواء الدعوة من بعدهم، وميدان عملهم هو أشرف ميدان.
المصادر والمراجع:
- همام سعيد: كتاب قواعد الدعوة إلى الله، دار الفرقان، يناير 2014.
- الدكتور عبد الله قادري الأهدل: الإسلام دين هداية ورحمة واستعصاء.
- الدكتور راغب السرجاني: حرص الرسول على هداية الكفار.
- الشيخ سعيد بن مسفر: معوقات الهدايا.
- فهد الشويرخ: لا تيأس من هداية أحد.
- الشيخ يوسف جمعة سلامة: الدعاة والحرص على هداية الناس.
- السعدي: تفسير السعدي، سورة الحجر، ص 255.
- ابن عثيمين: القول المفيد على كتاب التوحيد.
- ابن هشام: سيرة ابن هشام 2/ 317-318.