اهتم الإسلام بغرس مفهوم الرحمة بالأطفال في نفوس الآباء والأمهات وكل المحيطين بالصغار الذين هم نعمةً وهبةً ربانيةً، تحث المنعَمَ عليه أن يحمد الله سبحانه وتعالى ويشكره؛ لكونها فضلًا كبيرًا، فالأطفال تشتاقهم النفوس، وتهفو إليهم القلوب، علت درجة ذلك الإنسان أو قلت، ويستوي في ذلك صفوة الله من خلقه، وهم الأنبياء والمرسلون، ومن عداهم من البشر أيًّا كانوا.
وطلبُ الأطفال تحقيقًا للأبوة المستمرة دعوةٌ يتقرب بها الإنسان إلى ربه واهب الحياة، قال تعالى: “وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” (الفرقان: 74). كما أن رحمة القرآن بالطفل، إشارة واضحة إلى أنّ الإسلام لم يجعل تلك الرحمة، وصايا أخلاقية ومبادئ مثالية، متروك للأفراد أمر تجسيدها في الواقع، بحيث يمكن انتهاكها وتجاوزها خفية، وإنما ربى عليها، وأقام الوازع الداخلي لمراقبتها، ورتب الثواب الأخروي على التزامها والعقاب على انتهاكها.
الرحمة بالأطفال من منظور إسلامي
إنّ مَن يتأمل الآيات الكريمة في شأن الرحمة بالأطفال الصغار، يجد أنها أخذت من الاهتمام والحفاوة البالغة شيئًا كثيرًا، فهي حق إنساني جدير بالبحث والبيان؛ فالطفل كائن له الحق بأن يُعترف به في الوجود الإنساني والكوني، لذا حذّر القرآن الكريم من الوأد في موضعين، جاءا بصيغة مُنفّرة مُهوّلة، تجرّد صاحبها من الرأفة الإنسانية، وتبين أنه يئد إنسانيته كذلك، قال الله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} (التكوير: 8-9).
ومن الرحمة بالأطفال في القرآن أن جعل له الحق في العيش والحياة، ولم يصوّره عبئًا ثقيلًا على الأسرة والمجتمع، فنهى الآباء عن قتل أولادهم مخافة الفقر، قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} (الإسراء: 31)، وقال تعالى أيضًا: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} (الأنعام: 151).
ورغَّب القرآن في المولود الأنثى، وبيّن أنه ربما كان أفضل من المولود الذكر بكثير، وهذا يتضح لنا في قوله تعالى: {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ} (آل عمران: 36).
وقد كانت السنة النبوية تطبيقًا لما جاء في القرآن، فها هو النبي- صلى الله عليه وسلم-، قَبَّل الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبَّلتُ منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله فقال: “من لا يَرحم لا يُرحم” (البخاري).
ويروي شداد بن الهاد، قائلا: “خرج علينا رسول الله في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حَسَنًا أو حسينًا، فتقدم رسول الله فوضعه ثم كبّر للصلاة فصلَّى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك، قال: “كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ” (النسائي وأحمد).
وفي موقف آخر، أسرع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في صلاته لكي يرحم طفلاً، فيروي أنس بن مالك- رضي الله عنه- أنّ رسول الله قال: “إِنِّي لأَدْخُلُ فِي الصَّلاةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ” (البخاري).
وكان رسول الله يُولي أهمية خاصّة لرعاية البنات، لعلمه أنّ قلوب الناس تميل بشكل أكبر للذكور من الأولاد، وبخاصة في البيئة العربية، فكان يُعظِّم جدًا من أجر الذي يربيهنَّ، فقال- صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ” (البخاري).
مظاهر الرحمة بالأطفال في الإسلام
وتتعدّد مظاهر الرحمة بالأطفال في الإسلام، وذلك من خلال الآتي:
الرحمة بالطفل يتيمًا: فالطفل اليتيم كغيره من الأطفال له الحق في أن يحصل على قدر مناسب من الحب والحنان والعطف والتوجيه والإرشاد. وقد يعاني هذا الطفل من مشكلات منها: العوز المادي، كنقص الغذاء والكساء والمسكن، والحرمان الانفعالي من الحب والعطف والحنان، وقد يؤدي عدم الاهتمام به والرعاية السليمة له أن يتشرد ويتخلف، وأن يصبح جانحًا، حيث أظهرت نتائج دراسات أجريت في هذا المجال أنّ إهمال اليتيم يؤدي إلى التأخر الدراسي، وإلى تكوين العقد النفسية، مثل الشعور بالنقص والدونية.
وقد رتب القرآن الكريم للطفل اليتيم حقوقًا ماديةً ومعنويةً؛ رحمةً به وبحالته التي توجب شفقة الآخرين عليه؛ وهي عدم قهر اليتيم، فقال الله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} (الضحى: 6-9)، والحض على إطعام اليتيم: فقال الله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} (البلد: 11-16).
ومن الحقوق جعل مال اليتيم وقفًا عليه، فلا يجوز أن تطمح الأنظار إليه، قال الله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (الإسراء: 34).
الرحمة بالطفل مستضعفًا: لقد رفع القرآن التبعة والمسؤولية عن الطفل قبل بلوغه، وجعله من زمرة المستضعفين، الذين هم أحوج ما يكونون للرحمة والعناية، وقد اشتملت سورة النساء على استثنائهم من القتال في سبيل الله، قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} (النساء: 75).
ولنا أن ننظر في لطف التشريعات القرآنية بهذه الفئة من الناس، التي لا تستطيع حيلةً ولا تهتدي سبيلا، ومعنى: {لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا}: لا يقدرون على حيلة، ولا على قوة الخروج منها، {وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} أي: لا يعرفون طريقًا إلى الخروج.
مراعاة الطفل رضيعًا: وعني القرآن الكريم بالطفل في حال الرضاع، وفرض له حقٌّ في الرضاع؛ لنماء جسده، وإكسابه صحةً جسديةً ونفسيةً، قال الله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (البقرة: 233).
وتؤكد دراسات أنّ الأطفال الذين يتم فطامهم في مرحلة مبكرة يصيرون في الكبر أقرب إلى التشاؤم في حين أن الأطفال الذين يتم فطامهم في مرحلة متأخرة، يصبحون في الكبر أكثر ميلًا إلى التفاؤل. وتؤدي القسوة في الفطام إلى ترك آثار نفسية سيئة عميقة في الطفل، قد يكون لها أثرها في المستقبل، وليس غريبًا أن يشعر الطفل بقلق دائم لا يعرف مصدره، أو يعوضه عن الثدي بمص أصابعه، وقضم أظافره.
توجيهات تربوية وأدبية
راعى القرآن الكريم الرحمة بالأطفال وتوجيههم تربويًّا وأدبيًّا من خلال الإرشادات السلوكية والجوانب الخلقية، وقد سبق الإسلامُ كثيرًا من النظريات التربوية القديمة والحديثة في وصف خصائص الأطفال، وطرق تنشئتهم والعناية بهم.
لقد نظر الإسلام إلى الطفل الصغير على أنه مخلوق ضعيف لا يملك لنفسه نفعًّا ولا ضرًّا، ولكنه مُزَوَّدٌ بحواس وخصائص عقله، قادرٌ على التفاعل مع بيئته، وقابلٌ للتعلم، وتنظيم هذه المعاني من خلال الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} (النساء: 28)، وقال أيضًا: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (النحل: 78)، وقال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} (البلد: 8-10).
وقد جاءت رحمة القرآن الكريم بتوجيه الطفل وتربيته، إرشادًا وتقويمًا ضمن أحكام تتعلق بزينة المرأة وآداب الدخول على الوالدين، وقد تناولت هذه الإرشادات والتوجيهات الخلقية والتربوية نوعين من الأطفال: النوع الأول: الطفل غير المميز، والنوع الثاني: الطفل المميز.
فأما ما يتعلق بالطفل غير المميز، فقد جاء التوجيه بشأنه ضمن الآيات التي تتعلق بزينة المرأة، قال الله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} (النور: 31).
واختلف المفسرون في معنى: {لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ}، والذي يظهر أنهم الذين لا يفرقون العورة من غيرها؛ لأن الطفل قد يبلغ عمرًا يميز به العورة من غيرها، ولا يملك قدرة على الوطء لعلةٍ أو ما شابه ذلك، ولأن الطفل غير المميز تأمن المرأة جانبه، بخلاف الذي قارب أوان البلوغ، زيادةً على أن صغره لا يؤثر في نفسيته، بحيث لا يبقى ذاكرًا لصورة النساء، مما لا يؤثر في سلوكه بعد البلوغ.
وإذا تأمل المتأمل كلمة (الطفل) يرى عدم الحاجة للنساء في هذا الوصف، وهذا يدل على براءة الطفل وسلامته من أثر الزينة التي تكشفها المرأة وتبديها له، وهذا ما رمز إليه ابن عاشور حين قال: {لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} لم يطلعوا عليها، وهذا كناية عن خلو بالهم من شهوة النساء، وذلك ما قبل سن المراهقة”.
وأما ما يتعلق بالطفل المميز، فقد جاء التوجيه القرآني بحقه ضمن الآيات التي تتعلق بآداب الدخول على الوالدين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (النور: 58-59).
فهذه آدابٌ في الاستئذان موجهة للعبيد، والإماء، والأطفال الذين لم يبلغوا الحلم من الأحرار، إذ هناك ثلاثة أوقات ينبغي فيها مراعاة الأدب في الاستئذان، وهي: من قبل صلاة الفجر، ووقت الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء؛ إذ هي أحوال ربما انكشفت فيها عورة الرجل والمرأة، ولا يليق الدخول عليهما في تلك اللحظات، وقد سمى القرآن تلك الأوقات بالعورات؛ “لأن الإنسان يختل ستره فيها، والعورة: الخلل، والأعور هو المختل العين”.
المصادر والمراجع:
- الرحمة بالطفل.
- الرحمة بالأطفال من المنظور الشرعي .
- رحمة الرسول بالأطفال .