يُعد الخوف من الله من أعظم دعائم التّقوى، لأن العبد إذ خاف الله اتقاه بفعل ما أمره به ربّه، وترك ما نهاه عنه، بل إن ذلك الخوف يسوقه إلى المبادرة في فعل الخيرات، وأما إذا قل الخوف من الخالق زاد العبد جرأة على انتهاك محارم الله.
وموطن هذه العبادة قلب المؤمن كما في الرجاء والتوكل والخشية واليقين وغيرها من عبادات قلبية، وهي فضيلة تدل على ورعِ صاحبها وتقواه، وتُشير إلى أنّ صاحبها يُراعي الله تعالى في أقواله وأفعاله، وهي عبادة إذا تحققت فإنّ لها ثمرات عدّة يجدها المسلم في الدنيا والآخرة.
الخوف من الله في القرآن والسنة
ومفهوم الخوف من الله سبحانه، بينه الصاغاني وابن فارس بأنه من مادة (خوف) وهي تدل على الذعر والفزع. وفي الاصطلاح: توقع مكروه عن إمارة مظنونة أو معلومة، وهي توقع حلول مكروه أو فوات محبوب، أو تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في المستقبل، أو هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره.
والخوف من الله تعالى له أنواع:
- خوف العبادة: وهو الخوف المقترِن بالمحبة والتعظيم والتذلل والخضوع، وهو الذي يحمل العبدَ على الطاعة والبعد عن المعصية.
- خوف المقام: وهو خوف مقام الرب سبحانه: وهو الخوف من مقامه تعالى على عباده بالاطلاع والقدرة والمحاسبة، أو هو خوف المقام بين يديه يوم القيامة، قال تعالى: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن: 46].
- خوف الوعيد: وهو الخوف من عذاب الله وناره وعقابه، ووعيده الذي يتوعد به المخالفين لشرعه الخارجين عن طاعته، قال تعالى: ﴿لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾ [الزمر: 16]، ويكون بالتفكر في آيات الوعيد؛ مثل قوله تعالى: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾، ويكون كذلك بالتفكر في الموت ويوم القيامة وأهواله.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “الخوف المحمود هو ما حجزك عن محارم الله”؛ اهـ، أما إذا زاد الخوف بحيث يؤدي إلى القنوط واليأس، فهو خوف مذموم؛ لذلك لا بد أن تتوازن عبادةُ الخوف مع عبادة الرجاء.
وتنوّعت النصوص الواردة في الخوف في كتاب الله تعالى، حيث أمر الله عباده بالخوف منه، وجعله شرطًا للإيمان فقال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 175].
ووصف الله ملائكته بقولِه: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ [النحل: 50]، ووصف أنبياءه بقوله: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ [الأحزاب: 39].
ومدح الله الذين يخشونه، فقال عنهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ [المؤمنون: 57-61].
وجعل سبحانه أهل الخوف هم أهل الاعتبار والانتفاع بالمواعظ والقرآن والذكر، كما قال- عز وجل-: (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ) [ق:45]، و(ٱاللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23].
وجعل الله- عز وجل- الخوف من صفات خاصة أوليائه وعباده المتقين، قال سبحانه: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) [الرعد: 21].
وحثّ النبي- صلى الله عليه وسلم- على الخوف من الحق سبحانه، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “من خاف أدلجَ ومَن أدلج بلغ المنزلَ ألا إن سلعةَ اللهِ غاليةٌ ألا إن سلعةَ اللهِ الجنةُ” (صحيح الترمذي).
وروى الترمذي عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: سألتُ رسولَ اللهِ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن هذه الآيةِ {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}. قالت عائِشةُ: أهم الذين يَشرَبونَ الخَمرَ ويَسرِقونَ؟ قال: “لا يا بِنتَ الصِّديقِ، ولكِنَّهم الذين يصومون ويُصَلُّونَ ويتصَدَّقون وهم يخافون ألَّا تُقبَلَ منهم، أولئك الذين يسارِعونَ في الخيراتِ وهم لها سابِقونَ”.
وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ- صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- دخلَ على شابٍّ وَهوَ في الموتِ فقالَ: “كيفَ تجدُكَ؟”، قالَ واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أرجو اللَّهَ وإنِّي أخافُ ذنوبي فقالَ رسولُ اللَّهِ- صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ-: “لا يجتَمِعانِ في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطِنِ إلَّا أعطاهُ اللَّهُ ما يرجو وآمنَهُ ممَّا يخافُ” (الترمذي).
وقال أبو سعيد الخدري- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- “أنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا فِيمَن سَلَفَ – أوْ فِيمَن كانَ قَبْلَكُمْ، قالَ: كَلِمَةً: يَعْنِي – أعْطاهُ اللَّهُ مالًا ووَلَدًا، فَلَمَّا حَضَرَتِ الوَفاةُ، قالَ لِبَنِيهِ: أيَّ أبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قالوا: خَيْرَ أبٍ، قالَ: فإنَّه لَمْ يَبْتَئِرْ – أوْ لَمْ يَبْتَئِزْ – عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا، وإنْ يَقْدِرِ اللَّهُ عليه يُعَذِّبْهُ، فانْظُرُوا إذا مُتُّ فأحْرِقُونِي حتَّى إذا صِرْتُ فَحْمًا فاسْحَقُونِي – أوْ قالَ: فاسْحَكُونِي -، فإذا كانَ يَوْمُ رِيحٍ عاصِفٍ فأذْرُونِي فيها، فقالَ: نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فأخَذَ مَواثِيقَهُمْ علَى ذلكَ ورَبِّي، فَفَعَلُوا، ثُمَّ أذْرَوْهُ في يَومٍ عاصِفٍ، فقالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: كُنْ، فإذا هو رَجُلٌ قائِمٌ، قالَ اللَّهُ: أيْ عَبْدِي ما حَمَلَكَ علَى أنْ فَعَلْتَ ما فَعَلْتَ؟ قالَ: مَخافَتُكَ، – أوْ فَرَقٌ مِنْكَ -، قالَ: فَما تَلافاهُ أنْ رَحِمَهُ عِنْدَها وقالَ مَرَّةً أُخْرَى: فَما تَلافاهُ غَيْرُها، فَحَدَّثْتُ به أبا عُثْمانَ، فقالَ: سَمِعْتُ هذا مِن سَلْمانَ غيرَ أنَّه زادَ فِيهِ: أذْرُونِي في البَحْرِ، أوْ كما حَدَّثَ” (البخاري).
وقال النبي- صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه- جلّ وعلا- في الحديث القدسيّ: “وعزَّتي لا أجمَعُ على عبدي خوفَيْنِ وأمنَيْنِ؛ إذا خافني في الدُّنيا أمَّنْتُه يومَ القيامةِ، وإذا أمِنَني في الدُّنيا أخَفْتُه يومَ القيامةِ” (صحيح ابن حبان).
وعن عقبة بن عامر- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “يعجَبُ ربُّكَ من راعي غنمٍ، في رأسِ شظيَّةِ الجبلِ يؤذِّنُ بالصَّلاةِ ويصلِّي؛ فيقولُ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ-: انظروا إلى عبدي هذا يؤذِّنُ ويقيمُ الصَّلاةَ، يخافُ منِّي، قد غَفرتُ لعَبدي، وأدخلتُهُ الجنَّةَ” (رواه النسائي وصححه الألباني).
وروى عبد الله بن عباس- رضي الله عنه- أنّه قال: “كانَ رسولُ اللَّهِ- صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- يقولُ في دعائِهِ:… ربِّ اجعَلني لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مُطيعًا، إليكَ مُخبتًا…” (الترمذي).
وجاء عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أنّه قال: “قلَّما كانَ رسولُ اللَّهِ- صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- يقومُ من مَجلسٍ حتَّى يدعوَ بِهَؤلاءِ الكلِماتِ لأصحابِهِ: اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ، ومن طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ…” (الترمذي).
وكان أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- أخوف الناس من الله- سبحانه وتعالى-، فها هو أبو بكر الصديق كان يبكي خوفا من ربه في الصلاة، فعن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: “لَمَّا اشْتَدَّ برَسولِ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَعُهُ قيلَ له في الصَّلَاةِ، فَقَالَ: مُرُوا أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ قَالَتْ عَائِشَةُ: إنَّ أبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إذَا قَرَأَ غَلَبَهُ البُكَاءُ، قَالَ: مُرُوهُ فيُصَلِّي فَعَاوَدَتْهُ، قَالَ: مُرُوهُ فيُصَلِّي، إنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ” (البخاري).
وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ [الحجرات: 2] إلى قوله: ﴿وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [الحجرات: 2]، وكان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت، فقال: أنا الذي كنتُ أرفع صوتي على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حبط عملي، أنا من أهل النار، وجلس في بيته حزينًا، فتفقده رسول الله- صلى الله عليه وسلم، فانطلق بعض القوم إليه، فقالوا له: تفقدك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما لك؟ فقال: أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي، وأجهر بالقول، حبط عملي وأنا من أهل النار، فأتوا النبي- صلى الله عليه وسلم- فأخبروه بما قال، فقال: “لا، بل هو من أهل الجنة” (متفق عليه).
وخاف ابن عمر- رضي الله عنه- فأعتق مملوكًا، وأخذ من الأرض عودًا، وقال: ما فيه من الأجر ما يساوي هذا، إلا أني سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: “من لطم مملوكه أو ضربه، فكفارته أن يعتقه” (أخرجه مسلم).
وعن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها-، أنها اشترت نُمرقة فيها تصاوير، فقام النبي- صلى الله عليه وسلم- بالباب، فلم يدخل، فقالت: أتوب إلى الله مما أذنبت، قال: “ما هذه النمرقة؟”، قُلتُ: لتجلس عليها، وتتوسَّدها، قال: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يُقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وإن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه الصورة” (البخاري)
والخوف كان من صفات التابعين والصالحين، فقد قال مالك بن ضيغم: حدثني الحكم بن نوح قال: بكى أبوك -ضيغم بن مالك- ليلة من أول الليل إلى آخره، لم يسجد فيها سجدة ولم يركع فيها ركعة، ونحن معه في البحر، فلما أصبحنا قلنا: يا مالك لقد طالت ليلتك لا مصلياً ولا داعيا، قال: فبكى ثم قال: لو يعلم الخلائق ما يستقبلون غداً ما لذوا بعيش أبداً! والله إني لما رأيت الليل وهوله وشدة سواده ، ذكرت به الموقف وشدة الأمر هناك، وكل امرئ يومئذ تهمه نفسه: (لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً).
وقال بشر بن منصور- رحمه الله-: “كنت أوقد بين يدي عطاء العبدي- وهو السَّلِيْمِيُّ من صغار التابعين- في غداة باردة، فقلت له: يا عطاء يسرك الساعة لو أنك أمرت أن تلقي نفسك في هذه النار لا تبعث إلى الحساب؟ فقال: إي ورب الكعبة ، ثم قال: والله مع ذلك لو أمرت بذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحاً ، قبل أن تصل إليها!”.
وقال عمر بن عبد العزيز- رحمه الله-: “لقد نغص هذا الموت على أهل الدنيا ما هم فيه من غضارة الدنيا وزهوتها، فبينا هم كذلك وعلى ذلك أتاهم جاد من الموت، فاخترمهم مما هم فيه، فالويل والحسرة هنالك لمن لم يحذر الموت ويذكره في الرخاء، فيقدم لنفسه خيرا يجده بعدما فارق الدنيا وأهلها، قال: ثم بكى عمر حتى غلبه البكاء فقام”.
كيف نحقق الخوف من الله عز وجل؟
ويمكن أن نحقق الخوف من الله عز وجل من خلال:
- تفريغ القلب من الخوف من غير الله، وملئه بالخوف من الله سبحانه: فيهاجر المسلم من حب غير الله إلى حب الله، ومن عبودية غيره إلى عبوديته، ومن الرجاء والتوكل على غيره إلى التوكل عليه والرجاء فيه.
- تدبر القرآن الكريم: ففيه آيات كثيرة تحث على الخَوف من الله وحده.
- معرفة الله معرفة صحيحة، بأسمائه وصفاته، فالعلم يزيد الإنسان معرفة بربه والخوف منه جلا وعلا.
- الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، فعلى المسلم أن يلح في السؤال إلى الله بأن يرزقه قلبا خاشعًا، خائفا منه وحده دون أحد سواه.
- أن يفكر الإنسان في قبح الجناية التي يريد أن يقدم عليها، أو التي أقدم عليها، واجترأ على فعلها.
- مجالسة من يخوفنا من الله سبحانه وتعالى.
- اليقين الراسخ بوعد الله ووعيده، وتصديق كتابه ورسوله- صلى الله عليه وسلم.
- ذكر الموت وما بعده، فكفى به واعظًا.
- الوقوف عند الآيات الكونية التي يخوف الله عز وجل بها عباده.
ثمرات الخوف
وثمرات الخوف من الله عز وجل كثيرة منها:
- يؤدي إلى العمل الصالح والإخلاص فيه؛ ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾ [الإنسان: 9، 10].
- يقمع الشهوات، ويكدر اللذات المحرَّمة، فتصير المعاصي المحبوبة عنده مكروهة.
- يجعل صاحبه في ظل العرش يوم القيامة؛ “ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه”.
- سبب الأمان يوم القيامة؛ قال النبي- صلى الله عليه وسلم: “يقول الله عز وجل: وعزَّتي، لا أجمع على عبدي خوفينِ، ولا أجمع له أمنينِ؛ إذا أمِنَني في الدنيا أخفتُه يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أمَّنتُه يوم القيامة”.
- من أسباب المغفرة: كما جاء في قصة الرجل الذي كان فيمَن قبلَنا، عندما حضرته الوفاة جمع بَنيه وقال لهم: إني لم أعمل خيرًا قط، فإذا متُّ فأحرقوني، ثم ذروني في يوم عاصفٍ، ففعلوا، فأعاده الله كما كان، ثم سأله: ما حملك على ذلك؟ قال: مخافتك يا رب، فتلقاه برحمته.
- يؤدي إلى الجنة، قال- صلى الله عليه وسلم-: “مَن خاف أدلج، ومَن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة”.
فالخوف من الله سمة المؤمنين وآية المتقين وديدن العارفين، وهو طريقٌ للأمن في الآخرة، وسبب للسّعادة في الدارين، ودليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام وصفاء القلب وطهارة النّفس، وإذا سكن في القلب أحرق مواضع الشهوات فيه وطرد بهرج الدنيا عنه، وهو سوط الله يقوّم به الشاردين عن بابه ويرد به الآبقين الى رحابه، وهو أصل كل خير في الدنيا والآخرة وكل قلب ليس فيه خوف من الله فهو قلب خرب.
المصادر والمراجع:
- الصاغاني: العباب الزاخر 1/409.
- ابن فارس: مقاييس اللغة 2/230.
- الراغب الأصفهاني ص 161.
- الجرجاني: التعريفات ص 107.
- ابن قدامة: مختصر منهاج القاصدين 383.
- ابن الجوزي: صفة الصفوة 2/212.
- أبو نعيم: حلية الأولياء 6/216.