يُؤدّي الخشوع لله تعالى إلى خضوع القلب وذله وانكساره وعبوديته وسكونه وتواضعه، مع التعظيم والمحبة والخشية لله- سبحانه وتعالى-، ويظهر أثره على الجوارح بسكونها، والتواضع للخالق، فيكون القلب عامرًا بالسكون والطمأنينة، والتذلل والمحبة والتعظيم، مع خضوع الجوارح وتواضع العبد.
ولقد اهتمت الشريعة الإسلامية بصلاح القلب وصفائه واستقامته كاهتمامها بالجسد وصحته وسلامته، بل إنها جعلت أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح، وأعطتْ القلب دور الرّيادة والقيادة والتوجيه، بينما الجوارح تستجيب لندائه وتخضع لسلطانه. وأعمال القلب- من الصبر، الإخلاص، والتوكل، والتقوى، والتفكر، والخشوع، والرضا، وغير ذلك، هي الغاية من أعمال الجوارح، وهي التي تحفظ على العبد دينه، وتسلحه ضد شياطينه، ولا يزكو القلب ويطهر إلا بهذه الأعمال الشريفة، التي تقرب العبد من ربه وتطوع له جوارحه لعبادته وطاعته.
الخشوع في القرآن والسنة
ومعنى الخشوع هو لين القلب ورقته، وسكونه وخضوعه، وانشغاله بعبادته، وبهذا قال علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- في قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون: 1، 2]: “الخشوع في القلب، وأن تُلين كنفك (جانبك) للمرء المسلم، وألا تلتفت في صلاتك”.
ويرى ابن منظور في لسان العرب، أن الخُشُوع يكون في القلب، والبدن، والصوت، والبصر، فيظهر هذا على بصره وجوارحه، وعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: “الخُشُوع في الصلاة ألا يعرف المصلي من على يمينه وعن شماله”، ورأى سعيد بن المسيب- رضي الله عنه- رجلًا عبث في صلاته، فقال: “لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه”.
وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم تأمر بالخشوع وتمدح أصحابه، من ذلك قول الحق سبحانه وتعالى: (وَقُومُوا لِلهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238]، والقنوت هنا يعني الخضوع والخشوع، وغض البصر، وخفض الجناح من رهبة الله.
وتكرّر ذكر الخُشُوع في القرآن الكريم وجاء بمعانٍ، منها الذل في قول الله سبحانه: (وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا) [طه: 108]، وجاء بمعنى سكون الجوارح في قول الله- عز وجل-: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 2]، وبمعنى الخوف والرهبة، في قوله سبحانه: (وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].
وحضّ النبي- صلى الله عليه وسلم- أصحابه وأمته جميعًا على الالتزام بالخشوع لله- جل وعلا-، فعن عثمان بن عفان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “ما من امرئٍ مسلمٍ تحضُرُه صلاةٌ مكتوبةٌ، فيُحسِنُ وَضوءَها وخشوعَها وركوعَها، إلا كانت كفارةً لما قبلَها من الذنوبِ، ما لم تُؤْتَ كبيرةٌ، وذلك الدَّهرَ كلَّه” (مسلم)
وعن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا ركع قال: “اللهم لك ركعت، ولك أسلمت، وبك آمنت، خشع لك سمعي وبصري وعظامي ومخي وعصبي” (سنن النسائي).
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: “مَثَلُ المُجَاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ -واللَّهُ أعْلَمُ بمَن يُجَاهِدُ في سَبيلِهِ- كَمَثَلِ الصَّائِمِ القَائِمِ، وتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ في سَبيلِهِ بأَنْ يَتَوَفَّاهُ أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا مع أجْرٍ أوْ غَنِيمَةٍ” (البخاري).
وعن جابر بن عبد الله- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: “مررتُ ليلةَ أسريَ بي على الملأِ الأعلى فإذا جبريلُ كالحلسِ البالي من خشيةِ اللهِ” وفي لفظٍ لابنِ مردويهِ: “مررتُ على جبريلَ في السَّماءِ الرَّابعةِ فإذا هوَ كأنَّهُ حلسٌ بالٍ من خشيةِ اللهِ” (أخرجه الطبراني، وحسنه الألباني).
وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- حريص على الخشوع في كل أحواله وعباداته، فعن عبد الله بن مسعود- رضى الله عنه، قال: قال لي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- “اقرأْ علَيَّ القرآنَ قلت: يا رسولَ اللهِ كيفَ أقرأُ عليك وإنما أُنزِل عليك! قال: إني أشتهي أن أسمعَه من غيرِي قال: فافتتحتُ سورةَ النساءِ فقرأت عليه فلما بلغت: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} قال: نظرت إليه وعيناه تذرفانِ” (البخاري ومسلم).
وعن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ- صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- تَلا قَوْلَ اللهِ- عزَّ وجلَّ- في إبْراهِيمَ: {رَبِّ إنَّهُنَّ أضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فمَن تَبِعَنِي فإنَّه مِنِّي} [إبراهيم: 36] الآيَةَ، وقالَ عِيسَى- عليه السَّلامُ-: {إنْ تُعَذِّبْهُمْ فإنَّهُمْ عِبادُكَ وإنْ تَغْفِرْ لهمْ فإنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [المائدة: 118]، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وقالَ: اللَّهُمَّ أُمَّتي أُمَّتِي، وبَكَى، فقالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إلى مُحَمَّدٍ، ورَبُّكَ أعْلَمُ، فَسَلْهُ ما يُبْكِيكَ؟ فأتاهُ جِبْرِيلُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، فَسَأَلَهُ فأخْبَرَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بما قالَ، وهو أعْلَمُ، فقالَ اللَّهُ: يا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إلى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إنَّا سَنُرْضِيكَ في أُمَّتِكَ، ولا نَسُوءُكَ” (مسلم).
وهذا العمل القلبي، حرص عليه الصحابة الكرام والتابعون والصالحون في كل زمان، فها هو أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- كان يبكي كثيرًا في صلاته خشوعًا وخضوعًا لله- عز وجل- حتى إنَّ ابنته أشارت على النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يعدل عن اختياره لإمامة المسلمين عندما مرض، بسبب بكائه في الصلاة، فقد جاء في الحديث: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ في مَرَضِهِ: مُرُوا أبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بالنَّاسِ، قالَتْ عَائِشَةُ: قُلتُ: إنَّ أبَا بَكْرٍ إذَا قَامَ في مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ البُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ، فَقالَ: مُرُوا أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ” (البخاري).
ولما صلَّى عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- مرّة بالناس وقرأ سورة يوسف، فسُمع بكاؤه ونحيبه من آخر الصفوف، وهو يقرأ قول الله- سبحانه وتعالى-: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}،[يوسف: 84]، وكان- رضي الله عنه- إذا رأى أحدًا يطأطأ رأسه في الصلاة قال له: “ويحك، إنَّما الخشوع في القلب”، وكان يقول: “إن الرجل ليَشيبُ عارضاه في الإسلام، وما أكمل لله تعالى صلاة، قيل: وكيف ذلك؟ قال: لا يتم خشوعها وتواضعها، وإقباله على الله فيها”.
وعن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، قال: “أرسلني أميرٌ من الأُمراءِ إلى ابنِ عباسٍ أسأَلُهُ عن الصلاةِ في الاستسقاءِ فقال ابنُ عباسٍ: ما منعَه أن يَسألَني؟ خرج النبيُّ- صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- متواضعًا مُتَبَذِّلًا مُتَخَشِّعًا مُتَرَسِّلًا مُتَضَرِّعًا فصلَّى ركعتينِ كما يُصلِّي في العيدِ لم يَخطبْ خطبتَكم هذه” (الترمذي والنسائي وابن ماجه).
وقال ابن القيم: “علَّق اللهُ فلاحَ المُصَلِّين بالخشوع في صلاتهم، فدلَّ على أنَّ مَن لم يَخْشَعْ فليس مِن أهل الفلَاح، ولو اعتدَّ له بها ثوابًا، لكان مِن المفلحين”. وقال الحَسَن البصريُّ- رَحِمَه اللهُ- في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾، كان خشوعُهم في قلوبهم، فغَضُّوا بذلك أبصارَهم، وخفضوا لذلك الجَناح.
وقيل لخلف بن أيوب ألا يؤذيك الذباب في صلاتك فتطردها قال لا أعود نفسي شيئاً يفسد على صلاتي قيل له وكيف تصبر على ذلك قال بلغني أن الفساق يصبرون تحت أسواط السلطان ليقال فلان صبور ويفتخرون بذلك فأنا قائم بين يدي ربي أفأتحرك لذبابة!.
ويروى عن مسلم بن يسار أنه كان إذا أراد الصلاة قال لأهله: تحدثوا أنتم فإني لست أسمعكم.
وحرص الصالحون في العصر والحديث، ومنهم الإمام الشهيد حسن البنا- رحمه الله- على تطبيق الخشوع، فيقول عنه الإمام عبد السلام ياسين- رحمه الله- مؤسس جماعة العدل والإحسان بالمغرب: “الإمام حسن البنا.. مُجدّد جمع بين القرآن والسلطان، ويبقى الإمام البنا غُرَّةً في جبين الدعوة بما جمع الله فيه من خصال الخير. فإن نظرت إلى خشوعه وتبتله وروحانيته فهو قبَسٌ من المشكاة النبوية. وإن نظرت إلى علمه وسَعَةِ أفُقِهِ فهو إمام سنيٌّ ومعلم عبقريٌّ. وإن نظرت إلى شجاعته في الحق وهيبته في صدور من عاشروه فهو أسد من أُسْدِ الله. ناهيكَ عن فصاحته وحكمته وأدبه وصبره. رحمه الله رحمة واسعة”.
وسائل لتربية النفس على الخشوع
ومنَ الوسائل التربوية التي تُعين على الخشوع وخضوع القلب لله سبحانه وتعالى:
- استحضار عظمة الخالق سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: 67].
- تدبُّر القُرْآنِ الكريم والأذكار التي يقولها المسلم: قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد: 24].
- استحضار أننا على الصراط فوق جهنم: وكأننا نشاهد الجنة والنار أمام أعيننا، وكأننا قمنا بين يدي الله في موقف الحساب، فقد كان بعض السلف إذا سمعوا الأذان، تغيرت ألوانهم، وفاضت عيونهم، كانوا يرون أنه يذكرهم بالنداء يوم العرض الأكبر.
- مُجَاهَدَة النفْس، فالخُشُوع ليس بالأمر السَّهْل، فلا بُدَّ منَ الصبر والمجاهدة؛ قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69].
- استحضار الثوابِ المُتَرَتِّب على الخشوع: فعن عثمان- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما مِن امرئٍ مسلم تَحْضُره صلاةٌ مكتوبة، فيُحسِن وضوءها، وخشوعَها، وركوعَها، إلا كانتْ كفَّارةً لما قبْلها منَ الذنوب، ما لم يُؤت كبيرة، وذلك الدهرَ كلَّه”.
- الدعاء لله سبحانه وتعالى بأن يرزقنا الخشوع والخضوع له.
- الإكثار من الطاعات: يقول تعالى: (وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَءَاتَىٰهُمْ تَقْوَىٰهُمْ) [محمد: 17].
- الابتعاد عن المعاصي، يقول سبحانه: (كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين :14].
- تحقيق الإخلاص لله في أداء العبادات فإذا توجه القلب لله ولدار الآخرة وتخلص من حظوظ الدنيا واستحضر الثواب وتيقن ذلك خشع القلب.
- تمام المعرفة بأفعال الله وأسمائه وصفاته فإذا تعرف العبد إلى الله، وقّره وخضع قلبه له وأدرك عظمة الله وجلاله وجماله سبحانه.
- التفقه في معاني أذكار الصلاة من قرآن وتكبيرات وتسبيحات فإذا أدرك العبد معاني الثناء والمدح والدعاء والتعظيم والتنزيه كان لذلك أثرٌ عظيمٌ على نفسه وتحرك قلبه لهذه المعاني الشرعية.
- التذلل بين يدي الله قصدا وموقفا بانكسار القلب وسكون الجوارح وخفض النظر وقبض اليدين.
- تفريغ القلب والبدن من كل ما يشغلهما عن الخُشُوع من أمور الدنيا كالتجارة وغير ذلك فإذا أقبل الإنسان على الصلاة وقد فرغ نفسه من جميع الأشغال استقبل العبادة بقلب حاضر وبال واع فحصل له التأثر والخضوع.
- السعي إلى المسجد لأداء الصلاة بسكينة ووقار كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم لذلك بقوله: “إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا” (متفق عليه).
- الاشتغال بالنافلة من تحية المسجد وتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم بتدبر والسنن الرواتب والاستغفار فإن هذه الأعمال تصفي القلب.
- الحرص على متابعة النبي- صلى الله عليه وسلم- في هديه في الصلاة وفي جميع العبادات.
- تحري الرزق الحلال، فإنه يُرقّق القلب ويبارك في العمل ويجعله مقبولا عند الله والكسب الخبيث يورث ظلمة في القلب ويمحق بركة العمل ويحرم العبد من اللذة والخُشوع.
ثمرات خشوع القلب لله
وتحقيق الخشوع لله- سبحانه وتعالى- ينتج عنه ثمار عديدة منها:
- طرد الشيطان: لأنّ الشيطان لا يجتمع مع الخشوع إطلاقا، فالخواطر والوساوس تشغل القلب، والخُشُوع حضور القلب بكليته، وصاحب القلب الخاشع لا يجد الشيطان طريقا في وساوسه، وخواطره إلى قلبه.
- الرفعة وعلو المنزلة: ومن تخشع لله تواضعًا- كما قال ابن مسعود- رفعه الله يوم القيامة.
- الفلاح في الدنيا والآخرة: يقول الله- عز وجل- يقول: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2].
- الراحة النفسيَّة: فقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم- إذا حزَبَه أمرٌ فزع إلى الصلاة، وكان ينادي بلالًا: “يا بلال، أقِمِ الصلاة؛ أَرِحْنا بها” (صحيح أبي داود).
- عظم الأجر والثواب: فعلى قدر الخشوع يكون الأجر؛ فقد أخبر ابن عباس- رضي الله عنه- “ليس لك من صلاتك إلا ما عقلتَ منها”.
- يورث صاحبه الأخلاق المحمودة: يقول ابن القيم أصل الأخلاق المحمودة كلها: “الخشوع وعلو الهمة”.
إن الخشوع والخضوع لله عنوانُ الإيمان وعلامة السّعادة في الدارين، وعلى النقيض فإن قسوة القلب وعدمَ خشوعه عنوانُ الشقاوة؛ فالخُشُوع انكسار القلب وذله بين يدي ربه، وأن يبقى هذا الخُشُوع مستصحبا مع العبد في جميع أوقاته، إن غفل رجع إليه، وإن مرح عاد إليه، وإن شرع في تعبد وقربة من القربات خضع فيها.
المصادر والمراجع:
- ابن رجب: فتح الباري، 6/ 366.
- ابن منظور: لسان العرب، 2/1165.
- أبو طالب المكي: قوت القلوب في معاملة المحبوب، 2/ 161.
- ابن المبارك: الزهد والرقائق، 1/ 419.
- ابن القيم: مدارج السالكين، 1/526.
- ابن كثير: تفسير ابن كثير، 3/238.
- أبو حامد الغزالي: إحياء علوم الدين، 1/51.
- ابن أبي الدنيا: كتاب الرقة والبكاء، ص 140-147.
- ابن القيم الجوزية: الفوائد، ص 209.