حرص الإسلام على حماية الفرد والمجتمع، واعتبر مبدأ السلام هو الأصل الذي تتعامل به الشعوب، أما الحرب في الإسلام فهي ذات ظروف خاصة وأسباب قوية دافعة ومع ذلك حينما تقوم وتندلع ويضطر المسلمون إلى خوضها، يلتزمون بأخلاقيات الإسلام فيها، فلا عُدوان ولا ظُلم ولا قتل للأبرياء، بل حتى الزرع والحيوان آمنين ومُكرّمين.
وقد نهى النبي- صلى الله عليه وسلم- عن تمني لقاء العدو؛ لأنّ المرء لا يعلم ما يؤول إليه الأمر، وعلى ذلك فإنّ المسلم لا يبدأ بالقتال، لكن لو توافرت الأسباب الموجبة للحرب، فحينئذ وجبت الحرب وانشغل المسلمون بإعداد العدة والاستعداد لملاقاة العدو والتخطيط لهزيمته شر هزيمة.
أسباب الحرب في الإسلام
ولو لم يكن من مظاهر العدل في الإسلام إلا قوانينه الحربية، لكان فيها مقنع للمنصفين باعتناقه، ذلك أنّ الحرب تنشأ عادة عن العداوات والمنافسات على المصالح المادية، والعداوة من عمل الشيطان، يوريها بين أبناء آدم ليرجعوا إلى الحيوانية الضارية التي لا عقل لها، ولا رحمة فيها، ولا عدل معها، فجاء الإسلام بتعاليمه السامية المهذبة للفطرة المشذِّبة للحيوانية، فحدَّدت أسباب الحرب في الإسلام وأعمالها تحديدًا دقيقًا، وحرَّمت البغي والعدوان، وقيَّدتها بقوانين هي خلاصة العدل ولبابه، حتى كأنها عملية جراحية تؤلم دقائق لتترك الراحة والاطمئنان العمر كله، ومن أسباب الحرب:
- الدفاع عن النفس: يقول الله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ) [الحج: 39، 40]، ويُفهم من هذه الآية أنّ المسلمين مأذون لهم في القتال، بعد أن يقاتلهم الأعداء، حيث يكون ذلك دفاعًا عن النفس والأرض والدين، ففِعلة القتال هنا واضحة.
والله- سبحانه وتعالى- أكد هذا السبب في غير هذه الآية، حيث يقول جل وعلا: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْـمُعْتَدِينَ) [البقرة: 190]، فالأمر بالقتال في هذه الآية قد جيء إيذانا به بعد أن يقوم العدو أولًا بمقاتلة المسلمين؛ وقد ذيّل- سبحانه وتعالى- الآية بقوله: (وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْـمُعْتَدِينَ) [البقرة: 190] أي قاتلوا الذين يباشرون قتالكم، ولا تعتدوا في قتل النساء والصبيان والرهبان ومن لم يرفع عليكم السلاح.
- الدفاع عن المستضعفين: وهذا سبب من أسباب الحرب، لأنّ المستضعفين هم الذين ذكرهم الله تعالى في قوله: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) [النساء: 75]؛ فمن الأسباب الموجبة للقتال بتخليص المستضعفين ورفع العذاب والمعاناة التي يعيشون فيها.
وأثناء فتح مصر على يد عمرو بن العاص- رضي الله عنه- حدثت مواجهات بين الجيشين الإسلامي والروماني، وكان أهل مصر يدينون بالمسيحية، ومع أن الرومان كانوا يدينون بالديانة نفسها، فإنهم كانوا على مذهب آخر؛ لذلك كان الرومان يضطهدون المصريين المخالفين لهم في المذهب، وكانت تلك الاضطهادات معلومة لدى العرب عن طريق التجار الذين كانوا يفدون إلى مصر، لذا وقف المصريون بجوار الفاتحين المسلمين لتخليصهم من الاضطهاد والعذاب.
- نكث العهود والتعاون مع الأعداء: وهو سبب قوي لا يقل أهمية عن سابقيه؛ فلقد أنزل الله تعالى آيات تُتلى في شأن بعض الناكثين، يقول سبحانه: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) [التوبة: 12]، فحينما دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المدينة عقد معاهدات مع طوائف: (قينقاع، والنضير وقريظة)، أما بنو قينقاع فبعد توقيع المعاهدة معهم لم يتوقفوا عن إحداث الشقاق وإثارة المشكلات بين صفوف المسلمين، بل كانوا مصدر توجيه للمنافقين، وتأييد للمشركين؛ وأما بنو النضير فتعاوَنوا مع المشركين ضد المسلمين، حتى وصل بهم الأمر إلى محاولة اغتيال النبي- صلى الله عليه وسلم-، وقد فعل بنو قريظة مثل إخوانهم السابقين، في غزوة الأحزاب عندما حاصرت قريش وحلفاؤها المدينة فغدَروا بالمسلمين وتحالفوا مع المشركين.
من أخلاقيات الحرب في الإسلام
وإذا كان حُسن الخُلُق، ولين الجانب، والرحمة بالضعيف، والتسامح مع الجار والقريب تفعله أي أمة في أوقات السلم مهما أوغلت في الهمجية، فإنّ حُسن المعاملة والرحمة بالنساء والأطفال والشيوخ، والتسامح مع المغلوبين في أوقات الحرب، لا يأتي به سوى أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- التي يضع لها التاريخ إكليل الخلود، إذ انفردت من بين الأمم كلها بالإنسانية الرحيمة العادلة في أشد المعارك احتداما، وفي أحلك الأوقات التي تحمل على الانتقام والثأر وسفك الدماء، ومن بين أخلاقيات الحرب في الإسلام التي تعلّموها:
- ممنوع قتل غير المقاتلين: فقد نهى الإسلام عن قتل غير المقاتلين، قال الله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [البقرة: 190]، قال الشوكاني: “وقال جماعة من السلف: إن المراد بقوله: (الذين يقاتلونكم) من عدا النساء والصبيان والرهبان ونحوهم”. وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا طفلاً ولا صغيراً ولا امرأة، ولا تغلوا، وضموا غنائمكم، وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين” (رواه أبوداود).
- ممنوع تشويه الجثث: ونهى النبي- صلى الله عليه وسلم- عن تشويه الجثث، فقال: “اغْزُوا باسْمِ اللهِ في سَبيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَن كَفَرَ باللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا” (أبو داود والترمذي).
- إكرام الأسير: قال الله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيرا) [الإنسان: 8]، قال البيضاوي: “مسكينا ويتيماً وأسيرًا يعني أسراء الكفار فإنه- صلى الله عليه وسلم- كان يؤتى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول: أحسن إليه”.
- عدم قتل المتعبّدين: فقد أخبر ابن عباس- رضي الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا بعث جيوشه يقول لهم: “لا تقتلوا أصحاب الصوامع”.
- عدم الغدر: فعن ابن عباس- رضي الله عنهما-، قال: كانَ رسولُ اللَّهِ- صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- إذا بَعثَ جيوشَهُ قالَ : “اخرُجوا باسمِ اللَّهِ قاتِلوا في سبيلِ اللَّهِ من كفرَ باللَّهِ، ولا تعتَدوا، ولا تغلُّوا، ولا تُمَثِّلوا، ولا تقتُلوا الوِلدانَ، ولا أصحابَ الصَّوامعِ” (أحمد).
- عدم الإفساد في الأرض: فلم تكن حروب المسلمين حروب تخريب كالحروب المعاصرة التي يحرص فيها المتقاتلون من غير المسلمين على إبادة مظاهر الحياة لدى خصومهم- مثلما يحدث في فلسطين-، بل كان المسلمون يحرصون أشد الحرص على الحفاظ على العمران في كل مكان، لو كان ببلاد أعدائهم، وظهر ذلك واضحا في كلمات أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- عندما وصى جيوشه المتجهة إلى فتح الشام، وكان مما جاء فيها: “ولا تفسدوا في الأرض”. وهو شمول عظيم لكل أمر حميد.
نماذج تربوية
وحياة الرسول- صلى الله عليه وسلم- تمثل النموذج التطبيقي الشامل لكلِّ ما جاء في القرآن الذي بلغ الذروة في الكمال والإتقان، وبلغ الغاية في الإبداع، ولم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وبيَّن حكمها، وطريقة التعامل معها، فكان أن وضع أسس وأحكام الحرب في الإسلام وكيفية التعامل مع الأعداء، حيث روى ابن عباس- رضي الله عنهما- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه قُبيْل غزوة بدر: “إنِّي قدْ عرفْتُ أنّ رِجالاً مِنْ بنِي هاشِمٍ وغيْرِهِمْ قدْ أُخْرِجُوا كرْهًا، لا حاجة لهُمْ بِقِتالِنا، فمنْ لقِي مِنْكُمْ أحدًا مِنْ بنِي هاشِمٍ فلا يقْتُلْهُ، ومنْ لقِي أبا الْبخْترِيِّ بْن هِشامِ بْنِ الْحارِثِ بْنِ أسدٍ فلا يقْتُلْهُ، ومنْ لقِي الْعبّاس بْن عبْدِ الْمُطّلِبِ، عمّ رسُولِ اللهِ فلا يقْتُلْهُ فإِنّهُ إِنّما أُخْرِج مُسْتكْرهًا”.
وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حريصًا كل الحرص على حقن الدماء، فيقبل إسلام الشخص مهما كان تاريخه العدائي؛ ومن أمثلة ذلك ما رأيناه منه- صلى الله عليه وسلم- عندما أنكر على أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- قتله لمشرك محارب بعد أن أعلن إسلامه، مع أن كل الظروف كانت تشير إلى أن المشرك لم يعلن إسلامه إلاّ تقِيّة!
فقد روى الإمام مسلم أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعث بعثًا من المسلمين إلى قومٍ من المشركين، وأنهم التقوا، فكان رجل (قيل هو: نهيك بن مرداس) من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله، وأن رجلاً من المسلمين قصد غفلته قال -أي الراوي: وكنا نُحدّث أنه أسامة بن زيد- فلمّا رفع عليه السيف، قال: لا إله إلا الله. فقتله، فجاء البشير إلى النبي- صلى الله عليه وسلم-، فسأله فأخبره، حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع، فدعاه فسأله فقال: “لِم قتلْته؟!” قال: يا رسول الله، أوْجع في المسلمين، وقتل فلانًا وفلانًا. وسمّى له نفرًا، وإني حملت عليه، فلمّا رأى السيف؛ قال: لا إله إلا الله.
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “أقتلْتهُ؟!” قال: نعم. قال: “فكيْف تصْنعُ بِلا إِله إِلاّ اللّهُ إِذا جاءتْ يوْم الْقِيامةِ؟!” قال: يا رسول الله، استغفر لي. قال: “وكيْف تصْنعُ بِلا إِله إِلاّ اللّهُ إِذا جاءتْ يوْم الْقِيامةِ؟” قال: فجعل لا يزيده على أن يقول: “كيْف تصْنعُ بِلا إِله إِلاّ اللّهُ إِذا جاءتْ يوْم الْقِيامةِ؟”.
ومن عجيبٍ قولِ رسول الله- صلَّى الله عليْه وسلَّم – يوْم الحديبية: “والله، لا تدْعوني قريشٌ إلى خُطَّة توصَل بها الأرحام، وتَعْظُم فيها الحُرُمات إلاَّ أعطيتُهم إيَّاها”؛ (البخاري).
وها هو أبو بكر الصديق- رضي الله عنه – يوصي يزيدَ بن أبي سفيان لمَّا بعثه إلى الشَّام، فقال: “وإنَّكم ستجِدون أقوامًا قد حبسوا أنفُسَهم في هذه الصَّوامع، فاتْركوهم وما حَبسوا له أنفُسَهم، ولا تقْتلوا كبيرًا هرمًا ولا امرأة، ولا وليدًا، ولا تخربوا عمرانًا، ولا تقْطعوا شجرة إلاَّ لنفع، ولا تَعقِرُنَّ بهيمة إلاَّ لنفع، ولا تَحرِقُنَّ نخلاً ولا تُغرِقُنَّه، ولا تغدرْ، ولا تمثِّل، ولا تجبنْ، ولا تغلُل” (سنن البيهقي).
وحين سأل رستم قائد الجيش الفارسي ربعي بن عامر عن هدف المسلمين من الحرب مع الفرس، قال له ربعي: “الله ابتعثنا، والله جاء بنا لنُخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام”.
في تلك اللحظة كان الخليفة عمر بن الخطاب قد أرسل بتوقف حركة الفتوح في الشام لاستجلاء الموقف على الجبهة العراقية أمام الجيش الفارسي الذي يتعدى المائتي ألف مقاتل، كان المسلمون في الشام قد فتحوا دمشق وحمص وغيرها، وكانوا يتجهون لفتح حلب، وقد التزم قائد الجبهة أبو عبيدة بن الجراح بأمر الخليفة عمر، وقرر ومجلس الشورى الحربي في الجبهة الشامية الانسحاب من حمص التي فتحها صلحا على جزية كان يدفعها أهلها.
لم يقف أبو عبيدة عند هذا الحد، بل إنه قرر رد الأموال التي أخذها من أهل حمص؛ لأن من مقتضيات دفع الجزية الدفاع عن غير المسلمين، والآن ينسحب المسلمون من المدينة، وحين أعاد الأموال اندهش أهل حمص من هذه الأخلاق التي لم يتعودوا عليها في ظل الاحتلال الروماني البيزنطي لبلادهم، وقالوا لأبي عبيدة: “ردكم الله إلينا، ولعن الذين كانوا يملكوننا من الروم، ولكن والله لو كانوا هم ما ردوا علينا بل غصبونا، وأخذوا ما قدروا عليه من أموالنا، لولايتكم وعدلكم أحب إلينا مما كنا فيه من الظلم، والغشم، ولندفعن جند هرقل عن المدينة مع عاملكم!”.
وقد تمثَّل هذا المبدأَ العظيم القائدُ المسلم صلاح الدين الأيوبي، الَّذي حرَّر القدس عام 1187م، فأمر بتوْزيع الصَّدقات على الفُقراء والمرْضى والأرامل من الصَّليبيِّين، وكذلك اليتامى والمقعدين، وأن يزوَّدوا بالدَّوابّ، كما أمر بردِّ الأسرى إلى أقاربِهم، وعفا عن كثيرين منهم بِخصوص الفدية، بحيث وجدْناه يفتدي وحْدَه عشرة آلاف شخصٍ، وأطْلق أخوه- الملقَّب بالملك العادل- سراح سبعة آلاف شخص.
إن المسلم بطبيعة تربيته الأخلاقية التي يتربَّى عليها من خلال القرآن الكريم وسُنَّة النبي- صلى الله عليه وسلم- يَكْرَهُ القتل والدماء، ومن ثَمَّ فهو لا يبدأ أحدًا بقتال، بل إنه يسعى بِكُلِّ الطرق لتَجَنُّبِ القتال وسفك الدماء، وفي آيات القرآن الكريم ما يُؤَيِّد هذا المعنى جيِّدًا، فالإذن بالقتال لم يأتِ إلاَّ بعد أن بُدِئَ المسلمون بالحرب، وحينئذٍ لا بُدَّ من الدفاع عن النفس والدين، وإلاَّ كان هذا جُبْنًا في الخُلُق، وخورًا في العزيمة. فالسلام هو الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم، والحرب شرعت لأجل الحفاظ على السلام من اعتداء الظالمين على الضعفاء، ولهذا جاء الإسلام وسطا، فلم يجعل الحرب أصلا، ولكنه لم يكن يوما دين ذل وهوان، بل دين قوة وعزة.
مصادر ومراجع:
- بوابة الأزهر: مسوغات الحرب في الإسلام.
- حسني الخطيب: مبادئ الحرب في الإسلام.
- مسعود صبري: الإسلام دعوة سلام لا حرب.
- مروان محمد أبو بكر: الحرب في الإسلام.
- الشوكاني: فتح القدير 1/293.
- البيضاوي: أنوار التنزيل وأسرار التأويل 1/427.
- محمد البشير الإبراهيمي: شرعة الحرب في الإسلام.
- ابن هشام: السيرة النبوية 1/628.
- ابن كثير: السيرة النبوية 2/436.