تُعدّ الجرأة في قول الحق من الخِصال المحمودة والأخلاق التي مصدرها حب الحق والتفاني في نصرته من حيث كونه حقًا، وكراهية الباطل من حيث كونه باطلا، وهي كلمة حين تُسمع من أول وهلة تشي بطاقة داخل النّفس تحمل الإنسان على الفعل الإيجابي المثمر، سيما في هذا الزمان الذي أصبحت المبادئ والمفاهيم تحمل معنى آخر، لكن كلمة الحق ستظل عزيزة وغالية الثمن، لا يخشاها إلا الجبناء.
وقد تدفع كلمة الحق بصاحبها إلى مصير صعب، لكن عدم قولها يَضعه في مواجهة مع نفسه ومع التزامه الأخلاقي، واحترامه لذاته، ولا شك أنه حينما يكون الإيمان بالله تعالى قويًّا يقدم صاحبه على تجشم الصعاب واقتحام المخاطر لنصرة الدين الذي آمن به وخالطت محبته شغاف قلبه، ويتّبع خُطوات النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام في الصدع بالحق مهما كانت العواقب.
مفهوم الجرأة في قول الحق
وتُعرف الجرأة في اللغة بأنها قول الحق وهي مصدر الفعل جرأ، أي الإقدام على الشيء دون خوف أو تردد،، والشّجاعة اسم مشتق من الجرأة، ومعنى الشجاع هو الجريء، أي الذي يتّصف بالشّجاعة، وفي لسان العرب: “جرأ الرجل: تجرأ، أي تهيأ للإقدام على الشيء”، وفي المعجم الوسيط تعني “الإقدام على الأمر دون خوف”، وفي القاموس المحيط: هي “قوة القلب في الإقدام على المكاره”.
والجُرأة اصطلاحا هي صفة يتحلّى بها الإنسان، تدفعه إلى الإقدام على ما يخشى غيره الإقدام عليه، سواء كان ذلك في مواجهة المخاطر أو التحديات، أو في الدفاع عن الحق والعدل، ويُعرّفها الجرجاني في (التعريفات) بأنها “ثبات القلب عند المخاوف، والاستهانة بالموت”. وقال الغزالي في كتاب الأخلاق إنها “الإقدام على المكاره المخوفة، مع ثبات القلب وعدم الاضطراب”، وهي عند الفارابي “القوة التي تدفع الإنسان إلى الإقدام على ما يخافه”.
وقال الشيخ سلمان العودة: إن هذه الخَصْلة من الخِصال المحمودة، وهي طاقة داخل النّفس تحمل الإنسان على الفعل الإيجابي المثمر، وبهذا نستطيع أن نعزل عنها معناها السّلبي أو معناها السيئ، والإنسان الجريء هو: إنسان حر، كريم، مقدام، شجاع، ولذلك ربما تكون الشجاعة إحدى معاني الجُرْأَة.
ويرى “العودة” أنّ الجُرْأَة قد تتمثل بأفعال حِسّية مثل: الجُرْأَة في الحرب، وفي المعارك، وقد تتمثل بأفعال معنوية، أو ما يسمونه بالجُرْأَة الأدبية، مثل شجاعة الإنسان على التعبير عن الرأي، وشجاعة الإنسان في مواجهة المواقف الصعبة، وشجاعة الإنسان في قول ما يعتقده صوابًا.. إلى غير ذلك. وهما مترابطان معًا، فالشّجاعة لون واحد داخل النَّفْس، وإذا كان الإنسان يملك شجاعة أدبية، فهو بالضرورة يملك شجاعة حسية.
أما المفهوم النفسي للجُرْأَة فيتضح في روح المبادأة الذي يُعبّر عن طاقة الشجاعة داخل الفرد تحقيقًا لهدف ما دون الإضرار بالنفس أو بالآخرين، وهذا هو المفهوم الذي يجب أن نتبناه عند حديثنا عن الجُرْأَة، فليس معنَاها الاعتداء على حقوق الغير ولا أخذ ما ليس حقًا للجريء في سلوكه.
الجرأة في قول الحق من القرآن والسنة
ولقد رَبَّى الإسلام أبناءه على الجرأة في قول الحق ونصرة المظلوم، والشهادة من أجل رفع الظلم عنه، فأخرج منهم أُمَّة لا تهاب الخطوب، وترى الموت في سبيل إعلاء كلمة الحقِّ خيرًا من ألف حياة يقضيها صاحبها في مشاهدة الباطل يمشي في الأرض مرحًا.
فكلمة الحق قذيفة ربَّانية في وجه الباطل، تُزلزل كيانه، وتحطم أركانَه، وتقهره وتُهلكه، حتَّى يصل الهلاك إلى دماغه، يقول تعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) [الأنبياء:18]. وقال جل وعلا: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ . قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ) [سبأ:49].
والحق مُجلجل أبلج، والباطل مهلهل لجلج، والحق ناطق ساحق ماحق، والباطل مخبط مخلط زاهق، قال- سبحانه وتعالى-: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) [الإسراء:81].
وامتدح الله- سبحانه وتعالى- الذين يُبلّغون رسالاته ويخشونه ولا يخشون أحدًا سواه، قال تعالى ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ [الأحزاب: 39].
وبهذه الصفة السامية استطاع إبراهيم- عليه السلام- مجابهة قومه المعادين- وفيهم أبوه وذوو قرابته- بما فيه غاية التهكم بمعتقدهم بعد أن قال لهم: (مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ) [الأنبياء: 52]، فلم يجدوا ما يحتجّون به على صحة هذه العبادة سوى التقليد الممقوت، عند هذا قال لهم: (لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الأنبياء: 54]، فصدع بالحق الذي لا ينبغي أن يخاف فيه لومة لائم، فأعلن الحرب بمفرده على الباطل المستند إلى قوة جبارة.
وقول الحق تسيل به الأودية، وتفيض به العيون، وتسقى به الأرض بعد موتها، وينتفع به الخلق منافِع شتَّى، وأمَّا الباطل فلو كان كثيرًا كثيفًا، فمآله إلى زوال واضمحلال، يقول سبحانه: (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) [الرعد:17].
ولقد حثّ النبي- صلى الله عليه وسلم- على قول الحق، فثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “إنها تكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها”. قالوا: يا رسول الله، كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: “تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم”. قال الإمام النووي: “معناه: نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر في كل زمان ومكان، الكبار والصغار، لا نداهن فيه أحدًا ولا نخافه”.
وعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “ألَا لا يَمنَعَنَّ أحَدَكم مَخافةُ النَّاسِ أنْ يَقولَ الحَقَّ إذا رَآه” [رواه أحمد]. وعن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “إنه سيَخرُجُ قومٌ يتكلمون بالحقِّ لا يجاوِزُ حَلْقَهم يَخرجون مِنَ الحقِّ كما يخرجُ السهمُ من الرَّمِيَّةِ” [رواه أحمد].
ودعاء النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: “اللَّهُمَّ بعِلمِكَ الغَيبَ، وقُدرتِكَ على الخَلقِ، أحيِني ما عَلِمتَ الحَياةَ خيرًا لي، وتَوَفَّني إذا كانتِ الوَفاةُ خيرًا لي، أسأَلُكَ خَشيَتَكَ في الغَيبِ والشَّهادةِ، وكَلِمةَ الحَقِّ في الغَضبِ والرِّضا” [رواه أحمد].
وقال أبو ذر الغفاري- رضي الله عنه-: “أوصاني خليلي- يقصد النبي صلى الله عليه وسلم- بسبعٍ، وذكر منها: وأن أتكلَّمَ بِمُرِّ الحقِّ، وأن لا تأخذَني بالله لومةُ لائمٍ” [الألباني في صحيح الترغيب والترهيب].
وروى مسلم في صحيحه عن عبادة بن الصامت- رضي الله عنه- أنه قال: “بَايَعْنَا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ في العُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وعلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وعلَى أَنْ لا نُنَازِعَ الأمْرَ أَهْلَهُ، وعلَى أَنْ نَقُولَ بالحَقِّ أَيْنَما كُنَّا، لا نَخَافُ في اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ”.
نماذج من الشجاعة في قول الحق
ويحفل التاريخ الإسلامي بنماذج مشرفة عن الجرأة في قول الحق وعدم الخشية من العواقب المترتبة عليها، بدءًا من النبي- صلى الله عليه وسلم- حيث ذكر ابن هشامٍ في “السيرة” عن أم هانئ بنت أبي طالب- رضي الله عنها- أنها كانت تقول: ما أُسْري برسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلَّا وهو في بيتي، نام تلك الليلة في بيتي، فصلَّى العشاء الآخرة، ثم نام ونمْنا، فلما كان قبيل الفجر أيقَظَنا رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- فلما صلى الصبح وصلَّيْنا معه، قال: “يا أم هانئ، لقد صليتُ معكم العشاء كما رأيتِ بهذا الوادي، ثم جئتُ بيتَ المقدس، فصليتُ فيه، ثم قد صليتُ صلاةَ الغداةِ معكم الآن كما ترَيْن”، ثم قام ليخرج.
قالت أم هانئ: فأخذتُ بطرَف ردائه وقلتُ: يا نبي الله، لا تُحدِّثْ بهذا الناسَ فيُكذِّبوك ويُؤذوك، فقال- صلى الله عليه وسلم-: “والله لأُحَدِّثَنَّهُمُوهُ”، ثم خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى الناس وأخبرهم، فعجِبُوا”.
وهذا عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه-، أول مَن جَهَرَ بالقرآن الكريم في مكة بعد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وكان في ذلك الوقت لا يجرؤ أحد على الجهر بالقرآن سوى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وقد حذّره أصحابه من ذلك قبل أن يجهر به، وقالوا له: لستَ ابن عشيرة فلا يقوم المشركون بأذيّتك لأجل عشيرتك، ولكنّه أصرّ على ذلك بقوله: سوف يحميني الله -عزّ وجل-.
فذهب إلى مقام إبراهيم، وبدأ يتلو سورة الرحمن، حتى سمعته قريش وكانوا حينئذٍ في أنديتهم، فجاؤوا إليه وقاموا بضربه على وجهه وهو مستمرٌّ في تلاوته لا يضرّه ما يفعلونه به، ثمّ رجع إلى أصحابه وآثار الضرب على وجهه الكريم، فقالوا له: هذا ما كنا نخاف عليك منه، فقال لهم: “ما كان أعداء الله أهون عليَّ منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدا، قالوا: لا، حسبك أن قد أسمعتهم ما يكرهون”.
وكان حمزة بن عبد المطّلب- رضي الله عنه- وهو عمّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، شجاعًا، مقدامًا، وجريئًا في الصدع بالحقّ ولا يخاف في الله لومة لائم، ومن القصص الثابتة في جرأته- رضي الله عنه- وشجاعته في قول كلمة الحق ما كان في قصّة إسلامه، حيث جاءت مولاة عبد الله بن جدعان تخبره بأنّ أبا جهلٍ قد آذى ابن أخيك محمد أذىً بالغا، فقد شتمه وأهانه، فغضب- رضي الله عنه- لذلك غضبًا شديدًا، وذهب إلى أبي جهل متوشِّحًا قوسه، وقام بضربه به، وقال له: أتسبُّ محمدًا وأنا على دينه أقول ما يقول، وقال له: ردّ عليّ ما فعلتُه بك إن استطعت.
وقد كانت أمّ سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- مشركة، فلمّا أسلم سعد وعلمت أمّه بذلك حلفت أن لا تأكل، ولا تشرب، ولا يظلّها ظلّ إلا في حال رجوع ابنها سعد عن الإسلام، وكان ذلك بمثابة الضغط عليه حتى تلين نفسه لها ويقوم بالرجوع عن الإسلام، وكانت تقول له: ألم يأمرك دينك بطاعة والديك؟ وها أنا آمرك بهذا ولا تطيعني.
وبقيت أمّه على هذا الحال حتى أُصيبت بالإغماء من حرمانها لنفسها الطعام والشراب، حتى سقاها ابنها عمارة، فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله -عز وجل-: “وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا”، فقال لها سعد- رضي الله عنه-: “يا أُمَّهْ، تعلمين واللهِ لو كانت لك مِائةُ نَفْسٍ، فخرجتْ نَفْسًا نَفْسًا؛ ما تركتُ ديني هذا؛ فإن شئتِ فَكُلي، وإن شئتِ لا تأكلي، فأَكَلَتْ”.
ولم يفارق هذا الخُلُق أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا التابعين من بعدهم، فها هو عمر بن عبد العزيز لما جاءه وفد، وكان ضمنه طفل عمره اثنتا عشرة سنة فقام يتكلم، فقال عمر بن عبد العزيز: استأخر ليتكلم من هو أكبر منك. قال: يا أمير المؤمنين! لو كانت المسألة بالسن لكان في الأمة من هو أسن منك، فقال: تكلم، فتكلم وقال: نحن لم نأت خوفاً، فقد أمننا عدلك من الخوف، ولم نأت رجاءً، فقد وصل إلينا خيرك من غير طلب، وإنما أتينا شكراً وثناءً. فأعجب به عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه.
وذكر السبكي في “طبقات الشافعية” موقفًا بطوليّا في كلمة الحق لسلطان العلماء العز بن السلام، حيث قال: “طلع العز مرة إلى السلطان في يوم عيد إلى القلعة فشاهد العساكر مصطفين بين يديه ومجلس المملكة وما السلطان فيه يوم العيد من الأبهة وقد خرج على قومه في زينته على عادة سلاطين الديار المصرية وأخذت الأمراء تقبل الأرض بين يدي السلطان فالتفت الشيخ إلى السلطان وناداه يا أيوب ما حجتك عند الله إذا قال لك ألم أبوء لك ملك مصر ثم تبيح الخمور فقال هل جرى هذا فقال نعم الحانة الفلانية يباع فيها الخمور وغيرها من المنكرات وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة يناديه كذلك بأعلى صوته والعساكر واقفون فقال يا سيدي هذا أنا ما عملته هذا من زمان أبي فقال أنت من الذين يقولون {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} [الزخرف: ٢٢]، فرسم السلطان بإبطال تلك الحانة.
وقد كان سلمة بن دينار المكنى بأبي حازم يدخل على معاوية فيقول: “السلام عليك أيها الأجير”، فإذا حاولوا أن يقولوا لأبي حازم قل: “السلام عليك أيها الأمير”؛ أبى عليهم ذلك ثم التفت إلى معاوية فقال له: “إنما أنت أجير هذه الأمة استأجرك ربك لرعايتها!”.
ولما أنشأ عبد الرحمن الناصر مدينة الزهراء في الأندلس أبدع في بنائها أيما إبداع وأنفق عليها من الأموال ما لا يكاد يعد ولا يحصى وبلغ من إنفاقه وتفننه في تزيينها أن أقام “الصرح الممرد” واتخذ لقبته قراميد من ذهب وفضة فما إن سمع بذلك الفقيه القاضي منذر بن سعيد حتى ارتاع لعمله، وغضب لتبديده أموال الشعب فوقف في المسجد يخطب الناس بحضور الناصر ويتوجه إليه باللوم والتأنيب وهو يقول: “ما كنت أظن أن الشيطان أخزاه الله يبلغ بك هذا المبلغ ولا أن تمكنه من قيادك هذا التمكين مع ما آتاك الله وفضلك به على العالمين حتى أنزلك منازل الكافرين!”.
فما أحوج الأمة حكّامًا وشعوبًا على اختلاف طبقاتهم إلى هذا خلق الجرأة في قول الحق الذي يريدنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن نكون عليه، لأنه مصدر العدل وأساس العمران وركن المجتمع، وبه تفرض العقوبات على المجرمين، وعنه توزع الأحكام على المبطلين، وتقوم الشهادات على المشهود عليهم، فإذا كنت ترى الفوضى منتشرة بيننا فذلك من خذلان الحق ونصر الباطل الناشئ عن ضعف الجرأة في نفوسنا التي هي وليدة الإيمان.
مصادر ومراجع:
- المعجم الوسيط: معنى الجرأة 4/267.
- ابن منظور: لسان العرب 12/30.
- الغزالي: الأخلاق 2/158.
- الفارابي: فلسفة الأخلاق 2/102.
- الجرجاني: التعريفات ص 11.
- القاموس المحيط: معنى الجرأة 1/529.
- سلمان العودة: مفهوم الجرأة.
- يسري عبد الغني: الشجاعة في الحق وتحقيق مجتمع الطهارة.
- د. عبد العزيز الحميدي: جرأة في الحق وثبات على الشدائد.
- ابن هشام: السيرة النبوية 2/43.
- السبكي: طبقات الشافعية 8/211.