اهتمت الشريعة الإسلامية بصلاح القلب وصفائه واستقامته كاهتمامها بالجسد وصحته وسلامته، بل إنها جعلت أعمالَ القلوب أفرضُ على العبد من أعمال الجوارح، وأعطتْ القلب دور الرّيادة والقيادة والتوجيه، بينما الجوارح تستجيب لندائه وتخضع لسلطانه. وأعمال القلب- من الصبر، الإخلاص، والتوكل، والخشية، والتقوى، والتفكر، والرضا، وغير ذلك، هي الغاية من أعمال الجوارح، وهي التي تحفظ على العبد دينه، وتسلحه ضد شياطينه، ولا يزكو القلب ويطهر إلا بهذه الأعمال الشريفة، التي تقرب العبد من ربه وتطوع له جوارحه لعبادته وطاعته.
ولا شك أن توكّلنا على الله يُؤكد صدق الاعتماد عليه- عز وجل-، والثقة به، والاطمئنان له، وطلب الكفاية منه وحده، وقد جعله الله شرطًا لصحة الإيمان؛ فقال سبحانه: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [المائدة: 23]، فمن تَوَكَّل على الله كفاه ما أهمَّه من أمر دينه ودنياه، ومن توكَّل على غيره خذَله وجعل أمره إلى مَن توكَّل عليه فخاب وخسِر.
التوكل على الله.. مفهوم وتأصيل شرعي
وقد جاء في لسان العرب لابن منظور أن التوكل يعني “وكل بالله وتوكل عليه، واتّكل: استسلم له، ويقال توكل بالأمر إذا ضمن القيام به، ووكلت أمري إلى فلان: أي ألجأته إليه، واعتمدت فيه عليه، ووكل فلان فلانًا إذا استكفاه أمره ثقة بكفايته أو عجزًا عن القيام بأمر نفسه”. وفي الاصطلاح قال ابن عباس- رضي الله عنهما-: “هو الثقة بالله، وصدق التّوكّل أن تثق في الله وفيما عند الله، فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك”.
وقال الحافظ ابن رجب- رحمه الله-: “هو صدق اعتماد القلب على الله- عز وجل- في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة، ولا يكون المؤمن متوكلًا على الله حق توكله إلا بالثقة بالله، وحسن الظن به سبحانه، والتسليم لأمره”.
وجاء في القرآن الكريم آيات كثيرة عن فضل التوكل على الله- جل وعلا-، إذ يقول سبحانه: (إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّـهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران: 122]، وقال- عز وجل: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران: 173].
وقال جل شأنه: (وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا) [النساء: 81]، وقال- تعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الملك: 28، 29].
والسيرة النبوية مليئة بالأحاديث التي تدل حُسْن التوكل على الله سبحانه وتعالى، فعن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكُّلِه، لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خِماصاً (تذهب جياعًا) وتروح بطانًا (ترجع بطونها ملئت بالطعام)” (الترمذي وصححه الألباني).
وعلمنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أدعية تفيض بمعاني التّوكّل والاعتماد على الله في جميع الأمور ففي الصحيحين عن أبي عمارة البراء بن عازب- رضي الله عنهما-، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “يا فلان، إذا أويت إلى فراشك، فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت؛ ونبيك الذي أرسلت. فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيرًا” (متفق عليه).
وفي دعاء الخروج من البيت روى الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- “من قال- يعني إذا خرج من بيته- بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له كفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان”.
مواقف من التوكل على الله
إن التوكل على الله، هو لُب العبودية وجوهرها، فمن صدق توكله على الله- سبحانه وتعالى- عرج إلى أعلى مقامات العبودية وأرفعها، وقد امتلأت كتب السير والتاريخ بالمواقف التي تدل على هذا العمل القلبي العظيم، وكان أبرزها عن النبي- صلى الله عليه وسلم- وصحابته ثمّ من جاء بعدهم من التابعين والمصلحين، ومن هذه المواقف:
عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنه- قال: “غزونا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- غزوة قِبَل نجد، فأدركنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في واد كثير العِضاه (شجر فيه شوك)، فنزل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانها، قال: وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر، قال: فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “إن رجلا أتاني وأنا نائم، فأخذ السيف، فاستيقظت وهو قائم على رأسي، فلم أشعر إلا والسيف صلتا في يده، فقال لي: من يمنعك مني؟ قال: قلتُ: الله، ثم قال في الثانية: من يمنعك مني؟ قال: قلت: الله، فشام السيف (رده في غمده) فها هو ذا جالس، ثم لم يعرِض له رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولم يعاقبه وجلس” (البخاري).
ولمَّا هاجر النبي- صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، انطلق المشركون في آثاره هو وصاحبه، يفتشون في طرق وجبال مكة يبحثون عنهما ليقتلوهما، حتى وصلوا غار ثور والنبي- صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر- رضي الله عنه- بداخله، حتى إنهما سمعا أقدام المشركين وكلامهم، فعن أنس عن أبي بكر- رضي الله عنه- قال: “قلتُ للنبي- صلى الله عليه وسلم- وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا!، فقال- صلى الله عليه وسلم-: “يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما” (البخاري).
وأثناء الهجرة النبوية، وحين أدرك سراقة بن مالك- الذي كان يبحث عن النبي- صلى الله عليه وسلم- وصاحبه- للإمساك بهما أو القضاء عليهما لأخذ مكافأة من قريش، يصف أبو بكر- رضي الله عنه- ما حدث مع سراقة فيقول: “فارتحلنا (النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر) بعد ما مالت الشمس وأتبعنا سراقة بن مالك، فقلت: أُتينا يا رسول الله، فقال: “لا تحزن إن الله معنا”، فدعا عليه النبي- صلى الله عليه وسلم- فارتطمت به فرسه إلى بطنها، فقال: إني أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعوَا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا له النبي- صلى الله عليه وسلم- فنجا، فجعل لا يلقى أحدا إلا قال: كفيتكم ما هنا، فلا يلقى أحدا إلا رده، قال: ووفَّى لنا” (البخاري).
هذا التوكل الذي غرسه النبي- صلى الله عليه وسلم- في أصحابه أتى بثماره على مدى تاريخهم المشرف، ففي معركة اليرموك بين البيزنطيين والمسلمين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-، كان عدد المسلمين يزيد قليلًا عن العشرين ألف مقاتل، وعدد المشركين يزيد عن المئة ألف مقاتل، وكان أمراء الجيش الإسلامي في تلك المعركة أبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعياض بن غنم الفهري وخالد بن الوليد- رضي الله عنهم أجمعين.
وقد أوصاهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه إذا حدثت المعركة فإنّ أمير الجيش كله هو أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، فلمَّا كانت الوقعة واشتدّ القتال بين المسلمين والنصارى أكثر النصارى من قتل المسلمين، فبعثوا إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يطلبون منه المدد والعون فالنصارى أكثر منهم عددًا وعدة، وعلاوة على ذلك فهم يُقاتلون على أرضهم وفي مكانهم بينما جيش ابن الخطاب- رضي الله عنه- من الجزيرة.
فلمَّا قرأ عمر- رضي الله عنه- كتابهم أخبرهم أنَّه لن يبعث لهم برجل واحد يُساندهم في القتال، فعددهم ليس بالقليل فهم آلاف ولكنّهم لم يستعينوا بالله حقّ العون، فإذا وصلهم كتابه فليتذكروا أنّ الله- تعالى- قد نصر نبيه- عليه الصلاة والسلام- في بدر بأقل من ذلك، وإنَّ النصر من الله وحده فليستعينوا به ولا يطلبوا المدد إلا منه فلله جنوده وحكمته وهو نعم الوكيل، فلمَّا وصل كتابه إليهم شدّ من أزرهم وذكرهم ببدر وأيَّامها فحملوا على النصارى حملة رجلٍ واحدٍ حتّى أيدهم الله بالنصر وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
هذه الأخلاق توارثها التابعون من بعد الصحابة- رضي الله عنهم-، فها هو الإمام الغزالي يقول: “قد يُظَنُّ أن معنى التوكل ترك الكسب بالبدن وترك التدبير بالقلب.. وهذا ظن الجهَّال؛ فإن ذلك حرام في الشرع… فلو لم تزرع الأرض وطمِعتَ في أن يخلق الله تعالى نباتًا من غير بذر، أو تلد زوجتك من غير وقاع، فكل ذلك جنون، والنبي صلى الله عليه وسلم وَصَفَ المتوكلين، فلم يصفهم بأنهم لا يكتسبون، ولا يسكنون الأمصار، ولا يأخذون من أحد شيئًا، بل وصفهم بأنهم يتعاطون هذه الأسباب”.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: “قال طائفة من العلماء: الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسبابًا نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشريعة، وإنما التوكل المأمور به ما اجتمع فيه مقتضى التوحيد، والعقل، والشرع”.
وقال أبو حاتم بن حبَّان- رحمه الله-: الواجب على العاقل: لزوم التّوكّل على من تكفل بالأرزاق؛ إذ التّوكّل هو نظام الإيمان [النظام: هو السلك الذي تنظم فيه حبات العقد]، وقرين التوحيد، وهو السبب المؤدي إلى نفي الفقر، ووجود الراحة، وما توكل أحدٌ على الله جل وعلا من صحة قلبه، حتى كان الله جلَّ وعلا- بما تضمَّن من الكفالة- أوثق عنده بما حوته يده: إلا لم يكِلْه الله إلى عباده، وآتاه رزقه من حيث لم يحتسب.
وقال ابن كثير- رحمه الله-: السعي في السبب لا ينافي التّوكل- وذكر حديث (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله…)-، فأثبت لها رواحاً، وغدوّا، لطلب الرزق، مع توكلها على الله- عز وجل-، وهو المسَخِّر، المسيِّر، المسبِّب.
وقد حرص الإمام البنا- رحمه الله- على غرس هذا العمل القلبي في قلوب أتباعه، فها هو الشيخ عباس السيسي يقول: “حين حصلت على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية في عام 1939 توجهت إلى القاهرة لأبحث عن عمل، والتقيت بفضيلة المرشد العام رحمه الله في دار المركز العام بالحلمية الجديدة، وبعد أن رحب فضيلته بي سأل عن سبب حضوري للقاهرة، قلت: لأبحث عن عمل. قال: ألم تفكر في التطوع لمدرسة الصناعات الميكانيكية الحربية؟، قلت: إن خريجي المدارس الصناعية معفون من خدمة الجيش!، قال: لكن رسالتنا توجب علينا الخدمة في هذا الميدان. قلت: لا مانع، ولكن سوف لا أنجح في الكشف الطبي حيث إن إحدى عيني عليها سحابة مزمنة. قال: توكل على الله وأنت تنجح.
قلت: كيف أنجح في الكشف الطبي وعيني على هذه الصورة؟، قال: من أجل هذا قلت لك توكل على الله، لأنه لو كانت عينك سليمة كنت رايح تتوكل على عينك. فهزني هذا المعني هزا عنيفا وتذوقت له طعما إيمانيا جديدا. وتوجهت إلى مدرسة الصناعات الحربية بالعباسية متوكلا على الله، واصطحبنا أحد الضباط مع بعض الزملاء إلى المستشفى العسكري وكلي ثقة وأمل في النجاح، وبعد الكشف الطبي الكامل كنت ضمن من نجح في الكشف الطبي، والتحقت بالمدرسة وأخذت حياتي مسارًا جديدًا لم يكن في الحسبان.
ولا أنسى أنه حين قامت الحرب العالمية الثانية استعجلت وزارة الحربية تخرجنا لنذهب إلى الميدان في الصحراء الغربية وكان (ضرب النار) من مواد الامتحان، وذهبت مع زملائي البالغ عددهم نحو المائة طالب إلى ساحة (ضرب النار) وأنا شديد الأسى والألم حيث أخشي أن أرسب في هذا الامتحان بالنسبة لضعف عيني اليمني، ولكني سرعان ما تذكرت كلمة الإمام (توكل على الله وأنت تنجح) وفعلا أشربت روحي هذه العقيدة واستيقنتها، وتوجهت إلى تبة (ضرب النار) بكل ثقة واطمئنان واستعملت عيني الأخرى وفي النهاية وقف (الصاغ) حسين أحمد قائد التبة ليعلن: أن الفائز الأول هو عباس السيسي. وكانت مفاجأة مذهلة للذين يعرفون الحقيقة.. ولكنها كانت من حقائق صدق التوكل على الله تعالى.
ويرى الشيخ يوسف القرضاوي- رحمه الله- أن “التوكل على الله ليس استسلام متبطِّل أو استرخاء كسول.. إنه معنى حافز وشحنة نفسية تغمر المؤمن بقوة المقاومة، وتملؤه بروح التحدِّي والإصرار، وتشحذ فيه العزم الصارم والإرادة الشماء”.
فوائد التوكل على الله
وهناك فوائد عظيمة يجنيها المسلم من التوكل على الله وحسن الاعتماد عليه، هذه بعضها:
- الفوز بالجنة: فمن أراد الجنة فليتوكلْ على الله وليستعنْ بالله، ليوفقه للعمل بطاعته، والبعد عن معصيته، فذاك هو الطريق إلى مرضاته وجناته، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يتوكلون) [العنكبوت: 58-59].
- الراحة والطمأنينة: في التّوكّل على الله راحة نفسية، وطمأنينة قلبية، فالمؤمن المتوكل على الله إذا أصابه خير علم أنه فضل من الله، فحمده وشكره فكان خيرًا له، وإن أصابته شدة أيقن أن الله هو الذي أصابه بها اختبارًا له وابتلاءً، فصبر واسترجع فكان خيرًا له، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له” (مسلم).
- الحفظ من الشيطان الرجيم: العدو اللدود لكل إنسان، الذي أقسم بأغلظ الأيمان أن يضل هذا الإنسان ويغويه: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ).
- الفوز بمحبة الله عز وجل: فمن أراد أن ينال محبّة الله فليكن متوكلًا على الله، معتمدًا عليه في كل أمر يريد فعله، قال تعالى: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].
- النصر والتأييد: فإذا أردت أن ينصرك الله على نفسك وعلى أعدائك فكن على الله متوكلًا، فهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير، قال تعالى: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران: 160].
- الكفاية والحماية والرعاية: فالله سبحانه وتعالى يكفي مَن تَوَكَّل عليه من كلِّ هَمٍّ وسُوء، قال سبحانه: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3].
إن التوكل عمل من أعمال القلب الذي هو سلطان الجسد، وهو يعني الاعتماد على الله في جلب الخير، ودفع الضر، والحصول على الرزق، والنصر على الأعداء، لذا كان من صفات الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وصالحي المؤمنين، حيث أمر الله- عز وجل- به في القرآن الكريم، وحث الرسول- صلى الله عليه وسلم- عليه في السنة النبوية المطهرة.
المصادر والمراجع:
- الدكتور مهران ماهر عثمان: التوكل على الله.
- إسلام ويب: التوكل مفهومه وأهميته.
- طريق الإسلام: مواقف نبوية في التوكل على الله.
- عبد الرحيم الطحان، خطب ودروس، صفحة 20.
- أبو حامد الغزالي: إحياء علوم الدين، 4/265.
- ناصر العقل: شرح باب توحيد الألوهية من فتاوى ابن تيمية، 2/15.
- ابن حبان: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، ص 153، 154.
- ابن كثير: تفسير ابن كثير، 8/ 179.