إننا لا نجد آباء يستيقظون في الصباح وهم يخططـون لجعـل حياة أي طفل تعيسة. ولا نجد أما أو أبا يقول، “سأصرخ هذا اليـوم، واتذمر، وأظلم ولدي ما أمكنني ذلك”. وعلى النقيض من ذلك، فإننـا نجد آباء عديدين يجزمون بأنه، “سيكون هذا اليوم هادئاً. لا صـراخ، لا جدال، ولا عراك”، ومع ذلك، وبالرغم من النوايا الحسـنة فان الحرب غير المرغوبة تنشب مجددا.
إن الأبـوة سلسلة لامتناهيـة الأحـداث الصغيرة، الصـراعات الدوريـة ، والأزمـات المفاجئـة التـي تستدعي استجابة ما لها. إن الاستجابة أو ردة الفعـل ليسـت بـدون عواقب: إنها تؤثر على الشخصية، واعتبار الذات سواء نحو الأفضل أو الأسوأ.
إننا نميل إلى الاعتقاد بأن الأب المضطرب فقط هو من يقـوم بالاستجابة بطريقة تحمل الأذى للولد، وللأسف، فإننا نجد أنه حتـى الآباء المحبين والذين يحملون أفضل النوايا يقومـون أيضـا بإلقـاء اللوم، والإهانة، والاستصغار، والتهديد، والرشـوة، والتصـنيف والمعاقبة، وإعطاء الدروس الأخلاقية.