يحتاج المسلم دائمًا إلى التربية الذاتية بينه وبين خالقه- سبحانه وتعالى-، سيما أن المسلمين يضيق عليهم في كثير من الأوقات فيُحال بينهم وبين أساليب التربية الجماعية، لذا كان من الأهمية بمكان أن يعرف مُعلّم التربية الإسلامية أساليب التربية الفردية؛ كي يتربى أبناؤه على ممارستها؛ وبذا يستطيعون مواجهة أية صعوبات، ويتغلبون على أية معوقات.
والمُعلّم في ذلك لا يأتي ببدعة، إنما هو يقتفي آثار معلم البشرية جمعاء؛ ورحمتها المهداة؛ محمد رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؛ فما أكثر تلك المواقف التربوية التي زودتنا بها السنة الغراء، والتي تعكس دون شك تربية الرسول الكريم لأصحابه على الاعتماد على أساليب التربية الفردية، ومن ذلك على سبيل التمثيل تربيته لعلي بن أبي طالب، وعبد الله ابن عباس، وأبي بكر الصديق، وغيرهم من الصحابة- رضوان الله عليه- أجمعين.
أساليب التربية الذاتية
وتتعدد أساليب التربية الذاتية، ونشير إلى أبرزها عمليا في البيت والمدرسة على النحو التالي:
أولًا: تحصيل العلم: وتتضح أهمية هذا الأسلوب التربوي من كونه توجيهًا ربانيًّا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فقال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه). ولقيمة العلم الرفيعة أعلى الإسلام من شأن أهله قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر) وقال: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)} (فاطر)، وقال- صلى الله عليه وسلم-: “من خرج في طلب العلم كان في سبيل الله حتى يرجع” (الترمذي).
- تطبيق أسلوب تحصيل العلم في البيت: تشجيع الأبناء على تحصيل العلم من مختلف مصادره، وتوفير الإمكانات اللازمة لذلك، ودفعهم للاشتراك في المسابقات التي تعقدها المساجد والجمعيات الخيرية ووسائل الإعلام المهتمة بالثقافة الإسلامية.
- مثال تطبيقي في المدرسة: إبراز أهمية العلم للتلاميذ، وتنظيم مسابقات لحفظ القرآن الكريم، وأخرى تهدف إلى إثراء ثقافة التلاميذ الإسلامية، ورصد الجوائز للفائزين.
ثانيًا: التّفكُّر: فما أحوج المسلمين إلى هذه العبادة في الفترة الراهنة، وقد حث عليها القرآن الكريم، كما دعت إليها السنة المطهرة. وللتفكر أنواع متعددة؛ أهمها: التفكر في مخلوقات الله، يقول سبحانه: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)} (آل عمران ).
وظل النبي- صلى الله عليه وسلم- ليلة كاملة يردد قوله سبحانه وتعالى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} (المائدة)، والتفكر في أحوال الماضين لقول الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)} (آل عمران).
- تطبيق أسلوب التفكر في البيت: دعوة الوالدين الأبناء للتفكر في مخلوقات الله، والآيات القرآنية؛ فعند الخروج في رحلة يمكن لولي الأمر أن يلفت نظر طفله إلى إبداع خلق الله وجميل صنعه؛ في الشجر، والحيوان، والإنسان، والنبات والماء، والأرض، والسماء.. وغير ذلك كثير.
- مثال تطبيقي في المدرسة: بدلًا من تدريس درس في العقيدة مثلًا عن (قدرة الله) بالفصل الدراسي، يمكن للمعلم أن يخرج بتلاميذه إلى حديقة المدرسة، ثم يلفت نظر تلاميذه قائلًا: “انظروا إلى السماء.. ماذا ترون فيها؟ هل لها أعمدة؟ نستطيع أن نقيم بناءً عاليًا دون أعمدة؟ من الذي رفع السماء بلا عمد”، وهنالك ينطلق التلاميذ مجيبين: “إنه الله القادر على كل شي.. سبحانه الله”.
ثالثًا: المواظبة على العبادات المحضة: ويقصد بالعبادات المحضة هنا تلك التي ذكرت في حديث أركان الإسلام: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وهي عبادات مفروضة؛ فقد علمنا الشرع الحنيف أن لهذه العبادات غايات، وأن من ورائها ثمارًا تجني؛ ففي الصلاة يقول سبحانه: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (العنكبوت).
وعن الزكاة يقول عز وجل مخاطبًا نبيه- صلى الله عليه وسلم-: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (التوبة). وعن الصيام يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة).
وعن الحج يقول سبحانه: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (البقرة).
- تطبيق أسلوب المواظبة على العبادات المحضة في البيت: أن يحرص الوالد على اصطحاب أبنائه إلى المسجد لأداء الصلوات؛ حتى تنشأ بينهم وبين المسجد علاقة حب وارتباط منذ الصغر.
- مثال تطبيقي في المدرسة: حث المعلم تلاميذه على أداء العبادات المحضة، ومتابعة ذلك؛ من خلال مواظبتهم على الصلاة ـ مثلًا ـ في مسجد المدرسة إن وجد، أو من خلال اتصاله بولي الأمر.
رابعًا: الإكثار من النوافل: ويقصد بالنوافل هنا العبادات التي تتفق مع العبادات المحضة من حيث الأداء؛ وهي: نوافل الصلاة، مثل: سنن الصلوات الخمس، وقيام الليل، وسنة الضحى، وصدقة التطوع -غير الزكاة المفروضة- وصيام التطوع، مثل: صوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، وثلاثة أيام من كل شهر، وصيام بعض أيام السنة؛ كيوم عاشوراء، ويوم وقفة عرفات؛ فمثل هذه الطاعات تربي الفرد المسلم على عبادة ربه، وتهذب النفس، وترقق القلب، وتقرب العبد من ربه، وهي إعداد ذاتي للمسلم، أو زاد فردي لا غنى عنه؛ كي تستقيم حياته على منهج الله.
- تطبيق أسلوب الإكثار من النوافل في البيت: أن يؤم الأب أهل بيته في صلاة ركعتين قيامًا لله بالليل، أو يوجههم إلى أن يصوموا مجتمعين يومًا من الآيات المستحب صيامها.
- مثال تطبيقي في المدرسة: تدريب المعلم لتلاميذه على المبادرة الذاتية بالإكثار من النوافل؛ كالتصدق، أو الإنفاق في أوجه الخير، أو الصيام… وغير ذلك.
التربية الذاتية بالإكثار من ذكر الله
لا يمكن الحديث عن أساليب التربية الذاتية دون ذكر الله؛ فبه تُربّى القلوب وتطمئن، قال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد) وبه يُجدد الإيمان؛ يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “جددوا إيمانكم. قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول الله؟ قال: بذكر الله”.
ونظرًا لأهمية هذا الأسلوب وتأثيره في تربية الشخصية المسلمة، فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى ليس بذكر الله فحسب، بل بالإكثار من ذكره سبحانه وتعالى، وهذا ما نلحظه في معظم الأوامر الربانية القرآنية؛ قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرً} (الأحزاب). وأثنى سبحانه وتعالى على المكثرين من ذكره فقال: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب).
وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)} (الأحزاب). وقال: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الجمعة). وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الأنفال).
وذم المنافقين قبل أن يوضح مصيرهم البئيس؛ حيث قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (النساء)؛ وذلك بعد أن أثبت لهم صفة مذمومة؛ وهي قلة ذكره سبحانه تعالى؛ فقال: {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} (النساء).
- تطبيق ذكر الله تعالى في البيت: حرص الأب على أذكار الصباح والمساء، ويُمكن أن يقدم لابنه كتيبًا صغيرًا به هذه الأذكار؛ ليتلوها من الكتيب مع الأسرة؛ حتى يحفظها، وكذلك عند الطعام والشراب، والخروج من البيت ودخوله، وغير ذلك من الأذكار المأثورة عن النبي- صلى الله عليه وسلم-.
- مثال تطبيقي في المدرسة: يمكن للمعلم أن يعود تلاميذه الترديد خلف المؤذن عندما يؤذن للصلاة، ليقتدي به التلاميذ ويرددون هم أيضًا. كما يُمكن له- أيضًا- أن يستثمر الأنشطة الحرة لخدمة هذا الهدف؛ فيمكن أن يُعلّق هذه المأثورات في المسجد، أو يبين فضل الذكر في صحيفة المدرسة.
تدريب النفس على القناعة
ومن أساليب التربية الذاتية تدريب النفس على القناعة والاقتصاد في المعيشة، فمن هدى القرآن قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) (البقرة).
ومنه قوله- سبحانه وتعالى- يبين ضوابط الإنفاق، في سياق وصفه تعالى لعباد الرحمن: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)} (الفرقان). وبين سبحانه أن الناس سيسألون عن النعيم الذين يتنعمون فيه؛ قال تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)} (التكاثر).
والمولى- عز وجل- لا يريد للمسلم أن يكون أسيرا لشهواته؛ لذا توعد من يقع أسيرا لشهواته؛ فقال: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61)} (مريم).
لذا، فقد ربى الله- عز وجل- نبيه- صلى الله عليه وسلم- على القناعة بالقليل من المأكل والمشرب والملبس وغير ذلك من حظوظ النفس، كما رباه على ترك الشهوات؛ وشاء سبحانه أن يهيئ الظروف القاسية لتربية الصحابة؛ لأنهم يعدون لحمل أمانة شاقة؛ وهي تبليغ دين الله للناس كافة، فقدر الله تعالى حصار الكفار لبني هاشم.
وقد ربى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أهل بيته على هذا الأسلوب؛ فعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: ما شبع آل محمد- صلى الله عليه وسلم- من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعنها أيضًا أنها قالت لعروة- رضي الله عنه-: “والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال ، ثم الهلال: ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم نار. قلت -أي عروة- يا خالة: فما كان معيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر، والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار، وكانت لهم منائح، وكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها؛ فيسقينا”.
- تطبيق أسلوب تدريب النفس على القناعة والاقتصاد في المعيشة بالبيت: أن يحرص الأب- ولو كان موسرًا- على التوسط في الإنفاق، والاعتدال في عطائه لأبنائه مصروفاتهم الخاصة.
- مثال تطبيقي في المدرسة: أن يخطط المعلم لتلاميذه مواقف تربوية- وخاصة في الرحلات وغيرها من الأنشطة- يدربهم فيها على قوة تحمل الجوع والعطش؛ وحسن التدبير؛ كأن يعطيهم ميزانية الرحلة، وتكون مالا قليلا، ويطلب منهم إدارة الرحلة والإنفاق عليها.
مواجهة الباطل
ومواجهة الباطل من أساليب التربية الذاتية المهمة، التي يجب على المسلم الانتباه إليها، فعليه أن يدرب نفسه ويربيها على الحق، وعلى تقديم التضحيات في سبيل الله، ولهذا انعكاساته الطيبة في صقل شخصيته، وجعله لا يخشى أحدًا سوى الله.
يقول الله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)} (آل عمران). قوله سبحانه: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)} (الأحزاب).
- تطبيق أسلوب مواجهة الباطل في البيت: أن يربي الآباء أبناءهم على رفض الظلم، وقول الحق مهما كان الثمن، وأن يزودوا الأبناء بالمواقف العملية والقصص المؤثرة لتنمية هذه القدرة.
- مثال تطبيقي في المدرسة: أن يشجع المعلم تلاميذه على إبداء آرائهم في جرأة وشجاعة، مع الأدب والحكمة والخلق، وألا يغضب إذا خالفه تلاميذه في الرأي.
هكذا فإنّ أساليب التربية الذاتية يُمكن تطبيقها في البيت والمدرسة والاستفادة منها في إخراج أجيال، تعرف معنى العبودية- لله عز وجل- حتى في أحلك الظروف على الأمة.