إن المسلم الذي يسعى إلى حياة تملؤها السعادة لا بُد من أن تكون البركة مفهومًا راسخًا يحيا به، فرغم التطور والتقدم التكنولوجي في مناحي الحياة كافة، وتوافر أسباب الرخاء وزيادة الإنتاج، ما زالت هناك مشكلات صحية واقتصادية وخوف وقلق من المستقبل، ما يدل على غياب هذا المفهوم في المجتمع.
وليست الكثرة هي البَرَكة، ويوضح ذلك قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: “ليسَتِ السَّنَةُ (القحط الشديد) بأَنْ لا تُمْطَرُوا، ولَكِنِ السَّنَةُ أنْ تُمْطَرُوا وتُمْطَرُوا، ولا تُنْبِتُ الأرْضُ شيئًا” (مسلم). ولأن البَرَكَة مفهوم تربوي إسلامي فلا بُد من أن تقوم على أسس صحيحة وهو ما يقوم المُربي بغرسه في الأطفال منذ نعومة أظفارهم.
مفهوم البركة في الإسلام
تُطلق البركة في اللغة على عدة معانٍ: فهي الزيادة والنماء، والخير والسعادة واليمُن، والدعاء بالبَرَكَة، فيقال بارك الله لك وفيك، وعلى ذلك فلا يُقال عند التهنئة “مبروك” فهي لم تُعرف عند العرب وإنما يُقال “مبارك” لك أو عليك…إلخ.
والبَرَكَة في الاصطلاح لا تختلف عن معناها اللغوي، فقد عرفها الراغب الأصفهاني بأنها “ثبوت الخير الإلهي في الشيء”، وسُمّي بذلك؛ لثبوت الخير فيه ثبوت الماء في البِرْكَةِ، وهو الذي يصدر من حيث لا يُحس، وعلى وجه لا يُحصى ولا يُحصر.
لذا قيل لكل ما يشاهد منه زيادة غير محسوسة: هو مُبارك، وفيه بَركة، وهذا هو الفرق بين البَرَكَة والزيادة، فكل بركة زيادة وليس كل زيادة بركة، ويؤكد ذلك ما روُيَ عن النبي- صلى الله عليه وسلم-: “ما نقصت صدقةٌ من مالٍ” (مسلم).
وهي ذلك الشعور الإيجابي الذي يشعر به الإنسان في جوانب حياته المادية والمعنوية، التي يترتب عليها سعادته في الدنيا والآخرة. والبَرَكَة لا تكون إلا من الله، يضعها فيمن شاء من خلقه على وجه لا يحصى ولا يحس ظاهره فيكون مُباركا، وهذا الخير الإلهي قد يكون في ذوات أو صفات أو أمكنة أو أزمنة. وورد لفظ هذا المفهوم بمشتقاته المختلفة في القرآن اثنين وثلاثين مرة، مثل بارَكْنا، بارك، بُورِكَ، تبارك، مُباركًا، مُباركة.
خصائص ومجالات البركة
لأهمية البركة في الإسلام فإنها تتميز من المنظور التربوي الإسلامي بخصائص عديدة، من ذلك:
- ربانية: يختص الله بها مَن يشاء من عباده، قال تعالى: (مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا) (فاطر:2). وما يؤكد أن البَرَكَة هبة من الله، ما رُويَ عن جابر بن عبد الله قال: “رأيْتُني مع النبي- صلى الله عليه وسلم- وقدْ حَضَرَتِ العَصْرُ، وليس معَنا ماءٌ غيرَ فَضلَةٍ، فجُعِلَ في إناءٍ فأُتيَ النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- فأدْخَلَ يدَهُ فيه وفَرَّجَ أصابِعَهُ، ثم قال: “حيَّ علَى أهلِ الوضوءِ، البَرَكَةُ مِن اللّهِ”، فلقدْ رأيتُ الماءَ يَتَفَجَّرُ مِن بينِ أصابعِهِ، فتَوَضَّأ الناسُ وشَرِبوا، فجَعَلْتُ لا آلُو ما جَعَلتُ في بطْني منه، فعَلِمتُ أنَّه بَرَكَةٌ . قلتُ لجابرٍ: كَم كُنتُم يومَئِذٍ؟ قال: ألْفًا وأربَعمِائةٍ” (البخاري).
- ضرورية: فهي إحدى متطلبات الحياة للفرد المسلم.
- إيجابية: فهي تربي في الإنسان السلوك الإيجابي فيصبح بذلك مصدرًا للخير ولا يبخل بإيجابياته عن الآخرين. وقد تميز سيدنا عيسى بهذه الخاصية كخاصية من خواص البَرَكَة التي منحها الله إياه فكان نافعًا لعموم الناس بعلمه وأخلاقه ودعوته للخير حتى صارت البَرَكَة تحل بحلوله، قال تعالى: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ) (مريم:31). وقد دعا الإسلام إلى هذه الإيجابية داخل البيت وفي الخارج، فقال- صلى الله عليه وسلم-: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” (الترمذي).
- خاصة: فمن سمات البَرَكَة أن الله اختص بها بعض الأمكنة؛ فيقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومسجد الحرام، ومسجد الأقصى” (مسلم). وبارك الله بعض الأزمنة كشهر رمضان، وليلة القدر والعشر من ذي الحجة.
- معنوية: فلا تُرى بالعين المجردة ولا تخضع للقياس، ويؤكد ذلك الحديث النبوي: “طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية” (مسلم).
- مستمرة: فهي النماء والزيادة واستمراريتها تأتي باستمرار أسبابها قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم:7].
وتتعدد مجالات البركة وتتضح آثارها الإيجابية على المستوى الفردي والمجتمعي فنجدها في:
- المجال العلمي: فوجود البركة في العلم يشمل تعلم العلم واستيعابه والإحاطة به، قال تعالى: (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ) [البقرة 282].
وتبدو آثار البَرَكَة في العلم بالقدرة على التطبيق العملي لمبادئه، والاستفادة به في تغيير الواقع، فمصدر البركة في حياتنا ليس بتعدد المصادر العلمية وكثرتها، بل قد يكون مصدرها من خلال فهم آية من القرآن أو حديث، ولذلك نظر الصحابة إلى أن التماس بركة العلم يتأتى من خلال العمل به، فكانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعملوا بما فيها.
- وفي المجال الصحي تتجلى مظاهر البركة في الصحة بكمالها وسلامتها من مختلف الأمراض، وقد تتحقق البَرَكَة في الصحة رغم تقدم عمر الإنسان، فينجز الكثير مما لا ينجزه غيره مقارنة بالعمر الزمني، ويوضح ذلك ما رُويَ عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- “أن رجلا قال: يا رسول أي الناس خير؟ قال: خير الناس من طال عمره وحسن عمله، قال: فأي الناس شر؟ قال: من طال عمره وساء عمله” (صحيح الترمذي).
- المجال الزمني: إن إدراك الإنسان لأهمية الزمن وقيمة الوقت عامل مهم لجلب البَرَكَة في حياته، فالوقت الزمني حينما تشمله البَرَكَة تتفاوت نسبة الإنجاز فيه بين الناس، وعندما نتأمل أحداث واقعة الإسراء والمعراج نجدها اشتملت على العديد من البركات التي جعلت الرسول- صلى الله عليه وسلم- يشهد العديد من الأحداث في وقت زمني قصير.
ويدخل ضمن البَرَكَة في الوقت إدراك ليلة القدر وهي ليلة محدودة الزمن بطلوع الفجر، ولكنها بما تشتمل عليه من الخير والبركات تفوق ألف شهر، ومن ثمَّ يجب تربية الفرد على أن حلول البَرَكَة في الوقت مرتبط بصدق اليقين بالله وإخلاص القلب وأداء العبادات في أوقاتها.
أسس تربية الأبناء على البركة
إن تربية الأبناء على مفهوم البركة في الإسلام من منظور تربوي إسلامي لا بُد من أن يقوم على عدة أسس، منها:
أولاً: الأساس العقدي، فالبداية الصحيحة لتربية الأبناء هي تأسيسهم على العقيدة الصحيحة، لأن العلاقة بين العقيدة والتربية علاقة وثيقة، فالتربية بلا عقيدة كالسير بلا دليل، ويشمل الأساس الاعتقادي للبركة ما يلي:
- تقوى الله بفعل الطاعات واجتناب المنهيات.
- إخلاص النية لله، فصلاح النية من استقامة القلب على منهج الله.
- التوكل على الله بحق والاعتماد عليه جالب للبركة، لكنه يكون بعد أداء الإنسان لواجباته والأخذ بالأسباب، لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: “لو أنَّكم كنتُم توَكلونَ علَى اللهِ حقَّ توَكلِه لرزقتُم كما يرزقُ الطَّيرُ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا” (الترمذى).
- الرضا بالقضاء والقدر فهو من أصول الإيمان ولا تمام لإيمان العبد إلا به.
- الاستخارة: لأن الغيب لا يعلمه إلا الله، فقد ربى الرسول المسلمين عليها. روى جابر- رضي الله عنه-، قال: كان رسول الله يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن (صحيح البخاري).
- الذكر والدعاء، والتوبة والاستغفار.
ثانيًا: الأساس الأخلاقي، فقد وضع الدين الإسلامي من المبادئ الأخلاقية والقيم التربوية ما يجعل الفرد يرتقي ويسمو وتتحقق في حياته البركة؛ لذا على الأسرة أن تربي أبنائها على:
- التواضع، فهو سبب للحصول على البَرَكَة وهو من سمات عباد الرحمن. قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا) [الفرقان: 63].
- التحلي بالصبر، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ) [البقرة: 153].
- الرفق، وهو اعتماد أسلوب اللين قولًا وفعلًا في المعاملة مع الآخرين، ويقول الرسول: “من يحرم الرفق يحرم الخير” (مسلم).
- القناعة والرضا بعطاء الله، فالغنى في المنظور الإسلامي ليس بكثرة الأموال، وإنما الغنى غنى النفس، يؤكد ذلك قول الرسول- صلى الله عليه وسلم- “ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس” (البخارى).
- الشكر، وهو حمد الله على النعم الكثيرة، فبقاء النِّعَم مُقيد بالشكر، قال تعالى: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرتُمْ لَأ زِيدَنَّكُمْ” (إبرهيم:7).
ثالثًا: الأساس الاجتماعي، حيث وضع الإسلام مبادئ وأسسًا وضوابط اجتماعية تسهم في تحقيق البَرَكَة للإنسان في حياته الدنيوية والدينية، من ذلك:
- بر الوالدين وصلة الرحم.
- الزواج، فقد أمر الله به باعتباره مصدرًا للبركة والرزق.
- حسن الجوار، حيث أوصى الإسلام بالجار والإحسان إليه.
- الصحبة الصالحة، وهي الصحبة القائمة على الخير والصدق، قال- صلى الله عليه وسلم: “لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي” (أبو داود).
- كفالة اليتيم، والتنفيس والتيسير على المسلمين.
- الاعتناء بالفقراء والضعفاء، فهو باب من أبواب منح الخير والبركة، قال- صلى الله عليه وسلم-: “هلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ” (البخاري).
رابعًا: الأساس الاقتصادي، فقد أرشد الإسلام المسلم إلى مقومات النظام الاقتصادي التي تكون فيها الخير والبركة وتحقق له السعادة، ومن هذه المبادئ:
- الصدق في المعاملات، قال- صلى الله عليه وسلم-: “البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما” (البخاري).
- استثمار أوقات النشاط في طلب الرزق، فقد رُويَ عنه- صلى الله عليه وسلم- قوله “اللهم بارك لأمتي في بكورها” (أبو داود).
- الإنفاق في أبواب الخير، قال- صلى الله عليه وسلم- “ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا اَ زدَ اللُّهَّ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لَّلهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللّهُ” (مسلم).
- إتقان وجودة العمل، قال تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195].
- تحري الحلال واتقاء الشبهات، قال- صلى الله عليه وسلم-: “يا أيُّها النَّاسُ إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بما أمرَ بِه المرسلينَ، فقالَ: (يَا أيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [المؤمنون: 51]، وقالَ تعالى: (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) [البقرة:172]، قالَ وذَكرَ الرَّجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك”. (مسلم).
- الاقتصاد وترشيد الإنفاق، قال تعالى: “إنَّ الْمُبَذرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ” (الإسراء: 27).
ما يجلب البركة وما يمحها
وهناك أمور تجلب البركة وأخرى تمحها، نشير إلى أبرزها هنا، حتى ينتبه المسلم.
أولًا: ما يجلب البركة:
- القرآن الكريم.
- بركة التقوى والإيمان بالله وحسن التوكل عليه.
- تسمية الله في جميع الأعمال (عند الطعام، دخول البيت، …).
- إكرام الطعام ولعق الأصابع، قال صلى الله عليه وسلم “البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه، ولا تأكلوا من وسطه” (أبو داود والترمذي). وقال- صلى الله عليه وسلم-: “إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة” (مسلم).
- الوفاء بالمكيال والميزان، فعن المقدام بن معدي كرب- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “كِيلُوا طَعامَكُمْ يُبارَكْ لَكُمْ” (البخاري).
وهناك أفعال تمحق البركة، منها:
- السباب وكثرة النوم.
- ظلم الآخرين.
- العمل بالربا.
- الخيانة في الكيل والميزان.
- الحكم بغير ما أنزل الله.
- الذنوب وكثرة المعاصي.
- عدم الصدق والحلف الكاذب.
- الحرص وكثرة الطمع والشره والرغبة في الدنيا.
- قلة التقوى.
- عدم احترام العلماء.
- عدم الدعاء بالبركة في المناسبات الطيبة.
رؤية النبي للبركة
ويتجلى مفهوم البركة في حياة النبي النبي- صلى الله عليه وسلم- الذي حرص على تربية المجتمع المسلم عليها، من ذلك:
قيمة الرفق، حيث قال- صلى الله عليه وسلم-: “يا عائشةَ! ارْفُقِى؛ فإنَّ اللهَ إذا أرادَ بأهلِ بيتٍ خيرًا أدخلَ عليهِمُ الرِّفقُ” (أخرجه أحمد)، وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: “ما خُير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه” (البخاري).
ولأن الزواج يشتمل على الجانب المادي المتمثل في المتطلبات الحياتية والجانب المعنوي المشتمل على بركة الزواج بما يتضمنه من معاني الرحمة والسكينة والمودة التي تمثل الرباط الذي يربط بين الزوجين، فقد كان- صلى الله عليه وسلم- يحرص عند كل زواج أن يدعو للزوجين بشمول البركة لحياتهما فيقول: “اللهم بارك لهما، وبارك عليهما، واجمع بينهما في خير” (صحيح أبي داود).
وأكد- صلى الله عليه وسلم- أهمية البعد عن المغالاة في تكاليف الزواج التي تقلل من البركة فيه، قال: “إنَّ مِن يُمنِ المرأةِ تَيسيرَ خِطبتِها، وتَيسيرَ صَداقِها، وتَيسيرَ رَحِمِها” (مسلم).
وقد ربى الرسول- صلى الله عليه وسلم- الصحابة على خُلُق القناعة من خلال التأمل في أحوال مَن هُم أقل منهم، حتى يعلم المُسلم مقدار نعمة الله عليه، فقال- صلى الله عليه وسلم-: “انْظُرُوا إِلَى مَنْ هو أَسفَل مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوقَكُم؛ فهُوَ أَجْدَرُ أَن لا تَزْدَرُوا نعمةَ اللّهَّ عَلَيْكُمْ” (الترمذي).
إن البركة إحدى متطلبات الحياة ومن الضرورات المُلحّة للإنسان التي بغيابها يفقد التوازن النفسى، وإن الله- عز وجل- هو مصدرها وتحقيقها مرهون بتقواه وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وتطبيق المنهج الإلهي في شؤون الحياة كافة. وهي ليست كلمة تقال باللسان وإنما هي جامعة لمعانٍ كثيرة وسلوكيات عديدة تتحقق بتربية أبنائنا عليها منذ الصغر.
المصادر والمراجع:
- البركة من منظور تربوي إسلامي، د. أحمد عبدالرسول محمد مصطفى، مجلة كلية التربية، جامعة بني سويف، عدد أكتوبر، الجزء الثاني 2020.
- البركة ما يجلب البركة – ما يمحق البركة، أبو حذيفة إبراهيم بن محمد، دار الصحابة للتراث، الطبعة الأولى 1408 هـ.
- حديث القرآن الكريم عن البركة وأثرها على الفرد والمجتمع، د. السيد فاروق محمد عبدالرحمن، وآخرون.، جامعة الأزهر كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بالمنوفية.
- الأمور المباركة في السنة النبوية دراسة حديثية تحليلية، د. لطيفة بنت محسن بن محيسن القرشي، كلية البنات بجدة، قسم الدراسات الإسلامية.