إن الفوز في السباق المعاصر بين الأمم يعتمد على قدرتها على تربية أبنائها تربية تنبع من عقيدتها وقيمها وأن تقيهم من التلوث الفكري، وتتيح لهم حرية التفكير والتعبير والتطبيق في ضوء النظم والقيم المرعية، وتستثمر أساليب العصر وتقنياته في إطلاق طاقاتهم الإبداعية، وتكون أجيالا لا تقنع باستيعاب المعاصر فقط، ولكنها تتطلع أيضا إلى المستقبل لتسهم في صنعه.
ولقد آن الأوان لأن ننهل- نحن المسملين- من تراثنا، ونكف عن اعتبار الفكر الأجنبي المصدر الأفضل لمسيرتنا التربوية؛ لأن هذا فيه ظلم لأنفسنا ولما بين أيدينا من تراث فكري وحضاري عريق، فالأولى لنا أن ندرس تراثنا التربوي دراسة عملية ننطلق منها إلى إيجاد سياسة تعليمية خاصة بنا، ومناهج تستجيب لطموحاتنا وتحقق أهدافنا وتستجيب لآمالنا.