يُعدّ الإيثار من أرفع مراتب الإحسان، وأعلى درجات الإيمان، بل لا يستحقّ أحدٌ ألقاب الفضيلة والمروءة والفتوّة ويكون بها خليقًا، إلّا إذا تخلّق بهذه الخصلة الكريمة وحظي بها، وهو يرفع المجتمع إلى قمة الأمن، لأن أفراده ارتفعوا عن حظوظهم الدنيوية، وآثر بها كل منهم أخاه، فهو لا يُفكّر في أن يستوفي حقه كاملًا فضلاً عن التفكير في الأثرة والاستبداد.
وحثّ الإسلام على غرس هذا الخُلُق العظيم في نفوس النشء وتربيتهم عليه منذ الصغر، لأنه خليق بنشر المحبة والود بين الناس، وإشاعة روح التعاون والتضامن، وتقوية المجتمع وجعله أكثر استقرارًا، وتحقيق السعادة للفرد والمجتمع.
الإيثار في القرآن والسنة
ويأتي معنى الإيثار من آثَرَ يُؤثِرُ إيثارًا، أي التَّقديمِ والاختيارِ والاختِصاصِ؛ فآثَرَه إيثارًا: اختاره وفَضَّله، ويقالُ: آثَرَه على نَفْسِه، والشَّيءَ بالشَّيءِ: خَصَّه به، وفي الاصطلاح، قال ابنُ العَرَبيِّ: “هو تقديمُ الغيرِ على النَّفسِ في حُظوظِها الدُّنيويَّةِ؛ رَغبةً في الحُظوظِ الدِّينيَّةِ”.
ووصف الله- سبحانه وتعالى- أهل هذا الخلق العظيم، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر: ٩].
وقال تعالى في وصف الأبرار أصحاب النعيم: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا) [الإنسان: 8-14].
ومَن رغب في النجاة والفلاح فليكن من أهل هذا الخلق الكريم، قال الله- عز وجل-: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [التغابن: 16-18].
وهنيئًا لمَن ملأ دنياه بطاعة مولاه، ويا خسارة من باع أخراه بدنياه، قال الله- تبارك وتعالى- (فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات: 37-39].
وأكد النبي- صلى الله عليه وسلم- أهمية هذا الخُلُق، فروى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “طَعَامُ الِاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلاَثَةِ، وَطَعَامُ الثَّلاَثَةِ كَافِي الأَرْبَعَةِ”.
والنبي محمد- صلى الله عليه وسلم- كان أحسن الناس إيثارًا، فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ- رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبُرْدَةٍ، فَقَالَ سَهْلٌ لِلْقَوْمِ: أَتَدْرُونَ مَا البُرْدَةُ؟ فَقَالَ القَوْمُ: هِيَ الشَّمْلَةُ، فَقَالَ سَهْلٌ: هِيَ شَمْلَةٌ مَنْسُوجَةٌ فِيهَا حَاشِيَتُهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكْسُوكَ هَذِهِ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُحْتَاجًا إِلَيْهَا فَلَبِسَهَا، فَرَآهَا عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ.
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَحْسَنَ هَذِهِ، فَاكْسُنِيهَا، فَقَالَ: “نَعَمْ” فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَمَهُ أَصْحَابُهُ، قَالُوا: مَا أَحْسَنْتَ حِينَ رَأَيْتَ النَّبِيَّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخَذَهَا مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا، وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ لاَ يُسْأَلُ شَيْئًا فَيَمْنَعَهُ، فَقَالَ: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حِينَ لَبِسَهَا النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لَعَلِّي أُكَفَّنُ فِيهَا. و(البردة) الشملة، وهي كِساء يُشتمَل به، والاشتمال إدارة الثوب على الجسد كله.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ- رضي الله عَنْهُ- أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِي- صلى الله عليه وسلم- فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ، فَقُلْنَ مَا مَعَنَا إِلا الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ يَضُمُّ أَوْ يُضِيفُ هَذَا” فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَا، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ: أَكْرِمِى ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِى، فَقَالَ هَيِّئِى طَعَامَكِ، وَأَصْبِحِى سِرَاجَكِ، وَنَوِّمِى صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ فَجَعَلا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلانِ فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ “ضَحِكَ الله اللَّيْلَةَ أَوْ عَجِبَ مِنْ فَعَالِكُمَا” فَأَنْزَلَ الله تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) [الحشر: 9] (البخاري).
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: “جاء رجل إلى النَّبيِّ- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أي الصَّدقة أعظم أجرًا؟ قال: أن تصدَّق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلتَ: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان” (البخاري ومسلم).
ولما بايع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أهل العقبة أمر أصحابه بالهجرة إلى المدينة، فعلمت قريش أن أصحابه قد كثروا وأنهم سيمنعونه، فأعملت آراءها في استخراج الحيل، فمنهم من رأى الحبس، ومنهم من رأى النفي.
ثم اجتمع رأيهم على القتل فجاء البريد بالخبر من السماء وأمره أن يفارق المضجع، فبات علي- رضي الله عنه- مكانه ونهض الصديق لرفقة السفر. فلما فارقا بيوت مكة اشتد الحذر بالصديق، فجعل يذكر الرصد فيسير أمامه، وتارة يذكر الطلب فيتأخر وراءه، وتارة عن يمينه وتارة عن شماله إلى أن انتهيا إلى الغار، فبدأ الصديق بدخوله ليكون وقاية له إن كان ثَم مؤذ.
فلما وقف القوم على رؤوسهم وصار كلامهم بسمع الرسول والصديق، قال الصديق وقد اشتد به القلق: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى ما تحت قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما” لما رأى الرسول حزنه قد اشتد ليس على نفسه؛ قوَّى قلبه ببشارة {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} فظهر سر هذا الاقتران في المعية لفظًا، كما ظهر حكمًا ومعنى، إذ يقال رسول الله وصاحب رسول الله، فلما مات قيل خليفة رسول الله، ثم انقطعت إضافة الخلافة بموته، فقيل أمير المؤمنين.
فأقاما في الغار ثلاثاً ثم خرجا منه ولسان القدر يقول: لتدخلنها دخولاً لم يدخله أحد قبلك ولا ينبغي لأحد من بعدك.. كان تحفة ثاني اثنين مدخرة للصديق دون الجميع، فهو الثاني في الإسلام، وفي بذل النفس، وفي الزهد، وفي الصحبة، وفي الخلافة، وفي العمر، وفي سبب الموت، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مات عن أثر السم وأبو بكر سم فمات.
ولقد تربى صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على هذا الخلق النبيل، فها هو عن ابنِ عمرَ قال: أتَى علينا زمانٌ وما يرَى أحدُنا أنَّه أحقُّ بالدِّينارِ والدِّرهمِ من أخيه المسلمِ، ثمَّ أصبح الدِّينارُ والدِّرهمُ أحبَّ إلى أحدِنا من أخيه المسلمِ سمِعتُ رسولَ اللهِ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقولُ: “إذا ضنَّ النَّاسُ بالدِّينارِ والدِّرهمِ، وتبايعوا بالعينةِ، وتبِعوا أذنابَ البقرِ، وتركوا الجهادَ في سبيلِ اللهِ، أنزل اللهُ بهم ذلًّا فلم يرفَعْه عنهم حتَّى يُراجعوا دينَهم”.
وعن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ الأشعريِّين إذا أرملوا في الغزو، أو قلَّ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثمَّ اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسَّويَّة، فهم منِّي، وأنا منهم” (البخاري ومسلم).
وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: “لما قدم المهاجرون المدينة نزلوا على الأنصار في دورهم، فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا مثل قوم نزلنا عليهم أحسن مواساة في قليل، ولا أبذل في كثير منهم، لقد أشركونا في المهنأ وكفونا المؤنة، ولقد خشينا أن يكونوا ذهبوا بالأجر كلِّه. فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: كلَّا، ما دعوتم الله لهم وأثنيتم به عليهم” (أبو داود والترمذي).
وهذا عبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنه-، لمَّا قدم المدينة آخى النَّبيُّ- صلى الله عليه وسلم- بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاريِّ، وعند الأنصاريِّ امرأتان، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله، فقال له: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلُّوني على السُّوق…” (البخاري).
وسار التابعون على الدّرب، فتخلقوا بهذا الخلق الكريم، حيث قال يحيى بن معاذ الرازي: عجبت من رجل يرائي بعلمه الناس وهم خلق مثله، ومن رجل بقي له مال ورب العزة يستقرضه، ورجل رغب في محبة مخلوق والله يدعو إلى محبته ثم تلا: (وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [يونس: 25].
وقال محمد بن واسع: ما رددت أحدًا عن حاجة أقدر على قضائها، ولو كان ذهاب مالي. وقال ابن تيمية: الإيثار مع الخصاصة أكمل من مجرد التصدق مع المحبة، فإنه ليس كل متصدق محبًا مؤثرًا، ولا كل متصدق يكون به خصاصة، بل قد يتصدق بما يحب مع اكتفائه ببعضه مع محبة لا تبلغ به الخصاصة.
كيفية تربية الأبناء على الإيثار
وتحتاج عملية تربية الأبناء على الإيثار إلى قدوة وسلوكيات من الوالدين والمربين لتصاحب الصغار طيلة فترة طفولتهم، من بينها:
- مساعدة الأطفال على فهم مشاعرهم: فإذا فهموا مشاعرهم، يمكنهم الاستجابة لمشاعر الآخرين.
- القدوة الطيبة: فلا بد من أن يكون الأب والأم والمربي قدوة حسنة للأطفال في الأخلاق ومنها الإيثار.
- مكافأة سلوك الإيثار لدى الأطفال: فغالبًا ما يمتدح الآباء أطفالهم لأدائهم الجيد في الاختبار، لذا يُمكنهم فعل الشيء نفسه لعرض التعاطف والإيثار لتقديم تعزيز إيجابي.
- الاعتراف بالتوازن: فعلى الآباء ألا يطالبوا أطفالهم بالتخلي عن كل شيء للآخرين، لأنّ ذلك قد يؤدي إلى سلوكيات غير مرغوبة، مثل: إنكار أن لديك احتياجات، والتخلي عن الكثير من أجل شخص آخر، وهنا يجب تعليم الطفل متى يمكنه أن يمارس فعل الإيِثَار مع الآخرين ومتى يمتنع عن ذلك.
- تدريب الأطفال على الرغبة في مكارم الأخلاق والتنزه عن سيئها: إذ بحسب رغبة الإنسان في مكارم الأخلاق يكون إيثاره؛ لأن الإيِثَار أفضل مكارم الأخلاق.
- تعليم الأطفال بُغض الشُّحِّ: فمن أبغض الشُّحَّ علم ألا خلاص له منه إلا بالجود والإيثار.
- تربية الأطفال على تعظيم الحقوق: فمتى عظمت الحقوق عند امرئٍ قام بحقها ورعاها حق رعايتها، وأيقن أنه إن لم يبلغ رتبة الإيِثَار لم يؤد الحقوق كما ينبغي.
- الاستخفاف بالدنيا والرغبة في الآخرة: وهي من الأخلاق التي يجب تربية الأطفال عليها، لأنّه من عظمت في عينه الآخرة هان عليه أمر الدنيا، وعلم أن ما يعطيه في الدنيا يُعطاه يوم القيامة أحوج ما يكون إليه.
- توطين النفس على تحمل الشدائد والصعاب: فذلك مما يُعين على الإيِثَار، إذ قد يترتب عليه قلة ذات اليد وضيق الحال أحيانًا.
- تربية الأطفال على اللين والرَّحمة: فأصل الإيِثَار الرَّحمة واللين واللذان يكونان في قلب المسلم.
- تذكر الموت ولقاء الله والآخرة: وهذا الباب من أعظم الأبواب التي تجعل المؤمن يعمل الخير ويحب للآخرين ما يحبه لنفسه، لأنَّه يعلمُ يقينًا أنَّه في يومٍ من الأيام سيموت، ويحاسبه الله- سبحانه وتعالى- على أعماله.
- تربية الصغار على تعظيم الأخلاق الحسنة وامتثالها: فهو سبب لأن يكون صاحبها محبوبًا ومحمودًا بين النَّاس، فقد جبل الله- سبحانه وتعالى- قلوب العباد على محبة الأخلاق الحسنة وأصحابها، وإنَّ من أعظم الأخلاق المحبّبة بين الناس خُلق الإيِثار.
إن الشريعةُ الإسلامية قد دعت إلى تربية الطفل على كثيرٍ من الآداب والأخلاق، وأبرزها خلق الإيثار الذي يحمي الطفل من سلوك الأنانية، وحبِّ التملُّك، وعدم الاهتمام بالآخرين، وهي صفات لا تتفق مع قانون الجماعة الإنسانية المبني على العطاء، وليس الأخذ فقط.
مصادر ومراجع:
- أبو البقاء الكفوي: الكليات 1/38.
- مجموعة مؤلفين: المعجم الوسيط 1/5.
- أبو بكر الجصاص: أحكام القرآن 4/220.
- د. خالد سعد النجار: الإيثار لغة العظماء.
- ابن حجر العسقلاني: التلخيص الحبير 1/108.
- ابن هشام: سيرة ابن هشام 2/41.
- ابن كثير: البداية والنهاية 3/60.