إن حياة الانسان في تطور مستمر، فيتحول من جنين إلى طفل، ومن طفل إلى مراهق، ومن مراهق إلى راشد، ومن راشد إلى شيخ، وتنتظم هذه الأطوار كلها في سلم متعاقب الدرجات، وتتناسق مظاهرها ومعالمها فينمو الفرد في جسمه وحسه، وحركاته مهاراته، وعقله ولغته، وانفعالاته وعواطفه، وتستقيم أساليبه وعلاقاته، فيتصل بالمجتمع المحيط به، ويتفاعل معه، يؤثر فيه ويتأثر به. تلك هي اللبنات الأولى التي قامت على دعائمها أبواب هذا الكتاب، لتقوم بتبيين المعالم الجوهرية لرعاية جميع مظاهر حياة الفرد النامية المتطورة، ويبدأ الباب الأول بدراسة تمهيدية للنمو النفسي، والعوامل المؤثرة في النمو بشكل عام والمميزات العامة له، ثم يتطرق الباب الثاني إلى مرحلة الطفولة بداية من مرحلة ما قبل الميلاد ومرورا بـأنواع النمو المختلفة، من جسمي وحركي وحسي، وعقلي معرفي، واللغوي، والانفعالي، وانتهاء بالنمو الاجتماعي، وأخيرا اهتم الباب الثالث بمرحلة المراهقة يتابع فيه النمو الجسمي داخليا وخارجيا، والنمو العقلي المعرفي، بالإضافة للنمو الانفعالي، والاجتماعي.