تتعدّد مهارات المربي الناجح، لكن يظل أبرزها قُدرته على إيقاظ الإيمان في قلوب المتربين، إذ يدخل الإيمان القلب فينوّره ويُشعل جذّوته فيه؛ وينعكس ذلك على العبادات والمعاملات والاهتمامات، ومهما حاولنا تحسين هذه الأمور دون البدء بغرس الإيمان بمفهومه الصحيح فإن الناتج سيكون ضعيفًا، ولا يتناسب مع الجهد المبذول مع النشء.
ومعروف أنّ مُشكلة الأمة بالأساس إيمانيةٌ، ولن ينصلح حالها إلا بالإيمان، يقول تعالى: (وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران: من الآية 139)، لذا سنظل ندور في حلقةٍ مفرغةٍ لا نخرج منها إن لم نبدأ بالإيمان؛ فنجدِّده ونحييه في قلوبنا وقلوب أبنائنا الصغار لينشأوا على ذلك ويأتي الإيمان بثماره المرجوّة.
إيقاظ الإيمان في القرآن والسنة
ويجب أن يعلم المربون أنّ إيقاظ الإيمان في قلوب المتربين له الأولوية في العمل، ويتصدر كل ما عداه من جهد وتوجيه، لأن الإيمان كفته راجحة وهو الضامن لغرس القيم والأخلاق النبيلة في نفوس النشء، لذا نجد أن القرآن اهتم بقضية الإيمان في كثير من الآيات، من ذلك قول الحق تبارك وتعالى: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ) [الأنفال، 2].
وقال تعالى: (وَإِذا ما أُنزِلَت سورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقولُ أَيُّكُم زادَتهُ هذِهِ إيمانًا فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَزادَتهُم إيمانًا وَهُم يَستَبشِرونَ) [التوبة: 124].
وأدق بيان عن الإيمان في القرآن، قوله سبحانه: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أُولَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ). [الحجرات: 14-15].
وبيّن القرآن أنّ الإيمان عقيدة والتزام، فقال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْعَادُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ*أُولَـئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ*الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). [المؤمنون: 1-11]
والإيمان شرط رضا الله- عز وجل- عن عباده، إذ يقول: (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح،: 18]، ووصف سبحانه المؤمنين بقوله: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أُولَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [الحجرات: 15].
وحرص النبي- صلى الله عليه وسلم- على غرس الإيمان في قلوب أصحابه وأمته، فعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان- رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ- صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ” (مُسْلِم).
بل إن الإيمان هو أول شيء حرص النبي- صلى الله عليه وسلم- على إيقاظه في قلوب الناس، فقد روي عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ- صلى الله عليه وسلم- لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى اليَمَنِ: “إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ، فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ”. وَفِي رِوَايَةٍ: “أَنْ يُوَحِّدُوا اللهَ تَعَالَى” (مُتْفَقٌ عَلَيهِ).
ويؤكد ذلك ما رواه جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ- رضي الله عنه- قَالَ: “كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ، “فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا” (صحيح ابن ماجه).
وَعَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ- رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ- صلى الله عليه وسلم- لَمَّا خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ “اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم-: “سُبْحَانَ اللهِ! هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم”. (التِّرْمِذِي وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ).
وَعَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ- صلى الله عليه وسلم-: “إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلْ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ شِئْتَ” (ابْنُ مَاجَه بِسَنَدٍ حَسَنٍ).
وسائل المربي في إيقاظ الإيمان لدى النشء
ولأنّ إيقاظ الإيمان من مهارات المربي الناجح، فلا بُد من تحقيق ذلك بالوسائل الناجعة، ومنها:
- تدريب المتربي على التفكر في خلق الله وأحوال العباد: ولأمر ما كان من هدي النبي- صلى الله عليه وسلم- في قيام الليل أن يقرأ: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [آل عمران: 190]، وقد قال عنها: “ويلٌ لِمَن قرَأها ولم يتفكَّرْ فيها” (رواه ابن حبان في صحيحه).
- تدريب المتربي على التفكر في كتاب الله تعالى: امتثالا لقول الله- عز وجل-: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24].
- وتدريب المتربي في التفكر في سنن الله في خلقه، وتقلُّب أحوال العباد بين العطاء والمنع، والتقدم والتأخر، والرفع والخفض، والعز والذل، والقوة والضعف، ومحاولة الوقوف على أسباب هذا، والاستفادة منها وتطويعها، وتجنب مصادمتها.
- الاستكثار من العبادات المحضة: والمواظبة عليها وأداؤها بخشوع ومنها الصلاة المكتوبة في المسجد في أول الوقت وقيام الليل وقراءة القرآن والذكر وصوم الهواجر.
- مصارعة الباطل بالحق: بالقيام بواجب الدعوة وحمل الأمانة رغم كثرة أهل الباطل فإن هذا يزيد الإيمان في قلب العبد يقول تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران: 173].
- التفكر في نعم الله علينا: وأقل هذه النعم هو متاع الدنيا من مال وولد وطعام وشراب وأجلها معرفة الله والتوفيق إلى طاعته.
- التفكر في سنن الله في الخلق: وتقلب أحوال العباد بين العز والذل والقوة والضعف: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ) [آل عمران: 26].
أسباب ضعف الإيمان
ورغم أهمية قضية إيقاظ الإيمان في قلوب المتربين، لا بُد من الانتباه إلى أسباب ضعف الإيمان لتجنبها، أو علاجها في حال كانت موجودة، ومن هذه الأسباب:
- الانغماس في الشواغل الحياتية: ﴿بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَأمِلُونَ﴾ [المؤمنون: 63]، و﴿شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا﴾ [الفتح: 11]، وقال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- عن نفسه: “ألهاني الصفق في الأسواق”.
- إهمال أسباب زيادة الإيمان وانتعاشه: قال الصحابة- رضوان الله عليهم- : “الإيمان يزيد وينقص”، فإذا ذكرنا الله- عز وجل- فهذه زيادته، وإذا نسينا وغفلنا فذلك نقصانه. وقالوا أيضًا: “إذا كنا معك يا رسول الله رقَّت قلوبنا، وكنا من أهل الآخرة. فإذا خرجنا من عندك وعافسنا الأزواج والأولاد والضيعات قسَت قلوبنا وكنا من أهل الدنيا”.
- كثرة الأعمال والتكليفات، مع تشابكها وتداخلها بما لا يسمح بالتقاط الأنفاس، وإعطاء حق القلب والروح.
- بُعد هذه القضية المصيرية عن بؤرة الاهتمام القوي، والتركيز الشديد، والمتابعة الدقيقة لدى مستويات التوجيه المختلفة، واستشعار الاستعاضة عن ذلك بجانب الدعوة والحركة وهما فرع من ذاك الأصل.
- كثرة اللقاءات الإدارية والتنفيذية، التي غالبًا ما تتَّسم بالجفاف، واختلاط الأصوات، وشيوع روح المراء والجدل.
- الابتعاد عن القدوة الصالحة: ولذلك لما توفي الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال الصحابة: “فأنكرنا قلوبنا وأصابتهم وحشة”.
- الإفراط في الأكل والنوم والسهر والكلام والاختلاط بالناس. قال صلى الله عليه وسلم: “كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب”. وفي الأثر: “من أكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراً، وخسر أجراً كبيرا”.
- الابتعاد عن طلب العلم الشرعي وعدم مطالعة القرآن وكتب الحديث والمواعظ والرقائق وغيرها.
- وجود الإنسان في وسط يعج بالمعاصي والآثام ولا يذكر الآخرة.
- طول الأمل في الدنيا: قال تعالي: {ذَرْهُمْ يَأكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}. وقال علي رضي الله عنه: “إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة”. رواه البخاري.
ثمار إيقاظ الإيمان
وهناك ثمرات لعمليّة إيقاظ الإيمان في قلوب النشء، نذكر أبرزها في النقاط التالية:
- المخرج من كل ضيق، والرزق من حيث لا يحتسبه العبد: قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 ـ 3].
- السهولةُ واليسرُ في كلِّ أمرٍ: قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4].
- تيسيرُ العلمِ النافعِ: قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282].
- إطلاقُ نورِ البصيرة: قال تعالى: {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً} [الأنفال: 29].
- محبَّةُ اللهِ والقبولُ في الأرض: قال تعالى: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76].
- نصرة الله- عزَّ وجلَّ- وتأييده وتسديده، وذلك في قول الله عزَّ وجلَّ: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة :194]. فهذه هي معيةُ التأييد والتسديد، وهي معيةُ الله عزَّ وجلَّ لأنبيائه وللمتقين والصابرين.
- الحفظ من كيد الأعداء: قال تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120].
- حفظ الذرية الضعاف بعناية الله تعالى: قال تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا} [النساء :9].
- قبولِ الأعمال التي بها سعادةُ العبد في الدنيا والآخرة: قال تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة :27].
- سببُ للنجاةِ من عذاب الدنيا: قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [فُصلت: 17 ـ 18].
- تكفيرُ السيئات: قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5].
- ميراث الجنة: قال تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} [مريم: 63] فهم الورثة الشرعيون لجنّة الله عزَّ وجلَّ، وهم لا يذهبون إلى الجنة سيرًا على أقدامهم، بل يحشرون إليها ركبانًا.
- تجمعُ بين المتحابّينِ مِنْ أهلِهَا: قال تعالى: {الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].
- الفوز برضا الله تعالى، قال سبحانه: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 71 ـ 72].
- دفاع الله تعالى عن المؤمنين: ومن ثمرات الإيمان، أنَّ الله يدفعُ عن المؤمنين جميعَ المكاره، وينجيهم من الشدائد، كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الحج :38].
- الحياة الطيبة: وهي من ثمرات الإيمان، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
- حصولُ البشارةِ بكرامةِ اللهِ والأمنِ التامِّ من جميع الوجوه، يقول سبحانه: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 223]، فأطلقَها ليعمَّ الخيرُ العاجلُ والآجل.
- حصول الفلاح والهدى: وهو إدراكُ غايةِ الغايات، قال تعالى بعدما ذكّر المؤمنين بما أَنْزَلَ على محمّدٍ- صلى الله عليه وسلم- وما أَنْزَلَ على مَنْ قبله، والإيمان بالغيب، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة: اللتين هما من أعظم آثار الإيمان، قال تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدَىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [البقرة: 5].
- الشكر والصبر: وهما جِماعُ كلِّ خيرٍ، فالمؤمنُ مغتَنِمٌ للخيرات في كلِّ أوقاته، رابحٌ في كلِّ حالاته. فيجتمع للمؤمن عند السرّاء نعمتان: نعمةُ حصولِ ذلك المحبوب، ونعمةُ التوفيق للشكر الذي هو أعلى من ذلك.
- تأثيرُه على الأعمال والأقوال: فجميع الأعمال والأقوالِ إنّما تصحُّ وتكمُلُ بحسب ما يقومُ بقلبِ صاحبها من الإيمانِ والإخلاصِ، ولهذا ذكر الله هذا الشرطَ الذي هو أساسُ كلِّ عمل، مثل قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ} [الأنبياء :94].
- الانتفاعُ بالمواعظ والتذكير، قال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات :55]؛ لأنَّ الإيمانَ يحمِلُ صاحبه على التزام الحقِّ واتباعه، علمًا وعملًا.
- قطعُ الشكوكِ التي تضرُّ بالدين، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات :15].
- ملجأ المؤمنين: وذلك في كلِّ ما يلمُّ بهم، من سرورٍ، وحزنٍ، وخوفٍ، وأمنٍ، وطاعةٍ، ومعصيةٍ، وغيرِ ذلك من الأمور.
- المنع من الوقوع في الموبقات المهلكة: فالإيمانُ الصادقُ الصحيحُ، يصحبُهُ الحياءُ مِنَ الله، والحبَّ له، والرجاء القويّ لثوابه، والخوف من عقابه، والنور الذي ينافي الظلمة، وهذه الأمورُ التي هي من مكمّلات الإيمانِ لا ريبَ أنها تأمرُ صاحبَها بكلِّ خير، وتزجره عن كلِّ قبيحٍ.
إن إيقاظ الإيمان في قلوب النشء له أهمية كبرى في إخراج أجيال مؤمنة تنعم بالحياة وتسعد في الآخرة، والحياة الحقيقية لا تكون إلا بالإيمان، فبالإيمان يكون الأمن، والاستقرار، والطمأنينة، والعفة، والكرامة، ودون الإيمان يصير الخوف، والقلق، والضنك، والرذيلة.
مصادر ومراجع:
- الدكتور مجدي الهلالي: إيقاظ الإيمان .. كيف؟
- علي الصلابي: الإيمان بالله تعالى.. فوائده وآثاره وثمراته.
- سعيد بن مسفر: أهمية الإيمان.
- إخوان أونلاين: وسائل عملية لإيقاظ الإيمان قبل قدوم رمضان.
- إسلام أونلاين: ظاهرة ضعف الإيمان .. المظاهر والأسباب والعلاج.