يعد (إحياء علوم الدين) أعظم كتب الغرالي وأكثرها شهرة، وله مكانة مميزة، وقد اهتم به العلماء وغير العلماء، وكثر المادحون له. ويعتبر مرجعًا في علوم الشريعة والأخلاق والتربية.
عرض الغزالي الإسلام في كتابه على أنه وحدة غير قابلة للتجزئة. والإسلام يتعامل مع الإنسان- المكون من جسم وروح وعقل- في تناسق بين جوانبه الثلاثة، والغاية التي يهدف إليها الربعان الثالث والأخير من الإحياء، هي تزكية النفس، هذا الجانب الذي لم يحظ من المؤلفين قبل الغزالي إلا باليسير.
وقد عُرف (الإحياء) بالعرض السليم للموضوع، وتمتع بأسلوب أدبي سهل، وقد استطاع بواسطة الأمثلة أن يتغلب على الحواجز الفكرية، فضلا عن امتلاكه القدرة على الانتقال من المعنى النفسي إلى الصورة الحسية.