إن مرحلة الطفولة هي أخصب وأطول وأهم فترة يمكن للمربي أن يغرس فيها من المبادئ القويمة والتوجيهات السليمة في نفوس وسلوك أبنائه ما شاء، فالفرص متاحة، والإمكانيات متوفرة؛ من فطرة سليمة، وطفولة ساذجة، وبراءة صافية، وليونة ومرونة، وقلب لم يلوث، ونفس لم تدنس.
ولمن أراد التأسي بسيد البشر، والمربي الحق، النبي الأمين محمد- صلى الله عليه وسلم-؛ فإن هذا الكتاب شيءٌ من بحر فضله في التربية النبوية للأطفال، والإعدادات الإسلامية للأجيال، يتبين فيه مدى الاهتمام النبوي بالطفل؛ في جميع مراحل طفولته؛ بدءا من كونه في صلب أبيه إلى أن يولد ويشب، وحتى يبلغ ويصير رجلًا مكلفًا.