إن المتأمل في المفاسد الاجتماعية بجميع صورها وأشكالها يجد أنها وليدة البعد عن التنشئة الإسلامية للأجيال، وهذا يؤكد حاجة المسلمين خاصة والبشرية جمعاء إلى المنهج الإسلامي، خاصة وأن الغزو الثقافي أصبح اليوم لا تحجبه الحدود الدولية، ولا علو الجبال ولا عمق البحار وطول المسافات، بل يبث اليوم من أي مكان في الأرض ليصل إلى كل بقعة فيها، وهذا ما نشاهده اليوم، فكيف بالغد والسنوات المقبلة، فعلى الأمة الإسلامية أن تنتبه لهذا الخطر القادم، وأن تعي الأخطبوط الفكري الغازي القادم من الشرق والغرب، حتى لا تؤخذ على حين غرة، وأن تربي أبناءها التربية الوقائية، قبل التربية العلاجية، فالوقاية خير من العلاج، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.
وهذا الكتاب الذي نقدمه لكم هنا هو مساهمة في تأصيل مادة التربية الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن ينفع به.