المنهج التربوي للسيرة النبوية ج (4-7) – التربية القيادية

مما لاشك فيه أنه توجد أعداد وفيرة ضخمة تملأ كل فج، جاهزة للتضحية والبذل، تتوقد حماسا وحيوية أن ترى الإسلام يسود، لكنها تحتاج إلى القائد المبصر، والرائد الحكيم الذي يقود بها في لجج البحار، فيكون الربان الماهر الذي يقودها إلى شاطىء السلامة، ويحقق بها موعود الله في الأرض.
ولإيجاد هذا القائد لا بد من الوقوف بين يدى المصطفى ﷺ قائد ركب الإيمان في الوجود، والنظر إلى الجيل الذي صاغه حتى كان -أي جيل الصحابة- من كبار القادة الذي نقل روح النبوة وهديها إلى كل أرجاء الوجود، فحكموا بهذا الهدى، وأضاؤا الوجود بهذا النور.
وهذا الكتاب - بأجزائه الأربعـة - يضع أيدينا على المنهج الذي ربي به النبي ﷺ أصحابه حتى أصبحوا جيلا قياديا فذا عز نظيره في التاريخ.
والذين يحملون عبء قيادات العمل الاسلامي في الأرض مدعوون إلى الوقوف على هذه التربية وهو ما يهدف إليه هذا الكتاب.