الصبر

كل ما حولك أو تعيش فيه من ابتلاءات وفتن ومحن، قد مر بأعظم وأشد منه الأنبياءُ والدعاة والمصلحون من قبلك، فتصبّر وتسلّى بسيرتهم واقتدِ بها: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.. إليكم صورًا مما عاشه الأنبياء وأصحاب الدعوات، وكان الصبر منهجهم.

10 وسائل تساعدك على اكتساب مهارة الإنصات

"إنما الصبر بالتصبر وإنما الحلم بالتحلم".. فما هي أنواع الصبر وكيف نتخلق به؟

يأتي هذ الكتاب (الصبر في القرآن) كأحد لبنات مجموعة "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" للـ د. يوسف القرضاوي، ليوضح لنا أنواع الصبر المختلفة، التي وعد الله عباده هذه المنزلة الفريدة، فبين في فصله الأول "حقيقة الصبر في القرآن وضرورته"، وفي فصله الثاني يشرح ما هي "مجالات الصبر في القرآن"، ثم يصور في الفصل الثالث "منزلة الصبر والصابرين في القرآن"، وفي الفصل الرابع يعطينا الأمثلة والنماذج "لشخصيات صابرة ذكرها القرآن"، وأخيرا وليس آخرا يرشدنا في الفصل الخامس إلى "ما يعين على الصبر في القرآن".

إن الله سبحانه جعل الصبر جواداً لا يكبو، وصارماً لا ينبو، وجنداً غالباً لا يهزم، وحصناً حصيناً لا يهدم ولا يثلم، فهو والنصر أخوان شقيقان فالنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، والعسر مع اليسر، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد، ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد، ولقد ضمن الوفي الصادق لأهله في محكم الكتاب أنه يوفيهم أجرهم بغير حساب، وأخبرهم أنه معهم بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين، فقال تعالى: « واصبروا إن الله مع الصابرين ﴾ [ الأنفال : 46 ]، فظفر الصابرون بهذه المعية بخير الدنيا والآخرة، وفازوا بها بنعمه الباطنة والظاهرة، وجعل سبحانه الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين، فقال تعالى وبقوله اهتدى المهتدون: ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون﴾ [ السجدة : ٢٤ ].