يجب ألا يغلب الرجاء الخوف، وعلينا أن نتقلب بين الحالين، نخاف أن يقصر العمر ونحن على حال لا يرضي ربنا، ونرجوه في الوقت نفسه قبول ما فات، وأن يمنحنا عمرًا نُحسن فيه العمل، "فخيركم من طال عمره وحسن عمله".
هذا العمل المبهر هو ثمرة نظرية الإيمان عند الغزالي جاء ليضع فيه خلاصة تجربته وعصارة عقله وفكره، جاء ليأخذ بيدي من فلتت منه خريطة الإيمان وضاع من زاد الطريق، ليثبت اقدام من تعثرت اقدامهم عن سبيل الحق والذين خدعهم الإطار البرّاق الذي وضع في قلبه الإلحاد و المادية الحديثة.
إن الإنسان ممتحن في هذه الدنيا بأمرين: ذكر الله واتباع هذاه، أونسيانه والضلال، فهو على مفرق طريقين لا ثالث لهما:
طريق الإيمان والهدى والسعادة في الدنيا والآخرة، وطريق الكفر والضلال والشقاء في الدارين.