المنهج التربوي للسيرة النبوية ج (10-11) – التربية السياسية

لقد بقى العرب ما ينوف عن ألف عام - قبل البعثة - وهم يتصارعون فيما بينهم، وعجزوا أن يؤسسوا دولة يتجاوزون فيها عالم القبيلة، ولايخضعون إلا لقيمها في الثأر وسفك الدماء حيث يرون في ذلك أمجادهم وآثارهم !!
وما إن ظهر الإسلام في الجزيرة العربية، وصدع النبي ﷺ بالحق في أهلها حتى دانت الجزيرة كلها لهذا الدين وللنبي القائد ﷺ، ولأول مرة في تاريخ العرب كلهم يصبحون أمة واحدة على رأسها قائد واحد وهو رسول رب العالمين.
والمؤلف - جزاه الله خيرا - إنما أراد أن يبين في هذا الكتاب كيف استطاع سيد الخلق محمد ﷺ أن يسوس هذه الأمة سياسة نرى فيها عظمة المصطفى ﷺ في فن سياسة الأمم وترويض القادة والعظماء، مما كان له أعظم الأثر في تكوين جيل تربى على يد النبي ﷺ تربية سياسية استطاع بها أن يسوس الدنيا ويخضع الناس لله رب العالمين - بكل ثقة ورضا - تحت راية لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله…