يبحث هذا الكتاب في معالجة بعض السلوكيات التي صدرت من بعض أفراد المجتمع المدني في عصر النبـي الكـريـم -ص- والتي ذكرها ابن هشام في سيرته، وكيف وجه النبي -ص- من وقـع منـه الخطأ وصححه له وبين له السلوك الذي ينبغي أن يـصـدر منـه، فأسس بذلك عليه الصلاة والسلام منهجـاً فريداً في التعامـل مع الخطأ .
إن المتأمل في المفاسد الاجتماعية بجميع صورها وأشكالها يجد أنها وليدة البعد عن تنشئة الأجيال التنشئة الإسلامية، وهذا يؤكد حاجة المسلمين خاصة والبشرية أجمع إلى المنهج الإسلامي، خاصة وأن الغزو الثقافي أصبح اليوم لا تحجبه الحدود الدولية، وا علو الجبال ولا عمق البحار وطول المسافات، بل يبث اليوم من أي مكان في الأرض ليصل إلى مل بقعة فيها، وهذا ما نشاهده اليوم، فكيف بالغد كيف بالسنوات المقبلة، فعلى الأمة الإسلامية أن تنتبه لهذا الخطر القادم، وأن تعي الأخطبوط الفكري الغازي القادم من الشرق والغرب، حتى لا تؤخذ على حين غرة
إن هذا الكتاب دعوة إلى إعادة قراءة تاريخنا واستلهام نمانجه الناجحة، ودعوة إلى فقه سنن التغيير وكيف أن ظاهرة صلاح الدين لیست ظاهرة بطولة فردية خارقة ولكنها خاتمة ونهاية ونتيجة مقدرة لعوامل التجديد ولجهود الأمة المجتهدة، وهي ثمرة مائة عام من محاولات التجديد والإصلاح، وبذلك فهي نموذج قابل للتكرار في كل العصور.
هـذا الكتاب هو مجموعة خواطر وتأملات وردت إلى قلب الكاتب حين ابتعد عن الضوضاء والعجاج لتمحيص ما هنالك من رصيد دعوي وذخيرة تجريبية وخلجات ضـمائر فـاه بها أصحابها خلال حواره معهم في جلسات التربية والتعليم في أكثر من بلد، ولما رتبها ونظر لها نظرة إجمالية شاملة: أيقن أن الدعوة الإسلامية تملـك حقائق تربوية كثيرة لم توظفها التوظيف الأمثل في منهجيتها التربوية، وأن التوظيف إذا تم بإذن الله فإنه سيدفع الدعوة إلى الأمام دفعة قوية، ويجعلها تحتكر الساحة.
والمقصود بالدعوة هنا، هي الدعوة إلى الله، قال تعالى: "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني...."، والمقصود بالدعوة إلى الله الدعوة إلى دينه وهو الإسلام "إن الدين عند الله الإسلام" الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من ربه سبحانه وتعالى.
عرض الغزالي الإسلام في كتابه على أنه وحدة غير قابلة للتجزئة. وكما أن الإنسان مكون من جسم وروح وعقل. وكذلك فإن الإسلام يتعامل مع الإنسان في جوانبه الثلاثة في تناسق. إن الغاية التي يهدف إليها الربعان الثالث والأخير من الإحياء، هي تزكية النفس، هذا الجانب الذي لم يحظ من المؤلفين قبل الغزالي إلا باليسير. وقد عرف الأحياء بالعرض السليم للموضوع، وتمتع بأسلوب أدبي سهل، وقد استطاع بواسطة الأمثلة أن يتغلب على الحواجز الفكرية. كما يتملك القدرة على الانتقال من المعنى النفسي إلى الصورة الحسية.
إن مناهج التربية الإسلامية لا تعمل فيها «شرعة» الوحي و«منهاجه» وحدهما وإنما لا بد من تكاملهما مع «ألباب» الراسخين في العلم القادرين على التفكر والعقل لآيات الله في الكتاب، ومع حواسهم المبصرة السامعة لآيات الآفاق والأنفس، لتكون حصيلة هذا التكامل هي إفراز «مناهج التربية الإسلامية» المتصفة بالأصالة والمعاصرة.
هذا الكتاب هو نداء إلى كل مسلم غيور بأن يجعل العمل بالإسلام والعمل له ونصرته والدعوة إليه والدفاع عنه مشروع حياته الذي يفرغ له طاقته وحهده ووقته وفكره؛ ليحيا به وفق مراد الله في الدنيا وينجو به في الآخرة.
إذا كان الفكر انعاكاسا صادقا لحياة الجماعة الإنسانية، فإن نوعه يتحدد بنوع هذه الحياة وبالإطار العقائدي الذي يوجه مسارها، وطالما أننا نعيش في مجتمع إسلامي، فإن الفكر الذي يعكس حياتنا الثقافية -في المجال التعليمي- هو الفكر التربوي الإسلامي بكل أصوله وركائزه ومحدداته ومقوماته وأساليبه النابعة من شريعتنا الإسلامية من ناحية، ومن واقعنا الإسلامي من ناحية ثانية، ومن تطلعاتنا المستقبلية من ناحية ثالثة.